الفَصلُ السَّابِع وصفَةٌ للشُّعُورِ بالذَّنبِ
لم يحتَجْ أحدٌ أكثَر من داوُد لإيجادِ حَلٍّ لمُشكِلَةِ الشُّعُورِ بالذَّنبِ. إن كُنتَ تُريدُ أن تُقدِّرَ قِيمَةِ سبب شُعُورِ داوُد بالذَّنبِ، إقرَأْ قصَّةَ أسوأ صفحة من حياةِ داود في سفرِ صموئيل الثَّاني التَّاريخي، من الإصحاح 11 إلى 18. لقد كانَ داوُد ثانِي ملك في إسرائيل، وكانَ أفضَلَ ملكٍ لِشعبِ إسرائيل على الإطلاق. ملكَ لمُدَّةِ أربَعينَ سنَةً، وبعدَ أن صارَ لهُ في المُلكِ أربَعَةَ عشرَ عاماً، نعلَمُ أنَّهُ أخطأَ. لقدِ إقتَرَفَ خَطِيَّةَ الزِّنَى معَ إمرأَةٍ تُدعَى بَتثشَبَع، ومن ثَمَّ خَطَّطَ لقَتلِ زوجِها في ساحَةِ المعرَكَة.
عندَما تمَّتْ مُراجَعَةُ قصَّةِ حياتِهِ في مُلوك الأوَّل الإصحاح 15، نقرَأُ: "فعلَ داوُد ما هُوَ مُستَقيمٌ في عيني الرَّبّ، ولَمْ يَمِلْ عن كُلِّ ما أمرَهُ بهِ اللهُ كُلَّ أيَّامِ حياتِهِ، إلا في أمرِ أُوريَّا الحِثِّي." فعندما نظرَ اللهُ خلفِيَّاً إلى هذه الحقبة الرَّهيبة من حياةِ داوُد، كانَ أسوَأُ جزءٍ من خَطيَّتِهِ هُوَ ما فَعَلَهُ بأُورِيَّا، وليسَ ما فعلَهُ بزوجَةِ أُوريَّا.
في الأسفارِ التَّارِيخيَّة التي تُعطينا معلُوماتٍ عن قصَّةِ حياةِ داوُد، سوفَ تجدُ عدَّةَ مقاطِع تتكلَّمُ عن أبطالِ داوُد. فلقد كانَ داوُد قائِداً عظيماً لرجالٍ أبطال. إنَّ الكلمة العِبريَّة "حِسِدْ،" هي كلمةٌ تَصِفُ عهدَ الوَلاء، والإلتزام الذي إتَّخَذَهُ داوُد تجاهَ هؤُلاء الرِّجال، وإتَّخَذُوهُ هُم تِجاهَهُ. كانَ أُورِيَّا واحِداً من هَؤُلاء الأبطال. وعندما أخطَأَ داوُد ضدَّ أُورِيَّا، خانَ عهدَ "الحِسِدْ" بينَهُ وبينَ أُوريَّا.
ظَنَّ داوُد أنَّ أحداً لم يَعلَمْ بِشأنِ هذه الخَطيَّة البَشِعة. ولِمُدَّةِ سنَةٍ كامِلَةٍ بعدَ خطِيَّتِهِ معَ بَتثشَبَع، وبعدَ موتِ أُورِيَّا المُدَبَّر، ظَنَّ داوُد أنَّهُ نجحَ في تَغطِيَةِ خطيَّتِهِ. لا بُدَّ أنَّ تلكَ السنة كانت أكثَرَ سِني داوُد حُزناً، لأنَّهُ إختَبَرَ فيها شعُوراً رَهيباً بالذَّنبِ. في المزمُور 32، يُخبِرُنا داوُد أنَّ الشُّعورَ بالذَّنبِ كانَ قويَّاً لدرجَةِ أنَّ قُوتَّهُ كانت تتبخَّرُ نهاراً وليلاً كالماءِ في نهارٍ مُشمِس. بكلماتٍ أُخرى، لقد عانى من المَرَضِ الجَسديّ بسببِ ذنبِهِ.
ولكن عندما جاءَ نَبِيٌّ شُجاعٌ إسمُهُ ناثان إلى قصرِ داوُد، وإتَّهَمَهُ بِخَطِيَّتِهِ، قالَ داوُد مُباشَرَةً، "لقد أخطأتُ ضدَّ الرَّبِّ." فقالَ النَّبِيُّ، "الرَّبُّ الإله يهوة رفعَ خطيَّتَكَ." (2صمُوئيل 12: 13). لقد كانَ الغُفرانُ تِلقائِيَّاً، ومُنِحَ مُباشَرةً فورَ إعتِرافِ داوُد بخطِيَّتِه.
يُفتَرَضُ أنَّهُ بعدَ المواجهَةِ معَ النَّبِيِّ ناثان صلَّى داوُد صلاةَ المزمُور 51. في إعتراف الصلاة الجميل هذا سوفَ نكتَشِفُ وصفتَنا الكِتابِيَّة للشُّعُورِ بالذَّنبِ.
