Skip to main content

الفصلُ الخامِس وَصَفاتٌ لِلتَّواصُلِ معَ النَّاس - ما هُوَ الإتِّصال؟

الصفحة 2 من 6: ما هُوَ الإتِّصال؟

ما هُوَ الإتِّصال؟

أرادَ أُستاذٌ جامِعِيٌّ أن يستَخدِمَ درساً موضُوعيَّاً غيرَ إعتِيادِيّ، ليُعَلِّمَ صفَّهُ عن مبادِئِ الإتِّصال. فتعمَّدَ الوُصُولَ مُتأخِّراً إلى صَفِّهِ ذاتَ يوم، وكما توقَّعَ، وجدَ تلاميذَهُ في فَوضى عارِمَة ومُشادّاةٍ حادَّة. فتحرَّكَ بِسُرعة إلى مُقدِّمَةِ الصَّفّ، وضربَ بكَفِّهِ بِقُوَّةٍ على طاوِلَةِ مكتَبِهِ. وصرخَ قائِلاً، "أُريدُ فوضَى عارِمَة!" مُباشَرَةً بعدَ أن ضربَ بكفِّهِ على الطاوِلَة، بِصَوتٍ يُشبِهُ طلقَةَ المُسدَّس، فجأَةً صمتَ التلاميذُ صمتاً مُطبَقاً.

لقد قدَّمَ فِكرَتَهُ وشرَحَ لتلاميذِهِ أنَّ الخُبَراءَ يتَّفِقُونَ بِقَولِهِم لنا أنَّ 7 % فقط ممَّا نتواصَلُ بِهِ معَ الآخرين يُنقَلُ من خلالِ الكَلِمات. و 44 % يُنقَلُ من خلالِ حركاتِ الجَسد، و 49 % يُنقَلُ من خلالِ نَبَراتِ التَّشديد التي نضَعُها على الكلمات التي ننطِقُ بها. علَّمَ هذا الأُستاذُ تلاميذَهُ أنَّ ما قالَهُ لهُم – "أُريدُ فوضى عارِمَة!" – كان فقط 7 % من الرِّسالَةِ التي وجَّهَها لهُم. و 93 % الباقِيَة من رسالتِهِ تمَّ التَّواصُلُ بها من خلالِ حركاتِهِ الغاضِبَة وصوتِهِ المُرتَفِع، واللَّذَانِ كلاهُما نقلا رسالَةً تقُولُ، "توقَّفُوا حالاً عن الكلام."

إنَّ مبادِئَ الإتِّصال هذه بِعَينِها تَصِحُّ بحذافِيرِها في الزواج، أو في أيّةِ علاقَةٍ أُخرى. هُناكَ أزواجٌ كَثِيرُون يُخبِرُونَ راعي كنيستِهم أو مُرشدَهُم الزَّوجِيّ قائِلين، "نحنُ لا نتواصَلُ. نحنُ لا نُكَلِّمُ بعضُنا بعضاً بتاتاً." ولكن بناءً على الدرس الذي تعلَّمناهُ من الأُستاذ والتلاميذ، بإمكانِكُم الجزم أنَّ  الزوجَ والزوجَةَ يتواصَلانِ لا محالَة, حتَّى عندما يكُفَّانِ عنِ الكلامِ بتاتاً. وتواصُلُها يكمُنُ في الطَّريقَةِ التي يتواصَلانِ بها، وبماذا يتواصَلانِ، ولكنَّ المُحتَّم هُوَ أنَّ الزوجَ والزَّوجَةَ يتواصَلانِ دائماً بشكلٍ عام.

يُعرِّفُ القامُوسُ التواصُلَ بكونِهِ "إعطاءُ وأخذُ المَعلُومات، الرَّسائِل، والأفكار، وذلكَ عن طريقِ الكلام، الحركات، أو وسائِل أُخرى." يحدُثُ الإتِّصالُ في الزواج أو في العلاقاتِ الأُخرَى، من خلالِ هذه "الوسائِل الأُخرى." فبِإمكانِ إبتِسامَةٍ أن تُعبِّرَ عن مُجَلَّداتٍ من التفكيرِ الإيجابِيّ والعواطِفِ الجَيَّاشَة. وتجَهُّمٌ أو إزدِراءٌ، يُمكِنُ أن يُعَبِّرا عن مُجلَّداتٍ من الغضَبِ والسُّخرِيَة. فعندما يُغلِقُ الرَّجُلُ البابَ بِعُنفٍ، أو عندَمايضرُبُ الجدارَ بقَبضَتِهِ، ألَيسَت هذه وسائِل مُتَنوِّعَة من الإتِّصال؟

عندما يتوقَّفُ الرَّجُلُ والمَرأَةُ عن التكلُّمِ معاً، وعندَما يُعامِلانِ بَعضُهما بعضاً بإحتِقارٍ صامِت، ألا يكُونَانِ يتواصَلانِ؟ سمِعتُ مرَّةً إمرأَةً حَكيمَةً تقُولُ، "عندما يَصمُتُ زَوجي، عليكَ أن تَتَنصَّتَ لتُصغِيَ برَويَّةٍ لما يقُولُهُ."

أضيئُوا الأنوار
الصفحة
  • عدد الزيارات: 10391