الفصل الأول: الأمر الملكي العظيم
فتقدم يسوع وكلمهم قائلاً: "دفع إلي كل سلطان في السماء وعلى الأرض. فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر" (متى 28: 19و20).
هذا هو الأمر الملكي العظيم، وهو أمر يتحتم على كل مؤمن طاعته لأنه صادر من الرب يسوع المسيح، رئيس خلاصنا، ورئيس الإيمان ومكمله. لقد مات الرب يسوع على صليب الجلجثة لأجل خطايانا، وهو يريد أن جميع الناس يخلصون إلى معرفة الحق ويقبلون... وهو يريد أن يستفيد كل إنسان من نتائج موته فيحصل على الغفران والسلام مع الله، والحياة الأبدية، والطريق الوحيد للحصول على كل هذه البركات هو اختبار شخصي يقيني مع المسيح. وواجبنا الأعظم هو تقديم المسيح للهالكين، يحتوي الأمر الملكي على أربع كلمات:
اذهبوا
تلمذوا
عمّدوا
علموا
والذي يهمنا في الأمر الملكي الآن هو كلمة "اذهبوا" فطاعة هذه الكلمة ستقودنا إلى إطاعة تفاصيل هذا الأمر الكريم.
أولاً: كيفية الذهاب
قدم لنا داود الملك والنبي صورة لكيفية الذهاب في كلماته "الذاهب ذهاباً بالبكاء حاملاً مبذر الزرع مجيئاً يجيء بالترنم حاملاً حزمه" (مزمور 126: 6).
ودعونا نحلل كلمات داود:
* الذاهب ذهاباً: هنا النشاط والسعي لربح النفوس.
* بالبكاء: هنا الإحساس بقيمة النفوس الغالية، وانكسار القلب أمام الرب لربحها للمسيح.
* حاملاً مبذر الزرع: هنا كلمة الله، وهي الوسيلة الوحيدة التي يستخدمها الروح القدس في ربح البعيدين.
* مجيئاً يجيء بالترنم: هنا الفرح المرتبط بالعمل لربح النفوس وهو فرح يربط السماء بالأرض ففي الأرض يترنم رابح النفوس ويفرح بهداية الهالكين، وفي السماء "يكون فرح قدام ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب" (لوقا 15: 10).
* حاملاً حزمه: هذه هي النفوس الراجعة للرب. ليس فرداً واحداً، بل أعداداً كثيرة تعود للمسيح.
وعلينا أن لا ننسى أن "الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج" (مزمور 126: 5).
ثانياًً: الوسائل التي يستخدمها الله في الذهاب:
يستخدم الرب وسيلتين (1) إنسان الله و(2) كلمة الله.
1- إنسان الله:
إن الله يستخدم الناس المخلصين، المولودين ثانيةً، والمطيعين لكلمته في ربح الخطاة الهالكين.
بعد أن انتزع الرب إثم أشعياء وكفر عن خطيته قال "من أرسل ومن يذهب من أجلنا" (أشعياء 6: 8).
وأجاب أشعياء بعد أن حصل على هذا الاختبار العظيم قائلاً "هاأنذا أرسلني" (أشعياء 6: 8).
ويكتب بولس لتيموثاوس فيقول "ولكن في بيت كبير ليس آنية من ذهب وفضة فقط بل من خشب وخزف أيضاً وتلك للكرامة وهذه للهوان. فإن طهر أحد نفسه من هذه يكون إناء للكرامة مقدساً نافعاً للسيد مستعداً لكل عمل صالح" (2تيموثاوس 2: 20و21).
وقال الرب يسوع "ليس أنتم اخترتموني بل أنا اخترتكم وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر ويدوم ثمركم" (يوحنا 15: 16).
إن الله يربح الهالكين بواسطة المخلصين.
فهل أنت إناء للكرامة؟ هل حياتك مقدسة للرب؟ هل أنت مستعد أن تقول مع أشعياء "هاأنذا أرسلني"؟
2- كلمة الله:
الله يستخدم كلمته في ربح النفوس البعيدة، وهذا ما قاله يعقوب في رسالته "شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه" (يعقوب 1: 18).
فرابح النفوس يتحتم عليه أن يؤمن بأن الكتاب المقدس هو كلمة الله التي أوحى بها إلى عبيده الأنبياء والرسل وكلمة الله لا تتغير، ولا تتبدل، ولا تزول، ولا تنسخ (أي تلغى) بأي حال من الأحوال.
"كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر. لكي يكون إنسان الله كاملاً متأهباً لكل عمل صالح" (2تيموثاوس 3: 16و17).
"لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته" (عبرانيين 4: 12).
"إلى الأبد يا رب كلمتك مثبتة في السموات" (مزمور 119: 89).
"لأن كل جسد كعشب وكل مجد إنسان كزهر عشب. العشب يبس وزهره سقط. وأما كلمة الرب فتثبت إلى الأبد" (بطرس 1: 24و25).
"وعندنا الكلمة النبوية وهي أثبت التي تفعلون حسناً إن انتبهتم إليها كما إلى سراج منير في موضع مظلم إلى أن ينفجر النهار ويطلع كوكب الصبح في قلوبكم. عالمين هذا أولاً أن كل نبوة الكتاب ليست من تفسير خاص لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (2بطرس 1: 19-21).
"لأنه كما ينزل المطر والثلج من السماء ولا يرجعان إلى هناك بل يرويان الأرض ويجعلانها تلد وتنبت وتعطي زرعاً للزارع وخبزاً للآكل. هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي. لا ترجع إلي فارغة بل تعمل ما سررت به وتنجح في ما أرسلتها له." (أشعياء 55: 10و11).
هذه النصوص الكتابية الثمينة تؤكد قيمة كلمة الله وعملها في ربح النفوس. فرابح النفوس عليه أن لا يتكل على حكمته البشرية، أو على الفلسفة الإنسانية في إقناع الخطاة البعيدين بحاجتهم للخلاص، بل على كلمة الله وحدها وعلى قوة صليب ربنا يسوع المسيح. كما قال بولس الرسول "وأنا لما أتيت إليكم أيها الأخوة أتيت ليس بسمو الكلام أو الحكمة منادياً لكم بشهادة الله. لأني لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً" (1كورنثوس 2: 1و2).
ثالثاًً: شروط الذهاب:
الذي يريد أن يذهب لربح النفوس عليه أن يذهب مطبقاً الشروط التي وضعها الله في كلمته للذهاب. إن رابح النفوس هو جندي في جيش الرب، والجندي يجب أن يتدرب بكل التدريبات العسكرية قبل أن يخوض المعركة. والجندي غير المدرب ما أسرع ما يترك الميدان أو تحيق به الهزيمة.
