الفصل الثامن: تنظيم مدرسة الأحد للعمل - المعلم في نشاطه
المعلم في نشاطه:
إن دافع معلم مدرسة الأحد موضح في الآيات التالية: "الذي أرسلني هو معي ولم يتركني الآب وحدي، لأني في كل حين أفعل ما يرضيه" (يو8: 29). "قال لهم يسوع: طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله" (يو4: 34). "ومهما سألنا ننال منه لأننا نحفظ وصاياه ونعمل الأعمال المرضية أمامه" (1يو3: 22). ومعلم مدرسة الأحد يجد لذة وفرحاً عظيمين في عمل إرادة الله.
نصح بولس تيموثاوس بالدرس والاجتهاد ليكون مزكى لدى الله. فإن كان حافز المعلم رضى الله، فلا بد أن يقوم بالعمل بأفضل ما يمكنه.
1-علاقة المعلم بالكنيسة:
كل معلم، سواء في دائرة الحضانة أم في صف للبالغين، يجب أن تختاره الكنيسة لأن معلم الصف هو حلقة الوصل بين الصف والكنيسة. ولكونه موظفاً من موظفي الكنيسة، فهو يصبح مسؤولاً لدى الكنيسة عن تعاون الصف مع كل أعمال الكنيسة.
ويحق للمعلم أن يتوقع كل مساعدة ومساندة ممكنة من الكنيسة. ويتحتم على الكنيسة أن تتأكد، بواسطة الراعي والمدير، من أن لدى كل معلم مكان صالح للصف مع كل الأدوات الضرورية والمطبوعات الكافية والمواد الأخرى اللازمة.
2-مسؤولية المعلم تجاه مدرسة الأحد:
إن أقصى درجات النجاح في مدرسة الأحد تتطلب تعاون كل الموظفين والمعلمين. فالصف أو الدائرة إن هي إلا واحدة في مدرسة الأحد. ونجاح أية وحدة يتوقف على نجاح كل وحدة أخرى. ولذا يتوجب على معلم الصبيان، الذين هم في التاسعة، أن يدرك بأن ما عمل لهم حين كانوا في الثامنة من العمر، وما سيعمل لهم حين يبلغون العاشرة له علاقة كبرى بنتيجة عمله النهائية. وهذا يصح على مدرسة الأحد بكاملها. لهذا ينبغي على كل معلم أن يعنى بمجمل حياة كل فرد. فلقد وجدت مدرسة الأحد لتخدم حاجات الفرد الروحية. إذن يتحتم على معلم صبيان الثانية عشرة أن يهتم بما يعمل لمن هم في السادسة. ففي غضون سنوات قليلة يكون أبناء السادسة قد أصبحوا في صفه. إنه لمن المهم جداً أن يتعاون المعلم في كل جزء من عمل مدرسة الأحد.
(1)-زيادة الحضور- إن حضور الناس إلى مدرسة الأحد مسألة اختيارية. فإذا تغيب شخص باستمرار فهذا دليل الحاجة الروحية. وبما أن مهمة المعلم أن يخدم الحاجات الروحية لكل فرد ممن يجب أن يكونوا في الصف، فمما لاشك فيه أن المعلمين سيسعون لتأمين حضور جيد. ولذلك، نظراً لكثرة الجواذب الخارجية، والضعفات البشرية، وشر الإنسان، يكون من الضروري دعوة معظم الناس مراراً وتكرار للمجيء إلى مدرسة الأحد. فيما يتعلق بأولاد الحضانة والروضة وصفي المبتدئين والأحداث، يضطر المعلم أن يقوم بمعظم الزيارات. أما فيما يتعلق بالفتيان والشبيبة والبالغين، فبإمكان أفراد الصف أن يساعدوا في عمل بنيان الصف. غير أن هذا العون لا يعفي المعلم من مسؤوليته الشخصية في الزيارات وفي تشجيع موظفي الصف للقيام بنفس العمل.
