سِفرُ العَدَد الفَصلُ الثَّالِث مُستَوى القَرار - مُستَوَى القَرار
مُستَوَى القَرار
عندما يَكونُ قُبطانُ الطَّائِرَةِ بصدَدِ الهُبوط بواحِدَة من الطائرات الضخمَةِ على المدرج، مثل طائِرة الكُونكُورد أو طائِرة بُوينغ 747، يَصل إلى مرحَلَة عليهِ أن يُلزِمَ نفسَهُ بالهُبوط. وهذا ما يُسمَّى بِنُقطَةِ اللارُجُوع، أو بمستوى القَرار. اللهُ لا ينفُذُ صَبرُهُ، وهُوَ مَملُوءٌ بالنِّعمة. ولكنَّ الإصحاحَ الرَّابِع عشر من سفرِ العدد يُخبِرُنا أنَّهُ يُوجَدُ ما يُسمَّى
"بِمُستَوى القَرار" في رحلاتِ إيمانِنا. تُوجَدُ نُقطَةٌ في سَيرِنا معَ الله، حيثُ نُقرِّرُ فيها ما إذا كُنَّا سنعمَلُ أم لن نعمَلَ بإرادَةِ اللهِ لِحَياتِنا.
فرغمَ أن اللهَ سوفَ يعملُ المُستحيل ليجعلنا نرى إرادَتَهُ ونعملُ بها، ولكنَّهُ يصلُ إلى تلكَ المرحلَة حَيثُ يَجعَلُنا نعمَلُ ما نُريدُهُ، ومن ثَمَّ يَجِدُ لِنفسِهِ شخصاً آخر يعمَلُ من خلالِهِ ما كانَ سيعمَلُهُ من خلالِنا. وعندما يتحوَّلُ اللهُ عنَّا لكَونِنا رَفَضنا بِعنادٍ أن نعمَلَ مَشيئَتَهُ، نُعاني من خسائِرَ فادِحَة، لأنَّنا نُفوِّتُ عندها القَصدَ من خلاصِنا في هذه الحياة. نحنُ بِذلكَ لا نفقُدُ خلاصَنا، ولكنَّنا نخسَرُ الفُرصَةَ لنُحَقِّقَ في هذه الحياة القصدَ الذي خلَّصَنا اللهُ من أجلِهِ. (أَفَسُس 2: 8- 10)
إن الإصحاحَ الرابع عشر من سفر العدد يحتوي على أكثر المقاطِع المُحزِنَة في الكتاب المُقدَّس. يُخبِرُنا هذا الإصحاح أن الشعبَ تقلَّدَ أسلِحَتَهُ في الصباحِ التالي. وعندما قالَ الشعب، "نحنُ الآن مُستعدُّون للدخول،" سمعوا هذه الكلمات الرهيبَة من موسى، "لقد تأخَّرتُمّ! إنزعوا أسلحَتَكُم عنكُم! لقد ابتعدتُم عن الله، فابتعدَ اللهُ عنكُم."
يُوجَدُ ما يُسَمَّى إرادة الله الصالِحَة المرضيَّة والكامِلَة لِحياةِ كُلَِّ واحِدٍ منَّا (رُومية 12: 1، 2) سِفرُ العدد يتكلَّمُ عن عمَلِ إرادَةِ اللهِ هذه لحياتِنا. عندما تقرأُونَ الإصحاح الرَّابِع عشر من سفرِ العدد، تأمَّلُوا هُناكَ بمُستَوى القرار، حيثُ نُقرِّرُ جميعُنا، إمَّا بأن نعمَلَ أو بأن لا نعمَلَ بإرادَةِ اللهِ لحياتِنا. ولن يَفُوتَ الأوانُ أبداً لنُقَرِّرَ بأنَّنا لن ندُورَ في حلقاتٍ مُفرَغَةٍ بعدَ اليوم، بل سوفَ نجتاحُ وندخُلُ ونملِكُ المواعِيدَ التي إختارَها اللهُ لنا.
- عدد الزيارات: 8116