هل أتت الأرض من شمس- أولية (Proto-sun)؟
إن كان سفر التكوين يُعَلِّمُ بأن الأرض قد خُلقت قبل الشمس، والقمر، والنجوم، فعندها يقع المسيحيون المؤمنون بسفر التكوين في صراع جدي، بالتأكيد، مع النظرية النشوئية في هذه النقطة. لهذا السبب، يشعر العديد من المسيحيين بأن التكوين يجب أن يُفهم بهكذا طريقة بحيث تتجنب هذا الصراع. إذ أنهم يتساءلون، في نهاية الأمر، أليس واضحاً تماماً من الدراسات الفلكية أن الأرض والكواكب الأخرى أتت من الشمس أو من شمس أولية proto-sun، وهذه بدورها، من "الانفجار الكبير"[63]؟ سيكون هدفنا في الفقرات التالية إظهار عدم صحة هذا الافتراض.
في زمن باكر من هذا القرن، كانت نماذج الافتراضات الكارثية لأصل النظام الشمسي شائعة. تخيل تي. سي. شامبرلين و ف. ر. مولتون تقابلاً قريباً بين نجم آخر والشمس. ومن المفترض أن التأثيرات الهائلة الناتجة سحبت (أي انتزعت) كواكب جنينية (في حالة النشأة الأولى). ولكن، لم يستطع هؤلاء الرجال أن يفسروا كيف تمكنت المادة النجمية الأولية الحارة من أن تتكثف إلى كواكب عوضاً عن أن تتبدد. إضافة إلى ذلك، لم تُلاقِ نظريتُهم في التصادم رواجاً لأن تريليونات من الأميال التي تفصل بين النجوم كانت لتجعل تشكيل الكواكب بهذه الطريقة نادر الحدوث إن لم يكن مستحيلاً.
رجع علماء الفلك في السنوات الأخيرة إلى شكل معدل "للفرضية السديمية" القديمة. إنهم يقترحون انهيار غيم غازي بين النجوم، في مراحل. فأولاً، على ما يعتقد، تصادمت حبات الغبار وظلت مع بعضها مشكلة كرات بحجم قبضة اليد. بعد ذلك، تجمعت وكبرت هذه المجموعات في عملية "ازدياد" أو "تراكم"، متحولة عبر ملايين السنين إلى كواكب وأقمار منفصلة. من المناصرين المؤخرين لهذه النظرية أ. جي. دبليو. كاميرون، تي. غولد، و. هارتمان، و بي. غولدريتش.
مدى نجاح هذه النظرية الشائعة حالياً في تفسير النظام الشمسي استناداً إلى مبادئ فيزيائية وكيميائية ورياضية، يمكن تحديده فقط بعد اعتبار تسع من المشاكل الأساسية التي يبقى على علماء الكون النشوئيين حلها.
1- قبل حصول أي تكثف للغاز أو الغبار، سيمتد السديم إلى الفضاء. يقول جي. آ. وود:
"إن التراكم الكوكبي، مثل معظم المظاهر الأخرى عن أصل النظام الشمسي، غير مفهوم تماماً. فعندما بدأت النوى الكوكبية (وهي أجرام تبلغ أبعادها عدة عشرات من الكيلومترات) أمكن بسهولة أن نرى كيف ستتضخم بضم جزيئات أصغر إليها. ولكن كان يصعب دائماً أن نرى كيف كانت البداية. لماذا اختارت جزيئات الغبار والجزيئات الكروية والمحتويات الغنية بالألمنيوم والكالسيوم أن تتكتل مع بعضها[64]".
فضلاً عن ذلك، لماذا لا نرى هذا يحدث في حلقة أنظمة زحل، المشتري، أورانوس أو الحزام الكويكبي؟ هناك فكرة شائعة اليوم وهي أن الغيم الغازي الأصلي قد ضُغط بواسطة موجة الضغط من نجم متفجر قريب، كوكب كبير متفجر. المشكلة هي أنه لم تتوضع أيةُ بقية مجاورة من النجم المتفجر.
2- تتطلب النظرية نظاماً معقداً من الدوامات حاملة الكرات للغاز والغبار من أجل العمالقة الغازية (أي المشتري، وزحل، وأورانوس، ونبتون). إلا أن هذا مستحيل لأن هكذا دوامات يجب أن تبقى بكامل قوتها بشكل أساسي أثناء كامل فترة التلاحم الكوكبي. يُسلّم جيرارد بي. كيوبر بالقول: "من الصعب أن تتصور أن النظام الجميل للـدوامات سيكون بالفعل في الوجود فترة طويلة كفاية- حتى لـ 10 أو 100 سنة- للحصول على تكثف للمادة المركبة للكواكب السيارة"[65]. أيضاً تتطلب النظرية عدة ملايين من السنين.
