Skip to main content

الفصل الثاني: الخطية في اختبار الفرد - تعريف الخطية

الصفحة 2 من 4: تعريف الخطية

تعريف الخطية

ما هي الخطية؟ وما هو تعريفها في كلمة الله؟ وكيف نميز بين الخير والشر في حياة البشر؟!

إن الكتاب المقدس قد وضع تعريفات واضحة للخطية نذكرها فيما يلي:

1- الخطية هي التعدي على قانون الله:

وهذا ما يقرره يوحنا "كل من يفعل الخطية يفعل التعدي أيضاً والخطية هي التعدي" 1 يو 3: 4 ومعنى ذلك أن الشخص الذي يخطىء يتعدى الحدود المرسومة في ناموس الله، ويدخل في منطقة محرمة لا يصح له دخولها "لأن من حفظ كل الناموس وإنما عثر في واحدة فقد صار مجرماً في الكل. لأن الذي قال لا تزن قال أيضاً لا تقتل. فإن لم تزن ولكن قتلت فقد صرت متعدياً الناموس" يع 2: 9 – 11، وهذا ما فعله آدم حين تعدى وصية الله التي وضعها له، وأكل من الشجرة التي حرمها عليه.

2- الخطية هي إهمال ناحية الخير في الحياة:

يضع الرسول يعقوب تعريفاً للخطية فيقول "من يعرف أن يعمل حسناً ولا يعمل فذلك خطية له" يعقوب 4: 17 وقصة الغني ولعازر هي صورة مجسمة لتوضيح هذا التعريف، فقد كان ذلك الرجل غنياً يلبس الأرجوان والبز، ويتنعم كل يوم مترفهاً، وكان عند بابه لعازر الذي كان مضروباً بالقروح، وكان لعازر في حالته التي تدعو للعطف والرثاء، امتحاناً حياً لمشاعر ذلك الغني، وفرصة لإظهار أرق عواطفه الإنسانية، لكن الغني كان أنانياً، فلم يهتم بلعازر المريض ولم يرسل له طعاماً، والواقع أن الكلاب كانت أفضل منه وأرق في شعورها "فكانت تأتي وتلحس قروح ذلك المسكين" لقد كان في وسع الرجل أن يفعل حسناً ولكنه لم يفعل، وهذه كانت خطيته، وعلى هذا القياس "من يعرف أن يعمل حسناً ولا يعمل فذلك خطية له"

3- الخطية هي كل ما ليس من الإيمان:

إصغ إلى كلمات بولس الرسول "كل ما ليس من الإيمان فهو خطية" رو 14: 23 والإيمان هو وسيلة إرضاء الله "ولكن بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه لأنه يجب أن الذي يأتي إلى الله يؤمن بأنه موجود وأنه يجازي الذين يطلبونه" عب 11: 26 وهو طريق نوال الخلاص "بالنعمة أنتم مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله" أفسس 2: 8 و 9، وهو مفتاح النصرة على العالم "هذه هي الغلبة التي تغلب العالم إيماننا" 1 يو 5: 4 فكل عمل ليس القصد منه إرضاء الله، وكل شيء يدفعنا للإتكال على الذات، وكل هزيمة أمام شهوات العالم وإغراءاته، كل تصرف من هذا القبيل ليس من الإيمان "وكل ما ليس من الإيمان هو خطية"

4- الخطية هي كل إثم نرتكب:

