Skip to main content

الفصل السادس: النواحي الإيجابية والسلبية في ربح النفوس

في هذا الفصل سنذكر النواحي الإيجابية والسلبية في العمل الفردي لربح النفوس، هناك خمسة عشر حقيقة يجب أن يعرفها كل رابح للنفوس.

1- يجب أن يتعلم الإصغاء بانتباه وصبر إلى الشخص الذي يتحدث معه مهما طال الحديث. وعليه أن يميز بين مجرد الحديث التافه الذي يهدف إلى التهرب من سماع كلمة الله التي لا يرغب الخاطئ في سماعها. وبين الحديث الذي يعلن حاجة الخاطئ.

2- يجب أن يعرف ويتدرب على كيفية استخدام الكتاب المقدس بسهولة، وبثقة وبسرعة لكي لا يعطي مجالاً للشخص الذي يتعامل معه أن يفكر في حديث أو أسئلة تبعده عن الموضوع الرئيسي، موضوع الخلاص. وسنفرد فصلاً لهذا الأمر الهام.

3- يجب أن يعرف كيف يُظهر للنفس التي يقودها للمسيح حاجتها للخلاص، وأن يعلن بوضوح أن يسوع هو الجواب الوحيد لكل تساؤل وحيرة. وهو المخلص الوحيد الذي يحتاج إليه الخاطئ لكي يخلص.

4- يجب أن يضع في ذاكرته أن الإنسان البعيد عن الله هو:

* متكبر.

* جاهل رغم تظاهره بأنه يعرف كل شيء.

* غير قانع بحالته.

* خاطئ مهما بدا مؤدباً أو مهذباً.

* مخدوع لا يعرف خطورة حالته ولا مصيره.

* يرغب في الهروب من محضر الله، ولا يريد أن يسمع كلامه.

* لا يفهم بسهولة كلمة الله فيجب تقديمها إليه بوضوح وبساطة.

5- يجب أن يدرب نفسه على أن لا يهاجم مذهباً، أو طائفة، أو عقيدة، بل يتكلم إيجابياً عن الرب يسوع بكل محبة، وصبر، وإخلاص.

6- يجب أن يكون جاداً فلا يسمح لأي هزل وهو يتعامل مع الخاطئ، وأن يكون صريحاً في كلامه، فيقدم كلام الله بلا خوف كمن له سلطان، معتمداً على صدق كلمة الله واثقاً أنه "هكذا قال الرب".

7- يجب أن يكون ضابطاً لنفسه، لا يغضب، ولا يثور إذا تحداه من يتعامل معه.. إذا غضبت فقد فقدت قوة الإقناع.. الوداعة أمر هام في التعامل مع غير المتجددين.

8- لا يجب أن يجادل، أو يسمح بالمناقشة الجدلية لمحض الجدل، إلا إذا كان السؤال المقدم سؤالاً مخلصاً هدفه المعرفة الحقيقية. "والمباحثات الغبية والسخيفة اجتنبها عالماً أنها تولد خصومات. وعبد الرب لا يجب أن يخاصم بل يكون مترفقاً بالجميع صالحاً للتعليم صبوراً على المناقشات" (2تيموثاوس 2: 23و24).

9- إذا احتجّ الشخص الذي تتعامل معه بسوء تصرف أحد المؤمنين فعليك أن توضح له مايلي:

* أنه ليس أحد كامل إلا الله.

* المؤمن ينمو كل يوم، ومع نموه في النعمة سيترك هذا الضعف أو ذاك.

* أننا لسنا ديانين للناس، وكل واحد سوف يعطي عن نفسه حساباً لله.

* الشيطان يضع أمام الراغبين في الخلاص أخطاء بعض المؤمنين ويجسمها لكي يبعدهم عن طريق الخلاص.

* إذا كان المؤمنون في الكنيسة لهم زلات وهفوات، فليذكر أن الخطاة في العالم غارقين في الشر والإجرام.

10- يجب أن يتدرب على استخدام الظروف التي هو فيها، والمواقف المحيطة به، لكي يجد الباب المفتوح للبدء في الحديث عن الخلاص، وهذا ما فعله بطرس يوم الخمسين.

11- يجب أن يعرف أنه عندما يحمر الحديد بعد وضعه في النار، فإن الحداد يسرع بتشكيله بالكيفية التي يريدها، وهكذا متى نخس القلب بتأثير كلمة الله، أو تحطم بسبب موت عزيز، أو بسبب مرض قاسي، أو تجربة شديدة، فإن على رابح النفوس أن يسرع بقيادة الشخص إلى الحق الإلهي، والطرق على قلبه بمطرقة الكلمة ليقرر قبول المسيح مخلصاً لنفسه.