3- ما الذي أوقف العملية من الاستمرار حتى أن الكتلة الكلية للمادة لم تشكل جسماً كبيراً واحداً؟ تُكوّن الشمس 99 و6/7 % من كتلة النظام الشمسي، فما الذي أبقى الـ 1/ 7 الباقية من 1 % من السقوط إلى الشمس؟
4- يوجد الكثير من المادة البينجمية[66] بجوار الشمس، لكنها غير متكثفة. يعتقد غرينشتين، الذي من المرصد الفلكي في جبل ويلسون، أن النجوم المعروفة تدور بسرعة كبيرة جداً حتى أنها لا يمكن أن تكون قد تشكلت بواسطة عملية تكثف. في الحقيقة، هناك عدة نجوم لها سرعة دوران أكبر بمئة مرة من سرعة الشمس. ومع هكذا سرعة، لا يمكن لهكذا نجوم أن تتشبث بطبقاتها السطحية. لكن إن كان هذا يحدث، فكيف تقوضت هذه النجوم في موضعها الأول؟ لا بد أن الغيوم الغازية الأولية قد طورت حركة دورانية ثابتة دون أن تتحول إلى نجوم. في الواقع، لقد تم رصد أقراص مسطحة لمادة غازية حول نجوم قريبة مجاورة مثل فيغا و بيتا بيكتوريس، لكن لا يُعرف تماماً إن كان هذا الغاز قد تقلص أو تبدد.
5- تحتوي الكواكب على أقل من 1% من كتلة النظام الشمسي و98% من قوتها الدافعة الذاتية المذهلة. المشتري نفسه يشكل 60% من كامل الحركة الزاوية للنظام الشمسي. كان هذا التوزع هو الإخفاق الرئيسي الذي تعرضت له الفرضية السديمية القديمة. لا بد أن المادة الشمسية، وهي تنهار إلى الداخل، قد ضاعفت دوران الشمس لسرعة دورانية هائلة. التفسيرات الحديثة التي ظهرت مؤخراً للحركة البطيئة للشمس تلجأ إلى فكرة "الكبح المغناطيسي". هذا التداخل المفترض بين الحقل المغناطيسي الشمسي والجزيئات السديمية المشحونة يبقى مجرد تخمين.
لم يجد أستاذ علم الفلك دايفيد ليزر بجامعة هارفارد أي حل لمشكلة الزاوية الصغيرة للشمس. لو كانت هذه جزءاً من مجرة أولية غازية، لكانت قوتها الدافعة الزاوية أكثر مما هي عليه الآن ملايين المرات. كيف حدث أن تكون قد فقدت كل قوتها الدافعة ما عدا عُشر مليون من 1% من قوتها الدافعة الزاوية الأصلية، لم يوجد له تفسير بعد[67].
المجرة الكبيرة في أندروميدا:"فَعَمِلَ اللهُ النُّجومَ أيضاً" (تكوين 1: 16). هذه المجرة اللولبية العملاقة المؤلفة من بلايين النجوم المنفردة هي المجرة الوحيدة الواقعة خارج درب التبان الذي نحن فيه والذي يمكن رؤيته بالعين المجردة في نصف الكرة الأرضية الشمالي. إنها على بعد مليوني سنة ضوئية (10 كوينتليونات من الأميال) من الأرض. ومع ذلك، فإن أشعة ضوئها التي خلقها الله تصل إلى الأرض (تكوين 1: 15) بحيث كانت غايتها، كما خلقها الله، هو أن تكون إحدى "الآيات" على مجد الله وعمل يديه (تك 1: 14؛ مز 19: 1) وأحد الدلائك المرئية على "أُمُورُهُ غَيْرُ الْمَنْظُورَةِ وَقُدْرَتُهُ السَّرْمَدِيَّةُ وَلاَهُوتُهُ" (رومية 1: 20) التي تم إنجازها. لم يكن الله في حاجة لأن يخلق هذه المجرة قبل مليوني سنة لكي يتسنى وقت كافٍ لنورها ليصل إلى ناظري جدينا البشريين الأولين المرتفعتين إليه. انظر كتاب بول م. ستيدل: "الأرض، والنجوم، والكتاب المقدس": (فيليبسبرغ، نيوجرسي: منشورات المؤسسة المشيخية والمصلحة، 1979)، ص 219- 224. |
6- لم تقدر نظرية التعاظم النشوئي أن تفسر السبب في أن سبعة كواكب من أصل تسعة تملك دوراناً مباشراً من ناحية دورانها حول الشمس، بينما زحل يدور ببطء إلى الوراء (بالاتجاه المعاكس)، وأورانوس يدور بزاوية 98 درجة من مستواها المداري، ومع ذلك يميل مداره أقل من أي كوكب آخر. بشكل عام، يُعتقدُ أن مردّ ذلك هذه الانحرافات هو تصادمات كارثية بين أجسام النظام الشمسي. لكن التفسيرات المفصّلة معدومة. وإذا كانت التصادمات الرئيسية متكررة، فما سر هذه الدرجة العالية من الترتيب في النظام الشمسي؟ يرى أحد العلماء النشوئيين أنه رغم كون المركبة "فوياجر 2" قد مرّت قرب أورانوس في كانون الثاني 1986، فإن "مجموعة البيانات الخرافية التي حصلت عليها سفينة الفضاء لم تُلْقِ أيَّ ضوءٍ واضحٍ على سبب دوران كوكب، مثل أورانوس، على ذلك النحو الغريب جداً. لعل........، رغم كل ما تم اكتشافه في كانون الثاني، سوف لن نعرف الجواب أبداً"[68].
