Skip to main content

الفَصلُ الثالِث عشَر تعليمُ الله

لِلأسَف، يعتَقِدُ الكَثيرُونَ اليوم أنَّهُ من الإستِنارَةِ الرُّوحِيَّة أن يُؤمِنَ الإنسانُ أنَّ كلمةَ الله ليسَت السُّلطَةَ النِّهائِيَّةَ اليوم للإيمانِ والحَياة. لقد أظهَرَ يسُوعُ أنَّ السُّلطةَ النِّهائِيَّةَ للإيمانِ والمُمارَسة يُمكِن أن تكُونَ إمَّا الإنسان أو الله؛ وقالَ يسُوع أنَّ هذه السُّلطة ينبَغي أن تكُونَ الله. في هذه الدِّراسة لِقِيَمِ المسيح، أودُّ أن أعتَبِرَ القِيمةَ التي وضعَها يسُوعُ المسيحُ على تعليمِهِ عندما صرَّ حَ بأنَّ تعليمَهُ هُوَ تعليمُ الله:

"فتعجَّبَ اليَهُودُ قائِلين كيفَ هذا يعرِفُ الكُتُب وهُوَ لم يتعلَّم. أجابَهُم يسُوعُ وقالَ تعليمي ليسَ لي بَلْ للذي أرسَلَني. إن شاءَ أحدٌ أن يعمَلَ مشيئتَهُ يعرِفُ التعليم هل هُوَ من الله أم أتكلَّمُ أنا من نَفسِي." (يُوحنَّا 7: 15- 17)

ما يقُولُهُ يسُوعُ هُنا هُوَ التالي: "أنا لَستُ مُجرَّدَ مُعلِّمٍ لِلنَّامُوس. فتعليمِي هُوَ تعليمُ الله." كيفَ تعرِفُ إن كانَ تعليمُ المسيح هُوَ تعليم الله؟ كَون الأسفار المقدَّسَة هي كلمة الله، وليسَت مُجرَّد كلمة الأشخاص الذين كتبُوها، هُوَ عِرضَةٌ للهُجُومِ الصريحِ اليوم. هُناكَ عدَّةُ أشخاصٍ يدَّعُونَ بأنَّهُم أتباع المسيح، ولكنَّهُم لا يُؤمِنُونَ بأنَّ الكتابَ المقدَّسَ هُوَ كلمةُ الله. هُنا في يُوحنَّا 7، نجدُ تحدِّياً مُباشَراً من قِبَلِ يسُوع. فهُوَ يقُولُ أنَّ تعليمَهُ هُوَ تعليمُ اللهِ وكلمةُ الله.

كيفَ يُمكِنُ أن تعتَرِفَ بهذه القيمة للمسيح؟ وكيفَ يُمكِنُ أن تُقدِّمَ بُرهاناً على أنَّ تعليمَ يسُوع هُوَ تعليمُ الله؟ لقد وضعَ أمامَنا التحدِّي بأن نُبرهِنَ أنَّ تعليمَهُ هُوَ كلمةُ الله المُوحى بها، وذلكَ بإقتِرابِنا من تعليمِهِ مُزوَّدِينَ بالإرادَةِ لنعمَلَ ما يقُولُهُ لنا تعليمُهُ أن نعمَل. طَبِّقْ هذا على حَياتِكَ. بالنسبَةِ ليسُوع، عندما نعمَلُ هذا، سنعلَمُ أنَّ تعليمَهُ هو تعليم الله. هذا مُناقِضٌ للنظَرةِ العقلانِيَّةِ لهذا الموضُوع، التي تقولُ غالِباً، "عندما أعلَم، عندها سأعمَل." أمَّا يسُوع فيقُولُ هُنا، "كلا. ليسَ الأمرُ كذلكَ. فعليكَ أولاً أن تُلزِمَ إرادَتَكَ. ومن ثَمَّ يتبَعُ التأكيدُ العقلانِيُّ. عندما تعمَلُ هذا، سوفَ تعلَمُه."

خُذْ واحِداً من تعاليمِ يسُوع كمَثَلٍ على ذلكَ: "مغبُوطٌ هُوَ العَطاء أكثَرُ من الأخذ." (أعمال 20: 35) خُذْ هذه الحقيقة وطبِّقها على زواجِكَ، وعلى زوجَتِكَ وأولادِكَ. لنَفتَرِضْ أنَّكَ قرَّرتَ أن تُطبِّقَ هذا التعليم على زواجِكَ. عندها ستبدَأُ العيش في زواجِكَ هذا، ليسَ من أجلِ من ستحصَلُ عليهِ، بل من أجلِ ما ستُعطِيه. عندما تعمَلُ هذا، عندما تُطبِّقُ فعلاً التطويبَ التاسِع، سوفَ تكتَشِفُ أنَّ تطبيقَ هذا التعليم يُمكِنُ أن يُحدِثَ ثَورَةً وتغييراً في زواجِكَ. وبإمكانِ هذا التعليم أن يُحدِثَ ثَورَةً وتغييراً في علاقَتِكَ معَ أَولادِكَ، معَ أهلِكَ، أو معَ الأشخاص الذين تعمَلُ معَهُم. بإمكانِ هذا التعليم أن يُحدِثَ ثَورَةً وتَغييراً في كُلِّ علاقاتِكَ.

ما يقُولُهُ يسُوعُ هُنا هُو، "إذا أردتَ أن تُبَرهِنَ أنَّ تعليمي هُوَ تعليم الله، إعمَلْ بهِ. طبِّقْهُ. وعندما تُطَبِّقُهُ، تأمَّل كيفَ سيُؤثِّرُ تعليمي على حياتِكَ. هذا سيُقنِعُكَ أنَّ تعليمي ليسَ مُجرَّدَ تعليم مُعلِّمٍ آخر من مُعَلِّمي النامُوس، بل هُوَ تعليم الله."

هل ترغَبُ بأن تعتَرِفَ بالقِيمَةِ التي وضعَها يسُوعُ على تعليمِهِ؟ وهل ترغَبُ بأن تعتَرِفَ بالقِيمَةِ التي وضَعها يسُوعُ على تعليمِهِ، بمُجرَّدِ تطبيقِهِ في حياتِكَ؟ وهل ستُطبِّقُ تعليمَ يسُوع في الأوضاعِ الحقيقيَّةِ في حياتِكَ؟ وهل ستُطبِّقُ تعليمَ يسُوع المسيح على علاقاتِكَ، ومن ثمَّ تُبَرهِنُ أنَّ تعليمَهُ هُوَ بالفعل تعليم الله؟

  • عدد الزيارات: 2714