الفصل الثاني: مدرسة الأحد والكتاب المقدس - ثمار تعليم الكتاب المقدس
ثمار تعليم الكتاب المقدس
إن عمل مدرسة الأحد هو الوصول إلى الناس لتعليمهم الكتاب المقدس والاتيان بهم إلى معرفة الخلاص بيسوع المسيح. وليس هذا فقط، بل أيضاً اقتياد المخلّصين إلى درس الكتاب المقدس لكي ينمو في حياتهم المسيحية.
1-إرشاد الضالين إلى المسيح:
يعلن الكتاب المقدس إرادة الله ومحبته للضالين. وهذا الأمر- أي إنجيل الخلاص- لا نجده إلا في الكتاب المقدس.
لقد تبرهن، في البلدان التي تعطي أهمية كافية لعمل مدرسة الأحد، أن معظم الذين طلبوا المعمودية هم الذين تم الوصول إليهم عن طريق مدرسة الأحد.
2-مساعدة المؤمنين على النمو:
ماذا نعني بالنمو المسيحي؟ إننا نعني معرفة خطة الله للحياة، والتشبه المستمر بالمسيح. إن الكنيسة التي تعتبر الأطفال في الإيمان رجالاً ناضجين تسيء إلى نفسها جداً. كما أن سوء الفهم هذا يشكل مأساة للمؤمن الفرد. إن أهم عمل تقوم به الكنيسة بعد حصول الأفراد على الولادة الجديدة هو تربيتهم وتنشئتهم من أطفال روحيين إلى رجال ونساء ناضجين بواسطة كلمة الله.
3-تشجيع المؤمنين على ممارسة الوكالة المسيحية:
تشمل الوكالة في العهد الجديد الحياة بجملتها: الوقت، المواهب، النفوذ، الامكانات، الممتلكات والشخصية- أي كل ما يكون الإنسان عليه أو يمكن أن يصير إليه. وتعني الوكالة في العهد الجديد أن الله حبا كل امرئ حياة وامكانات ومجالات وشخصية وأيضاً قوة لاستعمال هذه جميعها. ويعلّم العهد الجديد أن الله يبارك جهود الوكيل ويزيدها. ثم يسمح الله للوكيل أن يستخدم ما زاد وفاض (مت25: 14- 30).
توفر وكالة العهد الجديد فرصة للمؤمن لتشغيل رأسمال حياته- مجمل حياته- بشكل مضمون ونافع. فإذا ما كوّن المؤمن فكرة صحيحة عن الوكالة ومارسها ممارسة صحيحة استطاع أن يوفر على نفسه إضاعة الوقت والمواهب والممتلكات والفرص والإمكانيات.
ما أجمل وما أمجد وكالة العهد الجديد في شركتها وشراكتها مع الله. يلزم البعض من المؤمنين أن يمارسوا على الوجه الأكمل خطة الله في الوكالة التي تتطلب التسليم المطلق لكل شيء ومن ثم يتّكلوا كلياً عليه في كل احتياجاتهم. كثيراً ما نفكر بالوكالة كمسألة مادية بحتة. إنما الله يطلب الحياة برمّتها.
4-تنمية المؤمنين في الخدمة:
الخدمة هي قلب المسيحية. "لأن ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدَمَ بل ليَخْدِم وليَبْذِلَ نفسَه فِدْيةً عن كثيرين" (مز 10: 45).
كل مؤمن مُلزَم من الله أن يخصص قسماً من وقته للخدمة. فالخدمة مسألة شخصية كما أن الخلاص مسألة شخصية. وهناك مجالات واسعة للرجال والصبيان والبنات حتى يخدموا المسيح عن طريق خدمتهم للآخرين.
في كل الخدمات المسيحية توجد بَرَكة معكوسة- البركة التي تعود إلى من يخدم- أعطوا تُعطوا، ازرعوا تحصدوا، ارمِ خبزك على وجه المياه فإنك تجده بعد أيام. إن هذه المواعيد عظيمة ومباركة في كلمة الله.
تجمع وكالة العهد الجديد ما بين تكريس القلب وخدمة الحياة. وحين يتم هذان الأمران، يجد المرء شركة مجيدة وشبعاً عميقاً في بذله وخدمته.
5-تشجيع النمو في نعمة العطاء:
يعلّمُ درسُ الكتاب المقدس المؤمنينَ كيفية العطاء. ويجب على المؤمنين أن يَعطوا ليس فقط لسد حاجات الآخرين بل أيضاً لأجل نمو حياتهم الروحية. يجب أن يعطوا ليحموا أنفسهم من الأنانية والجشع. فما يبديه الرجال والنساء والصبيان والبنات من اهتمام ومحبة وتكريس له أهميته البالغة. إن الله يطلب ما هو أكثر من المال. وقصة الشاب الغني هي خير مثال على ذلك. لم يكن يسوع في شوق إلى ماله ولا بحاجة إليه. بل أراد أن ينقذه من براثن أمواله ويحرره لأمور أفضل وأهم. ليس الإنسان مجبراً على العطاء لكي يصير ويبقى عضواً في كنيسة. إنما يجب أن يبذل ليحمي نفسه من محبة الذات والطمع. "مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ".
ليس ثمة سعادة مطلقة في تحصيل وتكديس الأمور المادية في العالم. فالمؤمن يختبر نمواً في نفسه، وسلاماً في فكره وسعادة في قلبه بتسليم الكل لله وبدراسة الكتاب المقدس المنظمة وبذل النفس والنفيس بسخاء خال من الأنانية.
بما أن العطاء من إيراد الفرد هو جزء لا يتجزأ من النمو المسيحي، وجب على الكنيسة أن تحث مدرستها الأحدية على تعليم أعضائها على العطاء وتشجيعهم ليتعهدوا بالدفع على أساس إيراداتهم، وبالتالي أن يقدموا تقدمة كل يوم أحد ويجدوا طريقة مناسبة بها يقدمون عطاياهم.
لسوء الحظ شعرت بعض مدارس الأحد أن التقدمة في مدرسة الأحد ليست ذات أهمية وهكذا خسرت إحدى فرص التعليم الكبرى. فإذا تمكن العاملون في مدرسة الأحد أن يعلّموا الكبار والصغار على ممارسة وكالة المال الكتابية، فإنهم يساعدونهم على اتخاذ الخطوات الأولى في النمو المسيحي. ما من إنسان يقدر أن يدّعي أنه وكيل صالح ما لم يكن قد مارس العطاء المنظم لدعم الكنيسة ونشاطاتها حتى تتمكن هي الأخرى أن تقدم إنجيل الخلاص بيسوع المسيح للعالم بأسره.
- عدد الزيارات: 10851