7- إن النشوئية الكونية لا تقدر أن تفسر الأقمار (التوابع) التراجعية (أي الأقمار التي تدور إلى الخلف). فمن بين الـ 52 قمراً في نظامنا الشمسي، يدور واحد وعشرون منها إلى الوراء بالنسبة إلى اتجاه دوران الكواكب التسعة حول الشمس[69]. مما يثير الاهتمام بشكل خاص تريتون، وهو القمر الداخلي التابع لنيبتون، والذي له تقريباً ضعف كتلة قمرنا (قطره 3000 ميلاً) والذي يدور إلى الوراء كل ستة أيام في مدار دائري تقريباً فقط على بعد 220000 ميل من نبتون (أقرب من قمرنا إلى الأرض).
يعتقد إسحق أزيموف، وكما أغلب علماء الكون النشوئيين، أن تريتون كان قد "قُذِفَ بعيداً من ذلك الكوكب بواسطة تصادم كوني ما أو بحادثة أخرى"، وأنه حدث فيما بعد أن استرد نبتون قمره المفقود إلى مدار تراجعي بواسطة "حادثة مماثلة"[70]. ولكن كم من "أحداث" كهذه يحتاج إليها المرء ليدعم نظرية ما برحت تترنّح تحت وطأة افتراضاتها نفسها غير المبرهنة؟ يذهب أزيموف أبعد من ذلك، فيقول أن الأقمار الارتجاعية الدوران هي "استثناءات صغيرة" بالنسبة إلى القاعدة العامة للأقمار الملحقة بالكواكب[71]. على كل حال، إن 21 قمراً من أصل 52 من التي لها دوران ارتجاعي لا يمكن أبداً صرف النظر عنها على اعتبار أنها "استثناءات صغيرة".
8- أيّ تفسير لنظرية النشوء فعلياً للقوة الدافعة الزاويّة في هذه الأنظمة القمرية؟ سنعطي فرصة للبروفسور ليزر الذي من جامعة هارفارد ليبسط لنا المشكلة:
"ما خلا نظام الأرض – القمر (الذي هو استثنائي من جوانب أخرى أيضاً)، يحمل الكوكب السيّار معظم القوة الدافعة الزاويّة، بدلا من الأقمار.... هذا الظرف يفاقم الصعوبة النظرية التي يمثلها الدوران البطيء للشمس، إذ أنه إن كانت الشمس قد رتبت بشكل أو آخر لأن تتخلص من القوة الدافعة الزاوية التي يفترض أن تكون لديها، بحسب الفرضيات السديمية، فلماذا لا تفعل الكواكب نفس الشيء أو تسلك على نفس النحو؟[72]"
9- رغم بعض النظريات البارعة و المعقدة جداً، ولكن لم تظهر أية نتيجة مرضية أبداً تبيّن لنا سبب أن الأرض مكونة من هكذا عناصر ثقيلة. وبحسب تفسير البروفيسور فردهويل الذي من جامعة كامبريدج:
"بمعزل عن الهيدروجين والهيليوم، إن العناصر الأخرى جميعها نادرة للغاية، وكلها في أرجاء الكون. في الشمس تشكل حوالي 1% من الكتلة الكلية... هذا التباين [بالعناصر الثقيلة التي تغلب على الأرض] يظهر لنا في نقطتين هامتين. الأولى، نرى أن المادة المنفصلة عن الشمس لن تكون ملاءمة أبداً لتشكيل الكواكب كما نعرفها. إنّ تركيبها سيكون غير صحيح تماماً. النقطة الثانية في هذا التباين هي أن الشمس هي العادية بينما الأرض هي الشاذة. إن الغاز البينجمي ومعظم النجوم مكونةٌ من مادة تشبه الشمس، لا الأرض. عليكم فهم كلامنا كونياً، فالغرفة التي تجلسون فيها الآن مركبة من المكونات الخطأ. وأنتم أنفسكم شيءٌ نادر. إنكم جزء من تجمع كوني[73]."
