الفصلُ الثالِث عشَر الهمساتُ السبع - إحتِقار إسمَ الله
الهمسَةُ الثانِيَة: إحتِقار إسمَ الله (1: 6- 2: 4)
إتِّهامُ الله الآخر من خِلالِ النبي ملاخي يُبرِزُ الهمسَةَ الثانِيَة للقَلبِ الذي تبرُدُ محبَّتُهُ تِجاهَ الله. إن جوهَرَ الهمسة الثانِيَة هو عندما يحتَقِرُ القائِدُ الرُّوحِيُّ أو المُؤمِنُ إسمَ الله. فتستَمِرُّ الأجوِبَةُ الإستنكاريَّةُ بالقولِ الرافِض، "متى إحتَقرنا إسمَ الله؟" فيأتي الجوابُ، "في كُلِّ مرَّةٍ تقولونَ: لا تُزعِجوا أنفُسَكُم بأن تُعطُوا للرَّبِّ شيئاً ذا قيمَةٍ."
يقولُ ملاخي لهؤُلاء الكهنة: "عندما تقبَلونَ بتقديمِ حيوانٍ سقيم أو أعمى أو أعرج ذبيحَةً مقبُولَةً لله، تحتَقِرُونَ بِذلكَ إسمَ الله." في إحدَى أقوى رسائِل مَلاخِي، قالَ للكهنة مُتكلِّماً بإسمِ الله، "هأنذا أنتَهِرُ لكُم الزَّرَعَ وأمُدُّ الفرثَ على وُجُوهِكُم فَرثَ أعيادِكُم فتُنـزعُونَ معَهُ" (2: 3). ويقولُ ملاخي مُتعجِّباً، "من فِيكُم يغلِقُ البابَ بل لا تُوقِدُونَ على مَذبَحي مَجَّاناً!" (1: 10).
إنَّ إسمَ الله يُمثِّلُ جوهَرَ من وما هُوَ الله. وتُعتَبَرُ دراسةٌ جدِّيَّة لأسماءِ اللهِ في الكتابِ المقدَّس بِمثابَةِ دراسةٍ لطبيعةِ وجوهَرِ الله. ولقد حذَّرتنا الوصيَّةُ الثالثة من الوصايا العشر بأن لا نستخدِمَ إسمَ اللهِ باطِلاً (خُروج 20: 7). إن هذه الوصيَّة لا تمنَع التجديفَ فحسب، بل تُحذِّرُنا من إستِخدامِ إسمِ اللهِ في العِبادة بدونِ إجلالٍ لله، وأن نكونَ مَدعُوِّينَ حسبَ قصدِه. عندما علَّمَ يسوعُ الرُّسُلَ كيفَ يُصلُّون، أخبَرَهُم أن يُخاطِبُوا اللهَ كأبيهِم السماوي، وعلَّمَهُم أن تكونَ صلاتُهم الأُولى: "لِيَتَقدَّس إسمُكَ." (متى 6: 9).
عندما كانَ شعبُ يهُوَّذا يُقدِّمُونَ للهِ هذه الذبائح الناقِصَة، كانَ الكهنَةُ الذينَ قبِلُوا هذه الذبائح وشعب الله الذين قدَّموها يحتَقِرونَ إسمَ اللهِ بذلك. كانُوا بِذلكَ يُصَرِّحونَ أن اللهَ لم يستَحِقُّ شيئاً ذا قيمة. إنَّ وكالَتَنا تكشِفُ ماذا نُفكِّرُ عمَّن وعمَّا هُوَ الله وما يستَحِقُّهُ منَّا. بالنسبَةِ لملاخي، الهمسةُ الثانِيَة للقلبِ الذي تبرُدُ محبَّتُهُ تجاهَ الله هي إحتقار إسم الله.
هل ترى نفسَكَ في همساتِ القلبِ هذه؟ هل لَدَيكَ علاقة محبَّة وعبادة شخصيَّة حميمة معَ الله؟ وهل تُظهِرُ في عِبادَتِكَ أنَّكَ تُحِبُّ اللهَ وتعتَبِرُهُ وتعرِفُ ما يستَحِقُّه؟
- عدد الزيارات: 14544