Skip to main content

الفَصلُ السَّادِسُ وِلادَةُ الجنسِ البَشَريّ - الذَّكَرُ والأُنثَى

الصفحة 3 من 3: الذَّكَرُ والأُنثَى

 الذَّكَرُ والأُنثَى

مُلاحَظَةٌ أُخرَى يُمكِنُنا تقدِيمُها فيما يتعلَّقُ بِخَلقِ الإنسان، هي أنَّ اللهَ خلقَهُ ذَكرَاً وأُنثَى. هُنا نَجِدُ أوَّلَ نَمُوذَجٍ عنِ الجِراحَةِ معَ البنج. فأوَّلُ طَبيبِ بَنجٍ كانَ الله! فلقد أوقَعَ اللهُ سُباتاً عميقاً على آدم؛ ثُمَّ أخذَ ضِلعاً من أضلاعِهِ، وصنعَ المرأةَ من هذا الضَّلع. هُنا نَجِدُ صُورَةً رَمزِيَّةً جَميلة. فاللهُ لم يأخُذْ المرأَة من رأسِ الرَّجُل، حتَّى لا تَتَسلَّطَ عليهِ، ولم يأخُذْها من قَدَمِهِ حتَّى لا يستَعبِدَها كخادِمَةٍ لهُ. بل أخذَ اللهُ المرأَةَ من ضِلعِ الرَّجُل، لكَي تَكُونَ قَريبَةً من قَلبِهِ.

لماذا خلقَ اللهُ المرأَةَ؟ من الأفضَل ترجَمَة كلمة "وَحْدَهُ" بالعبريَّة، بِكلمة "غير كامِل، أو ناقِص"، أو "أكثَر كمالاً." إذا دخَلتَ إلى مجالِ قواعِدِ اللُّغَةِ العبرِيَّة، تَجِدُ أنَّهُ عندما جمعَ اللهُ هذا الرَّجُل وهذه المرأة في ما يُسمَّى بِرِباطِ الزَّواجِ المُقدَّس، أو بالإتِّحادِ الجِنسيّ، فإنَّ هذا الرَّجُل وهذه المرأة المُتَّحِدانِ في جسدٍ واحِدٍ أصبَحا إنساناً واحداً.

من المُهِمِّ أن نُلاحِظَ هُنا أنَّهُ عندما جمعَ اللهُ ذلكَ الرَّجُل وتلكَ المرأة معاً، أوجدَ اللهُ أهمَّ مُؤسَّسَةٍ على الأرضِ اليَوم، والتي نُسمِّيها العائِلة أو البَيت. لقد كانت خُطَّةُ اللهِ عندما خلَقَهُما ذَكَراً وأُنثَى، كانت خُطَّتُهُ أن يأخُذَ هذينِ الشَّخصَين ويجعَلَ منهما مُتَّحِدَينِ في علاقَةٍ ليكُونَ بِوُسعِهِما أن يُصبِحا والِدَين. ثُمَّ، كَوَالِدَين، يُنجِبانِ بِدَورِهِما أولاداً سيُصبِحُونَ بِدورِهم أزواجاً لآخرينَ ومن ثَمَّ والِدِينَ يُنجبُونَ أشخاصاً يُصبِحونَ هُم أيضاً أزواجاً ووالِدين. هذا هُوَ نامُوسُ الطَّبيعَةِ العَظيم، الذي منحَ الحياةَ والنُّمُوَّ والإتِّجاهِ للعائِلَة البَشَرِيَّة جَمعاء.

إنَّ الشَّراكَة بينَ الرَّجُل والمرأَة هي جزءٌ هامٌّ جداً من نامُوس اللهِ الأساسيّ للحَياة. لهذا خلقَ اللهُ الإنسانَ ذكراً وأُنثَى. تَصَوَّرْ مُثَلَّثاً، حيثُ يُوجَدُ اللهُ على رأسِ الهَرم، والرَّجُلُ على الزَّاوِيَةِ السُّفلَى اليُسرى والمرأَةُ على الزَّاوِيَةِ السُّفلَى اليُمنَى منَ المُثَلَّث. إن كانَ الرَّجُلُ على علاقَةٍ باللهِ، وإن كانَتِ المرأَةُ أيضاً على علاقَةً باللهِ نفسِه، فبِمقدارِ ما يقتَرِبُ هذا الرَّجُلُ وهذه المرأة منَ اللهِ، بمقدارِ ما يقتَرِبانِ تِلقائِيَّاً من بَعضِهما البَعض.

بَينَما تدرُسُ مَوضُوعَ الزَّواجِ في سفرِ التَّكوين، ستَجِدُ أنَّ الزَّواجَ ينبَغي أن يكَونَ علاقَةً حَصرِيَّةً بمعنَيَين. فمِن أجلِ الزَّواج، يترُكُ الرَّجُلُ أباهُ وأُمَّهُ. فهُوَ يستَقصِي العائِلة التي قضى معها عشرينَ أو خمسةً وعشرينَ عاماً. وأيضاً بسببِ الزَّواج، عليهِ أن ينسَى كُلَّ الآخرين. وعليهِ أن يحيا معَ زوجَتِهِ حصرِيَّاً، لباقِي حياتِهِ. وعلى المرأةِ أن تتَّخِذَ نفسَ هذه الخُطُواتِ والإلتِزام الحَصريّ تجاهَ زَوجِها. هذه هي خُطَّةُ اللهِ للزَّواج.

الصفحة
  • عدد الزيارات: 8610