على ضوء هذه الاعتبارات، يستنتج أحد الفلكيين البارزين قائلاً: "أعتقد أن كل الروايات المقترحة عن أصل النظام الشمس خاضعة لاعتراضات جسيمة. ونتيجة الوضع الحالي ستؤدي إلى الافتراض أن النظام الشمسي لا يمكن أن يوجد"[74]. ويدافع ويبل قائلاً: "إن جميع الفرضيات [المتعلقة بتشكيل النظام الشمسي] كما قُدمت حتى الآن قد أخفقت أو بقيت دونما برهان، عندما يتم تطبيق النظرية الفيزيائية على نحو صحيح[75]".
إن الدليل القاطع على التصميم الكائن في كل أرجاء الكون وأيضاً في النظام الشمسي وفي كوكبنا لم يكن أكثر وضوحاً مما هو عليه الآن. إن الكتلة المطلقة للبروتون، والعامل الدقيق 2 في الجاذبية الأرضية ومعادلات القوة الكهربائية تتطلب مصمماً فائق الطبيعة. هذه النسب الرياضية في الكون هي لافتة للانتباه جداً حتى أن المبدأ الإنساني صار يُستخدم على نحو واسع وسط علماء الفلك لوصف "المعادلات الكونية الرياضية الدقيقة والمحكمة المستقلة عن الفكر الإنساني والتي تبدو مع ذلك في انسجام جميل مع الطريقة التي تفكر بها[76]. كلما تعلَّمْنا أكثر عن الكون الفلكي، كلما أدركنا أن النشوئية الايمانية، لا تقدم أية اجابات منطقية معقولة[77].
ومن هنا، ففي جيلنا، وأكثر من العصور السابقة، تتبدى "قدرة الله الأبدية وطبيعته الإلهية واضحةً للبشر"، إذ "تُرَى أُمُورُهُ غَيْرُ الْمَنْظُورَةِ وَقُدْرَتُهُ السَّرْمَدِيَّةُ وَلاَهُوتُهُ مُدْرَكَةً بِالْمَصْنُوعَاتِ حَتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ" (رومية 1: 20). ولكن البشر، وهم في حالة تمرد ضد إله الخلق، يخمدون الحقيقة دائماً وفي كل مكان على الرغم من حقيقة أن "مَعْرِفَة اللهِ ظَاهِرَةٌ فِيهِمْ لأَنَّ اللهَ أَظْهَرَهَا لَهُمْ" (رومية 1: 18- 19). يبدو أن الفلكيين، وبطرقهم الخاصة، يجدون ارتياحاً إلى حقيقة أن نظريات كثيرة متاحة لهم ليفسّروا نشوء الكون بالصدفة، معتقدين أن الجواب النهائي الأخير يكمن من غير بد في هذه النظريات. إن ايمانهم الديني/الفلسفي في مادية الكون يغشي عيونهم بشكل كبير عن قصور وعدم كفاية كل نظرية من النظريات المقترحة أو جميعها. بهذا المعنى، فإن العلمية العلمانية دائماً "يَتَعَلَّمْنَ فِي كُلِّ حِينٍ، وَلاَ يَسْتَطِعْنَ أَنْ يُقْبِلْنَ إِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ أَبَداً" (2 تيموثاوس 3: 7).
القمر:"النُّورَ الأصْغَرَ لِحُكْمِ اللَّيْلِ" (تكوين 1: 16) يبقى "الشَّاهِدُ فِي السَّمَاءِ" (مز 89: 37) على قدرة الله الخَلْقية. هذه الحقيقة كانت طاغية بالنسبة لداود فقال: "إِذَا أَرَى سَمَاوَاتِكَ عَمَلَ أَصَابِعِكَ الْقَمَرَ وَالنُّجُومَ الَّتِي كَوَّنْتَهَا؛ فَمَنْ هُوَ الإنسان حَتَّى تَذْكُرَهُ...." (مز 8: 3، 4). في نفس الوقت، يبقى القمر لغزاً مبهماً أمام النشوئيين، حتى بعد تحقيق إنجازات عديدة مذهلة بالغة القيمة تتعلق بالرحلات القمرية (رحلة أبولو)، والفحص المطول المعمق الكثيف لـ 843 رطلاً من الصخور القمرية. "من أين أتى القمر؟" إن آليات فضائية ومواد كيميائية قمرية تُرينا أنه ربما لم يتكثّف من غبار بينجمي، أو خرج من الأرض، أو استولت الأرض عليه. علاوة على ذلك، فإن انعدام الغبار على سطحه يبقى بلا تفسير نظراً إلى مقياس زمني مكون من مليار سنة تتطلبه النظرية العلمية القائلة بأن الحوادث الجيولوجية التي حدثت في الماضي تتكرر اليوم (انظر جون سي. ويتكمب ودونالد ب. ديونغ، "القمر"، ص 35- 51؛ 94- 95). وعلّق مايكل ج. دريك قائلاً: "رغم مرور 14 سنة على إحضار أول نماذج من صخور القمر إلى الأرض عبر رحلة أبولو الثانية، فإن أصل القمر يبقى مجهولاً غير محدد" ("قيود جيوكيميائية