إن كُنتَ تتصارَعُ معَ الشُّعُورِ بالذَّنبِ، ولا تعرِفُ كيفَ تعتَرِفُ بخطاياك، أُشجِّعُكَ أن تحفظَ هذا المزمُور عن ظهرِ قَلب. حتَّى ولو تطلَّبَكَ الأمرُ سنةً كامِلة، إحفَظْهُ وصَلِّهِ نهاراً ولَيلاً إلى أن تكتَشِفَ بركةَ الغُفران التي يُعبِّرُ عنها داوُد في بدايَةِ المَزمُور 32. إذا فعلتَ هذا، ستكتَشِفُ وصفَةَ اللهِ للشُّعُورِ بالذَّنبِ. هذه هي أعمَقُ صَّلاة توبَةٍ وإعتِرافٍ بالخطيَّةِ سبقَ وكُتِبَت في التاريخ:
"إرحَمْني يا أللهُ حسبَ رَحمَتِكَ. حسبَ كَثرَةِ رأفَتِكَ أُمحُ معَاصِيَّ. إغسِلنِي كَثيراً من إثمي. ومن خَطِيَّتي طَهِّرْنِي. لأنِّي عارِفٌ بمَعاصِيَّ وخَطِيَّتي أمامِي دائماً. إليكَ وحدَكَ أخطَأتُ والشَّرَّ قُدَّامَ عَينَيكَ صَنعتُ. لِكَي تتَبَرَّرَ في أقوالِكَ وتَزكُوَ في قضائِكَ. هأنذا بالإثمِ صُوِّرتُ وبالخَطِيَّةِ حَبِلَت بِي أُمِّي. ها قَدْ سُرِرتَ بالحَقِّ في البَاطِنِ فَفِي السَّرِيرَةِ تُعَرِّفُني حِكمَةً." (مزمُور 51: 1- 6).
في الأعدادِ الإفتِتاحِيَّة من صلاة الإعتِراف البَلِيغَة هذه، يطلُبُ داوُدُ رحمةَ ومحبَّةَ وشفقةَ الله العَظيمة. ويُطالِبُ بِجُملَةِ رحمةِ اللهِ الرَّقِيقَة. في مزمُورِه الشَّهير عن الرَّاعي، يختُمُ داوُد بِقَولِهِ أنَّ خيرَ ورحمةَ ومحبَّة الله غير المَشرُوطة ستَتبَعُهُ كُلَّ أيَّامِ حياتِهِ (مزمُور 23: 6).
يُرينا هذا أنَّ داوُد يعرِفُ اللهَ بالفِعل. أَيُّ شَخصٍ يعرِف اللهَ فعلاً، يعرِفُ أنَّ اللهَ يُحِبُّهُ على أيَّةِ حالٍ، أو بِدُونِ شَرطٍ، وأنَّ محبَّةَ اللهِ لا تتحقَّقُ بِأدائِهِ الإيجابِيّ ولا تُفقَدُ بأداءٍ سَلبِيّ. هذا ما تعنيهِ كلمة "نِعمَة" وكلمة "رحمة." إنَّ رحمَةَ اللهِ تحجُبُ عنَّا العِقابَ الذي نَستَحِقُّهُ، ونعمَةَ اللهِ تسكُبُ علينا كُلَّ أنواعِ البَركاتِ التي لا نستَحِقُّها. وبما أنَّ داوُد يعرِفُ اللهَ حقَّاً، فإنَّهُ يُطالِبُ بمحبَّةِ وشفقَةِ ورحمَةِ اللهِ العظيمة، خلالَ إعترافِهِ بِخطاياهُ.
وهكذا يعتَرِفُ داوُد بالخَطِيَّةِ ضدَّ الله يهوَة، وليسَ ضِدَّ بَتثشَبَع، ولا حتَّى ضِدَّ أُوريَّا. فداوُد يرى أنَّهُ أخطأَ ضدَّ يهوة، الله، وضدَّهُ وحدَهُ. رُغمَ أنَّ داوُد أخطَأَ بشكلٍ فظيع ضِدَّ أُورِيَّا، وبَتثشَبَع، فإنَّ محبَّتَهُ للهِ كانت قَويَّةً لِدَرَجَةِ أنَّ الأذى الذي سبَّبَهُ لِيَهوَة كانَ أعظَمَ بِكَثيرٍ من الأذَى الذي سبَّبَهُ لواحِدٍ من أبطالِ جيشِهِ وزوجَةِ هذا القائِد. صَلَّتِ إمرأَةٌ تَقِيَّةٌ من عصرٍ آخر قائِلةً، "يا رَبُّ، أُفَضِّلُ أن أذهَبَ إلى الجَحيم من أن أُحزِنَ رُوحَكَ القُدُّوس ثانِيَةً." يُعبِّرُ هذا عن رُوحِ ما قصدَهُ داوُد عندما صلَّى، "إليكَ وحدَكَ أخطَأتُ، والشَّرَّ قُدَّامَ عَينَيكَ صَنَعتُ."