12- يجب على رابح النفوس أن يقود الشخص إلى الثقة بكلمة الله من جهة إيمانه وخلاصه، وأن لا يسمح أن تكون ثقة الشخص بعاطفته ومشاعره فالثقة بالعاطفة تتلون وتتبدل، أما الثقة بكلمة الله فثابتة وراسخة. فلا تقبل قول من تتعامل معه "أنا أحس" أو "أنا أشعر".. فالعواطف متقلبة، أما ثبات القلب على مواعيد الله فهو ضرورة. نحن لا نخلص بالعواطف، بل بالإيمان القلبي بصدق مواعيد الله. قال أحدهم "إن ثقة العاطفة شهر، أما ثقة القلب والعقل على أساس كلمة الله فإلى الدهر".

13- يجب عدم إطالة الكلام أو استخدام البراهين العقلية والفلسفية في الإقناع. يقول بولس الرسول "وأنا لما أتيت إليكم أيها الأخوة أتيت ليس بسمو الكلام أو الحكمة منادياً لكم بشهادة الله. لأنني لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً.. وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الإنسانية المقنع بل ببرهان الروح والقوة. لكي لا يكون إيمانكم بحكمة الناس بل بقوة الله" (1كورنثوس 2: 1-4) كلمة الله هي السيف الوحيد البتار الذي ينجح في شق القلوب وختنها للخلاص.

14- قُدْ من تتكلم معه إلى قبول المسيح المخلص لا مجرد معرفة طريق الخلاص، أو معلومات عن الخلاص. نحن لا نلقي شبكة الصيد في البحر ونتركها، وإنما نسحبها ممتلئةً سمكاً.

15- لا تقل للشخص الذي تتعامل معه لقيادته للمسيح بأنه نال الخلاص وصار ابناً لله. بل قده برفق ليعترف بنواله الخلاص.

كيف تبدأ المقابلة وكيف تنهيها؟

قد يجد بعض رابحي النفوس صعوبة في بدء الحديث مع الأشخاص الذين يتقابلون معهم، ولكن هذه الصعوبة ستزول مع الزمن والممارسة المتكررة. وسأقدم فيما يلي بعض التوجيهات عن كيفية البدء في الحديث مع شخص تريد ربحه للمسيح، وكيفية إنهاء هذا الحديث.

1- لا نستغرب أية وسيلة تبدأ بها الكلام فالأمر يحتاج إلى الصلاة، والتفكير واختيار الأفضل. ويمكنك أن تبدأ ببعض هذه الأفكار:

* "أنا كنت أظن أن الإنسان يمكنه أن يخلص بأن يكون تقياً، وأن لا يؤذي أحداً، وأن يجرب أن يحفظ الوصايا. فهل أنت تفتكر نفس الشيء؟ ومن هنا تبدأ الحديث عن عدم إمكانية الخلاص بالصلاح الذاتي." (أعمال 10 ولوقا 18: 9-14).

* إذا جاء المسيح الآن فأين سيكون مصيرك؟

* إذا لا سمح الله مت فجأةً فأين ستقضي أبديتك؟

* هل يمكن أن تقول لي لماذا مات المسيح على الصليب؟، وعندما يجيب: لكي يخلصنا من خطايانا. اسأله: هل أنت مخلّص؟ واستمر في تقديم رسالة الخلاص له.

2- لتكن نبرات المحبة في صوتك، وليكن الاهتمام واضحاً في حديثك.. لا تواجه الشخص الذي تتكلم معه بالقول "أنت خاطئ هالك فهل تريد أن أشرح لك طريق الخلاص" أو "أنت ذاهب إلى جهنم بسبب خطاياك. فهل أشرح لك طريق النجاة" هذا أسلوب رديء في بدء الحديث، لأنه أسلوب منفر. لا تستخدم مثل هذا الأسلوب لأن "رابح النفوس حكيم".

3- استخدم تأملك اليومي في كلمة الله كباب للحديث. ويمكنك أن تبدأ الحديث مع شخص بالكلمات "في قراءتي اليوم في الإنجيل قرأت آية مشجعة أخذت منها بركة فهل تحب أن أشاركك فيها. ومن هنا تبدأ الحديث عن الخلاص.

بعض التوجيهات لإنهاء المقابلة:

إذا قبل الشخص الذي تتعامل معه لتربحه للمسيح كلامك فعليك:

1- أن تصلي معه ليعترف بخطاياه ويقبل المسيح مخلصاً شخصياً لنفسه، وتقوده إلى الصلاة بكلمات قليلة.

2- إذا تأكد أنه نال الخلاص فقده لكي يشكر الله.

3- صلِ من أجل ظروفه، فهذا سيريحه إذ يعرف أن مشاكله ذكرت أمام الله.

4- أترك معه بعض نصوص الكتاب ليرجع إليها ويحفظها عن ظهر قلب.

"وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم (بالوراثة) ولا مشيئة جسد (أي بالأعمال الحسنة والقوة البشرية)، ولا من مشيئة رجل بل من الله" (يوحنا 1: 11و12).

"آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص" (أعمال 16: 31).

"لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت" (رومية 10: 9).

إن حفظه لهذه النصوص سيقوي إيمانه، ويرسخ في قلبه يقين خلاصه.

  • عدد الزيارات: 5343