Skip to main content

الخاتمة

إنّ الأخطاء في ترجمة العالم الجديد كثيرة. بعضها تسبب فيه الجهل العلمي للمترجمين، وبعضها الآخر تحريف متعمد أنشئ على قواعد مخترعة لا وجود لها. وبناءاً على ما سيق من أدلة وبراهين، نعلن موقفنا الرافض لهذه الترجمة ونحكم بفسادها وانحرافها عن الحق المعلن في كتاب الله العزيز. هذه الترجمة إن صلحت لشيء، فكتفسير لتعاليم منظمة برج المراقبة، التي رغم وعدها بعدم تعدي "حدود الترجمة إلى مجال التفسير". [36] نرى مترجميها يضيفون ويحذفون ويحوّرون في الكلمات والمعاني كيفما شاءوا ورغبوا وليس من رادع.

إنّ الأمانة المسيحية والعلمية تلزم المترجم بأن لا يأخذ دور المفسر في عمله ولا يستنبط من الأصل ما يتناسب مع فكره أو يسند عقيدته. لكن ما مر بنا من أمثلة ينفي كل أشكال الأمانة عن قادة جمعية برج المراقبة ويرسخ اعتقادنا بانحرافهم عن الحق.

في تأمل عام وشامل لتاريخ هذه الجماعة والمراحل التي مرت بها يتضح لي شخصيا، أنّ أحدا لم يخطط للبدعة، ولا حتى المؤسس سعى إلى تأسيس فرقة بالانحراف الذي آلت إليه الجماعة اليوم. بدأ انحرافه خفيفا لكن ما لبث أن حبل وولد واحدة من أكبر الهرطقات على الإطلاق. لقد وضع أساسا أعوج، ومن تبعه بنى عليه وزاده اعوجاجاً، فاستحال معه التصحيح والتقويم.

وللانحراف مسببات، لعل أكبرها كان تعاملهم البسيط مع النصوص الكتابية والذي بلغ أحيانا حد السذاجة. لقد غفلوا بأنّ الحقائق الكتابية هرمية في تكوينها وبناءها، وإنّ انحراف إحدى حجارتها سيقود إلى خلل عام وشامل فيها. وحين بان الانحراف، منعهم الكبرياء من الرجوع إلى الله والعودة إلى أحضان الإيمان القويم. فكرسوا جهودهم على مدى أكثر من قرن على التقويم والتصحيح وتفادي الانهيار، ولـمّا عجزت الحجة عن ذلك وفرغت جعبتهم من الأدلة والبراهين امتدت أيديهم إلى كلمة الله، فطوّعوا نصوصها وسخّروها عنوة لسند حائطهم المهزوز.
 

  • عدد الزيارات: 4660