ما هي شروط الذهاب لربح النفوس؟
سأضع هذه الشروط فيما يلي من كلمات ثم أشرح كل كلمة في مكانها:
1- اذهبوا مختبرين 9- اذهبوا غير مرتبكين
2- اذهبوا مصلين 10- اذهبوا مترفقين
3- اذهبوا دارسين 11- اذهبوا متمسكين
4- اذهبوا غيورين 12- اذهبوا مسرعين
5- اذهبوا مكرسين 13- اذهبوا متواضعين
6- اذهبوا طاهرين 14- اذهبوا مطيعين
7- اذهبوا محبين 15- اذهبوا اثنين اثنين
8- اذهبوا مقتنعين 16- اذهبوا ممتلئين
1- اذهبوا مختبرين
إن الإنسان لا يقدر أن يعطي شيئاً لا يملكه. فإن كنت تريد أن تنير على الآخرين يجب أن تكون أنت نوراً. وإن أردت أن تقدم الحياة للآخرين فيتحتم أن تكون الحياة نفسها فيك. هكذا الذي ينادي بالخلاص يجب أن يكون هو قد اختبر الخلاص. قال الرب يسوع عن الفريسيين "أتركوهم. هم عميان قادة عميان. وإن كان أعمى يقود أعمى يسقطان كلاهما في حفرة" (متى 15: 14).
لابد إذاً من اختبار الخلاص. لابد من يقين الخلاص قبل أن تبدأ في ربح النفوس.
هل أنت متجدد؟ هل اختبرت خلاص الله؟ هل أنت متيقن تماماً من خلاصك بدم المسيح الكريم؟
يقول بطرس للرجل الأعرج الذي كان من بطن أمه يحمل "ليس لي فضة ولا ذهب ولكن الذي لي فإياه أعطيك. باسم يسوع المسيح الناصري قم وامش" (أعمال 3: 6).
لقد كان بطرس متيقناً خلاصه. متيقناً من حلول المسيح بالإيمان في قلبه. متيقناً من قوة اسم المسيح الذي خلصه. وبهذا اليقين قدم الشفاء للأعرج المسكين.
أعود مكرراً: اذهبوا مختبرين
(أ) اذهبوا مختبرين الغفران
إن الذي لم يذق حلاوة الغفران، ولم يتمتع بسلام المصالحة مع الله لا يستطيع أن يخبر الآخرين عن غفران الله في المسيح. هذا الغفران الذي شهد عنه بولس قائلاً: "الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته" (أفسس 1: 7).
والذي قال عنه داود "طوبى للذي غفر إثمه وسترت خطيته. طوبى لرجل لا يحسب له الرب خطية ولا في روحه غش" (مزمور 32: 1و2). إن الرب لا يحسب للمؤمن خطية، لأن المسيح قد دفع حسابها على الصليب، والله لا يمكن أن يحاسبك مرتين، فقد اكتفى تماماً بموت المسيح على الصليب. لذلك ليس بعجيب أن يهتف داود مرنماً "طوبى للذين غفرت آثامهم وسترت خطاياهم. طوبى للرجل الذي لا يحسب له الرب خطية" (رومية 4: 7).
(ب) اذهبوا مختبرين قوة روح الله المجددة والمغيرة
يقول بولس الرسول "إذاً إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هو ذا الكل قد صار جديداً. ولكن الكل من الله الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح وأعطانا خدمة المصالحة. أي أن الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم وواضعاً فينا كلمة المصالحة. إذاً نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا. نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله. لأنه جعل الذي لم يعرف خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه" (2كورنثوس 5: 17).
وفي هذا النص الثمين نرى أنه قبل أن نسعى كسفراء عن المسيح، ونطلب عنه ضرورة المصالحة مع الله، لابد أن نصير أولاً خليقة جديدة، وأن نكون قد اختبرنا حلاوة المصالحة مع الله، وأن نكون قد تيقنا الغفران الكامل لكل خطايانا.
بعدئذٍ "نسعى كسفراء عن المسيح" وننادي الخطاة الهالكين "تصالحوا مع الله" تصالحوا مع الله على أساس موت المسيح الذي صار خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه. أذكر جيداً أنك لا تقدر أن تنادي بخلاص الله للبعيدين ما لم تختبر أنت هذا الخلاص الثمين.
2- اذهبوا مصلين
يقول الرب في سفر أشعياء "اسألوني عن الآتيات. من جهة بني ومن جهة عمل يدي أو صوني" (أشعياء 45: 11).
عندما وقف بولس أمام الملك أغريباس، وقص عليه اختباره القوي في طريق دمشق، وكيف رأى نور الرب يسوع وسمع صوته. "فقال أغريباس لبولس بقليل تقنعني أن أصير مسيحياً. فقال بولس كنت أصلي إلى الله أنه بقليل وبكثير ليس أنت فقط بل أيضاً جميع الذين يسمعونني اليوم هكذا كما أنا ما خلا هذه القيود." (أعمال 26: 28و29).
نتعلم من هذا أن الصلاة يجب أن تسبق الشهادة للمسيح. من له قوة مع الله لابد أن تكون له قوة مع الناس. في الشهادة للآخرين نحن نكلم الناس عن الله. أما في الصلاة فنحن نكلم الله ليعمل في قلوب الناس بالروح القدس.
فلا تتكل على ذراعك البشرية، بل صارع مع الله لأجل النفوس الهالكة فالذين يزرعون بالدموع، الدموع المسكوبة في الصلاة، يحصدون بالابتهاج.
3- اذهبوا دارسين
إن دراسة كلمة الله بعمق هي شرط ضروري للشهادة المثمرة.
لا توجد طريق سهلة للمعرفة. الطريق الوحيد هو أن تدرس كلمة الله، وتدرسها بعمق، فالدراسة الجادة للكلمة المقدسة هي الثمن الذي يدفعه الإنسان للحصول على المعرفة اللازمة للشهادة للآخرين.
يقول بطرس الرسول "بل قدسوا الرب الإله في قلوبكم مستعدين دائماً لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة وخوف" (1بطرس 3: 15).
ليس من الضروري أن يكون رابح النفوس خريجاً من كلية لاهوت أو مدرسة الكتاب المقدس. ولكن من الضروري أن يدرس رابح النفوس الكتاب المقدس دراسة شخصية وبواسطة التفاسير القيمة المستقيمة. وعليه أن يقرأ سير الخدام الأمناء الذين استخدمهم الرب لربح النفوس. ادرس حياة مودي، وسبرجن، وتشارلس فني، وجوناثان ادواردز وغيرهم من الرجال الذين ملأهم الرب بروحه واستخدمهم في خلاص الكثيرين. لكن ضع في قلبك أن دراسة الكلمة المقدسة يجب أن يكون لها المكان الأول.
