الفصل السابع: 1– خشبة أم صليب؟
أكتب في هذه المسألة ليس لأنها تشكل أهمية إيمانية وروحية كبرى أو أنها تمس جوهر العقيدة المتعلقة بموت المسيح الكفّاري، بل لكونها طابع قوي تميزت به جماعة شهود يهوه على مر السبعة عقود الماضية. فالصليب من الرموز المسيحية التي تعرضت للطعن من قبل شهود يهوه بعد أن كان رمز فخر واعتزاز يزين كتب زعمائهم رصل ورزرفورد. لكن بتغير الأزمان تغيرت مواقف شهود يهوه تجاه الصليب. ولا حرج في ذلك لأن التغيير في المواقف والتعاليم هو عندهم ركن من الأركان العقائدية*. وهكذا تحولت نظرتهم إلى الصليب من الإكرام إلى الشجب، فاستبدلوا كلمة "صليب" في استخداماتهم بعبارات عدة، منها: "أداة الإعدام"، "خشبة"، "خشبة الآلام"، "عموداً خشبياً".
كل ما نعرفه بالتدقيق من الإعلانات الإنجيلية أن المسيح مات معلقاً ومسمراً على خشبة، غير أن كتبة الإنجيل لم يعطوا وصفاً دقيقاً لهذه الخشبة، هل هي عاموداً خشبياً منفرداً أم قطعتين متقاطعتين من الخشب. فقط استخدموا كلمة يونانية واحدة لوصفها وهي staurōs، وعليه قام جدل في معاني هذه الكلمة قاد العلماء والمتخصصين، من مسيحيين وخلافهم، إلى وضع كتب وأبحاث ومجلدات كثيرة في هذا الموضوع اتخذت شتى الاتجاهات. لكن غالبيتها جاءت موافقة للصلب وقلة منها فقط مناهضة له. ورغم أن الاكتشافات الأثرية الحديثة قد رجحت كفة مؤيدي الصلب تبقى هذه المسالة عند البعض غير مستقرة ويستلزم الأمر بحوثاً واكتشافات أخرى لحسمها.
يضيق بنا المجال هنا للخوض في عمق هذا الموضوع فنختصر الحديث على مالدى شهود يهوه من حجج لغوية وغير لغوية في رفض الصليب.
نقلت ترجمات الكتاب المقدس كلمة "صليب" وفعل "الصلب" من الأصل اليوناني staurōs ، لكن بخلاف مجمل الترجمات نقلت ترجمة العالم الجديد إلى "خشبة" بدلا من "صليب"، و "علق على خشبة" بدلا من فعل "الصلب".
إلينا العديد من الآيات للتوضيح:
متى 27 : 40
فندايك: "إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَانْزِلْ عَنِ الصَّلِيبِ".
العالم الجديد: "انزل عن خشبة الآلام".
متى 27: 35
فندايك: " وَلَمَّا صَلَبُوهُ اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ مُقْتَرِعِينَ عَلَيْهَا".
العالم الجديد: "ولمّا علقوه على الخشبة".
لوقا 9 : 23
فندايك: "إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي ، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ ، وَيَتْبَعْنِي".
العالم الجديد: "ويحمل خشبة آلامه كل يوم ويتبعني".
متى 10: 38
فندايك: "وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُنِي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي".
العالم الجديد: "ومن لا يقبل خشبة آلامه ويتبعني فلا يستحقني".
قالوا: "الكلمة اليونانية ستافروس التي تترجَم عادة الى "صليب" تعني من حيث الاساس "عمودا او وتدا مستقيما" ...لا تعني مطلقا قطعتين من الخشب متقاطعتين بشكل ما . . . ولا يوجد شيء في اللغة اليونانية للعهد الجديد يدل حتى على قطعتين من الخشب" – "لم يمُت يسوع على صليب. فقد مات على عمود او خشبة. والكلمة اليونانية المنقولة الى "صليب" في كتب مقدسة عديدة تعني مجرد قطعة واحدة من الخشب". [31]
نقول: لا ننكر بأن staurōs في معناها الأصلي تفيد "عموداً" أو "وتداً"*. فقد أصاب معشر الشهود على الأقل في هذه النقطة. لكنهم يهملون جوانب أخرى في هذه المسألة لها أهميتها في الإستدال على شكل الخشبة، هل هي قطعة واحدة عامودية أم انها قطعتين متقاطعتين بشكل صليب؟ فالتعبير المستخدم في العهد الجديد لا يرفض المفهوم المتعارف عليه في الكنيسة حول الصليب. وحجتهم بانعدام الدليل على الصليب في اليونانية لا يعني تلقائيا وجوب الأخذ بعكس ذلك، فهذا ينم عن عدم أمانة وعدم موضوعية في البحث. فالدليل على كون staurós مجرد عامود خشبي هو أضعف من الدليل على كونها خشبتين متعارضتين بشكل صليب.
