Skip to main content

مكان المرأة بعد السقوط

رأينا في الخليقة أن مكان المرأة هو مكان الخضوع لرأسها في تعاون حبي معه، والآن نريد أن نعرف الدور الذي كان لها في قضية سقوط البشرية في جنة عدن، والمركز الذي أعطى لها نتيجة لهذا السقوط. ونتعلم من النص الكتابي في تكوين 3 أن الحية أغوت أمنا حواء لكي تأخذ من الثمرة المحرمة وكانت هي التي أخذت من الثمرة وأكلت وأعطت رجلها فأكل أيضاً مثلها (ع 1 و 6). ومن أجل ذلك قال الله لحواء "بالوجع تلدين أولاداً، وإلى رجلك يكون اشتياقك، وهو يسود عليك" (تك 3: 16).

وهنا نرى أول امرأة تمسك بزمام القيادة وتترك مكانها الطبيعي مكان الخضوع. وبدلاً من أن تصد هجوم الحية وتطلب حماية ومعونة رأسها المعطى لها من الله، نراها تتصرف بالاستقلال عنه فتنخدع وتغوى بالحية فتحصل في التعدي وعدم إطاعة وصية الله. من أجل ذلك نطق الله إليها مقرراً بكل تحديد أن مكانها هو مكان الخضوع لزوجها.

ولم نترك نحن لنستخلص من هذه الحقائق ما يروق لنا أن نستخلصه، بل إن الكتاب أشار إلى غواية حواء بالشيطان في رسالة تيموثاوس الأولى 2: 11 ويتخذ من هذه الحقيقة سبباً لعدم السماح للمرأة في عصر الكنيسة الحاضر أن تغتصب السلطان والسيادة على الرجل. وهكذا نقرأ "لتتعلم المرأة بسكوت في كل خضوع، ولكن لست آذن للمرأة أن تعلم ولا تتسلط على الرجل، بل تكون في سكوت. لأن آدم جبل أولاً ثم حواء، وآدم لم يغو لكن المرأة أغويت، فحصلت في التعدي".

هنا نجد سببين لماذا لا تعلم المرأة في الكنيسة، الأول: إن آدم له المكان الأول في الخليقة، وهذا يتضمن الرئاسة. والثاني: هو أن المرأة أغويت بالحية. إن آدم لم يغو كما أغويت المرأة، بل أخطأ وعيناه مفتوحتان ومن أجل ذلك كان ذنبه أكبر من ذنب امرأته، لكن المرأة هي التي أغويت. هذا هو الدور الذي كان لحواء في سقوط الجنس البشري ومنه برهنت بنفسها أنها قائد فاشل في هذا الصدد ولا تصلح أن تكون مرشداً أو رأساً. ولذلك في حكمة الله وتدبيره الحسن، حال بينها وبين التسلط على الرجل أو أن تأخذ مركز المعلم في الكنيسة. وهذا هو التحذير الصارخ الأول والقوي والذي يسمع دويه أن تأخذ المرأة دور القيادة. وهو بالتأكيد تحذير حي عند نقطة ابتداء رحلة الإنسان عبر بحر الزمن.

قال واحد هذه الملاحظة [عندما تخرج النساء عن مكانهن يضعن أنفسهن فريسة سهلة بين أنياب إبليس. إنها امرأة التي وردت في المثل والتي وضعت الخميرة في ثلاثة أكيال الدقيق - مت 13: 33] رمزاً لدخول المبادئ الفاسدة التي خمّرت الاعتراف المسيحي، وامرأة - حواء هي التي حصلت في التعدي.

[وأيضاً "نسيات محملات خطايا منساقات بشهوات مختلفة" هن اللواتي يسبيهن أناس أشرار في الأيام الأخيرة" 2 تي 3: 6. وامرأة مثل إيزابل تبرز في صفحات التاريخ القديم مثلاً لكل ما هو مستهجن وشرير واسمها يطلق في سفر الرؤيا كرمز للفساد الكنسي والخراب الروحي الذي لا مثيل له (1 ملوك 21، رؤيا 2: 20).