يعرِفُ داوُد أنَّهُ سوفَ يكُونُ هُناكَ غُفرانٌ من قِبَلِ اللهِ. نسمَعُهُ يقولُ في صلاتِهِ مُتعَجِّباً، "سوفَ أبيَضُّ أكثَرَ من الثَّلج. سوفَ أُصبِحُ نظيفاً من جديد. وسوفَ أمتَلِئُ من بهجَةِ خلاصِي ثانِيَةً. وسأُعَلِّمُ الأثَمَةَ طُرُقَكَ. والخُطاةُ إليكَ يَرجِعُون." يعرِفُ داوُدُ أنَّ اللهَ سوفَ يَرُدُّ نفسَهُ، لأنَّهُ يعرِفُهُ بِحَقٍّ.
في الفَصلِ الأخير، شاركتُ بعضَ الكلماتِ الكتابِيَّة عن الخطيَّة، لتعريفِ الخطيَّة. إن كُنتَ مُهتَمَّاً بتَعريفِ الخَطيَّة، لاحِظْ الطريقة التي بها يعرِفُ داوُد ويعتَرِفُ بحقيقَةِ خطيَّتِه. نسمَعُهُ يُصَلِّي، "يا لإثمي ويا لِخَطِيَّتِي. لقد أخطأتُ. وأنا أعتَرِفُ بآثامي. لقد صنعتُ هذا الشَّرَّ العَظيم." إنَّهُ لا يُبَرِّرُ نفسَهُ؛ ولا يجدُ لنفسِهِ أيَّةَ أعذارٍ. بل يصِفُ خطيَّتَهُ بثلاثِ طُرُقٍ. يُسمِّيها "إثم." هذا يعني عصيان مُتَعمَّد، وكسرٌ مقصُودٌ لِلوَصِيَّة. يَصِفُ هذا بكونِهِ "شَرَّاً." هذا يعني أنَّ هُناكَ شيءٌ مُعوَجٌّ فِيَّ. فلقد أخطَأَ السهمُ الهَدَفَ، لأنَّ السهمَ مُعوَجٌّ. هُناكَ شَيءٌ مُلتَوٍ فيَّ، ولهذا السبب غالِباً ما أُخطِئُ الهدف وأقتَرِفُ الشَّرَّ. وأخيراً يُسمِّي هذا "خَطِيَّتِي،" ويقصُدُ بها، "فَشَلِي التَّام."
عندما يُصَلِّي طالِباً التَّطهير والتنقِيَة، يطلُبُ تطهيراً يُشبِهُ تنظيفَ الثَّيابِ المُتَّسِخة التي تُصبِحُ بيضاءَ كالثَّلجِ من جرَّاءِ الغسلِ الدائم. "إغسِلْنِي" هي كلمةٌ عِبريَّةٌ تعني "الخَبطُ أو الدَّوس." فالطريقَةُ التي كانُوا يَغسِلُونَ بها الثَّيابَ في تلكَ الأيَّام، ولا يزالُونَ أحياناً في أيَّامِنا هذه في منطَقَةِ الشَّرقِ الأوسَط، كانت بِخبطِ الثِّيابِ على الصُّخُورِ. فكانُوا يضعُونَها في النَّهرِ، ثُمَّ ينقَعُونَها في الصَّابُون، ثُمَّ يدُوسُونَها ويخبطُونَها على الصُّخُور، ويُعيدُونَ وضعَها في النَّهرِ ثانِيَةً. وهكذا قالَ داوُد، "دُسْ عليَّ يا الله، واخبُط منِّي كُلَّ خَطيَّةٍ وإثمٍ."
أعتَقِدُ أنَّ قولَهُ التَّالي مُؤثِّرٌ جدَّاً، "أُستُرْ وجهَكَ عن خَطاياي." تصَوَّرْ ألم وحُزن هذه الصَّلاة. "يا الله، أرجُوكَ أن لا تنظُرَ إلى خطاياي." ولكنَّ الحقيقة هي أنَّهُ من المُستَحيلِ أن لا يرى اللهُ خطايا داوُد وخطايايَ وخطاياك. فكُلُّ ما نعمَلُهُ مكشُوفٌ أمامَ عَينَي الله. فهُوَ يرى كُلَّ شَيء (عبرانِيِّين 4: 13). إن كُنَّا نعرِفُ اللهَ بِحَقٍّ، وإن كُنَّا نُحِبُّ اللهَ بِحَقٍّ، وإن كُنَّا نُريدُ أن نُمَجِّدَ اللهَ ونُرضِيهِ، فسيكُونُ في قَلبِ شُعُورِنا بالذَّنبِ، أو تبكيتِنا على الخطيَّة، ستكُونُ الحقيقَةُ الصَّارِخة أنَّنا أخطأنا ضِدَّهُ، وأمامَهُ، وهُوَ رأى الكُلّ.