يقول بولس لتيموثاوس "إلى أن أجئ أعكف على القراءة والوعظ والتعليم." (1تيموثاوس 4: 13)
لا شيء يقدر أن يغرس الإيمان في القلوب غير كلمة الله لأن "الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله." (رومية 10: 17).
ولا شيء يقدر أن يبكت القلوب مثل كلمة الله. فالأنبياء طالما كرروا الكلمات "هكذا قال الرب".
إن كلمة الله قد أزعجت فرعون حين سمعها من فم موسى (خروج 4) وأزعجت نبوخذنصر الملك، وبيلشاصر الملك حين نطق بها دانيال (دانيال 2و4 و5) وأزعجت وأرعبت فيلكس الوالي حين تكلم بولس عن البر والتعفف والدينونة العتيدة أن تكون (أعمال 24: 25).
وبواسطة كلمة الله يدخل الإيمان إلى القلب كما يقول بولس الرسول للمؤمنين في أفسس "الذي فيه أيضاً أنتم إذ سمعتم كلمة الحق إنجيل خلاصكم الذي فيه أيضاً إذ آمنتم ختمتم بروح الموعد القدوس." (أفسس 1: 13و14).
سمعتم كلمة الحق
آمنتم بكلمة الحق
إن كلمة الله هي "سيف الروح" (أفسس 6: 17)
أيها الجندي الخارج لربح النفوس لا تنسى سيفك، ولا تهمله لئلا يخزيك العدو. لقد كانت كلمة الله هي الوسيلة الوحيدة التي استخدمها الرسل، وأعضاء الكنيسة الأولى في ربح النفوس.
"والآن يا رب... امنح عبيدك أن يتكلموا بكلامك بكل مجاهرة." (أعمال 4: 29)
"أما نحن فنواظب على الصلاة وخدمة الكلمة" (أعمال 6: 4)
"فالذين تشتتوا جالوا مبشرين بالكلمة" (أعمال 8: 4)
"ففتح فيلبس فاه وابتدأ من هذا الكتاب فبشره بيسوع" (أعمال 8: 35)
أخبرنا أحد المؤمنين الأفاضل عن شاب يعيش في لندن بانجلترا قبل المسيح مخلصنا وبدأ بعد تجديده في قراءة إنجيل يوحنا. وقرأ إنجيل يوحنا مئة وستين مرة حتى حفظه وتشبع به، وأصبح هذا الإنجيل جزءاً من كيانه. وبعد أن حفظ إنجيل يوحنا شرع في تقديم المسيح للبعيدين وربح عشرات الناس للمسيح بقوة كلمة الله.
فمن جعبة الكتاب المقدس يستطيع رابح النفوس الدارس لكلمة الله أن ينتقي السلاح المناسب الذي به يقدر أن يقنع البعيدين للرجوع إلى الرب.
إن رابح النفوس يتحتم عليه أن يعرف كيف يستخدم الكتاب المقدس للأسباب التالية:
* ليظهر لغير المخلصين حاجتهم للخلاص.
* ليريهم أن يسوع هو المخلص الذي يحتاجون إليه.
* ليريهم كيف يقبلون هذا المخلص.
* ليقدم لهم جواباً مقنعاً لكل الصعوبات التي تقف حائلاً بين الخاطئ والمسيح المخلص.
فلا تحاول إقناع الناس للرجوع إلى الله بالبراهين العقلية أو باستخدام الفلسفات العالمية، بل ثق من قلبك في قوة كلمة الله. وقل مع بولس الرسول "لأني لست استحي بإنجيل المسيح لأنه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن" (رومية 1: 16)
واذكر كلمات بولس التي كتبها للمؤمنين في تسالونيكي "إن إنجيلنا لم يصر لكم بالكلام فقط بل بالقوة أيضاً وبالروح القدس وبيقين شديد" (1تسالونيكي 1: 5) واذكر ما قاله حبقوق النبي "سباعيات سهام كلمتك" (حبقوق 3: 9)
لا تقرأ الكتاب المقدس مجرد قراءة عابرة بل ادرسه دراسة عميقة، لأن الفائدة ليست في الكمية التي نتناولها من الطعام بل في الكمية التي نهضمها وتسري دماً في عروقنا. هكذا كلمة الله يجب أن تقرأها، وتفهمها، وتدرسها، وتحفظها في ذاكرتك لتصبح دائماً مستعداً لربح البعيدين للمسيح.
ادرس المزمور المئة والتاسع عشر، بل أقول احفظه عن ظهر قلب لترى قيمة الله في نوره. فهذا المزمور يرينا مدى عظمة كلمة الله.
"شريعة فمك خير من ألوف ذهب وفضة" (مزمور 119: 72)
"كم أحببت شريعتك. اليوم كله هي لهجي" (مزمور 119: 97)
"ما أحلى قولك لحنكي أحلى من العسل لفمي" (مزمور 119: 103)
"سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي" (مزمور 119: 105)
"ورثت شهاداتك إلى الدهر لأنها هي بهجة قلبي" (مزمور 119: 111)
"سلامة جزيلة لمحبي شريعتك وليس لهم معثرة" (مزمور 119: 165)
هذه هي كلمة الله، ليتها تكون هكذا بالنسبة إليك لتربح بها النفوس.
4- اذهبوا غيورين
"حسنة هي الغيرة في الحسنى كل حين" (غلاطية 4: 18)
"ملعون من يعمل عمل الرب برخاء" (أرميا 48: 11)
لما سئل دافيد لفنجستون عن السبب الذي دفعه أن يترك وطنه ويذهب إلى بلاد متأخرة ومتوحشة أجاب "إنه وعد الرب يسوع المسيح الذي قال "وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر" (متى 28: 20)
قال جون وسلي "أعطني مئة رجل يحبون الله من كل قلوبهم. ولهم محبة وغيرة لله ولا يخافون إلا الخطية، وأنا أهز بهم العالم"
وقال خادم أحس بثقل النفوس على قلبه "إنه لأمر فظيع يغطيني بالخزي والعار، وذلك لأن التجار قد وصلوا إلى أرض اليابان ليبيعوا سلعهم يدفعهم إلى ذلك حبهم للربح، قبل أن أعزم أنا على الذهاب هناك لأقدم لهم كنوز إنجيل الله".
