Skip to main content

الرد على الافتراءات فيما يختص بكفارة المسيح

متى حمل المسيح خطايانا أو متى تمت الكفارة عن خطايا المؤمنين ؟

الإجابة: تم ذلك في الثلاث ساعات التي أظلمت فيها الشمس كما جاء في (متى27: 45 – 50 ) في هذه الساعات الثلاث تمت الكفارة.ليس قبل ذلك وليس بعد ذلك. من المذود الذي وضع فيه الرب يسوع عند ولادته من مريم العذراء وحتى ساعة الصلب لم يكن المسيح مكفّراً عن خطايانا. الكفارة تمت كاملة غير ناقصة على الصليب فقط. ومن يقول بخلاف ذلك فهو مبتدع ولا يستحق أن يدعى مسيحياً والبراهين على ذلك واضحة في أجزاء كثيرة من كلمة الله:

يقول الرسول بطرس في (1 بط 2: 24) الذي حَمَل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة ( أي خشبة الصليب). فعلى الصليب فقط حمل هو خطايانا. كما جاء أيضاً في رسالة يوحنا (1 يو 3: 5) "وتعلمون أن ذاك أظهر لكي يرفع خطايانا وليس فيه خطية" أي أنه فعل الأمرين معاً "حمل خطايانا ورفع خطايانا بعملية واحدة استغرقت ثلاث ساعات كما سبق وذكرنا كما جاء في (مت 27: 45- 50) حيث نقرأ "ومن الساعة السادسة (أي منتصف النهار)كانت ظلمة على كل الأرض إلى الساعة التاسعة. وفي الساعة التاسعة (أي ساعة تقديم الذبيحة المسائية) صرخ يسوع بصوت عظيم قائلاً إيلي إيلي لما شبقتني أي إلهي إلهي لماذا تركتني" وهذه هي صرخة الكفارة. تم ذلك في الساعة التاسعة أي ساعة تقديم الذبيحة المسائية وسبق الكلام عنها في الفصل الأول عند الكلام عن المحرقة الدائمة. في هذه الثلاث ساعات تمت الكفارة وليس سنة 1844 كما يدعى السبتيون. إن الشيطان وراء كل بدعة يقول الرسول بولس عن الشيطان "لأننا لا نجهل أفكاره" وما يقصده الشيطان من وراء هذه البدعة أن يجعل ذبيحة المسيح بلا قيمة.

إن الكفارة كانت كاملة والروح القدس يرينا النتائج المترتبة عليها وهي:

1-وإذا حجاب الهيكل قد انشق إلى م فوق إلى أسفل" (ع 51) إن كلمة "وإذا" ويقابلها بالإنجليزية "And lo" هي ملفتة. إن الروح القدس سجل هذه الكلمة التي معناها "إلتفت" أيها القارئ إلى النتائج المباركة لإكمال الكفارة. إن حجاب الهيكل الذي كان يحجب الله وراءه قد انشق من فوق (أي أن الله هو الذي فعل ذلك) إلى أسفل. أي لم يعد الله محتجباً كما كان من قبل إتمام الكفارة "حقاً أنت إله محتجب يا إله إسرائيل المخلص" (أشعياء 45: 15). أما وقد تمت الكفارة فقد تمت المصالحة " وأنتم الذين كنتم قبلاً أجنبيين وأعداء في الفكر في الأعمال الشريرة قد صالحكم الآن في جسم بشريته بالموت ليحضركم قديسين وبلا لوم ولا شكوى أمامه" (كو 1: 22) لقد صالحنا الله لنفسه بموت ابنه. وسيصير الكلام عن هذه المصالحة فيما بعد والتي أساسها دم الصليب.

2- إن متى البشير يتابع الكلام عن بعض نتائج كمال كفارة المسيح بالقول "والقبور تفتحت وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين وخرجوا من القبور بعد قيامته ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين" (ع 52) إن قيامتهم كانت بعد قيامة الرب في اليوم الثالث، لأنه هو باكورة الراقدين هؤلاء يختلفون عن الذين أقامهم الرب في أيام جسده والذين أقيموا في أجساد مائتة (قابلة للموت) مثل اليعازر، الذي أقامه الرب ثم بعد ذلك مات مرة أخرى. أما هؤلاء فقد قاموا بأجساد القيامة غير القابلة للموت مرة أخرى. فإنهم ظهروا واختفوا. نظير المسيح بعد قيامته. وأجساد القيامة لها هذه الخاصية أي الظهور والاختفاء إذا أرادت.