لاحِظُوا أيضاً الطريقة التي يعرِفُ بها داوُد نفسَهُ. فهُوَ يُصَلِّي ما معناهُ، "يا الله، لدَيَّ مُشكِلَة، وأنتَ تُريدُني أن أَعرِفَ الحقيقَةَ عن مُشكِلَتِي. تُريدُني أن أعرِفَ الحقيقَةَ عن نفسي في داخِلِي كياني. مُشكِلَتي هي أنَّني خاطِئٌ. ولقد كُنتُ دائماً خاطِئاً. عندما تكوَّنتُ في بَطنِ أُمِّي، كُنتُ خاطِئاً من البِدايَة. وعندما حَبِلَت بي أُمِّي، كُنتُ خاطئاً. فالكَلبُ يَعوِي لأنَّهُ كَلبٌ، وأنا أُخطِئُ لأنَّني خاطِئ. هذه هي مُشكِلَتي."
هكذا يرى داوُد نفسَهُ، وهذا يقُودُهُ إلى الجزءِ الثَّاني من صلاتِهِ، التي هي سِجِلٌّ لتضرُّعاتِ داوُد. تُوجدُ بضعَةُ أجزاءٍ في كُلِّ صَلاةٍ، ولكن لا تكُونُ الصَّلاةُ صلاةً إلا إذا كانت فيها تضرُّعات. إنَّ كلمة "صلَّى" تعني "تضرَّعَ، أو طلبَ. تأمَّلُوا بِتضرُّعاتِ صلاة الإعتِراف الرَّائعة هذه:
"طَهِّرْنِي بالزَّوفا فأَطهُرْ. إغسِلْنِي فأَبيَضَّ أكثَر من الثَّلج. أسمِعنِي سُرُوراً وفرَحاً فتبتَهجَ عظامٌ سحقتَها. أُستُرْ وجهَكَ عن خطاياي وامحُ كُلَّ آثامي."
"قَلباً نَقِيَّاً أُخلُقْ فيَّ يا الله ورُوحاً مُستَقيماً جَدِّدْ في داخِلي. لا تَطرَحْنِي من قُدَّامِ وجهِكَ ورُوحَكَ القُدُّوس لا تَنزِعْهُ منِّي. رُدَّ لي بهجَةَ خلاصِكَ وبِرُوحٍ مُنتَدِبَةٍ أُعضَدْنِي. فأُعَلِّمَ الأَثَمَةَ طُرُقَكَ والخُطاةُ إليكَ يَرجِعُون."
"نَجِّني من الدِّماءِ يا اللهُ إلهَ خلاصِي. فيُسبِّحَ لِساني بِرَّكَ. يا رَبُّ إفتَحْ شَفَتَيَّ فيُخبِرَ فَمي بِتَسبِيحِكَ." (مَزمُور 51: 7- 15)
هذه التَّضرُّعاتُ الجميلة تُزَوِّدُني بجَوهَرِ وصفَةِ اللهِ للخَطيَّة. وتُبَرهِنُ أيضاً بِفصاحَةٍ عن الشعُورِ بالذنبِ الذي ينتُجُ عن التبكيت على الخَطيَّة. هذه هي أنواعُ التضرُّعاتِ التي بها ينبَغي أن نقتَرِبَ من الله، عندما نُريدُ أن نجدَ حلاً لمُشكِلَةِ الشُّعُورِ بالذَّنبِ الناتِج عن خَطِيَّتِنا الفادِحة. لا تُعتَبَرُ هذه مُحاولةً لتغطِيَةِ خطايانا. وليسَ ضَمَّادَةً سَطحِيَّةً نضعُها على تورُّمٍ خَبيث.
إنَّ كلمة "إعتِراف" في اللُّغَةِ اليُونانِيَّةِ هي كلمةٌ مُرَكَّبَةٌ من الكلمتَين اليُونانِيَّتَين "قول المَثيل." تُعلِّمُنا هذه الكلمةُ أنَّ إعتِرافَنا يعني أن نقُولَ مثل ما يقُولُهُ اللهُ عن الخَطيَّة، أو أن نُوافِقَ معَ اللهِ على خطايانا. عندما نُصَلِّي هذه التَّضَرُّعات، نقُولُ عن الخَطيَّة مثل ما يقُولُ اللهُ عنها. إن كانَ لديكَ الإيمانُ لتَثِقَ برحمَةِ ونِعمَةِ لهِ لتَتَجاوَبَ عندما تُصَلِّي هذه الصَّلاة، سوفَ تكتَشِفُ أعظَمَ وصفَةٍ لِلخَطِيَّة والشعُورِ بالذَّنبِ التي سبقَ وكُتِبَت.