يقول الرب يسوع "غيرة بيتك أكلتني" (يوحنا 2: 17)
وقد وقف له المجد ناظراً إلى أورشليم "وبكى عليها قائلاً إنك لو علمت أنت أيضاً حتى في يومك هذا ما هو لسلامك. ولكن الآن قد أخفي عن عينيك" (لوقا 19: 41 و 42)
"يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا" (متى 23: 37)
ويقول بولس الرسول "أقول الصدق في المسيح. لا أكذب وضميري شاهد لي بالروح القدس أن لي حزناً عظيماً ووجعاً في قلبي لا ينقطع. فإني كنت أود لو أكون أنا نفسي محروماً من المسيح لأجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد" (رومية 19: 1-3)
ويرفع موسى النبي صلاته متشفعاً لأجل الشعب القديم الذي أخطأ خطية عظيمة بعبادته للعجل الذهبي فيقول "والآن إن غفرت خطيتهم. وإلا فامحني من كتابك الذي كتبت" (خروج 32: 32)
ووضعت أستير في سبيل غيرتها للرب ولشعبه القديم نفسها على كفها وقالت لمردخاي "وهكذا أدخل إلى الملك خلاف السنة. فإذا هلكت هلكت" (أستير 4: 16)
وقال تشارلس هادون سبرجن أمير الواعظين الإنجليز لطلبته "لا تكونوا نوراً بلا نار ولا تكونوا ناراً بلا نور، بل اجعلوا النور والنار معاً. لا تكن لكم الغيرة بدون المعرفة ولا تكن لكم المعرفة الباردة بلا غيرة على النفوس"
وفي صلاة أحد الخدام الغيورين قال "أعطني سكوتلندا وإلا فإني أموت" فامتلئ بالغيرة المقدسة للرب. أحمل النفوس الغالية على قلبك. وقل مع بولس الرسول "وأما أنا فبكل سرور أنفق وأنفق لأجل أنفسكم" (2كورنثوس 12: 15)
وذلك لأن غيرتك كمؤمن ستحرض الكثيرين للعمل والخدمة كما قال بولس الرسول للمؤمنين في كورنثوس "لأني أعلم نشاطكم الذي أفتخر به... وغيرتكم قد حرضت الكثيرين" (2كورنثوس 9: 2)
5- اذهبوا مكرسين
"تقدسوا يا حاملي آنية الرب" (أشعياء 51: 11)
إن تقديس النفس بالكلية للرب شرط أساسي للنجاح في ربح النفوس.
"فأطلب إليكم أيها الأخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية. ولا تشاكلوا هذا الدهر. بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم. لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة" (رومية 12: 1-2) قال أحد خدام الإنجيل "إن أعظم قوة في العظة هي في الحياة التي تسبقها وتسندها وما أضعف العظة المقترنة بحياة روحية ضعيفة غير مكرسة".
إن المثال الواضح للحياة غير المكرسة نجده في لوط الذي إذ نقرأ عنه "فخرج لوط وكلم أصهاره الآخذين بناته وقال قوموا اخرجوا من هذا المكان. لأن الرب مهلك المدينة فكان كمازح في أعين أصهاره" (تكوين 19: 14)
فهل حياتك مكرسة بالكلية للرب؟ هل أنت للرب أم منقسم القلب؟
التكريس ضرورة لربح النفوس.
6- اذهبوا طاهرين
الحياة الطاهرة ضرورة حتمية لربح النفوس. وكم من أشخاص تحطمت شهادتهم على صخرة النجاسة.
يقول بولس لتلميذه تيموثاوس "لا تزجر شيخاً بل عظه كأب والأحداث كأخوة. والعجائز كأمهات والحدثات كأخوات بكل طهارة" (1تيموثاوس 5: 22)
ثم يعود فيكتب له قائلاً "احفظ نفسك طاهراً" (1تيموثاوس 5: 22) ومرة ثالثة يقول له "أما الشهوات الشبابية فأهرب منها واتبع البر والإيمان والمحبة والسلام مع الذين يدعون الرب من قلب نقي" (2تيموثاوس 2: 22)
ويكتب لتيطس فيقول "لأنه قد ظهرت نعمة الله المخلصة لجميع الناس معلمة إيانا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية ونعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر" (تيطس 2: 11و12)
ويقول للمؤمنين في فيلبي "لكي تكونوا بلا لوم وبسطاء أولاداً لله بلا عيب في وسط جيل معوج وملتو. تضيئون بينهم كأنوار في العالم متمسكين بكلمة الحياة" (فيلبي 2: 15و16)
إن الحياة غير الملومة شهادة منيرة للرب يسوع المسيح. والمؤمن الذي يقول غير ما يفعل تنطبق عليه كلمات بولس الرسول "فأنت الذي تعلم غيرك ألست تعلم نفسك. الذي تكرز أن لا يسرق أتسرق.. الذي تقول أن لا يزني أتزني. الذي تستكره الأوثان أتسرق الهياكل. الذي تفتخر بالناموس أبتعدي الناموس تهين الله لأن اسم الله يجدف عليه بسببكم" (رومية 2: 21و22)
قال شاعر عربي:
يـا أيـها الرجـل المعلم غيـره هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضني كيما يصح به وأنت سقيم
يقول بولس لتيموثاوس "لاحظ نفسك والتعليم وداوم على ذلك لأنك إذا فعلت هذا تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضاً" (1تيموثاوس 4: 16)
لاحظ تطبيق التعليم على حياتك.
داوم على ذلك، فالناس في هذه الأيام يحتاجون إلى أناس يكونون قدوة، فلا يقولون للناس اسمعونا بل اتبعونا.
"كونوا متمثلين بي كما أنا أيضاً بالمسيح" (1كورنثوس 11: 1)
"لذلك إن كان طعام يعثر أخي فلن آكل لحماً إلى الأبد لئلا أعثر أخي" (1كورنثوس 8: 13)
قال لوقا البشير وهو يقدم المسيح لثاوفليس "الكلام الأول أنشأته يا ثاوفليس عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله (أولاً) وثم يعلم به" (أعمال 1: 1) العمل أولاً ثم التعليم.
استمع الرجل إلى رسالة الراعي وترك المكان في نهاية الاجتماع، لكنه عاد في الأحد التالي وقبل المسيح مخلصاً لنفسه.
ولما سأله الراعي: أي جزء من العظة أثر فيه، أجاب: "كل العظة كانت مؤثرة لكني سألت سكرتيرتك إن كانت حياتك توافق وتنطبق على عظاتك، فلما علمت منها أنك تعيش ما تعظ به قررت قبول المسيح الذي تنادي به".
7- اذهبوا محبين
المحبة أعظم سلاح يمتلكه رابح النفوس، وإذا تجرد رابح النفوس من المحبة فلن يكون له أي ثمر.
"المحبة تتأنى وترفق" على الخطاة الجاهلين.
"المحبة تحتمل كل شيء" في سبيل ربح الهالكين.
"المحبة تصبر على كل شيء" لتربح البعيدين.
إن المحبة تحتمل المعاناة والسهر في سبيل ربح نفس واحدة للمسيح. وخلاصنا جاء نتيجة محبة الآب لنا.
