Skip to main content

الفصل الثاني - التمثال العظيم - استخدام الحكمة الممنوحة له من الله

الصفحة 6 من 7: استخدام الحكمة الممنوحة له من الله

استخدام الحكمة الممنوحة له من الله

قرأنا في الإصحاح الأول أن الله أعطى دانيال وأصحابه "معرفة وعقلاً في كل كتابة وحكمة" (دانيال 1: 17). والحكمة هي تطبيق المعرفة، وقد حان الوقت لتطبيق المعرفة عملياً في هذه الأزمة القاتلة.

لقد طلب أريوخ رئيس شرط الملك الذي خرج ليقتل حكماء بابل دانيال وأصحابه ليقتلوهم "حينئذ أجاب دانيال بحكمة وعقل لأريوخ رئيس شرط الملك.. أجاب وقال لأريوخ قائد الملك لماذا اشتد الأمر من قبل الملك" (دانيال 2: 14- 15) ويبدو من هذا النص أن دانيال وأصحابه كانوا غائبين عن المشهد حين استدعى الملك حكماء بابل للمثول في حضرته. "وحينئذ أخبر أريوخ دانيال بالأمر" (دانيال 2: 15).

ويقيناً أن الله منح دانيال شجاعة أدبية مع الحكمة الإلهية "فدخل دانيال وطلب من الملك أن يعطيه وقتاً فيبين للملك التعبير" (دانيال 2: 16).

التجأ إلى الله العلي بالصلاة

"حينئذ مضى دانيال إلى بيته وأعلم حننيا وميشائيل وعزريا أصحابه بالأمر. ليطلبوا المراحم من قبل إله السموات من جهة هذا السر لكي لا يهلك دانيال وأصحابه مع سائر حكماء بابل" (دانيال 2: 17- 18).

أقام دانيال وأصحابه اجتماع صلاة

والالتجاء إلى الله بالصلاة هو الطريق السلطاني للخروج من الأزمات.

"أعلى أحد بينكم مشقات ليصل" (يعقوب 5: 13) وصلاة المؤمنين المتحدين بنفس واحدة تقتدر كثيراً في فعلها. اتفق الأصحاب الأربعة لطلب المراحم من قبل إله السموات. وطلب المراحم يعني أنهم اعترفوا لله بعدم استحقاقهم، وبثقتهم في مراحمه. واستجاب الله صلاة هذه الأقلية الأمينة المؤمنة. "حينئذ لدانيال كشف السر في رؤيا الليل" (دانيال 2: 19).

شكر دانيال الله وأعطاه كل المجد

كان رد الفعل لكشف السر لدانيال. هو تقديم الشكر لله وإعطائه المجد كله.

"فبارك دانيال إله السموات. أجاب دانيال وقال ليكن اسم الله مباركاً من الأزل وإلى الأبد لأن له الحكمة والجبروت وهو يغير الأوقات والأزمنة يعزل ملوكاً وينصب ملوكاً. يعطي الحكماء حكمة يعلم العارفين فهماً. وهو يكشف العمائق والأسرار. يعلم ما هو في الظلمة وعنده يسكن النور. إياك يا إله آبائي أحمد وأسبح الذي أعطاني الحكمة والقوة وأعلمني الآن ما طلبناه منك لأنك أعلمتنا أمر الملك" (دانيال 2: 19- 23).

فليتعلم المؤمنون هذه الصلوات العميقة. كانت صلاة دانيال، بعكس ما نسمعه اليوم في كنائسنا من صلوات طويلة ومملة، صلاة مختصرة.... لكنها حوت من المعاني العميقة ما يمكن أن يملأ مجلدات.

لقد شكر دانيال إله السموات وباركه. (دانيال 2: 19).

وأعلن صفاته وكماله. (دانيال 2: 20).

وأعلن سيادته المطلقة. (دانيال 2: 21).

وأعلن أنه مانح الحكمة والمعرفة. (دانيال 2: 22).

في عبارات قليلة أعلن دانيال في صلاته أن الله مطلق الوجود، ومطلق القدرة، ومطلق المعرفة، وسيد الأرض كلها. وقدّم دانيال الحمد والتسبيح لله.. إله آبائه.. الإله الذي ظهر لإبراهيم، وتكلم مع يعقوب، وأعلن مجده لموسى.. ولم يدعى دانيال أي فضل لنفسه، بل أعطى كل المجد لله.. وهذا درس يجب أن نتعلمه إذ لا يكفي أن نطلب ونأخذ، بل يجب أن نمجد الله ونشكره على ما أخذناه.

بعد أن شكر دانيال الله، وقدم له التسبيح والحمد، وأعطاه كل المجد في السر.. كان لابد أن يقدم لله كل المجد في العلن "فمن أجل ذلك دخل دانيال إلى أريوخ الذي عينه الملك لإبادة حكماء بابل. مضى وقال له هكذا. لا تبد حكماء بابل. أدخلني إلى قدام الملك فأبين للملك التعبير. حينئذ دخل أريوخ بدانيال إلى قدام الملك مسرعاً وقال له هكذا. قد وجدت رجلاً من بني سبى يهوذا الذي يعرف الملك بالتعبير" (دانيال 2: 24- 25).

دانيال الآن في حضرة الملك نبوخذ نصر
الصفحة
  • عدد الزيارات: 28368