(2)-حضور اجتماعات الموظفين والمعلمين النظامية- إن اجتماع الموظفين والمعلمين، بالإضافة إلى كونه مكاناً للترقية والتخطيط والدرس والشركة والصلاة، هو مكان لتبادل الآراء. وأصحاب الخبرة الطويلة يجب أن يحضروا لمساعدة ذوي المعرفة القليلة كما أنه يجب على الفريق الثاني أن يحضر لأجل الفائدة التي يمكن أن يجنيها. وهذه المبادلة تجعل من اجتماع المعلمين اجتماعاً نافعاً للغاية.
(3)-الحضور بانتظام وعلى الموعد- إن الفترة التي تسبق افتتاح مدرسة الأحد يجب أن يستعملها المعلم بانتباه وحكمة كأي جزء من اجتماع مدرسة الأحد. إذ أن مدرسة الأحد تبدأ حالما يصل الولد إليها. فمع الفتيان والشبيبة والبالغين ينبغي على المعلم أن يتحين كل فرصة ليتكلم قليلاً مع الضالين. ولا يجب أن يسمح للأمور التافهة أن تشغله عن اغتنام الفرصة لاستخدام كل جزء من الوقت في صباح الأحد. فالمعلم يبدأ بالتعليم عند وصول أول تلميذ حتى ولو لم يكن المعلم هناك.
(4)-استخدام بطاقات التسجيل ذات النقاط الست- إن كانت مدرسة الأحد تستخدم بطاقات التسجيل هذه، فيكون لزاماً على كل معلم أن يستخدمها ويتأكد من تطبيق التعليمات التي فيها على الصف الذي يعمل معه. هذا النظام مؤسس على تعاليم كتابية غايتها تنمية الخلق والشخصية.
(5)-حضور مدارس التدريب التي ترعاها الكنيسة- إن الدراسة المجددة ضرورية لجعل التعليم مملوءاً بالحياة والحرارة. ودروس التدريب المتكررة تتيح المجال لمعلمي مدرسة الأحد أن يزيدوا معلوماتهم العامة، وهكذا يعدّون أنفسهم لخدمة أعظم.
ثم يجب على معلمي الشبيبة والبالغين أن يتعاونوا مع الراعي والمدير العام في اقتياد الأعضاء إلى حضور صفوف التدريب.
3-تحضير المعلم:
إن المعلم الذي يتوقف عن النمو روحياً وعقلياً يتوقف عن أن يكون بركة لغيره. فالتحضير عمل مستمر وهو على نوعين:
(1)-التحضير العام- في غضون سنوات قليلة يستطيع الإنسان الفهيم أن يتعلم حقائق الكتاب العظمى ومكان وجودها في الكتاب المقدس. وحيث أن معظم معلمي مدرسة الأحد قد لا يقتنون كتباً كثيرة ولا باستطاعتهم الوصول إلى مكتبة جيدة، لكن كل واحد تقريباً يقدر أن يقتني بضعة كتب جيدة تساعده في درس الكتاب المقدس وفي الاستعداد للتعليم الفعّال.
ثمة أحد عشر اقتراحاً عملياً تساعد معلمي مدرسة الأحد في تحضيرهم العام، وهي في متناول جميعهم.
1-عوّد نفسك على الصلاة اليومية.
2-قم بانتظام بقراءة الكتاب المقدس اليومية.
3-حضّر بعناية كل درس من دروس مدرسة الأحد.
4-اقرأ على نفسك سفراً واحداً من الكتاب المقدس في الشهر، ويفضل أن تكون له علاقة بدروس تلك الفترة.
5-اشترك في حضور كل مدارس التدريب التي تقوم بها الكنيسة أو المجمع.
6-اشترك في حضور اجتماع المعلمين الأسبوعي.