على أصل القمر"، 1983، ص 1579). ويسلّم نافي توكسوز، الجيوفيزيائي في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا بأنه: "من الأسهل أن نفسر لماذا لا ينبغي أن يكون القمر هناك، أكثر بكثير من أن نفسر وجوده" [اقتبسها بن باتروسكي، "من أين أتى القمر؟" في مجلة "العلم" 81 (آذار 1981)، ص 120]. ليست هكذا إخفاقات نشوئية هي وراء تأكيد المسيحيين للخلق الفائق الطبيعة للقمر. فهكذا موقف سيكون مقاربة لاهوتية ضعيفة لـ "إله الثغرات". إن الأساس الجوهري للاعتقاد بأن الله خلق القمر مباشرةً من لا شئ (من العدم) بكلمته الكلية القدرة هو كشف إلهي افتراضي: " فَعَمِلَ اللهُ .... النُّورَ الأصْغَرَ لِحُكْمِ اللَّيْلِ .... وَرَأى اللهُ ذَلِكَ أنَّهُ حَسَنٌ" (تكوين 1: 16، 18). |
الغريب في الأمر أن النشوئيين المؤمنين، الذين يدّعون أنهم مسيحيون، يقبلون في نفس الوقت نظرية النشوء على أنها تعبير عن "استراتيجية" الله في خلق "الكون" ونظام الأرض/القمر والكواكب والأقمار المحيطة بها. بينما بعض العلماء غير المسيحيين، أمثال السير فردهيل الذي من انكلترا يقرّون علانيةً بالتناقضات الجسيمة في نظرية الانفجار الكبير، فإن علماء مسيحيين وفلاسفة عديدين (بما فيهم القيادة الحالية للجمعية العلمية الأمريكية المؤلفة من 2100 عضو) يشجعون بشكل أخرق النشوئية الكونية.
على سبيل المثال، إنّ تشارلز إي. هَمل مدير كلية Inter-Varsity الأخوية المسيحية، يرى أنه ما من دلائل فلكية/جيولوجية/بيولوجية في تكوين 1، لأنَّ "رواية الخلق في تكوين 1 لم يُعْنَ بها أن تعلم كيف أو متى خلق الله الكون"[78]. إن التبرير الكتابي لهذه المقاربة المتعلقة بالأصحاحات الافتتاحية لسفر التكوين، في فكر همل، هو التناقض المفترض بين روايات الخلق في تكوين 1 و2 (وهذا افتراض مسبق في التفسير التأويلي الليبرالي و الأرثوذكسي الجديد). ومن هنا، "ففي وضع كلا الروايتين جنباً إلى جنب لا بد أن الكاتب كان لديه هدف في فكره أكثر من مجرد وصف لكيفية خلق الله للسموات والأرض وقاطنيها، بما فيهم البشر. ولذلك فإنه مضلٌّ وبلا جدوى بالنسبة لنا أن نحاول تحديد طريقة واحدة صحيحة دقيقة عن الخلق وإسقاط الأخرى بين هاتين الروايتين" (ص251).
بوضع تكوين 2 في تضادٍ مع تكوين 1، لا يظهر تشارلز همل فقط قصوره اللاهوتي بل أيضاً يضرب مثلاً عن إخفاق النشوئية الايمانية بشكل عام عن فهم الحقائق الكتابية. إنّ تكوين 2 هو في انسجام تام مع الأصحاح الأول، لأنه يلفت الانتباه بشكل مركّز لدى القارىء إلى تفاصيل معينة لا تكون متلائمة مع الطيف العريض لأحداث الخلق الواردة في تكوين 1(كما أن تكوين 11: 1- 9 تفسر بالتفصيل كيف جاءت اللغات المذكورة في تكوين 10: 5، 20 و31 إلى الوجود). إضافة إلى ذلك، إن التفاصيل في تكوين 2 تفتح الستارة على مشهد مأساة السقوط. ومن هنا فإنه نوعٌ من التذكر التاريخي أو "الارتجاع الفني/الخطف خلفاً" الذي كان شائع الاستخدام في كتابات الشرق الأدنى القديمة.
يقول ك. أ. كيتشن، البارز على صعيد عالمي كعالم في العهد القديم في جامعة ليفربول، معلقاً على تكوين 1و 2 كما يلي:
"الإخفاقُ في تمييز الطبيعة المتممة في الفروقات الموضوعية بين المخطط الأساسي لكل الخلق من جهة وتركيزه على تفاصيل خلق الإنسان وبيئته المباشرة على الحدود الأخرى من الغموض... إنّ ما هو غامضٌ لدى تطبيقه على نصوص الشرق الأدنى الهامة التي لم نعرف تاريخاً عن كتابتها وقرأتها يجب ألا يفرض على تكوين 1و2، وهذا يجري من خلال استمرارية غير نقدية لتخمينات القرن التاسع عشر حول نقص حب الفن في القرن الثامن عشر يعوزها المعرفة بالصيغ والاستخدامات التي في أدب الشرق القديم"[79].
