خاتمة
إن نظرية الفجوة بأشكالها المتنوعة لا تزال تلقى بعض التأييد في المجتمع المسيحي الإنجيلي لأنها تقدم تأييداً كتابياً مؤثراً لحالة لا تتحدى بشكل جذري الجدول الزمني الجيولوجي للجيولوجيا التاريخية المعاصرة. ومع ذلك، هذه النظرية، لدى معاينتها عن كثب، نجدها تحاول أن توفق بين كمالية رواية الخلق، والكمال الأصلي للعالم، والاستمرارية الجينية للمستحاثات والأشكال الحية، وتمامية سيادة آدم، وفرادة كل من اللعنة في عدن وطوفان نوح الكارثي الكوني.
إني أوافق الرأي مع مناصري نظرية الفجوة في أن "الأرض مرت عبر تغير طوفاني بنتيجة دينونة إلهية. إن وجه الأرض يحمل في كل مكان علامات هكذا كارثة". ولكن هذه الكارثة لا بد أن تكون متطابقة مع طوفان نوح العالمي، الذي لا يشغل كل الأصحاحات الثلاثة للتكوين وحسب، بل يشير إليه أيضاً داود (مز 29: 10)، وأشعياء (54: 9)، والمسيح (متى 24: 37- 39؛ لوقا 17: 27)، وبطرس (1 بطرس 3: 20؛ 2 بطرس 2: 5؛ 3: 6). وعبر الأنماط الحالية الواسعة والمعقدة من هذا الطوفان الذي دام سنة، دُفنت المخلوقات الحية في العالم برمته وتحولت إلى مستحاثات في طبقات رسوبية كبيرة تشكل أساساً لكل قارة في الكرة الأرضية[200]. إن هذه الكارثة هي الجواب الذي قدمه الله لنا رداً على التشاكل الزائف في هذه الأيام الأخيرة (2 بطرس 3: 4) ولذلك فإنها تلقي الظل بشكل فعال وتنبؤي عن الدمار النهائي لكل الأشياء بالنار في أوج يوم الرب (2 بطرس 3: 7- 13).
الديناصورات:لقد انتشرت الديناصورات ("السحليات المخيفة") بكثرة بشكل خاص خلال الفترة من آدم إلى الطوفان بسبب الجو الدافئ الرطب الذي كان يميز كل العالم قبل الطوفان. إن البقايا الخاصة بالهيكل العظمي لأحد الديناصورات ("سوبرسورس") التي اكتُشِفَت في كولورادو توحي بأنه كان يزن 200000رطلاً (انظر المجلة الجغرافية الوطنية، آب 1978، ص 176). إنها لم تصبح بارزة قبل آدم، لأنه أُعطِيت له السيادة على كل أنواع الحيوانات (تكوين 1: 28). بالمعنى الأوسع للكلمة "ديناصور"، يمكننا القول أنها ليست منقرضة بعد. ففي جزيرة كومودو في أندونيسيا، لا يزال هناك باقياً على قيد الحياة حوالي 1000 سحلية من التنانين الضخمة، يبلغ طول بعض منها 10أقدام ويزن أكثر من 300 رطلاً (لمجلة الجغرافية الوطنية، ديسمبر 1968). وبالتأكيد فإن التمساح الذي يبلغ طوله 20 قدماً سيوصف كأنه "سحلية مخيفة". بما أن الزواحف تتمتع بنضج جنسي قبل أن تبلغ إلى ملء نموها، فلسنا في حاجة لأن نفترض أن الأفراد الضخمة وبالتالي القديمة كانت تمثل نوعها في فلك نوح. بعد الطوفان، وجدت الديناصورات الزاحفة نفسها محصورة في حزام ضيق نسبياً قرب خط الإستواء، وأصبحت في معظم الأحوال منقرضة خلال القرون التي تلت عبر الصراع من أجل الوجود ضد الثدييات الأكثر تقلباً وقابليةً للتحول. انظر جون سي. ويتكمب، "الديناصورات والبشر" (وينونا ليك: معهد غريس اللاهوتي). |
[200]- من أجل المضامين الهيدروديناميكية والجيولوجية للعقيدة الكتابية للطوفان، انظر جون سي. ويتكمب، وهنري موريس، "الطوفان في التكوين" ، وجون سي. ويتكمب، "العالم الذي فَني".
- عدد الزيارات: 6802