7-اشترك في حضور مدرسة التدريب فإن لم تكن هناك واحدة في الكنيسة فقم أنت بتنظيمها.
8-اصرف على الأقل عشر ساعات كل شهر في الزيارات الفردية.
9-حاول أن تربح على الأقل نفساً واحدة كل أسبوع.
10-إن كانت الكنيسة لا تقوم بمدارس تدريب دورية فادرس بنفسك ما يتيسر من الكتب عن مبادئ مدرسة الأحد وأساليبها.
11-اشترك في حضور مؤتمرات عمال مدرسة الأحد حين يكون بالإمكان.
إن الاشتراك المنظم في هذه الأشياء الأحد عشر تساعد معلم مدرسة الأحد على الاستمرار في النمو.
(2)-التحضير الخاص- إن المعلم الصالح في مدرسة الأحد يرغب بالتأكيد في إعداد كل درس بلياقة ودقة وروح الصلاة. وهذا يتطلب قوة الإرادة لأن الجسد ضعيف والشيطان نشيط. على المعلم، بالطبع، أن يقتني كتاباً مقدساً مشوهداً ويعرف كيفية استخدامه. ثم أن شروح مدرسة الأحد، المعدة للمعلم والتلميذ، ترشد المعلم المشغول في تحضير درس شامل في أقصر مدة ممكنة. ويجب ألا يغيب عن بال المعلم أنه معلم وليس محاضراً أو مسليّاً. والعامل مرشد ومشجع. وهو الذي يجد الحق الذي يحتاجه الطلاب ومن ثم يساعدهم حتى يروا الحق ويفهموه ويتوقوا إليه.
الكتاب المقدس المشوهد مع كتاب المعلم الفصلي يمكنان المعلم من إعداد كل درس جيداً. وإن وجدت مواد أخرى للاستعمال فزيادة الخير خير. وعلى المعلم إن أمكن، أن يبدأ بتحضير درسه في وقت مبكر من الأسبوع. وبالطبع، إنه يحتاج في آخر الأسبوع أن يكمل تحضيره بعناية ودقة. علق أحد التلاميذ الفتيان مرة أنه لو كان المعلمون يعرفون دروسهم بشكل أفضل لكانت مدرسة الأحد أفضل مما هي عليه بكثير.
ثم هناك الاستعداد الشخصي، أو إعداد المعلم نفسه. فيجب على قدر الإمكان أن يكون المعلم ذا قوام جسدي مقبول. والأهم من هذا هو استعداده الروحي. فالصلاة الجدية والرغبة الخالصة في إرضاء المسيح، والحنين إلى خلاص الضالين، جميع هذه- من الأمور الجوهرية في جعل عمل المعلم على أفضل ما يكون.
4-المعلم في صباح الأحد:
إذ يستعد المعلم للأحد صباحاً، يكون على علم بحاجات التلاميذ ويكون كلمة الله هي المصدر الوحيد المناسب لسد تلك الحاجات. ويكون بالتالي على علم بأن الله أوصى بتعليم كلمته ووعد بأن يباركها. وهكذا يقدر المعلم، بإيمانه واستعداده هذا، أن يواجه عمله بثقة، علماً منه بأنه يفعل إرادة الله وبأن بركات الرب وإرشاد الروح القدس هما على حسابه.
ليت مجموع المعلمين الأمناء في مدرسة الأحد يسعون للإقتداء بميزات وأساليب المعلم العظيم. وليتهم يخلصون لتعاليمه وروح تعاليمه. وليتهم يحسون دائماً وأبداً بحالة النفس الضالة وبإمكانيات الحياة.وليتهم يتأكدون من يسوع كالمخلص الكافي الوحيد. وليتهم يكونون مجتهدين في التحضير، حارين في الروح، مستقيمين في الحياة. وليتهم يدركون تماماً أهمية عملهم في ربح الهالكين للمسيح وفي بناء الأخلاق المسيحية.
- عدد الزيارات: 12486