Skip to main content

الفصل السادس: ما هو الدافع إلى الخدمة المسيحية؟

لا يهتم الله بكمية عملنا بل القصد الذي نعمل لأجله. فقد تقوم بعمل صالح للوصول إلى هدف شرير.

لم أبشر؟ لأني مأجور لذلك هذه المادية. أو لأني أجد لذة في التبشير هذه أنانية. لأخدم كنيستي وطائفتي؟ هذه طقسية. هل أبشر لأن الرب يسوع امرني بذلك؟هذه المسيحية. حفظ التوازن في التبشير ليس بالأمر السهل، ولعل تقصير حركة الإصلاح كان انعدام الرؤيا و الغيرة الروحية في كثير من المصلحين، فانهماكهم بالإصلاح في أوروبا، وجهلهم الجغرافي عصرئذ حالا دون اهتمامهم" بأقصى الأرض" أي الزوايا الخفية و البعيدة عن بلادهم. قد يعرف المبشر الله معرفة عميقة و حميمة، ولكنه لا يكترث بغيره، ما نوع مسيحيته؟

خلال القرن الماضي أي حوالي 180 شهد العالم غيرة ونموا تبشيرا عظيمين، فأسست عدة إرساليات حديثة و دخلت عدة بلدان كحقول للتبشير حتى أصبح الشعار يوم ذاك " تبشير العالم بأسره" إلى أقصى الأرض في هذا الجيل. إن الاهتمام بالإنسان، والتركيز على الإنسان، لا يخلو من الأخطاء، إذ قد يصبح الإنسان هو المحور وليس الله، وقد يتركز على عدد المتجددين و تأسيس الكنائس، كما يزيد الاهتمام بقوانين وأنظمة الإرسالية دون تمجيد اسم الله و طاعته. هنالك عدة أهداف لتبشير العالم، والتركيز على واحد دون الآخرين قد ينتج عدم التوازن في الخدمة. فما لم يكن التبشير ناتجا عن محبة الله و الإنسان، قد يولد في المبشر روح الفتور، أو عدم اللذة،

و الشعور بالواجب الجبري، هذه المشاعر لا تتفق مع تعاليم العهد الجديد.

  • عدد الزيارات: 6685