معجزة النعمة
(2: 1 –10)
أولاً: ما كنا عليه بالطبيعة – 2: 1- 3
(1)ماضينا –2: 1- الأمم وحدهم
(2)مسلكنا –2: 2-3 (أ)- اليهود والأمم معاً
(3)استحقاقنا الطبيعي –2: 3 (ب)- اليهود وحدهم
ثانياً: ما صرنا إليه بالنعمة 2: 4- 10
(1)أساس عمل إله النعمة –2: 4و 5 (ب)
-أ-غنى رحمة الله- 2: 4 (أ)
-ب-عظمة محبة الله- 2: 4 (ب)
-ج-مجانية نعمة الله- 2: 5 (ب)
(2)ماهية عمل إله النعمة- 2: 5 ( أ) "أحيانا"
(3)قوة عمل إله النعمة 2: 6
-أ-أقامنا- 2: 6 (أ)
-ب-أجلسنا- 2: 6 (ب)
(4)غرض إله النعمة من عمل نعمته- 2: 7
-أ-وقت إظهار غرضه- 2: 7 (أ)
-ب-حقيقة غرضه- 2: 7 (ب)
(5)أسلوب عمل إله النعمة- 2: 8- 10
-أ-علة خلاصنا "النعمة" 2: 8 (أ)
-ب-وسيلة خلاصنا "الإيمان" 2: 8 (ب)
-ج-غاية خلاصنا-تمجيد الله وحده- 2: 9
-د-ثمر خلاصنا-أعمال صالحة معدة- 2: 10
هذه تسبحة النعمة, أنشأها رسول النعمة –مطلعها: "أنتم" (عدد 1), وقلبها النابض: "الله" (عدد 4), وقرارها المتكرر: "بالنعمة أنتم مخلصون" (عدد 5و 8) وختامها: "لأعمال صالحة... نسلك فيها". فلنترنم بها, ونحن على ركبنا جاثون, لأننا إن ارتكبنا شراً فلا عُذر, وإن أتينا خيراً فلا فخر.
أولاً: ما كنا عليه بالطبيعة 2: 1- 3
عدد 1:
1وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتاً بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا،
(1)ماضينا – (2: 1). "وأنتم إذ كنتم أمواتاً بالذنوب والخطايا". هذا تعبير مجمل, يصف الغير المؤمنين في:
-أ-حالتهم الطبيعية: "أمواتاً" : إن الموت المقصود هنا هو الموت الروحي, الذي هو بعد النفس عن الله. وكما أن الموت الجسدي ينشأ عن انقطاع كل صلة بين الجسد وبين أسباب الحياة الطبيعية المحيطة به –كالهواء وما إليه, كذلك يقع الموت الروحي عند انقطاع الصلة بين النفس وبين الإله الحي الذي هو مصدر حياتنا, وعلة كيانها. يؤيد هذا, وصف آخر وصف به الرسول الغير مؤمنين: "إذ هم مظلموا الفكر ومتجنبون عن حياة الله"- هذه هي البيئة الروحية, فمتى انقطعت كل صلة تربطهم بها, أمسوا أمواتاً فعلاً وحقاً.
-ب-علة موتهم: "بالذنوب والخطايا". هذا هو الداء الدفين الذي تغلغل في البشرية, فأبعدها عن الله الذي هو مصدر الحياة والنور فماتت البشرية بهذا الداء العياء. وإذا كانت الخطية علة موت الإنسان, فهي أيضاً المقبرة التي يُطوى فيها, ولذلك فهو أيضاً ميت في "الذنوب والخطايا". قد يجوز أن نميز بين الذنوب والخطايا, فنقول: إن الذنوب هي الاعتداء على شريعة أو هي كسر حاجز والاصطدام به, والخطايا هي القصور أو التقصير في عدم إصابة المرمى. ويقول بعضهم: إن الأولى تشير إلى خطايا الترك, وأن الثانية تعني خطايا الفعل. ويقول البعض الآخر: إن الأولى تشير إلى الخطايا الفعلية التي يرتكبها الإنسان متعمداً مختاراً, وأن الثانية تعني الخطايا الأصلية الموروثة من آدم الأول. ويعتقد سواهم: أن الذنوب هي ما يُرتكب ضد الإنسان. وأن الخطايا هي ما يُرتكب ضد الله تعالى. ويقول آخرون: إن الذنوب تشير إلى الفعال الظاهرة, الخطايا تتناول النيات الخفية التي في القلب. ومع ميلنا إلى الأخذ بالرأي السابق للأخير, إلا أنه ليس من السهل أن نحكم بأفضلية أحدها.
عدد 2 :
2الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هَذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ،
(2) مسلكنا –(2: 2- 3 (أ)). "التي سلكتم" هذه حالة شاذة غريبة, لأننا لم نكن بالطبيعة أمواتاً جامدين بغير حركة, مثلما يكون عادة موتى الأجساد, بل كنا أمواتاً متحركين: "سالكين". فليست "الذنوب والخطايا" مجرد مقبرة يتوارى فيها موتى النفوس والأرواح, وإنما هي "بيئة" حية, أدبية, "فيها يوجد الخطاة, ويحيون, ويتحركون", ويسلكون. إن مسألة السلوك غاية في الأهمية, وهي ذات اعتبار خاص لدى أحبار اليهود الذين سبقوا بولس والذين عاصروه. فقد استُهل سفر المزامير بالكلام عن السلوك: "طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار".
- عدد الزيارات: 3971