Skip to main content

الفصل الثاني: مدرسة الأحد والكتاب المقدس

الصفحة 1 من 3

إن واجب مدرسة الأحد الأول والأهم هو تعليم رسالة الكتاب المقدس. وهذا الواجب يحمل في ثناياه كل ما يطلب من المدرسة أن تفعله. فتدريس الكتاب أمر أساسي في عملنا لأن الكتاب هو إعلان الله للإنسان. موضوعه هو المناداة بإنجيل يسوع المسيح. أما غايته فهي خلاص الإنسان.

الكتاب المقدس هو كتاب الدرس في مدرسة الأحد

بما أن هدف الكتاب خلاص الإنسان، وبما أن الكتاب يحتوي على العلاج الوحيد للخطية، يصبح تعليمه ذا أهمية بالغة.

1-حاجة كل البشر:

يحتاج الضالون إلى رسالة الكتاب. إن قوانين الإيمان لا تخلص. والمحيط الطيب لا يخلص. والآداب لا تخلص. والمنظمات لا تخلص. هذه كلها، إذا أحسن استعمالها لها نفعها وفائدتها. إنما بحد ذاتها هي أعجز من أن تغفر الخطية أو تمنح الحياة الأبدية. إن رجاء البشر، أفراداً وجماعات، هو في الكتاب المقدس.

يحتاج المخلصون أيضاً إلى الكتاب المقدس. إن الغذاء للنفس هو بأهمية الغذاء للجسد. وكلمة الله هي الغذاء الصحيح للنفس البشرية. لأن في الكتاب المقدس رسالة حية تفي بكل حاجات نفس الإنسان. ثم أن طريق الخلاص لكل الناس موجودة في الكتاب المقدس نفسه.

2-التزامات المعمدانيين:

قال المعمدانيون للعالم، منذ القديم، أن الكتاب المقدس وحده هو المصدر الكافي للعقيدة والعمل. وهذا الموقف يلزمهم بتعليم الكلمة المقدسة وممارسة تعاليمها- أي أن يحولوها إلى اختبار مسيحي وحياة مسيحية. إذاً المعمدانيون ملزمون بتعليم الكتاب لكل من يمكن الوصول إليه. بكلمات أخرى، يجب علينا أن نؤمّن تدريس الكتاب لكل الأعمار وفرصاً كافية للجميع حتى يستفيدوا منها. وكل ما هو دون ذلك هو ضرب من ضروب الرياء.

بما أن المعمدانيين يقولون هذا القول في الكتاب المقدس، فمن واجبهم أن يجدوا أفضل الأساليب والوسائل لتدريسه. وهذا الكتاب يضع أهدافاً منسجمة مع الكتاب المقدس. إنه يقدم خطة تنظيم وطرق عمل لاقت نجاحاً حيثما استخدمت بدقة بالاتكال على روح الله. فمن واجب القادة في الكنائس أن يعنوا بهذه الأساليب ويكيفوها حسب الحاجة، ومن ثم يستعملوها للقيام بمأمورية يسوع.

3-مسؤولية الكنائس:

لقد أوكل الله إلى الكنائس مسؤولية المناداة بكلمته ووضعها موضع التنفيذ والعمل. فإذا رغبت الكنائس في إطاعة المسيح، تحتم عليها أن تعلم كلمة الله. إن مدرسة الأحد هي مؤسسة الكنيسة لتعليم الكلمة للجماهير. وما على الكنائس إلا أن تسهر على مدارسها الأحدية لتتأكد من قيامها بإخلاص بالواجب المطلوب.

إنه لمن الضروري أن لا يغيب عن بال العاملين في مدرسة الأحد أنه إذا لم تتعلم أكثرية الناس كلمة الله في مدرسة الأحد، فإنه من المحتمل جداً أن لا يتعلموها مطلقاً. وهذا القول صحيح بغض النظر عن السن. وهو صحيح كل الصحة بالنسبة للهالكين. إذاً تعليم الكتاب المقدس هو واجب مدرسة الأحد الأول. وهذا يحتّم على الكنائس استخدام المدارس الأحدية على أوسع نطاق ممكن في سبيل تعليم كلمة الله.

4-أساس مدرسة الأحد:

كان أحد رواد العمل في مدرسة الأحد يقول "إن العمل في مدرسة الأحد عمل مثلث: أولاً، الأسفار المقدسة، ثانياً، تعليم الأسفار المقدسة، وثالثاً، تعليم الأسفار المقدسة". بناء على ما تقدم إن واجب مدرسة الأحد هو الاتصال بالناس وتعليمهم الكتاب المقدس.

إن الشيطان يقف موقفاً مضاداً من تعليم الكلمة بإخلاص. لاسيما عندما تطبق رسالة الكتاب على المشكلات الاجتماعية الجارية والمسائل الأخلاقية. ثم أن الخطية هي علة العلل في الأحوال السائدة. والكتاب المقدس يعالج العلة- أي أنه يشير إلى العلاج الصحيح الوحيد للمشكلات الخارجية.

مدرسة الأحد مؤسسة ومبنية على الكتاب المقدس. فإذا نزع الأساس انهارت المدرسة. أما إذا حافظنا على الكتاب كأساس فلا بد أن تستمر المدرسة في سيرها ونموها.

إن تعليم الكتاب المقدس هو الذي يساعد على نجاح مدرسة الأحد. فالكتاب المقدس حق، والحق قوة. و مدرسة الأحد عندها الكتاب المقدس. إذاً، مدرسة الأحد تملك القوة- القوة الكافية المؤدية إلى خلاص الخطاة.

المؤمنون هم حرّاس الحق. وقد سلّم الرب الإلهي لتلاميذه. فمن واجبهم أن يتأكدوا من استخدام الحق كما ينبغي. إن مدرسة الأحد ملزمة بالتقيد بالكتاب المقدس في مناهجها ودروسها. وهذا لا يعني تضييقاً بل بالحري قوة. وكل انحراف عن هذا الموقف يضعف مدرسة الأحد. فإنجيل المسيح هو قوة الله، والكتاب المقدس يضم الإنجيل بين دفتيه.

الكنائس هي المسؤولة عن الحق وعليها أن تعطي جواباً لله عن كيفية استخدامها لهذه القوة. والكنيسة الضعيفة أو المتراخية في مفهومها للكتاب المقدس ستكون هزيلة في تأثيرها على بيئتها وضعيفة في نتائجها التبشيرية.

المعلم والكتاب المقدس
الصفحة
  • عدد الزيارات: 10855