الفصل الخامس: عمل مدرسة الأحد التبشيري
الكلمات التي نطق بها الرب واضحة وصريحة: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر". (مت28: 19- 20).
المؤسسة التبشيرية الأولى في الكنيسة:
يشكل طلاب مدرسة الأحد أعظم حقل تبشيري للكنيسة. والكتاب المقدس- الذي هو كتاب الدرس في المدرسة الأحدية- يحتوي رسالة النعمة المخلصة وهو قوة الله للخلاص لكل من يؤمن. والمعلمون والموظفون يمكنهم أن يكونوا أعظم فريق لربح النفوس في الكنيسة. هذه الإمكانيات التبشيرية أخذت تتضح لكنائس كثيرة بواسطة مدارسها الأحدية.
إن مفهوم مدرسة الأحد كمؤسسة كنسية، قائمة على عمال متطوعين وتدريس الكتاب المقدس، يخلق منظمة لها أساليبها وتعليمها وبناؤها الذي يتيح المجال أمام الكنيسة لربح النفوس باستمرار وإلى أقصى درجة.
إن الغرض من تشكيل مدرسة الأحد وتسييرها هو ربح النفوس. وبما أن هذه المدرسة مقسمة ومصنفة فيكون بإمكان كل عضو في الصف أن يلقى عناية خاصة. أضف إلى ذلك، أن المعلمين منتقون ومدربون على ربح النفوس، والبناء مرتب ومهيأ للأمور التي تساعد في عمل التبشير، والدروس مكتوبة بقصد تعليم الكتاب المقدس، والمنهاج معد لأجل تقديم المسيح، ووقت الاجتماع قبل خدمة العبادة مباشرة له قيمة لا تقدّر في البشارة، وبرنامج المدرسة كله مهيأ للإسهام مباشرة وبصورة دائمة بخدمة التبشير. إن مدرسة الأحد هي مؤسسة الكنيسة، ومشكلّة من قبل الكنيسة وتعمل تحت إشراف الكنيسة، وتوّجه من الكنيسة ومسؤولة لدى الكنيسة.
مدرسة الأحد شبيهة إلى حد ما بمؤسسات الكنيسة الأخرى. إلا أن هناك أربعة أشياء تميزها عن غيرها وتجعلها ذات قيمة في حيّز التبشير. أولاً، تضم عدداً كبيراً من الناس- مخلصين وغير مخلصين. ثانياً، أنها حسنة التنظيم، ثالثاً، هي مؤسسة ثابتة تعمل على مدار السنة. ورابعاً، هي مكلفة من الكنيسة بالواجبات التالية:
(1)-الاتصال بكل الناس الذين هم ضمن نطاق مسؤولية الكنيسة.
(2)-تعليم الكتاب المقدس لكل إنسان في كل زمان.
(3)-ربح الضالين إلى المسيح وإلى عضوية الكنيسة.
(4)-قيادة كل أعضاء الكنيسة للعبادة والشهادة والخدمة.
على الكنيسة أن تحدّد بوضوح عمل كل مؤسسة ولجنة فيها. والمسؤوليات التي سبق ذكرها تؤلف عمل مدرسة الأحد بصورة رئيسية وعلى وجه التحديد.
- عدد الزيارات: 9624