ه: في رسالة يوحنا الأولى نجد هذا التعريف للخطية "كل إثم هو خطية" 1 يو 5: 17 فما هو الإثم؟ في سفر اللاويين الإصحاح الخامس من عدد 1 – 19، والإصحاح السادس من عدد 1 – 7 نجد حديثاً مطولاً عن ذبيحة الإثم، وهي تلك التي تتعلق بالأخطاء العلنية المعينة التي يرتكب بعضها بجهل وبعضها عن علم. فإذا أخطأ أحد وسمع صوت حلف وهو شاهد يبصر أو يعرف فإن لم يخبر به حمل ذنبه ووجب عليه أن يقدم ذبيحة إثم، وإذا مس أحد نجاسة إنسان حتى ولو لم يعلم بها ثم علم بها فهو مذنب. وإذا حلف أحد ليفعل حسنة أو إساءة وأخفى عنه ثم علم فهو مذنب في شيء من ذلك. وفي كل ذلك كان الأمر يتطلب ذبيحة إثم، فالإثم إذاً هو الأخطاء العلنية التي يرتكبها المرء عن علم أو جهل "وكل إثم هو خطية".

5- الخطية هي فكر الحماقة:

يعرف صاحب الأمثال الخطية في هذه العبارة "فكر الحماقة خطية" أم 24: 9 ونجد في قصة الغني الغبي تفسيراً واضحاً لهذه الآية، فهذا الغني أخصبت كورته وبدلاً من أن يشكر الله على بركاته ويقدم له حقه فيما أعطاه نقرأ عنه هذه الكلمات "ففكر في نفسه قائلاً: ماذا أعمل لأن ليس لي موضع أجمع فيه أثماري. وقال: أعمل هذا، أهدم مخازني وأبني أعظم وأجمع هناك جميع غلاتي وخيراتي وأقول لنفسي يا نفس لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة. استريحي وكلي واشربي وافرحي" وهكذا دبر الرجل كل برنامج حياته بعيداً عن الله، فلم يعمل لله حساباً في هذا التدبير، وكان غبياً أحمقاً في هذا التفكير "وتدبير الأحمق خطية" بحسب الترجمة الحرفية للآية، ولهذا قال له الله "يا غبي في هذه الليلة تطلب نفسك منك فهذه التي أعددتها لمن تكون" لو 12: 20... وبولس يحذرنا من التدبير الأحمق في قوله "البسوا الرب يسوع المسيح ولا تصنعوا تدبيراً للجسد لأجل الشهوات" رو 13: 14 فكل تدبير للحياة أو للجسد بعيداً عن فكر المسيح هو خطية.

الخطية هي نور الأشرار:

وهذا تعريف آخر لصاحب الأمثال "طموح العينين وانتفاخ القلب نور الأشرار خطية" أمثال 21: 4 والعينان الطامحتان هما دليل الكبرياء "سراج الجسد هو العين فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيراً. وإن كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلماً. فإن كان النور الذي فيك ظلاماً فالظلام كم يكون" متى 6: 23 و 23. وانتفاخ القلب يؤكد وجود الشر في الداخل "من الداخل من قلوب الناس تخرج الأفكار الشريرة زنى فسق قتل. سرقة طمع خبث مكر عهارة عين شريرة تجديف كبرياء جهل. جميع هذه الشرور تخرج من الداخل وتنجس الإنسان" مرقس 7: 21 و 22 ومن الطبيعي أن تكون نتيجة وجود القلب المنتفخ والعين الطموحة، أن النور الذي يأتي من صاحبها يعتبر خطية، فنجاح الشرير، شر في جذوره وأغصانه، وثماره، لأن العامل الأول فيه "الخطية"، وكذلك كل صلاح يحاول الشرير أن يعمله، أو كل بر يحاول أن يستتر فيه هو خطية "قد صرنا كلنا كنجس وكثوب عدة (أي كخرقة بالية) كل أعمال برنا" أش 64: 6 فأعمال البر التي يعملها الأشرار هي في ذاتها خطية لأن دوافعها غير مقدسة وليست لمجد الله.

هذا هو التعريف الكتابي للخطية؛ وعندما نطبق هذا التعريف على حياتنا ماذا يمكن أن نرى فيها سوى لطخ الخطية السوداء التي شوهتها وأضاعت جمالها؟!

الخطية والغرائز الإنسانية
الصفحة
  • عدد الزيارات: 14917