عندما يُصلِّي داوُد قائِلاً، "إنضَحني بالزُّوفا فأطهُرْ،" يُشيرُ إلى مُمارَسَةِ الكَهنة الذين كانُوا يحتَفِظُونَ بالزُّوفا لخطايا مثل جريمة القَتل التي كانَ يُحكَمُ على مُقتَرِفِها بالإعدام. وهكذا يُخبِرُنا داوُد بما يُفَكِّرُ عن خَطِيَّتِهِ عندما يُقدِّمُ هذه التَّضَرُّعات.
كَثيرٌ من التعريفات التي أعطَيتُها لمُختَلَفِ الكلماتِ التي يستَخدِمُها داوُد لوصفِ خَطِيَّتِهِ، مُقتَبَسَةٌ في كِتابٍ عن هذا المزمُور كتبَهُ David Swartz بِعُنوان، "الرَّقصُ معَ عِظامٍ مُحطَّمَة." وإليكُم إقتِباساً مُطَوَّلاً من تفسيرِهِ لهذا المَزمُور:
"لقد أَحبَّ داوُدُ الرَّقصَ. وكانَ يُعَبِّرُ بشكلٍ قويٍّ خلالَ عبادَتِهِ. وكانَ سيُعتَبَرُ كاريزماتِيكيَّاً اليَوم، لأنَّهُ رقصَ حرفِيَّاً خلالَ عبادَتِهِ للرَّبّ. لا أعتَقِدُ أنَّهُ تطلَّبَ ناثان النَّبِي الكَثيرَ من الحِكمَةِ ليُدرِكَ أنَّهُ كانَ يُوجدُ خَطبٌ ما في داوُد، لأنَّهُ توقَّفَ عنِ الرَّقصِ في عِبادَةِ اللهِ لسنةٍ كامِلة. ولم يذهَبْ إلى خَيمَةِ الإجتِماعِ لسنةٍ كامِلة. لم يتطلَّبِ الأمرُ أن تكُونَ نَبِيَّاً لتُدرِكَ أنَّهُ قد حَلَّ خطبٌ ما بِداوُد.
"ولكن ما يقُولُهُ داوُد هُنا هُوَ،"إجعَلْني أسمَعُ أصواتَ الفَرَحِ والسَّعادَةِ مُجَدَّداً، وسوفَ ترقُصُ العِظامُ التي كسَّرتَها." المَرَضُ الذي عانَى منهُ بسببِ شُعُورِهِ بالذَّنبِ، جعلَهُ يشعُرُ وكأنَّ عظامَهُ جميَعَها قد تحطَّمَت. هذا ما كانَ يقُولُهُ. عظامٌ مُحَطَّمَةٌ. ولكنَّهُ يقُولُ أنَّ هذه العظامَ المُحطَّمَةَ سوفَ ترقُصُ مُجدَّداً, وسوفَ تجعَلُني أسمَعُ مُجدَّداً صوتَ الفَرَح."
لاحِظْ أنَّ داوُد يذكُرُ ذنبَهُ. "نَجِّنِي من الدِّماءِ يا اللهُ." يُشِيرُ هذا بِوُضُوحٍ إلى قتلِ أُورِيَّا. وهكذا يتوقَّعُ داوُد قائِلاً، "فيُسبِّحَ لِسانِي بِرَّكَ."
رُغمَ أنَّهُ يرى نفسَهُ كأبشَعِ خاطِئٍ عاشَ على الأرض، يُعَبِّرُ داوُد عن الرَّجاء والثِّقة التي كانت لديهِ باليَقينِ التَّام أنَّ اللهَ سيغفِرُ لهُ، يُعَبِّرُ عن ذلكَ بالصَّلاةِ التي تقُولُ ما معناهُ أنَّ اللهَ لا يطرَحُ أحداً إلى خارِج. ينبَغي أن تُدرِكَ هذا. لقد مَلَكَ داوُد لمُدَّةِ أربَعين سنَةً. وكانَ مَلِكَ إسرائيل لمُدَّةِ أربعَةَ عشرَ عاماً عندما إقتَرَفَ هذه الخَطيَّة. وإستَمَرَّ بكَونِهِ أفضَل ملك في إسرائيل لِسِتَّةٍ وعِشرينَ سنةً إضافِيَّةً بعدَ أنِ إقتَرَفَ خَطِيَّتَهُ. فاللهُ لم يطرَحْهُ خارِجاً. بل إستُجِيبَت تضَرُّعاتُ داوُد هذه بكامِلِها.
إذا صَلَّيتَ هذه الصلاة من أعماقِ قَلبِكَ، فإنَّ اللهَ سيستَجيبُ لِتَضَرُّعاتِكَ هذه وسيجعَلُ من هذا المزمُور وصفَتَكَ الشَّخصِيَّة للخطيَّةِ والشُّعورِ بالذَّنبِ.