[وفي هذه الأيام نجد غالبية الوسطاء الروحانيين من النساء. ونظام الروحانية العصرية الذي بدأ بالنساء - وهن الأخوات الماكرات في أمريكا. وامرأة هستيرية مثل مسز هوايت قد صارت بادعاءاتها الكفرية قائدة ورائدة لذلك التعليم الشرير الذي ينادي به الأدفنتست وهم "مجيئيو اليوم السابع" Seventh day Adeventists.

[وامرأة هي مسز إدي بدأت المناداة بما يسمى "مذهب العلم المسيحي" الذي لا هو علمي ولا هو مسيحي (ونضيف هنا الإحصائية عن أطباء العلم المسيحي في مدينة كبيرة أن 75% منهم نساء R. K. C.). وثيوسوفي المعروفة في نصف الكرة الغربي أصبحت شعبية بفضل امرأة تدعى مدام بلافتسكي، واستمر بامرأة تدعى مسز بيزنت -( A. J. Pollovk) وغيرهن كثيرات من المبتدعات شروراً في رداء تقوى يخفي بين طياته خروجاً على مبادئ الله الصحيحة. وإلى هذه القائمة يمكننا أن نضيف حركة الألسنة الحاضرة، والمظاهر الهستيرية التي يتزعمها نساء متحمسات في الادعاء بالتكلم بالألسنة والتنبؤ.

لكن حاشا لنا أن نقول هذا لنقلل من شأن المرأة لأن المرأة من الناحية الأدبية بصفة عامة أرق في سجاياها من الرجل، وهي تفوقه في العواطف والإخلاص التقوي للمسيح. ولا نحن نقول ذلك لنناقش كفاءتها لأنها إذا قورنت بالرجل بأقل منه ذكاء أو قابلية للثقافة أو الكلام. لكننا نريد أن نقول من جهة المركز أن الرجل يأخذ مكاناً متقدماً عن المرأة والنقطة التي نريد أن نوضحها هنا هي هذه: عندما تخرج المرأة عن مكانها المعطى لها ومجال خدمتها المعين لها من الله وتأخذ مكان التعليم والقيادة للرجل غالباً ما تعرض نفسها لأن تصير الفريسة السهلة لغواية الشيطان. والوسيلة الفعالة لنشر هرطقاته وخرافاته. هذا هو الدرس الذي ينبغي أن نتعلمه من حواء في جنة عدن ومن تاريخ المرأة التي تبع ذلك.

ومن الناحية الأخرى عندما تستقر المرأة في مكانها الخاص بها، المعطى لها من الله تكون قوة فعالة ونافعة للخير، وحضورها وقوتها في خدمة المسيح تحت إرشاد الله، هو الأساس الضروري لنجاح واستمرار الكنيسة. والكتاب المقدس مليء بالأمثلة الحية من نساء متعاهدات بتقوى الله قمن بخدمات جليلة لمجد الله في مجالاتهن المعينة لهن من الله وعن هؤلاء سوف نتكلم بشيء من الإفاضة فيما بعد.

والآن يمكننا أن نلخص ما قلناه آنفاً في هذه العبارات :لأن حواء خدعها الشيطان وأخذت مركز القيادة في حادثة الخطية الأولى كانت النتيجة أن المرأة وضعت في المنزلة الثانية بالنسبة للرجل. منزلة التابع لا المتبوع، وعليها أن تتعلم في سكوت بكل خضوع وغير مأذون لها أن تتسلط على الرجل. هذا هو مركز المرأة كما يقرره الكتاب المقدس - وهذا الدستور الإلهي يبقى ثابتاً غير متغير في زمان النعمة الحاضر في الكنيسة - وعلاوة على ذلك، كما قلنا، فإن تاريخ المرأة في العالم قد برهن على كمال حكمة وعدالة الترتيب الإلهي لها.

  • عدد الزيارات: 4286