تعال معي لنقرأ هذه النصوص:
"لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا 3: 16)
"الله الذي هو غني في الرحمة من أجل محبته الكثيرة التي أحبنا بها. ونحن أموات بالخطايا أحياناً مع المسيح" (أفسس 2: 4و5)
"نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً" (1يوحنا 4: 19)
إن المحبة هي العلامة المميزة للمؤمنين "بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضكم لبعض" (يوحنا 13: 35)
يستطيع المحامي أن يترافع عن متهم لا يحبه. ويستطيع الطبيب أن يعالج مريضاً لا يحبه. أما رابح النفوس فلا يستطيع أن يتحدث إلى شخص ليربحه للمسيح دون أن يحبه محبة مسيحية نقية عاقلة غير عاطفية.
المحبة تجعلنا نصلي لأجل النفوس التي نريد ربحها للمسيح.
"وأما الآن فيثبت الإيمان والرجاء والمحبة هذه الثلاثة ولكن أعظمهن المحبة" (1كورنثوس 13: 13)
8- اذهبوا مقتنعين
لا قوة للإقناع لمن يشك في أمر يريد أن يقنع به الآخرين. فلابد أن تقتنع برسالتك قبل أن تقدمها للآخرين. والاقتناع يشمل عدة أشياء:
1. الرسالة التي تنادي بها.
2. إمكان نجاح هذه الرسالة.
3. تحقق دعوتك للقيام بهذه الرسالة.
إن كنت غير مقتنع بالرسالة التي تحملها فلا تأثير لخدمتك. لأنك لا تستطيع أن تقنع الناس بشيء ما لم تكن أنت مقتنع به.
ذهب بائع إلى منزل سيدة ليبيع لها آلة مما تستخدم في المنزل. سألته السيدة: هل تثق في أن هذه الآلة من النوع الجيد؟ أجابها: آسف يا سيدتي لأني لم أجربها. ولم تشترِ السيدة الآلة المعروضة عليها.
سأل أحد خدام الكلمة الواعظ الشهير تشارلس سبرجن: قل لي يا مستر سبرجن: لماذا لا أربح نفوساً للمسيح نتيجة خدمتي؟ سأله سبرجن: هل تؤمن يقيناً بالرسالة التي تنادي بها؟ أجاب: ليس لي إيمان كاف. قال سبرجن: هذا هو سبب فشلك في ربح النفوس... أنت غير مقتنع تماماً بما تقول. أذكر كلمات بولس الرسول "فإذا لنا روح الإيمان عينه حسب المكتوب آمنت لذلك تكلمت. نحن نؤمن ولذلك نتكلم أيضاً" (2كورنثوس 4: 13)
"فإذا نحن عالمون مخافة الرب نقنع الناس" (2كورنثوس 5: 11)
لقد كانت ثقة بولس الرسول كاملة في عمل الله في قلوب الناس "واثقاً بهذا عينه أن الذي ابتدأ فيكم عملاً صالحاً يكمل إلى يوم يسوع المسيح" (فيلبي 1: 6)
9- اذهبوا غير مرتبكين
يحتاج رابح النفوس إلى التركيز الكامل في تأدية رسالته ولذلك فلابد أن يطرح عنه كل ما يدعو إلى ارتباكه بأي أمور أخرى.
يقول بولس الرسول لتيموثاوس: "فاشترك أنت في احتمال المشقات كنجدي صالح ليسوع المسيح. ليس أحد وهو يتجند يرتبك بأعمال الحياة لكي يرضي من جنده" (2تيموثاوس 2: 4)
ويقول الرب يسوع "ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت الله" (لوقا 9: 62)
فرابح النفوس يجب عليه أن يضع النفوس قبل كل شيء، ويجب أن يمتنع عن كل ما يعيقه عن التبشير بالإنجيل. فنحميا عندما أخافه الأعداء وأرادوا أن يعطلوه عن بناء سور مدينة أورشليم، أجابهم قائلاً: "إني عامل عملاً عظيماً فلا أقدر أن أنزل... لماذا يبطل العمل بينما أتركه وأنزل" (نحميا 6: 3)
فعلى رابح النفوس أن يترك كل ما يلهيه عن ربح النفوس، وهو يقوم ببناء كنيسة المسيح، حتى لا ينطبق عليه قول الرب الذي تكلم به على لسان هوشع النبي "قد قسموا قلوبهم. الآن يعاقبون" (هوشع 10: 2)
ولكي يتحرر رابح النفوس من الارتباك بأعمال الحياة عليه أن يثق في مواعيد الرب الثمينة.
تعال معي لنقرأ معاً بعض هذه المواعيد.
"لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون. ولا لأجسادكم بما تلبسون. أليست الحياة أفضل من الطعام والجسد أفضل من اللباس. انظروا إلى طيور السماء. إنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلى مخازن. وأبوكم السماوي يقوتها. ألستم أنتم بالحري أفضل منها. ومن منكم إذا اهتم يقدر أن يزيد على قامته ذراعاً واحدة. ولماذا تهتمون باللباس. تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو. لا تتعب ولا تغزل. ولكن أقول لكم إنه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها. فإن كل عشب الحقل الذي يوجد اليوم ويطرح غداً في التنور يلبسه الله هكذا أفليس بالحري جداً يلبسكم أنتم يا قليلي الإيمان. فلا تهتموا قائلين ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس. فإن هذه كلها تطلبها الأمم. لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها. لكن اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم. فلا تهتموا للغد. لأن الغد يهتم بما لنفسه. يكفي اليوم شره" (متى 6: 25-34).
انظروا إلى العصفور عندما ينام يطوي رأسه تحت جناحيه وينام وهو لا يدري كيف سيتناول إفطاره، وعندما تشرق الشمس تسمعه يزقزق بصوته اللطيف في فرح وابتهاج مستقبلاً يومه الجديد. ويقول الرب يسوع "أنتم أفضل من عصافير كثيرة" يقول داود "كنت فتى وقد شخت ولم أر صديقاً تخلى عنه ولا ذرية له تلتمس خبزاً" (مزمور 37: 25).
"اتقوا الرب يا قديسيه لأنه ليس عوز لمتقيه. الأشبال احتاجت وجاعت وأما طالبو الرب فلا يعوزهم شيء من الخير" (مزمور 34: 9و10).
طلبت شركة "ستاندارد أويل" من أحد خدام الله أن يمثلها في الشرق الأوسط، ووعدته بمرتب ضخم قدره مئة ألف دولار فرفض، فأزادوا المبلغ إلى مئة وخمسين ألفاً فرفض أيضاً، فرفعوا المبلغ إلى مئتي ألف دولار لكنه رفض هذا المرتب المغري، ولما سألوه عن سبب رفضه أجاب: لقد دعاني الرب لعمل أعظم وهو المناداة باسمه والعمل على نشر ملكوته... وأعترفُ أن المرتب الذي تعرضونه عظيماً وضخماً، ولكن الذي أنا مشغولٌ به ومتفاني في خدمته أعظم من كل إغراء.
