Skip to main content

العدو المثلث للإنسان - اليهود يشاطرون الأمم مسلكهم وماضيهم

الصفحة 2 من 2: اليهود يشاطرون الأمم مسلكهم وماضيهم

عدد 3:

3الَّذِينَ نَحْنُ أَيْضاً جَمِيعاً تَصَرَّفْنَا قَبْلاً بَيْنَهُمْ فِي شَهَوَاتِ جَسَدِنَا، عَامِلِينَ مَشِيئَاتِ الْجَسَدِ وَالأَفْكَارِ، وَكُنَّا بِالطَّبِيعَةِ أَبْنَاءَ الْغَضَبِ كَالْبَاقِينَ أَيْضاً،

اليهود يشاطرون الأمم مسلكهم وماضيهم

-ج-العدوّ الثالث: "الجسد". "الذين نحن أيضاً جميعاً تصرفنا قبلاً بينهم في شهوات جسدنا". تكلم بولس في العدد السابق عن ماضي الأمم ومسلكهم. ولئلا يظن الأمم أن الرسول قصد أن يخصهم بذلك الماضي التعيس, وهذا المسلك الشائن, عرّج على اليهود, فادمجهم مع الأمم في مسلكهم وماضيهم. ولأن الرسول بولس يهودي, أورد عبارته في صيغة المتكلم, فقال: "الذين نحن أيضاً" ولئلا يتوهم أن الرسول يقصد فريقاً معيناً دون آخر, أجمل الكل, فقال: "...نحن جميعاً", ولئلا يتطرق إلى ذهن الأمم أي خاطر من جهة فضل أسبقية اليهود عليهم في المجد والكرامة, أبان لهم الكاتب أن لليهود أيضاً ميزة الأسبقية عليهم في العصيان والتمرد, فقال: "تصرّفنا قبلاً". فما أحكم الرسول وما أعدله!! أليس هو القائل في رسالة أخرى: "أما الذين هم من أهل التحزب ولا يطاوعون للحق بل يطاوعون للإثم فسخط, وغضب. شدة, وضيق على كل نفس إنسان يفعل الشر –اليهودي أولاً ثم اليوناني.ومجدٌ, وكرامةٌ, وسلامٌ لكلّ من يفعل الصلاح- اليهودي أولاً ثم اليوناني"؟ (رومية 2: 9- 11).

فلا يعادل ضياء النور الساطع, إلا قتام ظله. ولا يوازي عظمة الامتيازات, قدر ثقل مسئولياتها. فاليهودي شريك الأممي في:

-أ-التصرف السابق في شهوات الجسد –ب-إطاعة مشيئات الجسد والأفكار   -ج-كونه ابن الغضب بالطبيعة. وكل هذه الثلاثة الأوصاف منصبة على الجسد الذي هو عدونا الثالث.

-أ-إن "شهوات الجسد" بحصر اللفظ, تعني الخطايا الحيوانية المنحطة.

-ب-و"مشيئات ..الأفكار" تعني الخطايا الفكرية الناشئة عن الكبرياء العقلية نظير الانتفاخ العلمي, وحب السلطة, وطلب الجاه والشهرة, اللواتي هن بعض أخوات محبة الذات.

ومن الملاحظ, أن الرسول بولس, حين كان يتكلم عن نفسه بالذات في هذا العدد الثالث وصف الخطية في منابعها الداخلية, لكنه لم يتكلم عن خطايا الآخرين (عدد 2) وصف الخطية في مظاهرها الخارجية التي تبدو في الحياة بالتصرف والسلوك.

-ج-"أبناء الغضب" –لئلا يتبقى في قلب اليهود أثر من الفخر بحسبهم على اعتبار أنهم "أولاد إبراهيم", انتزع الرسول من قلوبهم كل أسباب الافتخار بميلادهم الطبيعي, لأنهم بالطبيعة أبناء الغضب كالباقين- أي أنهم في ميلادهم الطبيعي يستوون والغير المؤمنين من الوثنيين. فليست العلة في البيئة المحيطة بهم, ولا في مرافقهم وظروفهم الخارجية, ولا في الزمان العائشين فيه, بل فيهم هم, لأنهم بالطبيعة أبناء الغضب. نعم أن الله يبنى الأمة الإسرائيلية, ولكن على أساس الإيمان, لا على أساس حياتهم الطبيعية, ولا بناء على استحقاقهم, كورثة جسديين لإبراهيم. لأن بولس نفسه يقول في رسالة أخرى: "كما آمن إبراهيم فَحُسِب له (الإيمان) براً. فاعلموا إذاً أن الذين هم من الإيمان, أولئك هم بنو إبراهيم" (غلاطية 3: 6و 7). فإذا كان بعض اليهود يظنون أنهم يمتازون عن الأمم بكونهم أبناء إبراهيم بميلادهم الطبيعي, فقد هدم بولس صرح تفاخرهم هذا, وأبان لهم أن لا وجه لفخرهم لأنهم بحكم ميلادهم الطبيعي, هم "أبناء الغضب" كسائر الناس, فإن لم يولدوا ثانية ميلاداً روحياً من الأعالي, فلا سبيل إلى تمتعهم برضى الله.

الصفحة
  • عدد الزيارات: 8769