عندما تتعرَّفُ إلى داوُد، تَجِدُهُ "رَجُلاً بحَسَبِ قلبِ الله، يعمَلُ كُلَّ مشيئَةِ الله." (1صمُوئيل 13: 14؛ أعمال 13: 22) غالِباً ما يقُولُ النَّاسُ، "هل تُصَدِّقُ أنَّ رَجُلاً قِدِّيساً كَداوُد مُمكِن أن يقتَرِفَ هكذا خَطَايا شَنيعة؟" ولَدَيَّ سُؤالٌ آخَرُ لكَ. هَلْ تُصَدِّقُ أنَّ بَربَرِيَّاً كَدَاوُد، عاشَ ستَّةَ عشرَ قَرناً قبلَ أن تَستَوطِنَ قبائِلُ الهَنسْ في أُورُوبا، يُمكِنُ أن يكتُبَ المَزمُور الثالِث والعِشرين؟ وهل تُصدِّقُ أنَّ رَجُلاً عاشَ ألفَ سنَةً قبلَ المسيح يُمكِنُ أن يعتَرِفَ بِخَطِيَّتِهِ بالطريقَةِ التي إعتَرَفَ بها داوُد بخطيَّتِهِ في هذا المَزمُور المُوحَى بهِ؟
عندما تدرُسُ تضَرُّعاتِ داوُد، وتُدرِكُ أنَّهُ عاشَ قبلَ المَسيحِ بألفِ عام، سُرعانَ ما ستُدرِكُ أنَّهُ إمَّا كانَ سابِقاً لوقتِهِ لاهُوتِيَّاً، أو أنَّهُ كانَ يتكلَّمُ نبَويَّاً. ففي يومِ الخَمسين، وصفَ بُطرُس داوُد كَنَبِيّ. (أعمال 2: 30). ولِكَي تتأكَّدَ من خلالِ عدَّةِ أمثِلَةٍ أنَّ داوُد كانَ سابِقاً لزمانِهِ وأنَّهُ كانَ يتصرَّفُ كَنَبِيٍّ في صلاةِ الإعتِراف هذه، تأمَّلْ بالتَّالِي: "عندَمَا صَلَّى داوُد، "إمحُ مَعَاصِيَّ،" كانَ يعني هذا حَرفِيَّاً، "إلغِ خَطِيَّتِي." لم يكُنْ يُصَلِّي من أجلِ الغُفران. بل كانَ يطلُبُ منَ اللهِ أن يجعَلَ من خَطيَّتِهِ وكأنَّها لم تحدُثْ أصلاً. لأنَّ يسُوعَ ماتَ على الصَّليب، فهذا هُوَ بالتحديد ما تقُولُهُ أجمَلُ كلماتِ العهدِ الجديد عمَّا يفعَلُهُ اللهُ بخَطِيَّتِنا. علَّمَ يسُوعُ في مَثَلِ الفَرِّيسيِّ والعَشَّار أنَّ كُلَّ من يُصَلِّي صلاة الخاطِئ سوفَ يُبَرَّرُ. (لُوقا 18: 9- 14).
إنَّ رِسالَةَ بُولُس إلى أهلِ رُومية هي أشمَلُ تَصريحٍ عن الإنجيل في الكتابِ المُقدَّس. إنَّ هذه التُّحفَة اللاهُوتِيَّة لِبُولُس الرَّسُول هي تَفسيرٌ للأخبارِ السَّارَّة المُقَدَّمَة في هذه الكلمة الواحِدَة من الإنجيل. إنَّ كلمة مُبَرَّر يُمكِنُ أن تُفسَّرَ كالتالي: "وكَأنَّني لم أُخطِئْ أصلاً." بالإضافَةِ إلى ذلكَ، الكلمة تعني أنَّنا أُعلِنَّا أبراراً، وكَأنَّنا لم نُخطِئْ أصلاً. لقد أبرَزَ داوُد نبَويَّاً كلمة العهد الجديد العظيمة هذه، في مزمُورِ الإعتراف المُوحَى بهِ.
مَثَلٌ آخَر هُوَ عندَما يُصَلِّي قائِلاً، "نَجِّني من الدِّماءِ يا اللهُ، إلهَ خلاصِي، فيُسبِّحَ لِسانِي بِرَّكَ،" وليسَ بِرِّي الشَّخصِيّ. إنَّ هذه النَّظرة النَّبَوِيَّة تُلقِي الضَّوءَ على ما نُسمِّيهِ بالكفَّارَة البَدِيليَّة. فنحنُ لا نُعلَنُ أبراراً من قِبَلِ اللهِ لكَونِنا نحنُ أبراراً. بل نُعلَنُ أبراراً، أو نُبَرَّرُ، لأنَّ المسيحَ ماتَ من أجلِنا على الصَّليب. إنَّ اللهَ ينقُلُ حرفِيَّاً بِرَّ إبنِهِ إلينا عندما نُؤمِنُ بالإنجيل. فبِرُّ المسيحِ يُمنَحُ لنا بسببِ موتِ المَسيح. رأى داوُدُ هذا قبلَ المسيح بألفِ عام.
