الفصل الثالث: اختبار خلاص الله
تقدمت فتاة من جنود "جيش الخلاص" في انجلترا إلى الأسقف وستكوت وسألته "هل حصلت على الخلاص يا سيدي؟" وكان الأسقف رجلاً وديعاً وقديساً متواضعاً وعالماً كبيراً في اللغة اليونانية فنظر إليها بوجهه المشرق، وابتسامته التي لم تفارقه منذ كرس حياته للمسيح وقال: هل تقصدين Esothen؟ أو Sozomenos أو Sothesomai وظهر الارتباك على وجه الفتاة لأنها لم تفهم الكلمات اليونانية التي نطق بها الأسقف الجليل، ولاحظ الأسقف ذلك فاستطرد قائلاً "اسمعي أيتها الابنة العزيزة، إن هذه الكلمات اليونانية التي وردت في العهد الجديد، ترجمت "خلص – يخلص – سيخلص" فالخلاص فعل ماض، وعمل حاضر، ورجاء مستقبل وطيد، فهو فعل ماض كما يقول الرسول بولس "لأنه قد ظهرت نعمة الله المخلصة لجميع الناس" وهو عمل حاضر كما يقول "في ذات الآية "معلمة إيانا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية ونعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر" وهو رجاء مستقبل مجيد كما يقول أيضاً في ذات الآية "منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح" تيطس 2: 11 – 13 وكما يقول في آية أخرى "متوقعين التبني فداء أجسادنا" رو 8: 23
وسكت الأسقف لحظة ثم استأنف حديثه قائلاً "أما بخصوص سؤالك الموجه إلى شخصي فأقول وقلبي مفعم بالشكر لله "إني بنعمة الله قد خلصت – وإني مخلص – وإني سأخلص عندما يأتي الرب" هذا هو الخلاص في معناه الكتابي – غفران، وتجديد، وتقديس، وتمجيد، ولكن المهم ليس أن نعرف المعاني بل أن يختبر كل فرد بنفسه خلاص الله.
- عدد الزيارات: 10372