أما شهادة الروح القدس في الرسائل عن إتمام المصالحة بناء على كفارة المسيح فإننا نورد بعض الشواهد: ويجب أن نميّز أن أساس المصالحة هو موت المسيح. والإيمان هو الوسيلة للحصول على المصالحة "لأنه بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه" (عب 11: 6).

1- "لأنه إن كنا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه فبالأولى كثيراً ونحن مصالحون نخلص بحياته (رو 5: 10) لأنه حي في كل حين ليشفع فينا (عب 7: 25).

2- "ولكن الكل من الله الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح" (2كو 5: 18).

3- "لأنه فيه سُرّ أن يحل كل الملء (الإلهي) وأن يصالح به الكل لنفسه عاملاً الصلح بدم صليبه (أي إذ عمل الصلح بدم صليبه).... وأنتم الذين كنتم فبلاً أجنبيين وأعداء.... قد صالحكم الآن ... بالموت" (كو 1: 19- 22).

لكن ما هو الإيمان الذي هو الوسيلة للحصول على الخلاص ونوال الحياة الأبدية ؟ يقول الرسول في (رو 10: 9) "لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع (أو بيسوع ربّاً وسيداً لك) وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت. لأن القلب يؤمن به للبر والفم يعترف به للخلاص".والإيمان بالقلب أن الله أقام المسيح من الأموات معناه أن الله قبل عمل المسيح الكفاري الذي أُكمل على الصليب، ولذلك أقامه من (بين) الأموات. ولا دخل لمشاعر النفس وانفعالتها في الأمر، بل معنى الإيمان، أن الشخص الذي آمن لم يعد يقاوم الحق بل أصبح طائعاً مرحباً ببشارة الخلاص التي أرسلها له الله. والقلب يؤمن به للبر المؤسس على تقدير الله لعمل الرب يسوع الكفاري، كذلك الفم يعترف به للخلاص وبهذا يكرم الله الذي أرسل ابنه الوحيد كفارة لخطايانا (1يو 4: 10) برهان محبته ويكرم الرب يسوع الذي أطاع حتى الموت موت الصليب. ولذلك فإن الضرورة الأولى هي طبيعة من الله تتوق إلى الله ليهبها ما يقدمه الإنجيل. ومعنى ذلك أنه لابد أن يولد الإنسان من الله (يوحنا 3: 7، 8)قبل أن يرتاح راحة حقيقية على كفارة المسيح. ذلك لأنه إذ يحصل على الحياة الجديدة بهذه الكيفية يدرك في الحال ضرورة الكفارة وقيمتها.

قبل أن يحصل الإنسان على الحياة بواسطة الولادة من الله لا يكون عنده الشعور الكافي بالخطية إذ كيف يتسنى له قبل ذلك أن يعرف طبيعة الله القدوسة معرفة صحيحة. إنه لا يعرف سوى الرعب من الله وهذا يتوفر لدى الوثنى كما هو متوفر لدى الشياطين الذين قيل عنهم "يؤمنون ويقشعرون (أي يرتعبون) " (يع 2: 19) فالإيمان لا يأتي عن طريق الرعب من الدينونة، ولكن عن طريق إدراك محبة الله. "بهذا أظهرت محبة الله فينا (أو تجاهنا أي في حالتنا) أن الله أرسل ابنه الوحيد كفارة لخطايانا" (1يو 4: 9، 10). ونتيجة الإيمان "فرح لا ينطق به ومجيد" (قارن 1بط 1: 8، لوقا 15: 24، أعمال 8: 39، أعمال 16: 34).

واضح جداً ن أقوال الله في الرسائل أن الكفارة تمت مرة واحدة على الصليب لا تتكرر، برهان كفايتها وذلك بالمباينة مع الذبائح الكثيرة التي كانت تقدّم كل يوم في ظل الناموس وإليك أيها القارئ بعض الشواهد:

1- "فإن المسيح تألم مرة واحدة من أجل الخطايا ... لكي يقربنا إلى الله".

2- " كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا قدوس ... وصار أعلى من السموات

الذي ليس له اضطرار كل يوم مثل رؤساء الكهنة أن يقدم ذبائح ... لأنه فعل هذا مرة واحدة إذ قدم نفسه" (عب 7: 26 ،27).

3- "وليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداء أبدياً (أو محصلات فداء أبدياً) (عب 9: 12).

4- "ولا ليقدّم نفسه مراراً كثيرة ... ولكن الآن قد أظهر مرة عند انقضاء الدهور (الدهور المتعاقبة وآخرها دهر الناموس) ليبطل الخطية بذبيحة نفسه" (عب 9: 25، 26).

5- "فبهذه المشيئة نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة" (عب 10: 10).

6- "وأما هذا فبعدما قدمّ عن الخطايا ذبيحة واحدة جلس إلى الأبد عن يمين الله" (عب 10: 12).

7- "لأنه بقربان واحد قد أكمل إلى الأبد المقدسين" (عب 10: 14).

وخلاصة الأقوال السابقة: أنه ما كان ممكناً أننا نحن الخطاة ننال خلاصاً يتفق مع برّ الله وعدله إلا بموت المسيح على الصليب حاملاً حملنا الثقيل وهو خطايانا. وهذه هي الكفارة.

إن الإنجيل أي البشارة المفرحة التي بشرنا بها هي "أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب (العهد القديم) وأنه دفن وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب" (1كو 15: 3، 4) ثلاث حقائق مات، دُفن، قام، في الثلاث ساعات الظلمة حمل خطايانا ورفعها ثم مات (مات بإرادته بعد إكمال العمل) ودفن ولما دُفن دُفنت معه خطايانا في اقبر ولما قام في اليوم الثالث لم يقم حاملاً خطايانا لكي يصعد بها إلى السماء ويضعها في القدس السماوي ثم يحملها الشيطان أخيراً كما يقول السبتيون.

هذه الأقوال ليست إلاَّ تعاليم شياطين (1 تى 4: 1) ويحاولون إثبات ذلك بواسطة رمز في العهد القديم يفسرونه تفسيراً شيطانياً. لأن المعروف أن جميع الذبائح في العهد القديم إنما هي رمز للمسيح الذي هو الذبيحة الواحدة الحقيقية لذلك كانت الشروط مشدّدة أن تكون جميع الذبائح بلا عيب بما في ذلك التيسين اللذين يقدمان يوم الكفارة السنوية في اليوم العاشر من الشهر السابع من السنة العبرية (لاويين 16) . وإذا رجعنا إلى الشهادة الرمزية عن الكفارة نقرأ "ومن جماعة بني اسرائيل يأخذ تيسين من المعز لذبيحة خطية" (لا 16: 5) واضح أن كلا الحيوانين الطاهرين اللذين بلا عيب، أي ذبيحة مقدسة. ويلقي عليها قرعة: قرعة للرب وقرعة للشعب، والتيس الثاني، قرعة الشعب، يسمى تيس عزازيل (ومعناه بالعبرية الذي يذهب بعيداً) وهو المكمل للأول. وكان رئيس الكهنة (الممثل للشعب يعترف على رأسه بكل ذنوب بني اسرائيل وكل خطاياهم ثم يرسله إلى أرض بعيدة. وهو شهادة لنيابة المسيح في حمل خطايانا، كما أن التيس المذبوح شهادة للتكفير عن الخطية المقضى عليها أمام الرب تبريراً لطبيعته – كلاهما يرمزان لعمل المسيح الكفاري – التيس الأول قرعة الرب لمجد الله الذي شوهته الخطية في هذا العالم. أي موته لكي يقابل مطاليب قداسة الله لكي يتمجد الله من جهة الخطية، إذ كان ينبغي أن يتمجد الله من جهة الخطية بموت المسيح حتى ولو لم يخلص إنسان واحد أما تيس عزازيل قرعة الشعب فلأجل غفران خطايا الشعب فكان يلزم الاعتراف بالخطايا على رأسه ويرسل بعيداً (وهذا هو معنى اسم عزازيل) لكي يستطيع المؤمنون أن يفرحوا بغفران خطاياهم ويقولوا "كبعد المشرق عن المغرب أبعد عنا معاصينا" (مزمور 103: 12) كلا التيسين رمز للمسيح الذي مات على الصليب "لأجل مجد الله ولأجل خلاص المؤمنين الذين أتوا إلى الله معترفين بخطاياهم. وبذلك تم المكتوب "الرحمة والحق التقيا، البر والسلام تلاثما" (مزمور 85: 10) "الرب بار (عادل) في كل طرقه ورحيم في جميع أعماله" (مزمور 145). "العدل والحق قاعدة كرسيه. الرحمة والأمانة تتقدمان أمام وجهه" (مزمور 89: 14) الرب بار (عادل) عندما يدين الأشرار، والرب بار (عادل) عندما يخلص المؤمنين لأنه استوفى حقه من بديلهم على الصليب، كما قيل في رسالة رومية (رسالة التبرير) "ليكون الله باراً (عادلاً) ويبرر من هو من الإيمان بيسوع" (رو 3: 26). لقد بذل الله ابنه الوحيد، بذله كحمل الله لأن قداسته تطلبت ذبيحة بلا عيب، ومحبته أعدت هذه الذبيحة (يو 3: 16) لا يوجد تناقض بين عدالة الله ومحبة الله.