مثال آخر عن سذاجة وانعدام الخبرة اللاهوتية عند النشوئيين المسيحيين نجده عند هواردج. فان تيل، بروفبسور الفيزياء وعلم الفلك في جامعة كالفن، غراند رابيدز، ميشيغان. فالبنسبة له، إن الأصحاحات الأولى من التكوين "... لم يُقصد بها أبداً أن تجيب على أسئلة تتعلق بما حدث بالضبط". فماذا يفعل القارىء إذاً بالتفاصيل التاريخية والترتيبية للأحداث التي تتخم رواية الخلق في ستة أيام؟" في القصة يُصوَّرُ الله الخالق بشكل واضح وهو ينجز أعمال الخلق خلال فترة مؤلفة من ست أيام ويستريح في اليوم السابع. بأي منحى يجب أن نأخذ ذلك التسلسل الزمني للأحداث؟... البداية محتجبة في سديم وما وراء الذاكرة البشرية، والنهاية ستأتي "كلصّ في الليل" وإن تسلسل الأحداث في اليوم السابع الذي نجده في تكوين 1 ليس له علاقة بالتسلسل الفعلي لعمل الخالق الدينامي في الكون. وإن فكرة أسبوع الخلق هي وسيلة أدبية...[تشتمل على] صور متخيلة عن شكل الترابط بين الله والخليقة[80].
بالنسبة لهاورد فان تل، إذاً، فيما يتعلق بالمفكرين الليبراليين الجدد والأرثوذكسيين الجدد عموماً، لا يقدم سفرُ التكوين لنا تاريخاً بدائياً أصيلاً على الإطلاق بل مجرد رؤى "لاهوتية" (اعتماداً، بالطبع، على منظور كل فرد من "اللاهوتيين"). "إن التاريخ الكوني نشوئي في طبيعته" (ص 189)، ليس فقط من ناحية أصل الأرض (ص 187)، بل من ناحية "أشكال الحياة" أيضاً (ص 188).
هكذا مقاربة لتكوين 1- 11، المتطبقة بشكل متساوقٍ متناغم، تقيض المصداقية اللاهوتية والتاريخية لبقية العهد القديم الذي يقوم عليها كبناء على أساس. لم تكن هذه هي الطريقة التي فهم بها ربنا يسوع المسيح وتلاميذه الأصحاحات الأولى من التكوين واستخدموها بها.
إزاء النشوئية الإيمانية، التي من المفترض أن تكون واسعة الانتشار وسط علماء البروتستانت والكنيسة الكاثوليكية الرومانية، الطريقة الأكثر معقولية أو منطقية لتفسير أصل النظام الشمسي الشديد التعقيد هو من خلال فكرة الخلق المباشر له من قِبَل الله. وإن كان هذا موقفاً مقبولاً في إطار الإيمان بالوحي الكتابي ومن منظار إخفاق البدائل النشوئية الواضحة. أفلعلَّ الأصل الفائق الطبيعة للنظام الكوني الذي نعرفه لا يكون نموذجاً للأصل الفائق الطبيعة للأنظمة النجمية التي تقبع خلف نظامنا الفلكي؟
بمعنى آخر، إن كان الله قد خلق من العدم النيريّن العظيمين اللذين يحكمان النهار والليل فقد كان بإمكانه أيضاً أن يخلق من العدم "النجوم أيضاً" (تك 1: 16). وبتعابير هول زيمرمان: "الرواية الكتابية للخلق على يد الله القدير لم يدحضها العلم. إنها تبقى حتى اليوم، على ما أعتقد، وحتى من وجهة نظر المنطق، الرواية الأكثر منطقية وتصديقاً عن بداية الأرض وبقية الكون"[81].
