الفصلُ الخامِس وَصَفاتٌ لِلتَّواصُلِ معَ النَّاس - ظاهِرَة السُّلحُفاة
ظاهِرَة السُّلحُفاة
بينما كُنتُ أناقِشُ "مُعطِّلاتِ حلقة الإتِّصال" هذه معَ الشُّركاء الزَّوجِيِّين، قلتُ للكَثيرينَ منهُم أنَّهُم كانُوا يتصرَّفُونَ كزَوجَينِ من السلاحِف. فإذا أسأتَ مُعامَلَةَ السُّلحُفاة، تَنسَحِبُ هذه السُّلحُفاةُ إلى داخِلِ حُجرَتِها العَظمِيَّة، وتختَفي عن الأنظارِ لوقتٍ طَويل. عندما لا يُستَقبَلُ إتِّصالُنا بشكلٍ مُلائِم، ننسَحِبُ مثل السُّلحُفاةِ إلى داخِلِ حُجرَتِنا العَظمِيَّة. كثيرونَ من الشُّركاءِ الزَّوجِيِّين يعيشُونَ معاً مثل سُلحُفاتَين، ويحتاجانِ أن يفهَما أنَّ التواصُلَ لهُ مجالان أو بُعدان: مجالُ العطاءِ ومجالُ الأخذ.
إنَّ كُلاً من بَعدَي الإتِّصال هذين هُما على درجَةٍ كَبيرَةٍ من الأهمِّيَّة وينبَغي الإعتِرافُ بهما، وتقديرُهما، والتَّعامُلُ معَهُما، إذا أرادَ الشُّركاءُ الزَّوجِيُّون، أو المُؤمنُونَ في أيَّةِ علاقَةٍ، أن تكُونَ لديهم الوسيلة التي تُمكِِّنُهُم من المُحافَظة على وحدَتِهم في المسيح.
ظاهِرَة النِّيص
هُناكَ مقطُوعَةٌ شِعرِيَّةٌ صغيرَةٌ عن نِيصَينِ يُحاوِلانِ التعبِيرَ عن حُبِّهِما لِبَعضِهِما البَعض في ليلَةٍ بارِدة. عندما يُطرَحُ السُّؤال، "كيفَ يغمُرُ النِّياصُ بعضُهما البَعض؟" يكُونُ الجوابُ، "بحذَرٍ شَديد!" فكِلاهُما مُصَمِّمانِ على التعبِيرِ عن محبَّتِهِما وعطفِهِما لِبَعضِهِما البَعض، ولكن في كُلِّ مرَّةٍ يُحاوِلانِ الإقتِرابَ من بعضِهما البَعض، يعلَقانِ بأشواكِهما.
إنًَّ المعنى الجوهَريّ من تطبيقِ هذا الشِّعر واضِحٌ جِدَّاً. فعندما نُحاوِلُ أن نتواصَلَ على مُستَوىً حَميم كزَوجٍ وزَوجَةٍ، أو كمُؤمِنين، نعلَقُ أحياناً بأشواكِ الطريقة التي بها يتلقَّى الشريكُ الزَّوجِيُّ أو المُؤمنُ الآخَرُ محاوَلاتِنا للإنفِتاحِ والتواصُل. إنَّ تطبيقَ الإستعارَة الجميلة لهذا الشعر هُوَ أنَّهُ علينا أن لا نَنسَحِبَ ولا نُبعِدَ أنفُسَنا عن علاقَاتِنا، كَونَنا تشوَّكنا بطريقَةِ تلقِّي الآخرينَ لمحاولاتِنا التعبير عن الإتِّصال. لهذا يتطلَّبُ الإتِّصالُ الشجاعَةَ.
بالإختِصار
التَّواصُلُ ليسَ فقط ما يُقالُ، بل ما يُسمَعُ.
التواصُلُ ليسَ فقط ما يُقالُ، بل ما يُشْعَرُ بهِ.
التواصُلُ ليسَ فقط ما يُقَالُ، بل ما يُريدُ الناسُ سماعُهُ.
التواصُلُ ليسَ فقط ما يُقالُ، بل هُوَ جُملَةُ ما يُعَبَّرُ عنهُ بالكلامِ والحركاتِ والوسائِلِ الأُخرى.
- عدد الزيارات: 10392