لقد احتار العلماء في التعبير اللغوي الذي ينبغي استخدامه لوصف وسيلة الإعدام الرومانية ورأوا أن المفردات اليونانية والآرمية لوصف هذه الممارسة، ومنها staurós قد تحمل معانٍ عدة من تعليق أو تسمير أو صلب. إلا أن التعبير الأسلم هو الصلب على قائمتين، واحدة عامودية وأخرى أفقية، وهذا أمر ليس له ما ينقضه كتابيا وعلميا.
ستافروس هي كلمة بسيطة غير مركبة ويمكن أن تستخدم بمعانٍ عدة كما جرت العادة في اللغات القديمة. وفي الحديث عن آلام المسيح وموته الكفّاري لفداء البشرية لابد أن يكون لها معنى مميزاً بعيداً عن الخلط والالتباس وأن تكون مفهومة لعامة الشعب وأبسطهم. فإن أخذنا كلام بولس "إن كلمة الصليب عند
---------------------------------------------------
*
"Strong G4716: σταυρός - stauros-stow-ros': From the base of G2476; a stake or post (as set upright), that is, (specifically) a pole or cross …
الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله" (1كورنثوس 1: 18) أو كلامه "إذا عثرة الصليب قد بطلت" (غلاطية 5: 11) ونقلنا staurós إلى مجرد "عامود" تكون الآيات مبهمة وغامضة لسامعيها. ولتفادي هذا الخلط عند القارئ أضافت ترجمة العالم الجديد كلمة "آلام" إلى "الخشبة" فصارت الآيات "إن الكلام عن خشبة الآلام حماقة عند الهالكين" و "معثرة خشبة الآلام قد أُبطلت". لكنها ترجمة خاطئة بامتياز، إذ لا يوجد في النص اليوناني ما يشير إلى خشبة وآلامٍ، وإنما هي كلمة واحدة بسيطة غير مركبة، staurós وتعني "عموداً".
نلحظ هنا المشكلة التي تواجههم في النقل والتي اضطرتهم إلى إضافة "الألم" للجملة لتفسير معنى staurós. هذا التكلف الشديد في النقل هو خير دليل على أن الكلمة تتضمن معنى أعمق مما يمكن حصره بالحرف اللغوي، فهي كلمة تصف وسيلة إعدام قاسية استخدمها الرومان وليست مجرد عامود أو وتد. الأمثلة كثيرة على أسلوب في نقل الكلمة ونأخذ مثالا آخراً،
غلاطية 6: 14
فندايك: " وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ".
العالم الجديد: "وأما أنا فحاشا لي أن أفتخر إلا بخشبة آلام ربنا يسوع المسيح".
اليونانية:
σταυρῷ τοῦ κυρίου ἡμῶν Ἰησοῦ Χριστοῦ
staurō (صليب) tou kuriou ēmōn (ربنا) iēsou (يسوع) christou (المسيح)
فيلبي 2: 8
فندايك: " وَضَعَ (المسيح) نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ".
العالم الجديد: "وضَعَ نفسهُ وصارَ طائعاً حتى الموت، الموت على خشبةِ آلامٍ".
اليونانية:
θανάτου δὲ σταυροῦ
Thanatou (موت)de staurou(الصليب)
في الأصل اليوناني هي كلمة واحدة لا غير، "ستافروس". تتقدمها أداة التعريف لتميزها عن غيرها، وهذه الكلمة لا يجوز أن تترجم إلى خشبة آلام. وإن شاؤوا الترجمة الحرفية المجردة استلزم أن ينقلوها إلى "عمودا" لتصبح العبارة "موت العامود"، ويتحول بالتالي كلام المسيح لأتباعه "من لا يحمل عموده ويتبعني فلا يستحقني".
