الفصل السابع: الإرساليات و الصلاة
لماذا يتكل المرسلون على معينيهم في البلد الأم؟ ألا يقدر الله أن يسد حاجات المرسلين المادية و غيرها بدون معونة الناس و صلواتهم؟ و لكن الله أراد هذا الاتكال لعدة أسباب أبرزها ثلاثة.
1- هذه طريقة الله في العمل. فكما أن الجسد وهو أعضاء كثيرة، وجميع الأعضاء هي جسد واحد هكذا نحن في المسيح. فجميعنا اعتمدنا بروح واحد لجسد واحد- أمما كنا أو يهود، أحرارا أم عبيد سقينا جميعا روحا واحدا. فأن الجسد أيضا ليس عضوا واحد. بل أعضاء كثيرة. إن قالت الرجل لأني لست يدا لست من الجسد. أفلم تكن لذلك من الجسد؟ وإن قالت الأذن لأني لست عينا لست من الجسد أفلم تكن لذلك من الجسد؟ لو كان كل الجسد عينا فأين السمع؟ لو كان الكل سمعا فأين الشم؟ لا تقدر العين أن تقول لليد لا حاجة لي إليك. أو الرأس أيضا للرجلين لا حاجة لي إليكما... فإن كان عضو واحد يتألم فجميع الأعضاء تتألم معه. وإن كان عضو واحد يكرم فجميع الأعضاء تفرح معه و أما أنتم فجسد المسيح و أعضاؤه أفرادا (1كورنثوس12، 12-27)
أنتم إذا جسد المسيح وكل واحد منكم عضو فيه. هكذا جعل الله الأعضاء يعتمد الواحد على الآخر لأنه لا يستطيع عضو واحد أن يعمل منفصلا عن الآخرين أو عن جسد المسيح.
2- المرسلون يحتاجون مساعدة الآخرين و اهتمامهم. ماذا يا ترى يكون شعور المرسل في أرض بعيدة نائية، بلا رفيق أو محب ما لم يكن قلبه ثابت إن أحباءه في بلاده يهتمون بحاجاته المادية و الروحية و يرفعونه دائما بالصلاة، و الكتاب يخبرنا أن الله مسكن المتوحدين في بيت (مزمور 68، 6) أي أنه جعل المجتمع عائلات يتكل أحدهم على الآخر، إنه لشعور مفرح ومعز أن يشعر المرسل بوجود هذه العلاقة الودية بينه و بين أهله و أصدقائه في البلد الذي خرج منه.
3- المسيحيون في البلد الأم بحاجة إلى هذا الشعور. فكل ما أعطي لعمل الرب و كلما أصلي للعامل في حقل الرب تفيض علي بركات السماء و نعمها و بذلك أكون الرابح الأول لأني ساهمت في نفقات المرسل. و الله يجزل بركاته ونعمه لمن يساعد و يساهم في حقله، ويصلي لخدامه. الحديث عن ضرورة الصلاة كثير وطويل. و لكنني سأركز على الصلاة الفعالة، وضرورتها، ومصاعبها.
- عدد الزيارات: 3375