رأينا أن التيسين كلاهما رمز للمسيح. كما أن العصفورين اللذين يؤخذان عند تطهير الأبرص قيل عنهما "عصفوران حيّان طاهران" يذبح الواحد في إناء خزف على ماء حي والعصفور الآخر يغمس في دم العصفور المذبوح على الماء الحي ويطلق على وجه الصحراء، كلاهما رمز للمسيح في موته وفي قيامته. (لاويين 14).

هذا هو الحق الواضح في الإنجيل. أن العهد القديم يفسر في نور العهد الجديد ولا تفسر الرموز طبقاً للخيال البشري والذهن الفاسد الذي يستولي عليه الشيطان ولا تحكمه كلمة الله لكي يهين المسيح ويحتقر عمل المسيح. يقول السبتيون أن "تيس عزازيل" الذي هو ذبيحة خطية بلا عيب هو رمز للشيطان. هل الشيطان بلا عيب؟ هل الشيطان يحمل خطايا المؤمنين؟ إن الشيطان له رمز واحد في العهد الجديد إنه يدعى الحية القديمة لأنه دخل قديماً في الحية وتكلم بواسطتها لكي يخدع حوّاء. وعنه يقول بولس للكورنثيين "ولكن أخاف أنه كما خدعت الحية حواء بمكرها هكذا تفسد أذهانكم على البساطة التي في المسيح" (2 كو 11: 3). كما جاء في سفر الرؤيا (ص 20: 1) "ورأيت ملاكاً نازلاً من السماء ... فقبض على التنين، الحية القديمة الذي هو إبليس والشيطان: إبليس اسمه باللغة اليونانية. والشيطان اسمه باللغة العبرية ومعنى الاسم: الخصم أو المشتكى. ويرمز له بتنين كناية عن القوة الهائلة والقسوة ويرمز له بالحية كناية عن المكر.

رأينا في تفسيرهم لنبوة دانيال عن ال 2300 صباح ومساء بدعة فيها إهانة للمسيح. ومضمون البدعة أن عمل المسيح لم يكن كاملاً في الصليب. ثم رأينا تفسيرهم للكفارة السنوية (لاويين 16) أن "تيس عزازيل) الذي هو لذبيحة خطية طاهرة بلا عيب أنهم جعلوا التيس الطاهر رمزاً للشيطان. أنهم يكرمون الشيطان ويهينون المسيح وينطبق عليهم ما قاله الرسول بولس أنه "في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان تابعين أرواحاً مضلة وتعاليم شياطين" (1 تى 4: 1).

