الفَصلُ الثامِن "نماذِج بُولُس" - المُثُول أمامَ حاكِمَين
المُثُول أمامَ حاكِمَين
عندما وصلَ بُولُس إلى قيصريَّة في فِلسطين، سُلِّمَ للوالي فيلكس. فطلبَ فيلكس من اليهود أن يحضُروا إلى قيصريَّة لكي يتَّهِمُوا بُولُس بِجرائِمِهِ. فجاءَ اليهود، وهُنا أيضاً ألقى بُولُس رسالةً عظيمة أمامَ الوالي ومحكَمَتِه. فأخبَرَ بُولُس مُجدَّداً بقصَّةِ إختِبارِهِ.
وفي نهايَةِ هذه المُحاكَمة، قرَّرَ فيلكس أنَّ هذا الرجُل بُولُس لا يجب أن يُعتَبَرَ مُجرِماً. ولكنَّهُ قرَّرَ أن يُبقِيَ بُولُس تحتَ الإقامَةِ الجبريَّة نوعاً ما، إلى أن يُقرِّرَ فيلكس ما سيفعلُهُ بهذا السجين غير الإعتِيادِي (أعمال 24: 22، 23).
لقدِ اِفْتُتِنَ الحاكِمُ فيلكس وزوجتُهُ اليهُوديَّة درُوسيلا بِبُولُس ساعةَ سمِعاهُ يُدافعُ عن نفسِهِ. تأَثَّرا جداً حتىَّ طَلَبا مَوْعِداً معَهُ على اِنْفراد. ولقد كانَ من دَواعي سُرورِ بُولُس أن يقومَ بهذا العمل، ولكنَّ رسالتَهُ كانَت تُسبِّبُ الإضطراب. "وبينما كانَ بُولُس يَتَكلَّمُ عَنِ البرِّ والتَّعفُّفِ والدينونةِ العتيدةِ أنْ تكونَ، اِرتعَبَ فيلكس وأجابَ: أمّا الآن فاذهبْ ومتى حَصَلْتُ على وَقْتٍ أَستدعيكَ". (24، 25).
لقد تبكَّتَ الحاكِمُ بِوُضُوحٍ من الرُّوحِ القُدُس عندما سمِعَ بُولُس يعِظ، في الجماعَةِ أم على إنفِراد. فكانَ غالِباً ما يدعُو بُولُس، ولكنَّنا نُخبَرُ أنَّ دوافِعَهُ كانت أن يأخُذَ من بُولُس مالاً ليُطلِقَهُ. ونقرَأُ أيضاً أنَّهُ أبقَى بُولُس في السجن ليسترضِيَ اليهود.
ولمّا كََمَلَتْ سنتانِ، ماتَ فِيلكسُ وجاءَ بوركيوسَ فستوس خليفةً له. عندما اكتشفَ الحاكمُ فستوس حالما استلمَ السُّلطةَ أنَّ في حَوْزَتِهِ سَجينا مشهوراً دينياً وسياسياً، إستدْعاهُ إلى المحُاكمةِ. لقد عَرَفَ بولسُ أنَّه لن يُحاكَمَ بعدالةٍ في محاكِمَ تحتَ تأثيرِ اليهُود في أورشليم. لهذا رَفَعَ بُولُس دعواهُ في هذه المُحاكَمة إلى قيصر، الذي كانَ من حقِّهِ كمُواطِنٍ رُومانِيّ (أعمال 25: 10). فأجابَ الحاكمُ: "إلى قيصر رفعْتَ دعواكَ، إلى قيصر تَذهبُ" (12).
- عدد الزيارات: 10179