قالوا: "يستخدم كتبة الكتاب المقدس كلمة اخرى للإشارة الى الاداة التي مات عليها يسوع: الكلمة اليونانية كسيلون. (اعمال ٥:٣٠؛ ١٠:٣٩؛ ١٣:٢٩؛ غلاطية ٣:١٣؛ ١ بطرس ٢:٢٤) وتعني هذه الكلمة "قطعة خشب كبيرة" او "عصا او هراوة او شجرة".[32]
نقول: علاوة على ذلك تستعمل Xýlon للإشارة إلى مادة الخشب* كما في الآية "ولكن إن كان أحد يبني على هذا الأساس ذهبا فضة حجارة كريمة خشبا عشبا قشا" (1كورنثوس 3: 12). فليس هنا ما يدل إلى أنها قطعة خشبية واحدة. فالكلمة قد تستخدم لوصف مادة الخشب على أنواعها وكمياتها. وتقابلنا الكلمة أيضا في الأعمال 13: 29 "ولما تمموا كل ما كتب عنه أنزلوه عن الخشبة ووضعوه في قبر". وهنا قد تشير الكلمة إلى الخشبة الافقية أو العامودية، فكل منها هي Xýlon، ويرجح البعض انها الخشبة الافقية التي كانت تحمل على ظهر المحكوم عليه لتشديد آلامه فيربط عليها ثم ترفع الخشبة لتثبت على الخشبة العامودية، التي من المرجح أنها تبقى في مكانها لتنفيذ أحكام أخرى.
قالوا: "أما الدليل القاطع والاهم على ان يسوع لم يمت على صليب فنجده في كلمة الله...ملعون كل معلق على خشبة".[33]
نقول: ليس في الآية المقتبسة دليلاً على شيء. وعبارة "عُلّق على خشبة" لا تعني بالضرورة من علق على قطعة واحدة. كل ما هناك أنهم خلطوا بين الصلب stauroó والتعليق kremannumi ونرى أنهم استخدموا هذا الأسلوب في نقل آيات أخرى كما في الأمثلة التالية:
غلاطية 2: 20
فندايك: "مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ".
العالم الجديد :"مع المسيح انأ معلق على خشبة".
اليونانية:
Χριστῷ συνεσταύρωμαι
Christō sunestaurōmai
فبينما يرد فعل "علق" kremannumi κρεμάννυμι * في الآية من غلاطية 3: 13 يغيب تماما في 2: 20، رغم ذلك تستخدمه ترجمة العالم الجديد في الموضعين. وهذا مثال أخر على انعدام الأمانة العلمية وعلى الحيرة في نقل المعاني الحقيقية للفعل المشتق عن staurós، والذي لا يمكن بأي حال من الاحوال أن يعني "التعليق". نرى تكراراً لهذا الأمر أيضا في الآيات التالية:
--------------------------------------------------
*
Strong: ξύλον, xulon, xoo'-lon. From another form of the base of G3582; timber (as fuel or material); by implication a stick, club or tree or other wooden article or substance: - staff, stocks, tree, wood.
* قاموس Strong G2910
مرقس 16: 6
فندايك: "يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ الْمَصْلُوبَ".
العالم الجديد: "يسوعَ الناصريَّ الذي عُلق على خشبةٍ".
متى 20: 19
فندايك: "وَيَجْلِدُوهُ وَيَصْلِبُوهُ"
العالم الجديد: "ويجلدوه ويعلّقوه على خشبةٍ".
لا صواب في نقل ستافروس إلى "تعليق على خشبة"، وإن محاولاتهم المستميتة تؤكد عجزهم عن وصف المعاني الحقيقية الكامنة في هذه العبارة وأن كلمة "صليب" هي أفضل وأدق وصف لوسيلة الإعدام الرومانية.
قالوا: "ما من دليل على ان الذين ادّعوا المسيحية استخدموا الصليب في العبادة في السنوات الثلاثمئة التي تلت موت المسيح. ولكن في القرن الرابع، اعتنق الامبراطور الوثني قسطنطين المسيحية الزائفة التي كان قد تفشّى بها الارتداد، وروّج الصليب رمزا لها. وبغض النظر عن الدوافع التي حدت بقسطنطين الى ذلك، لا علاقة للصليب بيسوع المسيح، وإنما يرجع اصله الى الوثنية". [34]
نقول:
1 - لقد استعمل الصليب كرمز ديني وثني في الأزمنة السابقة للمسيحية في بعض الديانات. وهذا الأمر لا يعنينا كثيراً لأننا ننظر إليه من واقع حادثة موت المسيح وما آل إليه هذا الموت الكفاري من بركات عظمى للبشرية جمعاء. وإن كانت الأمم الوثنية تتعبد لآلهتها بتقديم الذبائح فهل هذا يثنينا عن الإيمان بأهمية الذبائح وعلى رأسها ذبيحة المسيح؟
2 - وإن كان هذا الرمز العظيم لم يظهر بوضوح في حياة الكنيسة في بداية عهدها إلى القرن الرابع، فذلك لان الكنيسة كانت تجتاز نيران الاضطهاد الروماني مما جعلها تتجنب استخدام كل شكل من أشكال الرموز الدينية، وليس في تحفظهم هذا أي دليل على جهلهم به أو عدم استخدامهم المطلق له.
