إصلاح من أخذ في زلة
يعطينا غلاطية 6: 1 المبدأ العام وهو "إن انبسق إنسان فأخذ في زلة ما، فأصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة ناظراً إلى نفسك لئلا تجرب أنت أيضاً".
ومع أن هذا القول يمكن تطبيقه على كل حالات الخطأ التي تستلزم الإصلاح، إلا أنه يمكننا تطبيقه بصفة خاصة على حالات الخطأ التي يكون كل المطلوب بالنسبة لها تعاملاً فردياً مع المخطئ لإصلاحه وعلاج نفسه. هذه الصور من التأديب هي الترجمة العملية لممارسة الرعاية والسهر على النفوس التي ذكرناها فيما سبق.
والكلمة اليونانية المترجمة في الآية السابقة "زلة" تعني "السقوط من الطريق الصحيح"، وهي مترجمة في أماكن أخرى "تعدّي"، "إساءة"، "خطية". والكلمة "انبسق فأخذ" تحمل معنى الأخذ على غرة نتيجة عدم الانتباه واليقظة. والكلمة "أصلحوا" تحمل بحسب الأصل "رمم" أو "وصل". وفي لغة الطب تستعمل في إعادة العظام أو المفاصل إلى وضعها الصحيح.
وعليه فيمكننا فهم طبيعة الحالة المذكورة، وما تتطلبه من عمل في هذه الحالة. وأيضاً النتيجة التي يجب أن نهدف إليها. فلقد وقع واحد في خطأ ما، وقوعاً غير متوقع، نتيجة عدم اليقظة والاتكال على الله. هذه الحالة تستلزم تعاملاً رقيقاً مع المخطئ بالنعمة وبروح الوداعة، وبهذا نقوده لكي يحكم على الخطأ، كما وعلى الجذور التي أنتجته، أعني عدم الاحتراس، والثقة الذاتية وإهمال التدريبات الروحية مما جعل السقوط ممكناً ولهذا يلزم القيام بزيارة إلى الشخص الذي أخطأ، فيها يجري حديث رقيق، مع تطبيق كلمة الله بروح الصلاة. فنكرر روحياً ما عمله الرب له المجد عندما استخدم الماء في غسل أرجل تلاميذه (يو 13: 5 - 14).
وعندما يكون رد النفس وعلاج الجرح هو الهدف، وعندما يتم ذلك بروح الوداعة بواسطة شخص روحي عنده الإحساس الداخلي بضعفاته، فإن الاعتراف بالخطأ ورد النفس سيكونان هما النتيجة في معظم الأحوال. ربما لا يتم ذلك دفعة واحدة، بل يستلزم الأمر تكراراً للزيارة، واستمراراً للصلاة. فإذا تم الاعتراف بالخطية والحكم عليها ورجعت النفس إلى الرب، فإن الأمر ينتهي عند هذا الحد، ولا لزوم للآخرين لكي يعملوا شيئاً عنه. أما إذا عاند الشخص المخطئ ولم يضع إلى الكلمة، ولم يعترف بخطئه، ولم ترد نفسه، فإن صورة أخرى للتأديب ستكون مطلوبة.
- عدد الزيارات: 3288