10- اذهبوا مترفقين
نقرأ في رسالة العبرانيين الكلمات "لأن كل رئيس كهنة مأخوذ من الناس يقام لأجل الناس في ما الله لكي يقدم قرابين وذبائح عن الخطايا. قادراً أن يترفق بالجهال والضالين إذ هو أيضاً محاط بالضعف" (عبرانيين 5: 1و2).
يقول بولس الرسول "أيها الأخوة إن انسبق إنسان فأخذ في زلة ما فأصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة ناظراً إلى نفسك لئلا تجرب أنت أيضاً" (غلاطية 6: 1).
عندما ثار أبشالوم ضد أبيه داود الملك، وقام جيش داود بقيادة يوآب بمحاربة أبشالوم. قال الملك الرقيق القلب ليوآب وقادة الجيش "ترفقوا لي بالفتى أبشالوم" (2صموئيل18: 5) وكلمة "لي" تعني "من أجلي" أو "إكراماً لي" وداود في رقة وحنان قلبه يشبه الرب يسوع الذي يرسلنا لربح النفوس له طالباً منا أن نترفق بالخطاة والضالين. ولكن كم من خدام، ومؤمنين يشبهون "يوآب" قائد جيش داود الذي لم يكن في قلبه شفقة ولا رحمة تجاه أبشالوم فنشب السهام في قلبه وأماته، وهم بقلوبهم الجامدة، القاسية يكسرون قلب الرب يسوع كما كسر يوآب قلب داود الملك بقتله أبشالوم ابنه. ولا يجب أن ننسى أن يوآب بقتله أبشالوم تحت ستار الولاء لداود، قد عصى الأمر المعطى له من الملك في نفس الوقت. إن القسوة، والغضب لا تربح نفوساً للمسيح، أوصى بولس تيموثاوس قائلاً "والمباحثات الغبية والسخيفة اجتنبها عالماً أنها تولد خصومات. وعبد الرب لا يجب أن يخاصم بل يكون مترفقاً بالجميع صالحاً للتعليم صبوراً على المشقات. مؤدباً بالوداعة المقاومين عسى أن يعطيهم الله توبة لمعرفة الحق فيستفيقوا من فخ إبليس إذ قد اقتنصهم لإرادته" (2تيموثاوس 2: 23-26).
ويتحدث بولس عن طريقة معاملته لأهل تسالونيكي فيقول "بل كنا مترفقين في وسطكم كما تربي المرضعة أولادها. هكذا إذ كنا حانين إليكم كنا نرضى أن نعطيكم لا إنجيل الله فقط بل أنفسنا أيضاً لأنكم صرتم محبوبين إلينا" (1تسالونيكي 2: 7و8) ثم يستطرد قائلاً "كما تعلمون كيف كنا نعظ كل واحد منكم كالأب لأولاده ونشجعكم. ونشهدكم لكي تسلكوا كما يحق لله الذي دعاكم إلى ملكوته ومجده" (1تسالونيكي 2: 11و12).
11- اذهبوا متمسكين
إن رابح النفوس عليه أن يذهب متمسكاً بمواعيد الله. إن مواعيد الله صادقة وأمينة.
"لأن مهما كانت مواعيد الله فهو فيه النعم وفيه الآمين لمجد الله بواسطتنا" (2كورنثوس 1: 20).
"لنتمسك بإقرار الرجاء راسخاً لأن الذي وعد هو أمين" (عبرانيين 10: 23).
"إلى الأبد يا رب كلمتك مثبتة في السموات" (مزمور 119: 89).
"لأنك قد عظمت كلمتك على كل اسمك" (مزمور 138: 3).
قال بطرس للرب يسوع "يا معلم قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئاً ولكن على كلمتك ألقي الشبكة" (لوقا 5: 5) وكأنه يقول بثقتي في صدق كلمتك التي لا تخيب "ألقي الشبكة".
كان من المستحيل إنسانياً أن ينجب إبراهيم وامرأته سارة أولاداً- كان إبراهيم ابن مئة سنة، وكانت سارة بنت تسعين، ولكن الله وعد إبراهيم بنسل، ويستحيل على الرب أن يكذب، كما أنه لا يستحيل عليه أن يتمم وعوده. وقد آمن إبراهيم بصدق مواعيد الله.
"فهو على خلاف الرجاء آمن على الرجاء لكي يصير أباً لأمم كثيرة كما قيل هكذا يكون نسلك. وإذ لم يكن ضعيفاً في الإيمان لم يعتبر جسده وهو قد صار مماتاً إذ كان نحو ابن مئة سنة ولا مماتية مستودع سارة. ولا بعدم إيمان ارتاب في وعد الله بل تقوى بالإيمان معطياً مجداً لله. وتيقن أن ما وعد به هو قادر أن يفعله أيضاً" (رومية 4: 18-21).
كان جورج مولر حين يصلي يقول "يا رب أنت قلت وأنت صادق في وعدك"
"ليس الله إنساناً فيكذب. ولا ابن إنسان فيندم. هل يقول ولا يفعل. أو يتكلم ولا يفي" (عدد 23: 19).
وما علينا إلا أن نؤمن إيماناً قلبياً بكلمته "لأنه بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه" (عبرانيين 11: 6)
يقول الرب لإبراهيم وسارة "هل يستحيل على الرب شيء" (تكوين 18: 14)
ويجيب أرميا على هذا السؤال بالقول "آه أيها السيد الرب ها إنك قد صنعت السموات والأرض بقوتك العظيمة وبذراعك الممدودة. لا يعسر عليك شيء" (أرميا 32: 17).
يسأل الشك من يصدق هذا؟ فيجيب الإيمان "أنا"
فهل تثق تماماً في صدق مواعيد الله؟
وهل تذهب لربح النفوس متكلاً على هذه المواعيد؟
12- اذهبوا مسرعين
"فخرج البريد ركاب الجياد والبغال وأمر الملك يحثهم ويعجلهم" (أستير 8: 14)
ونحن عندنا أمر الملك "اذهبوا للعالم وأكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" إن الخطاة في خطر الموت الأبدي، وحالتهم المحزنة تحثنا للإسراع بتقديم الرسالة إليهم. رسالة الغفران، والسلام، والحياة الأبدية. رسالة خلاص الله الذي أكمله بموت ابنه على صليب الجلجثة.
"أنقذ المنقادين إلى الموت والممدودين للقتل. لا تمتنع. إن قلت هو ذا لم نعرف هذا. أفلا يفهم وازن القلوب وحافظ نفسك ألا يعلم" (أمثال 24: 11).
قال أحد المؤمنين المكرسين "لاحظت من اختباراتي أنني كلما أسرعت بالحديث إلى خاطئ حالما يحركني روح الله للكلام أجد نتائج مباركة ويرجع الخاطئ إلى الرب. ولكنني حين أتباطأ وأؤجل الكلام تفوت الفرصة من يدي، وحتى لو تكلمت بعد ذلك تواجهني صعوبات كثيرة ولا أجد ثمراً".
"مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة" (أفسس 5: 16).
ويعني التعبير "مفتدين الوقت" القيام بأعمال عظيمة نجد الرب مقابل الوقت الضائع من إضاعته سدى في مشاهدة الأفلام التافهة في التلفاز، أو الجلسات غير المجدية. "افتدي الوقت بالعمل لئلا يضيع منك الأمل".
إن مجيء الرب قد اقترب فأسرع ملبياً دعوة الله لربح الهالكين.
13- اذهبوا متواضعين
الله لا يستخدم الإنسان المتكبر أو المغرور أو المتكل على ذاته، ولكنه يستخدم المؤمن المتواضع الذي يتكل تماماً على ذراع الرب.
"لأنه هكذا قال العلي المرتفع ساكن الأبد القدوس اسمه. في الموضع المرتفع المقدس أسكن ومع المنسحق والمتواضع الروح لأحيي روح المتواضعين ولأحيي قلب المنسحقين" (أشعياء 5: 10).
قال أحد القديسين "كم من مؤمن أصابه سهم "الأنا" فانحنى".
يقول الرب يسوع لتلاميذه "ليس عبد أعظم من سيده ولا رسول أعظم من مرسله" (يوحنا 13: 16).
وقال أيضاً "تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم" (متى 11: 29).
ويقول بولس الرسول للمؤمنين في فيلبي "ليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضاً. الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسةً أن يكون معادلاً لله. لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب" (فيلبي 2: 5-8).
قال أحد خدام الرب الأمناء "إن المتكبر يشبه طفلاً صغيراً يذهب إلى الناس ويقول لهم أنظروا ثوبي الجديد" ويقيناً إنه ليس هناك خطية تعطل عمل الرب مثل خطية الغرور والكبرياء
كان دوايت لايمان مودي المبشر الأمريكي يكرر دائماً الكلمات التالية "الإيمان يحصل على الأكثر، والمحبة تعمل الأكثر والتواضع يحتفظ بالأكثر" وقد كان مودي متواضعاً جداً كما ذكر عنه مستر توري في كتابه "سر نجاح مودي" وقد أضاف مستر توري كلماته "كم من رجل مؤهل للخدمة استخدمه الرب بقوة، ثم ظن الرجل في نفسه أنه شيء أو أنه كل شيء، فنحاه الرب عن خدمته. إن كثيرين من الخدام المؤهلين تهشموا على صخرة الكبرياء والاعتداد بالذات. وأستطيع أن أرجع إلى الوراء أربعين سنة خلت، وأذكر رجالاً أصبحوا بلا نفع. كانوا مرة قبلة الأنظار، وظن الكثيرون أنهم سيصيرون عمالقة في خدمة الرب، لكنهم بسبب غرورهم وكبريائهم اختفوا عن الأنظار. أذكر رجلاً كان زميلاً في حملة انتعاشية في مدينة "بافلو" فانتفخ هذا الأخ كثيراً، وبينما كنا نسير معاً في الطريق ذات مرة قال لي يا أخ توري أنا وأنت أهم الخدام المسيحيين في هذه البلاد. فأجبته "يا جون" يؤسفني أن أسمع ذلك منك لأني أعرف في الكتاب المقدس أن الله عزل رجلاً بعد رجل من الرجال العظماء، ونحاهم جانباً بسبب إحساسهم بأهميتهم. وهذا ما حدث فعلاً أن الرب نحى زميلي عن الخدمة منذ ذلك الوقت، ولم أسمع عنه خبراً رغم بقائه على قيد الحياة".
أُذكر أنه كلما تصاغرت في عيني نفسكَ كما فعلى داود كلما أكرمك الرب وعظمك في نظر الآخرين "لأن كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع".
لأن الله إله غيور لا يعطي مجده لآخر. فليكن شعارنا في خدمة إلهنا: "ليس لنا يا رب ليس لنا لكن لاسمك أعط مجداً من أجل رحمتك من أجل أمانتك" (مزمور 115: 1).
كان بولس الرسول نموذج لرابح النفوس، أنظر إلى تواضعه في خدمته واسمعه يقول لقسوس كنيسة أفسس "أنتم تعلمون من أول يوم دخلت آسيا كيف كنت معكم كل الزمان. أخدم الرب بكل تواضع ودموع كثيرة وبتجارب أصابتني بمكايد اليهود. كيف لم أؤخر شيئاً من الفوائد إلا وأخبرتكم وعلمتكم به جهراً وفي كل بيت. شاهداً لليهود واليونانيين بالتوبة إلى الله والإيمان الذي بربنا يسوع المسيح" (أعمال 20: 17-21)
إن تواضع القلب شرط من شروط النجاح في ربح النفوس.
14- اذهبوا مطيعين
الطاعة لكلمة الرب شرط أساسي لربح النفوس وتشمل الطاعة عدداً من دوائر الحياة.
فهي تشمل دائرة الذات، كما يقول بولس الرسول "ألستم تعلمون أن الذي تقدمون ذواتكم له عبيداً للطاعة أنتم عبيد للذي تطيعونه إما للخطية للموت أو للطاعة للبر. فشكراً لله أنكم كنتم عبيد للخطية ولكنكم أطعتم من القلب صورة التعليم التي تسلمتموها. وإذ أعتقتم من الخطية صرتم عبيداً للبر" (رومية 6: 16-18).
وهي تشمل دائرة الفكر "إذ أسلحة محاربتنا ليست جسدية بل قادرة بالله على هدم حصون. هادمين ظنوناً وكل علو يرتفع ضد معرفة الله ومستأسرين كل فكر إلى طاعة المسيح" (2كورنثوس 10: 4و5).
وهي تشمل دائرة طهارة النفس "طهروا نفوسكم في طاعة الحق بالروح للمحبة الأخوية العديمة الرياء فأحبوا بعضكم بعضاً من قلب طاهر بشدة" (1بطرس 1: 22).
وقد مدح بولس المؤمنين في رومية لأجل طاعتهم فكتب لهم قائلاً "لأن طاعتكم ذاعت إلى الجميع. فأفرح أنا بكم وأريد أن تكونوا حكماء للخير وبسطاء للشر" (رومية 16: 19).
وتعطي الطاعة لرابح النفوس شجاعة مقدسة لمواجهة التحديات.
قبض الكهنة اليهود على الرسل ووضعوهم في حبس العامة، ولكن ملاك الرب في الليل فتح أبواب السجن وأخرجهم وقال: "اذهبوا قفوا وكلموا الشعب في الهيكل بجميع كلام هذه الحياة" (أعمال 5: 20).