3 - عرف العالم المسيحي قبل القرن الرابع العديد من ترجمات العهد الجديد، كالترجمة السريانية المعروفة بالبسيطة (فشيطتو)، والترجمة القبطية، وغيرها. كما وجاء ذكر الصليب في كتب طقسية كثيرة. فلو افترضنا أن الصليب لم يعرف قبل قسطنطين وأن المسيحيين تناقلوا على مدى ثلاثمائة سنة كلمة "عامود"، فكيف استطاع قسطنطين وبهذه السهولة أن يغير أفكار مئات الآلاف من المسيحيين المنتشرين في مصر وبلاد الشام وبلاد النهرين وفارس وأسيا الصغرى؟ وكيف يمر هذا التغيير مرور الكرام بدون أن يحدث ضجة ما؟ وكيف تجمع عليه مجمل الفرق المسيحية آنذاك، لا سيما أنها كانت متناحرة ومنقسمة إلى نحل عديدة؟ بل وكيف يتسنى لقسطنطين في آن واحد تغيير مجمل الترجمات الموجودة ليتحول فيها "العامود" إلى "صليب"؟
قالوا: "طريقة الإعدام هذه تجعل من الشخص "لعنة"، فليس لائقا أن يضع المسيحيون في منازلهم صورا وتماثيل تُظهر المسيح مصلوبا". [35]
نقول: استخدامهم للبلاغة والمنطق للزج بالصليب في خانة العبادات الوثنية ولجعله أداة لا يجوز الافتخار بها هو أمر يتناقض مع روح العهد الجديد. فبالرجوع إلى كلمة الله لا نلحظ أن الوحي يبيّن الصليب مجرد أداة محتقرة، وإنما رمز للتضحية والفداء يستحق أن يكون مركز افتخارنا وأن نحمله مدى الحياة. فهل أمرنا المسيح بحمل أداة إعدام محتقرة؟ وكيف نفسر قول الرسول: " فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح"؟ وحتى لو أسلمنا جدلا بأنه "عمود" فإن الآية تجيز الافتخار به.
نرى أنها محاولات فاشلة لتجريد الصليب من قوته ومعانيه السامية وجعله أداة محتقرة. لقد جهلوا أو تجاهلوا أن الصليب عند المسيح هو المجد بذاته، (يوحنا 12: 23). وأن الصليب هو الأداة التي استخدمها الله ليمحي ديننا، والتي بها انتصر على إبليس وسحق رأسه (كولوسي 2: 14- 15)، ومن خلالها صالح اليهود والأمم مع بعضهم البعض ومع نفسه ، "ويصالح الاثنين في جسد واحد مع الله بالصليب، قاتلا العداوة به" ( أفسس 2: 16). فإن كان الصليب لا يستحق الافتخار به، لماذا لا يتجنب الوحي ذكره في المصالحة مع الله ويذكر بدلاً منه الدم؟
يقيناً، لا تنصب أغراض شهود يهوه في بحث علمي صادق يراعي جميع النظريات وينظر في مجمل البراهين والأدلة التي قد ترفض الصلب أو تؤيده، وإنما جل غرضهم هو توجيه الانظار إلى ما ينصب في صالح نظريتهم. وإن إصرارهم الشديد على نكران حقيقة الصلب رغم انعدام الأدلة القطعية عليه له بواعث أساسية هي:
1 - استخدام تعابير حصرية تميزهم عن باقي الطوائف المسيحية وتضمن لهم هوية خاصة بارزة توحدهم وتظهرهم في العالم كشعب يهوه الأمين. وقد مر بنا أنهم لهذا الغرض غيروا مصطلحات وابتدعوا أخرى لا وجود بين الجماعات المسيحية، مثل "ممارسة الايمان"، ويعنى بها الاعمال الصالحة، و"المحافل"، ويعنى بها المجامع الكنسية، "وقاعة الملكوت" التي حلت مكان "الكنيسة"، و "شهود يهوه" التي حلت محل "المسيحيون"، أو "شهود المسيح".
2 – إلغاء الرموز المسيحية الحقيقية. ومن هذه الرموز أيضا الاعياد الكبيرة كالميلاد والقيامة، التي نسبوها كذلك الأمر للوثنية وحذروا من الاحتفال بها.
- عدد الزيارات: 8659