Skip to main content

الفصل الثالث: مدرسة الأحد واتصالها بالناس

الصفحة 1 من 2

إن الوصول إلى الناس، نظراً إلى ما ذكرنا عن درس الكتاب وربح النفوس والنمو والخدمة المسيحيين، هو العمل الرئيسي الذي يجب أن تكلّف به مدرسة الأحد. وبالتالي هو فرض إلزامي، نظراً للفرص المتوفرة بسبب حضور أعداد كبيرة من الناس في اجتماعات الكنيسة.

أهمية المفهوم الكتابي عن الاتصال بالناس:

ما الذي يقود موظفي مدرسة الأحد ومعلميها والأعضاء الآخرين إلى تكريس أنفسهم لعمل الاتصال بالآخرين؟

1-رؤيا الجماهير التي لم يتم الاتصال بها:

"وكان يسوع يطوف المدن كلها والقرى يعلم في مجامعها، ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب. ولما رأى الجموع تحنن عليهم إذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها". (مت9: 35و 36).

أين كانت الجموع؟ من الواضح أنها لم تكن في المجامع. بل كانوا، كما قال يسوع نفسه، مشتتين كخراف لا راعي لها.

أين الجماهير اليوم؟ طبعاً ليسوا في الكنائس. في الواقع، لا تتسع الكنائس حتى ولا لأعضائها. ومع هذا فهناك نفوس لا تحصى غير منضمة إلى أية مدرسة أحد.

مرة تلو الأخرى، حث يسوع تلاميذه الإثني عشر حتى يرفعوا أعينهم وينظروا الحقول. أما هم فلم يروا إلا أبناء بلدتهم، اليهود. وكثيرون من موظفي ومعلمي مدرسة الأحد لا يرون إلا المسجلين عندهم، والبعض الآخر لا يرون سوى الذين يحضرون. حين تهدد حياته. إن رؤيا الجماهير المحرومة وحالة الضلال التي هم فيها ضرورية لتحريك الكنائس للذهاب إلى الطرق والسياجات.

2-حنان نحو الضالين:

إن حنان يسوع نحو الجماهير لم يفارق قط قلبه الكبير. ومرة تلو الأخرى، يعلن الكتاب المقدس أن الله حنان ورحيم. كما يترأف الأب على بنيه يترأف الرب على خائفيه (مز 103: 13). فحنان يسوع هو تعبير عن حنان الله نحو البشر.

وحنان المؤمنين يجب أن يكون منسجماً مع المأمورية التي كلفهم بها يسوع. ولذا بات من الضروري التشديد على هذا الناحية بشكل إيجابي في حياة القادة أولاً ثم نشرها بين كل أعضاء الكنيسة. إن المحبة الخالصة للآخرين لهي دافع جبار. والتشديد في سعينا وراء النفوس يجب أن يكون على ربح تلك النفوس إلى المسيح. والكنيسة التي تتوقف عن السعي والبحث تتوقف عن النمو والازدهار.

3-فهم قيمة النفس:

استخدم يسوع بعض العبارات القوية بقصد مساعدة الإنسان على فهم قيمة النفس البشرية. ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه؟ (مت 11: 26).

وفي لوقا 15: 1- 10 يرى يسوع إلى أي مدى يجب على الكنيسة أن تذهب سعياً وراء الناس لدرس الكتاب المقدس. إن قيمة الخروف الضال والدرهم الضائع تظهر قيمة النفس الهالكة. طالما هناك نفس واحدة خارجاً، فالروح التي توضحها هذه الأمثال هي الروح التي ترغم أتباع يسوع على الوصول إلى تلك النفس.

4-التزامات الكنائس:

"يا ابن آدم قد جعلتك رقيباً لبيت إسرائيل. فاسمع الكلمة من فمي وأنذرهم من قبلي. إذا قلت للشرير موتاً تموت وما أنذرته أنت ولا تكلمت إنذاراً للشرير من طريقه الردية لإحيائه فذلك الشرير يموت بإثمه أما دمه فمن يدك أطلبه. وأن أنذرت أنت الشرير ولم يرجع عن شره ولا عن طريقه الردية فإنه يموت بإثمه. أما أنت فقد نجيت نفسك". (حز3: 17- 19).

الاتصال بالناس ليس مسألة كيفية أو اختيارية هي فرض إلهي. إن دعوة السماء هي "من يرد فليأتِ". أما أمر السماء فهو "اخرجوا إلى الطرق والسياجات والزموهم بالدخول حتى يمتلئ بيتي" (لو14: 23).

جهنم هي ضد مجيء الناس بكثرة إلى درس كلمة الله. والشيطان يعمل كل ما في وسعه ليعرقل كل نشاط يقوم به أولاد الله لقيادة الجماهير إلى درس الكتاب المقدس. فالشيطان يرتعب من كلمة الله لأنها سيف الروح المسلّط عليه.

إن وصية يسوع هي أن نذهب إلى العالم أجمع، وروح يسوع هو روح العطف والحنان.

الكنيسة تستخدم مدرستها الأحدية للوصول إلى الناس
الصفحة
  • عدد الزيارات: 7569