عندما صَلَّى قائِلاً، "قَلباً نَقِيَّاً أُخلُقْ فيَّ يا الله، ورُوحاً مُستَقيماً جَدِّدْ في داخِلي،" كانَ يُبرِزُ نَبَوِيَّاً ما سيُشيرُ إليهِ يسُوعُ والرُّسُل "كالولادَةِ الثَّانِيَة." لقد عرفَ أنَّهُ لم يحتَجْ إلى مُجَرَّدِ تصليحٍ سَطحِيّ في قلبِهِ. بل عرفَ أنَّهُ إحتاجَ إلى عملٍ خَلقٍ خارِقٍ للطَّبِيعة في قَلبِهِ. صلَّى قائِلاً ما معناهُ، "بما أنَّني خاطِئٌ في قَلبِي وكَيانِي الدَّاخِليّ، فإن لم تُحَقِّق عملَ خَلقٍ عجائِبي في أعماقِ كَيان، فسوفَ أقَعُ في الخَطيَّةِ مُجدَّداً. ينبَغي أن تصنعَ مُعجِزَةً في قَلبي."
الجوابُ على التضرُّع هُوَ ما قالَهُ يسُوعُ لمُعلِّمِ النامُوس عن الولادة الجديدة، وكذلكَ تعليق بُولُس الرَّسُول، الذي يَصِفُ ما قصدَهُ يسُوعُ عندما قالَ لنِيقُودِيمُوس، "لا تتعجَّبُوا أنِّي قُلتُ لكُم ينبَغي أن تُولَدُوا من فَوق، لأنَّ المَولُودَ من الجَسَدِ جسدٌ هُوَ، والمَولُودُ من الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ." (يُوحَنَّا 3: 6، و7). إنَّ تَعليقَ بُولُس يَصِفُ الولادَةَ الجديدة بهذه الطريقة. "إن كانَ أحدٌ في المسيح فهُوَ خَليقَةٌ جديدةٌ. الأشياءُ العَتيقَةُ قد مَضَتْ. هُوَّذا الكُلُّ قد صارَ جديداً." (2كُورنثُوس 5: 17). فنحنُ مخلُوقُونَ في المسيح يسُوع، بحَسَبِ قولِ بُولُس. فعندما نُولَدُ ثانِيَةً، يُنجَزُ فينا عملُ خلقٍ. وبالتحليلِ النِّهائِي، الولادَةُ الجديدة هي الحَلُّ الوَحيدُ لمُشكِلَةِ الخَطيَّةِ والشُّعُورِ بالذَّنبِ.
يُتابِعُ داوُد إظهارَ التمييزِ الرُّوحِي عن عندما يُصلِّي قائِلاً: "لأنَّكَ لا تُسَرُّ بِذَبِيحَةٍ وإلا فَكُنتُ أُقَدِّمُها. بِمُحرَقَةٍ لا تَرضَى.ذَبائحُ اللهِ هي رُوحٌ مُنكَسِرَةٌ. القَلبُ المُنكَسِرُ والمُنسَحِقُ يا اللهُ لا تَحتَقِرُهُ."
"أحسِنْ بِرِضاكَ إلى صِهيَون. إبنِ أسوارَ أُورشَليم. حينئذٍ تُسَرُّ بِذبائِحِ البِرِّ مُحرَقَةً وتَقدِمَةً تامَّةً. حينئذٍ يُصعِدُونَ على مذبَحِكَ عُجُولاً." (مزمُور 51: 16- 19).
إنَّ وَصفَةَ الخَطيَّةِ والذَّنبِ في زمنِ داوُد كانت أخذَ حيوانٍ إلى خيمَةِ الإجتِماعِ والعبادَةِ، وتقديمِها ذبيحَةً عن خطاياك. كانَ الكاهِنُ يتَشَفَّعُ من أجلِكَ، وذلكَ من خلالِ الطُّقُوسِ التي كانت تَرمُزُ نَبَويَّاً إلى وصفة الله النِّهائِيَّة لمُشكِلَةِ الخطيَّةِ والذَّنبِ. يُرينا داوُد مُجدَّداً أنَّهُ كانَ بإستطاعَتِهِ أن يرى ما هُوَ أبعد من زمانِهِ، وذلكَ عندما صَلَّى قائِلاً، "يا رَبُّ، لو ظَننتُ أنَّكَ سترضى بالذَّبائِحِ الحَيوانِيَّة، لكُنتُ أتيتُ بِقَطِيعٍ كامِلٍ من الحيواناتِ إلى خيمةِ الإجتِماعِ. ولكنَّني أعرِفُ أنَّ هذا ليسَ ما تُريدُهُ. فأنتَ لا ترضى بِذَبائحَ حيوانِيَّة. ولا تُسَرُّ بِمُحرَقَاتٍ. ما تُريدُهُ بالفِعل، والذبيحة التي تُسرُّ قلبَكَ حقَّاً، هي ما أُقدِّمُهُ لكَ الآن؛ رُوحاً مُنكَسِرَةً، وقلباً مُنسَحِقاً ومَكسُوراً."
