الإيمان بالله
غير أن هناك أمراً آخر يعوزنا جميعاً وهو الإيمان البسيط في الرب، في نعمته وفي كلمته. فإذا ضاع هذا فإن النفوس تكون عرضة لأن ترتطم بالصعوبات. فإذا ما رأت الأمور بمظهر تختلف عن المظهر الذي اجتذبها مرة فإنها تأخذ في الشك لكل شيء. ولكن ما أعظم الفرق فيما لو كنا نعزم أن نتعامل مع الرب! إذن لننظر أن نكون خاضعين له. على أنني لست أنكر الخضوع الأدبي الواجب علينا لمرشدينا في خوف الرب، لأن هذا جزء من الخضوع للرب، فقط كل ما أريد أن أثبته هنا هو أنه في كل الأزمنة، وتحت أي الظروف يجب أن نُرضي الرب الذي سيرافقنا ولو كانت ظروفنا تبدو حرجة وقاسية ولكننا سوف نجد بركة غير متناهية لنفوسنا. وفي الحقيقة أننا في أزمنة الضيق نختبر كمال البركة. ولنتأكد أنه كما قد اجتاز الرب الصليب إلى مجده السماوي، هكذا سنجد صليبه مرسوماً على كل خدمة، ومع ذلك فهو الرب والصليب صليبه لذلك لتفرح قلوبنا وتغتبط.
وهذان الحقان اللذان بحثنا فيهما في محاضرتنا الثالثة هذه – وهما جماعة الله وخدمة المسيح – مرسومان في كلمة الله. وكلاهما صادر من المسيح عوض أن يكونا مجرد جمعية متطوعة. ونحن لا نستطيع أن نتخلص من المسئولية الملقاة على عاتقنا إزاء هذين الحقين. فالكنيسة تحت التزام أن تقبل خدام المسيح عوض أن يكون لها حق الاختيار. والخادم ينتظر القوة من المسيح وهو مسئول مباشرة أمام المسيح. وإذا كان أحد مدعواً للخدمة فليفرح بهذه الحقيقة المباركة (وليخضع لها) وهي أنه مفروض عليه أن يخدم الرب يسوع المسيح وستكون نتيجة قيامه بهذه الخدمة الرفض من العالم، بل حتى كثير من أصدقائه المسيحيين قد ينظرون إليه ببرود. ولم يُقصَد أن تتم خدمة المسيح حسب نظام العالم، ولا أن تكون جماعة الله حسب أفكار الناس – إذ أن المقصود من الخدمة والجماعة هو أن تكونا لتعظيم الرب يسوع، وأداة لتدريب إيمان قديسيه وخدامه، وينبغي أن يظلا كذلك. وأكثر من هذا فقد قصد أننا في الكنيسة والعالم نشعر بصعوبات وأحزان كما بأفراح الإيمان أيضاً. ومع أنني لست أرتاب مطلقاً في النصرة في المسيح، ولكننا يجب أن نتوقع تجارب وضيقات تلاقينا في هذا العالم، كما قد يلاقينا أيضاً تباين واختلاف، وفي كنيسة الله أيضاً قد نجد بعض التقلبات – ولا شك أن كل من خدم المسيح يعرف شيئاً من هذا كله. أما ذاك الذي له الكنيسة، ذاك الذي نحن نخدمه، فهو يبقى "هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد" فهل نحن على استعداد أن نتبعه؟
- عدد الزيارات: 2621