Skip to main content

الفصل الثالث - الرجال الذين قالوا للملك "لا" - الأمر الملكي

الصفحة 3 من 9: الأمر الملكي

الأمر الملكي

"ثم أرسل نبوخذ نصر الملك ليجمع المرازبة والشحن والولاة والقضاة والخزنة والفقهاء والمفتين وكل حكام الولايات ليأتوا لتدشين التمثال الذي نصبه نبوخذ نصر الملك. حينئذ اجتمع المرازبة والشحن والولاة والقضاة والخزنة والفقهاء والمفتون وكل حكام الولايات ليأتوا لتدشين التمثال الذي نصبه نبوخذ نصر الملك ووقفوا أمام التمثال الذي نصبه نبوخذ نصر. ونادى منادٍ بشدة قد أُمرتم أيها الشعوب والأمم والألسنة. عندما تسمعون صوت القرن والناي والعود والرباب والسنطير والمزمار وكل أنواع العزف أن تخروا وتسجدوا لتمثال الذهب الذي نصبه نبوخذ نصر الملك. ومن لا يخر ويسجد ففي تلك الساعة يُلقى في وسط أتون نار متقدة. لأجل ذلك وقتما سمع كل الشعوب صوت القرن والناي والعود والرباب والسنطير وكل أنواع العزف خر كل الشعوب والأمم والألسنة وسجدوا لتمثال الذهب الذي نصبه نبوخذ نصر الملك" (دانيال 3: 2- 7).

عندما صنع نبوخذ نصر التمثال الذهبي، أعلن بهذا عن مدى حماقته.. لقد أعلن الله له مجده في الحلم الذي أعطاه إياه، وعرف نبوخذ نصر أنه إله الآلهة ورب الملوك، لكنه بدلاً من أن يوجه شعبه لعبادة الإله الحي، طالبهم بالسجود لتمثال صنعه الإنسان.

وأولئك الذين أطاعوا أمر نبوخذ نصر كانوا بلا عذر كما قال بولس الرسول "لأن غضب الله معلن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم. إذ معرفة الله ظاهرة فيهم لأن الله أظهرها لهم. لأن أموره الغير المنظورة ترى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته حتى إنهم بلا عذر. لأنهم لما عرفوا الله لم يمجدوه أو يشكروه كإله بل حمقوا في أفكارهم وأظلم قلبهم الغبي وبينما هم يزعموا أنهم حكماء صاروا جهلاء. وأبدلوا مجد الله الذي لا يفنى بشبه صورة الإنسان الذي يفنى والطيور والدواب والزحافات" (رومية 1: 18- 23).

إن عبادة الإنسان للأصنام تؤكد مدى عمى الإنسان، وحماقته وظلام قلبه كما يقول أشعياء النبي "قطع لنفسه أرزاً وأخذ سندياناً وبلوطاً.. يأخذ منه ويتدفأ.. ثم يصنع إلهاً فيسجد. قد صنعه صنماً وخر له. نصفه أحرقه بالنار. على نصفه يأكل لحماً.. وبقيته قد صنعها إلهاً صنماً لنفسه يخر له ويسجد ويصلي إليه ويقول نجني لأنك أنت إلهي. لا يعرفون ولا يفهمون لأنه قد طمست عيونهم عن الإبصار وقلوبهم عن التعقل. ولا يردد في قلبه وليس له معرفة ولا فهم حتى يقول نصفه قد أحرقت بالنار وخبزت أيضاً على جمره شويت لحماً وأكلت. أفأصنع بقيته رجساًً ولساق شجرة أخرى. يرعى رماداً. قلب مخدوع قد أضله فلا ينجي نفسه ولا يقول أليس كذب في يميني" (أشعياء 44: 14- 20).

لقد أعلن نبوخذ نصر الملك بصنعه التمثال الذهبي عن مدى حماقته وظلام قلبه.

ونرى مدى التضاد بين الديانة الإلهية وديانة الإنسان. فالله يجذب الإنسان نحوه بالحب "نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً" (1 يوحنا 4: 19) أما الديانة التي من صنع الإنسان أو من وحي الشيطان فهي تقوم على الخوف وتنتشر بالتهديد بالموت. وهكذا كانت ديانة نبوخذ نصر (دانيال 3: 6).

ولقد جمعت ديانة نبوخذ نصر حولها قادة مملكته وعظمائها (دانيال 3: 3)، وكانت ديانة جذابة اتصفت بالإثارة، وإشباع ميول الإنسان إذ ارتبطت بالموسيقى الصاخبة، (دانيال 3: 5)ولكنها مع هذا كله تأسست على التهديد بالحرق في أتون النار لمن لا يسجدون للتمثال وبهذا أعطت السلطة الزمنية الحكومية مكان الله الديان العادل، الذي سيدين الناس حين يقفون أمام عرشه الأبيض العظيم ويطرح غير المؤمنين والعصاة في بحيرة النار المتقدة بالكبريت.

وكل ديانة من صنع الشيطان أو الإنسان هي محاولة لتقليد الله.

الولاء للناموس الإلهي
الصفحة
  • عدد الزيارات: 25456