ومن ضمن تعاليمهم الشيطانية قولهم عن المسيح أنه هو "الملاك ميخائيل" (آرثر ليكى في كتابه {الله والإنسان العصري صفحة 88، 89} وهم في ذلك شركاء مع شهود يهوه في هذا التفسير. ويبنون تفسيرهم الهرطوقي هذا على أساس أن اسم "ميخائيل" باللغة العبرية معناه "شبه الله" أو "مثل الله" مع أن الترجمة الصحيحة كما يقول العارفون باللغة العبرية أن الاسم معناه "من مثل الله؟" أي لا يوجد شبيه لله. والرب نفسه له المجد يستنكر ذلك إذ يقول في إشعياء (ص 40: 25) "فبمن تشبهونني فأساويه يقول القدوس؟" إن الرب يسوع لا يقال عنه قط أنه "مثل الله" أو "شبه الله" لأن هذا تجديف فظيع على الرب. بل إن المسيح هو "صورة الله غير المنظور" (كولوسي 1: 15) أي هو "الله الحقيقي" كما قال عنه يوحنا في رسالته الأولى (ص 5: 20) "هذا هو الإله الحق (أي الله الحقيقي) والحياة الأبدية" "He is the true God and eternal life" ولتوضيح الفرق بين "الشبه" و"الصورة" نرجع إلى كلمة الله نفسها. ففي الكلام عن الناموس في (عب 10: 1) قيل "لأن الناموس إذ له ظل (أو شبه) الخيرات العتيدة لا نفس صورة الأشياء" "أي ليس حقيقة الأشياء.." كما قيل عن الكهنة اللاويين الذين يقدمون قرابين حسب الناموس "الذين يخدمون شبه السماويات وظلها" (عب 8: 5) كما قيا أيضاً "لأن المسيح لم يدخل إلى أقداس مصنوعة بيد، أشباه الحقيقية بل إلى السماء عينها" (عب 9: 23). كما جاء أيضاً في (2 كو 4: 4) "إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم إنارة انجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله" أي هو الله نفسه.

إن أول ذكر للملاك ميخائيل جاء في (دانيال 10: 13) "وهوذا ميخائيل، واحد من الرؤساء الأولين جاء لإعانتي" ثم في (ع 21) "ولا أحد يتمسك معي على هؤلاء إلا ميخائيل رئيسكم" أي رئيس ملائكة مخصص لشعب دانيال (أي اليهود). وقد ذكر ذلك صراحة في (دا 12: 10) "في ذلك الوقت يقوم ميخائيل الرئيس العظيم القائم لبني شعبك" (أي اليهود). كما ورد ذكره في رسالة يهوذا (ع 9) مخاصماً إبليس ومحاجاً عن جسد موسى. وكما نفهم من القرينة أن ميخائيل منع إبليس من كشف قبر موسى حماية لشعب اسرائيل من أن يكون جسد موسى موضع تكريم وعبادة لبني اسرائيل وبذلك يكون فخاً لهم.

وأخيراً نقرأ عن ميخائيل محارباً إبليس (التنين) وإسقاطه مع ملائكته من مكانهم في السماء (رؤ 12). كلاّ! ليس المسيح هو ميخائيل بل هو الذي خلق ميخائيل وكل الرئاسات الملائكية وجميع الملائكة كما جاء عنه في الرسالة للعبرانيين أنه هو "الصانع ملائكته رياحاً (أو أرواحاً)، وخدّامه لهيب نار" (عب 1: 7) وهو الذي قيل عنه في (دانيال 7: 10) "ألوف ألوف تخدمه وربوات ربوات وقوف قدامه". هو الذي في محضره تغطى الملائكة السرافيم وجوههم وأرجلهم بأجنحتهم" (أشعياء 6، يو 12: 41).

ثم من الذي تجسد وصار جسداً ووجد في الهيئة كإنسان؟ هل هو ميخائيل أم الكلمة الأزلي (يوحنا 1: 14) والذي قيل عنه "إنه حقاً ليس يمسك الملائكة" (عب 1: 16)؟ لا يمكن أن يقال عن رئيس ملائكة "أنه ليس يمسك ملائكة" ومهما كانت عظمة ميخائيل فهو مخلوق محدود وأما الخالق غير المحدود هو الذي تنازل لكي يكون الفدية هو "ابن محبته" الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا (كولوسي 1: 13، 14) لكي تكون الفدية غير محدودة كافية لأجل جميع البشر. "وهو مات لأجل الجميع" (2 كو 5: 14، 15).

  • عدد الزيارات: 4568