كارل هنري لاهوتي أميريكي بارز تمحّص بعناية في النـزاعات الليبرالية داخل المؤسسات الإنجيلية في التعليم الأعلى، كمثل تلك المترافقة مع اتحاد الجامعات المسيحية. ومن منظار قضية الخلق/النشوء، يقول:
"يُظهر تقييمٌ قدمه ألبرت سميث أنه ما من موقفٍ مؤسساتي واضح التعريف موجود حتى وسط المدارس في اتحاد الجامعات المسيحية ما عدا ذاك الذي يركز على أصل الإنسان الخاص وكرامته وعلى الله كخالق... ("الخلق والنشوء من منظار جامعات الاتحاد"). وإنّ استنتاج سميث هو أنه بدافع رغبتهم لتحاشي التشدد في العقيدة فإنّ معظم الكليات الإنجيلية تفسر "الاعتقاد بأن كل الحق هو حق الله" ليحمل معنى أنّ "العلم هو المصدر الصحيح للوحي. ويصّر المعلمون على إله شخصي هو خالق وحافظ ويمدنا بالحياة بطريقةٍ ليست معروفة تماماً ولكن معلنة في الطبيعة من خلال العلم...". يبدو أنه لا يمكن اجتناب اتخاذ موقف سواء بالموافقة أو الرفض على أمل الإفصاح عن رأي مسيحي عالمي المنظار يلقي ضوءاً ساطعاً على الجدال الحالي الدائر حول النظرية النشوئية".;.[82]
يستطرد الدكتور هنري قائلاً:
"إنه أمر ذو مغزى أن التحدي العام للحركة الإنسانية المدنية لم تأْتِ من داخل الكليات الإنجيلية التقليدية، التي كان الكثير منها يميل إلى اعتبار وجود علاقة غامضة ومتساهلة نوعاً ما بين النشوء وبعض الأسس الإيمانية الرئيسة. ولم تنبع من داخل الجمعية العلمية الأمريكية، والتي معظم أعضائها نشوئيون مؤمنون... لقد كانت عبارة عن مجموعة من العلماء الإنجيليين الذين يؤمنون بالخلق، والذين يصرّون على أن الخلق لا يمكن اعتباره مجرد محاولة للربط بين سفر التكوين ونظرية النشوء، التي لفتت انتباه العامة إلى ترسيخ فكرة النشوء كحقيقة داخل الصفوف... إنّ الحقيقة هي أنّ عدداً من العلماء العلمانيين يطرحون الآن أسئلة أكثر تحديداً عن النشوئية الداروينية من أعضاء الهيئات التدريسية في بعض الكليات المرتبطة بالكنيسة"[83].
الشمس:"النُّورَ الاكْبَرَ لِحُكْمِ النَّهَارِ" (تكوين 1: 16) بدأ وجوده في منتصف أسبوع الخلق. لم يكن قد "عُمِلَ" في اليوم الرابع بمعنى أنه كُشِفَ النقاب عن غيمة تغطيه، لأننا نجد في الأصحاح الأول من التكوين أن الفعل "عَمِِلَ" يُستخدم بنفس المعنى كمرادف لـ "خَلَقَ". منذ قديم الزمان، وربما منذ السقوط، عبد البشر هذا المخلوق المتألق الفاقد الحياة (أيوب 31: 26؛ تثنية 4: 19). كان هذا الأمر صحيحاً تماماً في مصر، حيث أقام بنو إسرائيل لمئات السنين. وعندما عرض الله رواية التكوين الأولى لشعبه (من خلال موسى) بعد مغادرتهم لمصر، لا بد أنهم قد انذهلوا لرؤية أن إلههم لم يذكر حتى اسم الشمس (أو القمر) في تكوين 1. إضافة إلى ذلك، لقد اكتشفوا أن هذا الإله المفترض لم يكن حتى موجوداً عندما خلق الله العظيم (الذي يؤمنون به) النباتات والأشجار على قارات الأرض. هذا الإعلان شكّلَ ضربةً صاعقةً لمفهوم أن الشمس نهائية وأبدية ولا غنى عنها. هذا وإن إدراكاً صحيحاً لطبيعة الشمس تساعد أيضاً على تقويض النشوئية الكونية. إن خسران الشمس المستمر والهائل للطاقة الكتلية (4 ملايين طناً في الثانية) يشير بما لا يرقى إليه الشك إلى خلق أصلي صنعه الله بمستوى عالٍ من الطاقة والنظام. ومن هنا فإن الشمس تقدم صورة ومثالاً واضحاً عن القانون الثاني في الترموديناميك والإفلاس الكلي للنظريات القائلة بالمذهب الطبيعي عن أصل الشمس (انظر مز 102: 25- 27؛ أشعياء 51: 6). وفي "السموات الجديدة" التي سيخلقها الله يوماً ما، سوف لن يعود الناس في حاجة إلى ضوء الشمس (رؤيا 21: 23؛ 22: 5). فالله، والله وحده، هو جوهر وأساس خلق وحفظ الأرض وقاطنيها. |
[63]- (الانفجار الكبير): (): بحسب إحدى نظريات علم الفلك، هو انفجار كتلة مادية كثيفة للغاية كان السبب في ظهور الكون أولاً. [فريق الترجمة].
[64]- جي. آ. وود. "النظام الشمسي" (برنتايس-هول، 1979) ص 167.
[65]- جيرارد بي. كيوبر في "علم الطبيعة الفلكية: ندوة موضوعية": جي. أ. هينك (نيويورك: ماكغرو-هيل، 1951).
[66]- بَيْنَجْميّة: أي واقعة بين النجوم. [فريق الترجمة].