وخرج الرسل لينادوا برسالة الحياة "حينئذٍ مضى قائد الجند مع الخدام وأحضروهم لا بعنف لأنهم كانوا يخافون الشعب لئلا يرجموا. فلما أحضروهم أوقفوهم في المجمع. فسألهم رئيس الكهنة قائلاً أما أوصيناكم وصية أن لا تعلموا بهذا الاسم. وها أنتم قد ملأتم أورشليم بتعليمكم وتريدون أن تجلبوا علينا دم هذا الإنسان. فأجاب بطرس والرسل وقالوا ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس" (أعمال 5: 26-29).
وقبل أن يستخدم بولس الرسول، نرى طاعة بولس من اللحظة الأولى ظاهرة في الكلمات "ماذا تريد يا رب أن أفعل" (أعمال 9: 6).
وها هو بولس يذكر طاعته للملك أغريباس فيقول "من ثم أيها الملك أغريباس لم أكن معانداً للرؤيا السماوية" (أعمال 26: 19).
لقد امتاز بولس بالطاعة الكاملة للرب، اسمعه يقول لقسوس كنيسة أفسس "ولكنني لست أحتسب لشيء ولا نفسي ثمينة عندي حتى أتمم بفرح سعي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع لأشهد ببشارة نعمة الله" (أعمال 20: 24).
فهل أنت مستعد لطاعة الرب بغير قيد ولا شرط؟
هل تضع نفسك في مركز العبد بالنسبة للمسيح؟
كتب بولس عن نفسه قائلاً: "بولس عبد ليسوع المسيح" (رومية 1: 1) والعبد عليه أن يطيع سيده طاعة كاملة.
15- اذهبوا اثنين اثنين
كان هذا هو ترتيب الرب يسوع في إرسال تلاميذه.
"ودعا الإثني عشر وابتدأ يرسلهم اثنين اثنين" (مرقس 6: 7)
"وبعد ذلك عين الرب سبعين آخرين أيضاً وأرسلهم اثنين اثنين أمام وجهه إلى كل مدينة وموضع حيث كان هو مزمعاً أن يأتي"
وفي سفر أعمال الرسل نقرأ "وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه. فصاموا حينئذٍ وصلوا ووضعوا عليهما الأيادي ثم أطلقوهما. فهذان إذ أرسلا من الروح القدس... ناديا بكلمة الله" (أعمال 13: 2و3و4و5).
إن حكمة الرب في إرسال خدامه اثنين اثنين لها عدة أسباب ذكرها كاتب سفر الجامعة. "اثنان خير من واحد لأن لهما أجرة لتعبهما صالحة. لأنه إن وقع أحدهما ليقيمه رفيقه. وويلٌ لمن هو وحده إن وقع إذ ليس ثانٍ يقيمه. أيضاً إن اضطجع اثنان يكون لهما دفء. أما الواحد فكيف يدفأ. وإن غلب أحد على الواحد يقف مقابله الاثنان" (جامعة 4: 9-12).
وهذا النص يرينا أن خدمة الاثنين تتميز بعدة مميزات:
1. إنها خدمة مثمرة لها أجرتها "لأن لهما أجرة لتعبهما صالحة" (عدد 9)
2. إنها خدمة معضدة ساندة "إن وقع أحدهما ليقيمه رفيقه" (عدد 10)
3. إنها خدمة مقوية "إن اضطجع اثنان يكون لهما دفء" (عدد 11)
4. إنها خدمة منقذة "إن غلب أحد على الواحد يقف مقابله الاثنان" (عدد 12)
هنا نرى السعي المزدوج، والتعضيد المزدوج، والتقوية المزدوجة، والإنقاذ المزدوج. وهناك حكمة أخرى وراء الذهاب اثنين اثنين، هي حماية رابح النفوس من السقوط في الخطايا الجنسية في حالة ذهابه منفرداً.
إن ترتيب الرب حكيم وعلينا أن نتبعه إن كان هدفنا هو ربح النفوس.
16- اذهبوا ممتلئين
هناك قصة تقول أن الرب بعد أن أنهى وأكمل عمل الفداء على صليب الجلجثة، وصعد في سحابة إلى السماء، أحاط به الملائكة.. وتقدم إليه جبرائيل الملاك قائلاً: يا سيد لقد عملت عملاً عجيباً على الأرض.. أنت خالق كل الأشياء وحاملها بكلمة قدرتك.. أنت الذي تسجد لك الملائكة.. أنت رب المجد، أخذت صورة عبد وصرت في شبه الناس، ووجدت في الهيئة كإنسان ووضعت نفسك وأطعت حتى الموت موت الصليب.. والآن يا رب هل تسمح لي وأنا ملاك البشارة الذي حملت البشارة للعذراء مريم بميلادك أن أحمل رسالة خلاصك للهالكين؟ وأجابه الرب: كلا يا جبرائيل. حينئذٍ تقدم إليه رئيس الملائكة ميخائيل قائلاً: إن ما عملته يا سيد جليل، وعظيم، وأنا أرجو أن تعطيني امتياز التبشير به للهالكين. أجابه الرب: ولا أنت يا ميخائيل. وجاء الملاك الواحد بعد الآخر والرب يرد على كل واحد قائلاً: لست أنت.. حينئذٍ تقدم ميخائيل: من إذاً سيحمل رسالة الخلاص العظيم للهالكين؟
أجاب الرب: لقد تركت في الأرض يعقوب، ويوحنا، وبطرس، وأندراوس، وفيلبس، والآخرين وأمرتهم بالذهاب لربح الآخرين.
قال الملاك ميخائيل: وإذا فشلوا يا رب.. إذا أهملوا.. من سيوصل الرسالة للهالكين. وابتسم الرب وأجاب قائلاً: "لن يفشلوا ولن يهملوا يا ميخائيل فسينالون قوة الروح القدس، وهذه القوة ستدفعهم للشهادة، وستحميهم من الإهمال". هذه القصة وإن كانت خيالية، لكنه خيال جميل يوضح لنا حقيقة هامة، هي ضرورة الامتلاء من الروح القدس لربح النفوس.
"هذه كلمة الرب.. لا بالقدرة ولا بالقول بل بروحي قال رب الجنود" (زكريا 4: 8).
"لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهوداً في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض" (أعمال 1: 8).
"ولما صلوا تزعزع المكان الذي كانوا مجتمعين فيه. وامتلأ الجميع من الروح القدس وكانوا يتكلمون بكلام الله بمجاهرة" (أعمال 4: 31).
لا تذهب لربح النفوس قبل أن تمتلئ من الروح القدس هذا هو أمر الرب الكريم. "أقيموا.. إلى أن تلبسوا قوة من الأعالي" (لوقا 24: 48). وسأتكلم بإفاضة عن عمل الروح القدس في ربح النفوس في فصل قادم.
- عدد الزيارات: 7337