إنَّ كَلِمة "مُنسَحِق" تعني، "التأسُّف الشديد على الخَطيَّة." عندما جاءَ يسُوعُ، تلفَّظَ بالمواقِف التي تجعَلُ منَّا جزءاً من ملكُوتِهِ، وتُظهِرُ أنَّ لدينا قيمَ ملكُوتِهِ. ما هُو َالموقِفُ الأوَّلُ الذي أظهَرَهُ؟ "طُوبى للمَساكِينِ بالرُّوحِ." "المساكين بالرُّوح" تعني، "المُنسَحِقي الرُّوح." فيُمكِنُ ترجَمَةُ التطويبَةِ الأُولى، "طُوبى للمُنسَحِقينَ في الرُّوح." (متَّى 5: 3).
هل تعرِفُ ماذا يعني الإنكِسارُ؟ اللهُ يضعُ قيمَةً كُبرى على الإنكِسار. هُناكَ أنواعٌ مُختَلِفَةٌ من الإنكِسار. بإمكانِنا أن نكُونَ مُنكَسِرينَ في رُوحِنا أمامَ الله بسببِ خطايانا، وفشلنا، ومرضنا، ومآسينا، وشتَّى أنواع الأزمات. ليسَ بالضرورَةِ أن تكُونَ الحالُ على هذا المِنوال، ولكن هذا هُوَ الواقِعُ عادَةً. عندما نكُونُ مُنكَسِرين أمامَ اللهِ، نكُونُ مُنفَتِحينَ لأيِّ شَيءٍ يُريدُهُ منَّا. نقُولُ لله: أيَّ شَيء تُريدُهُ، وفي أيِّ وقتٍ، وفي أيِّ مكانٍ يا رَبُّ. فأنا مكسُورٌ لأصنَعَ مشيئتَكَ. هذا ما قصدَهُ داوُد عندما قالَ لنا أنَّ ما يُريدُهُ اللهُ منَّا عندما نعتَرِفُ بخَطِيَّتِنا، هُوَ قلبٌ مُنسَحِقٌ ورُوحٌ مُنكَسِرَةٌ.
كيفَ تشعُرُ عندما تُخطِئُ وتُحزِنُ قلبَ الله؟ لقد عرفَ داوُد الله بالفِعل. وإنكَسَرَ قلبُهُ لأنَّهُ أحزَنَ اللهَ من خلالِ خطيَّتِهِ. كانَ لديهِ رُوحٌ مُنكَسِرٌةٌ وقلبٌ مُنسَحِقٌ، حتَّى عظامُهُ شعرَ بأنَّها مُنسحِقَةً، كبُرهانٍ على أسفِهِ. كانت العظامُ المُنسَحِقَةٌ ظاهِرَةً تُعبِّرُ عن إنكِسارِ قلبِهِ ورُوحِه. فهُوَ يُخبِرُنا في إعترافِهِ بخطيَّتِهِ بما معناهُ، "هذا هُوَ نُوعُ الذبييحَةِ التي تُريدُها يا رَبُّ."
كانَ لدى داوُد مَشرُوعاً إعتَبَرَهُ عملَ الله. وكانَ هذا بناء الأسوار المُحيطة بأُورشَليم. فنحميا لم يكُنِ الشخصُ الوَحيدُ الذي فعلَ هذا. لقد أصلحَ نحميا الأسوارَ وأعادَ بِناءَها. وداوُد عمِلَ الشيءَ نفسَهُ، لأنَّ الأسوارَ كانت تحتاجُ إلى صِيانَةٍ دائمة، ولأنَّها كانت تحمي المدينة. لقد شعرَ أنَّ هذا ما كانَ يُريدُهُ اللهُ، وهكذا أظهَرَ تمييزاً عندما صلَّى قائِلاً ما معناهُ، "عندما تُبنى هذه الأسوارُ يا رَبُّ، سوفَ تستطيعُ أن تُبارِكَ صِهيَون." وكانت كلمة صِهيون تعني في تِلكَ الأيَّام الجماعة الرُّوحيَّة التي تعبُدُ اللهَ بِقلبٍ صالحٍ، مُبتَعِدَةً عن الأوثان التي كانت تعبُدُها الشُّعوبُ المُجاوِرَة. عندما تُبنى هذه الأسوارُ، سوفَ ترضى بتلكَ الذبائح التي تُريدُهُ أنتَ بالفِعل."تطبيقيَّاً، يُشيرُ أحياناً إلى العودة إلى الرَّبّ، أو إلى دلائِلَ عمليَّةٍ أُخرى دعاها يُوحَنَّا المعمدان، "ثماراً تَلِيقُ بالتَّوبَة." (متَّى 3: 8).
- عدد الزيارات: 7301