[67]- دايفيد ليزر. "نشأة الكون". في "موسوعة ماكغرو-هيل للعلم والتكنولوجيا". 15 جزء. (نيويورك: ماكغرو-هيل، الطبعة الرابعة، 1977)، المجلد 3، ص 561.
[68]- كيلي بيتي، "مكان يُدعى أورانوس"، "السماء والتلسكوب" (نيسان 1986) ص 337.
[69]- من أجل رؤية لائحة بأسماء الأقمار العشرة (التراجعية) المكتشفة حديثاً التي تدور قرب أورانوس، انظر "السماء والتلسكوب" (نيسان 1986) ص 341.
[70]- "دليل الإنسان العبقري للعلم"، المجلد 2، (نيويورك: منشورات Basic Books، 1960) 1: 78.
[71]- "دليل أزيموفالجديد إلى العلم" (نيويورك: منشورات Basic Books، 1984)، ص 97.
[72]- "نشأة الكون"، ماكغرو-هيل، "موسوعة العلم و التكنولوجيا"، المجلد3، 564.
[73]- "مجلة هاربر" (نيسان،1951)، ص64. اقتبسها بول زمرمان في "شهرية جامعة كونكورديا اللاهوتية" 24: 7 (تموز، 1953)، ص 506 .
[74]- السير هارولد جيفرز، " الأرض: أصلها، تاريخها وتكوينها المادي" (كامبريدج، انكلترا: منشورات الجامعة، 1970) ص359.
[75]- فرد ل. ويبل، "مدار الشمس": (كامبريدج: منشورات جامعة هارفرد،1981)، ص284. انظر أيضاً الأدلة على العلامات الفائقة الطبيعة والأصل الحالي للنظام الشمسي كما يقدمها بول م. ستيدل، "الكواكب، والمذنبات، والكويكبات"، في كتاب جورج ملفينغر، "التصميم و الأصول في علم الفلك" (نوركوس: كتب جمعية بحث الخليقة،1983)، ص 73-106؛ ودراسته الأكثر شمولية: "الأرض والنجوم، والكتاب المقدس" (فيليبزبرغ: منشورات الكنيسة المشيخية والمصلحة1979).
[76]- انظر دونالد ب . ديونغ: "صنائع وحقائق" 14: 11 (تشرين الثاني، 1985). يلفت ديونغ الانتباه إلى مقالتين: "المبدأ الإنساني وبنية العالم المادي"، مجلة"الطبيعة" 278 (12 نيسان، 1979) ص 605- 612، ومقالة"المبدأ الإنساني"، الأمريكية العلمية 245.
[77]- من أجل منظور لاهوتي، انظر جون سي. ويتكمب: "الكتاب المقدس وعلم الفلك" [الذي قام فريق الترجمة بترجمته]، (وينوناليك: منشورات كتب BMH،1984). ومن أجل نقد لنظرية الانفجار الكبير، انظر دونالد ديون وجون سي. ويتكمب: "أصل الكون"، "مجلة النعمة اللاهوتية" 1: 2 (خريف 1980)، ص 149- 161. يدافع السير فريد هويل قائلاً: "أنا على شبه يقين عندما أقول أن حجاباَ شاحباً معلق الآن على نظرية الانفجار الكبير عندما يصبح نمط من الحقائق إزاء نظريةٍ، فإن الخبرة ترينا أن النظرية قلّما تتعافى" ("الانفجار الكبير تحت الهجوم"، ملخص علمي 92، أيار 1984، ص 84).
[78]- تشارلز إي. همل: " قرينة غاليلو: حل التضارب بين العلم والكتاب المقدس" (دونرز غروف: منشورات انتر فارسيتي، 1986)، ص246.
[79]- ك.أ. كيتشن: "الشرق القديم والعهد القديم" (شيكاغو: منشورات انتر فارسيتي، 1966)، ص 116- 119. وعن وحدة وتناسق التكوين 1و 2 انظر أيضاً ج . ش. آيلدرز: " التفسير الكتابي للتلميذ": تكوين، وقد ترجمها ويليم هينن (كراند رابيدز: منشورات دار زوندرفان،1981)، 1: 78- 81، وكتاب كينث باركر: " الرد على المشاكل النحوية التاريخية" في موسوعة "التفسير والعصمة والكتاب المقدس" ص136.
[80]- هاورد ج. فان تل: " اليوم الرابع: ما يقوله الكتاب المقدس والسموات عن الخلق " (غراند رابيدز: منشورات إيردمانـز،1986)، ص 83- 85.
[81]-"بعض الملاحظات على النظريات الكونية الحالية"، منشورات جامعة كونكورديا، 24: 7 (تموز 1953)، ص 513.
[82]- كارل ف. هـ. هنري: "الله، والإعلان والسلطان" المجلد6، ص 149.
[83]-المرجع السابق، ص 151.
- عدد الزيارات: 7228