الفصل التاسع: هل الأرض عجوز أم شابة منهكة؟
"لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «خَالِقُ السَّمَاوَاتِ هُوَ اللَّهُ. مُصَوِّرُ الأَرْضِ وَصَانِعُهَا. هُوَ قَرَّرَهَا. لَمْ يَخْلُقْهَا بَاطِلاً. لِلسَّكَنِ صَوَّرَهَا" (أشعياء 45: 18).
لو سُئل أي مؤمن أو دارس للكتاب المقدس من القرن الماضي أن يقدر عمر الأرض، لأجاب من دون تردد كثير أن عمرها لا يتعدى 10000 سنة. أما المؤمنون في أيامنا، فسيقدمون في معرض إجابتهم عن هذا السؤال عينه أرقاماً تراوح بين آلاف ومليارات السنين. ونظرية النشوء هي المسؤولة مباشرةً عن هذا التشويش وزعزعة الثقة بسلطان كلمة الله.
لا حاجة للمسيحيين أن يضطربوا أو يقلقوا بشأن هذا الموضوع. فالكتاب المقدس هو كلمة الله الكاملة، فيما يستميت النشوئيون في تمسكهم بمليارات السنين هذه لأنهم يحتاجون إليها لإيجاد أساس لتواريخهم ولتعزيز فرص إمكانية حصول النشوء.
إن التواريخ التي نسمع بها يومياً، مصدرها أساليب الراديو مترية (radiometric dating methods). وهذه الأساليب لا تخلو من مشاكل علمية، كما أنها تنطلق من افتراضات جرى تعديلها لتلائم التفكير النشوئي والمقياس الزمني الذي تقتضيه النظرية.
يصرح لنا الكتاب المقدس بكل وضوح بأنه لم يكن هناك موت قبل أن أخطأ آدم. ليس بإمكان المسيحيين، بأي شكل من الأشكال، أن يساوموا على الحق بجعلهم مليارات السنين بين تكوين 1: 1و 1: 2. لقد جرى اعتماد هذه الفكرة كحل استثنائي ابتكره المسيحيون الذين ظنوا أن نظرية النشوء كانت متأسسة على حقائق علمية. إلا أن كلمة الله تصرح بأن الله، بعد تتميمه عمله بوصفه خالقاً، رأى أن كل شيء كان حسناً جداً. والموت والفساد لم يدخلا إلا بعد عملية الخلق. لذا لا يستطيع المؤمن القبول بمستحجرات يعود عهدها إلى ما قبل عملية الخلق، يعود عمرها إلى أكثر من 10000 سنة.
إذاً، لا يسعنا أن نقرأ قصصاً لأولادنا عن ديناصورات من المفترض أنها انقرضت قبل 70 مليون سنة من ظهور الإنسان، ومن ثم نتوقع منهم الإيمان بالكتاب المقدس الذي يعلم بأن الله خلق الإنسان والديناصور في اليوم عينه. لذا، ينبغي لنا أن نتناول هذا الموضوع بكل جدية إذ إننا سنكون مسئوولين أمام الرب عن تضليل نفوس فتية ثمينة إذا ما حاولنا المساومة مع النشوء.
وهذه المساومة تصبح مستحيلة أكثر، عندما نفهم من سفر التكوين أن الله خلق الشمس والنجوم في اليوم الرابع، أي أنه جعلها أحدث عهداً من الأرض. أما النشوئيون فيلزمهم أن تكون الشمس هناك أولاً حتى تصح عملية النشوء في نظرهم. لكن الله هو الذي يقرر ترتيب خلقه: "... أَسْأَلُكَ فَتُعَلِّمُنِي. أَيْنَ كُنْتَ حِينَ أَسَّسْتُ الأَرْضَ. أَخْبِرْ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ فَهْمٌ" (أيوب 38: 3و 4).
سنتناول, من هذا المنطلق، البرهان العلمي على أن الأرض حديثة العهد حتى يتسنى لنا مجاوبة كل من يسألنا عن إيماننا، ذلك لأن الإيمان والخبر بكلمة الله" (رومية 10: 17).
الأرض قديمة جداً بحسب مفهوم نظرية النشوء، وعمرها هو 5,4 مليار سنة بموجب أحداث تقديرات النشوئيين. والتأريخ الراديو متري يبقى الأسلوب الأكثر شيوعاً، لكن يستعاض عنه، بالنسبة إلى الصخور الأعتق، بأحد النظامين التاليين: يورانيوم- ثوريوم- رصاص أو بوتاسيوم- آرغون. كذلك يعتمد الأسلوب المسمى كربون 14 مع العينات الأكثر حداثة كالصخور الأثرية مثلاً.
إن الأساس العلمي لهذه الأساليب هو أن بعض العناصر هي إشعاعية النشاط وتتضاءل مع الوقت لتصبح عناصر أخرى: فاليورانيوم في تضاؤله يتحول إلى ثوريوم والثوريوم إلى رصاص. وهكذا يأخذ العلماء عينة من صخرة ما، ثم يقيسون مقدار ما تحتوي عليه من رصاص. وبعد هذا يحسبون عمر هذه الصخرة في ضوء معرفتهم بمعدّل نسبة تضاؤل اليورانيوم.
تنطوي هذه العمليات على مجموعة من الافتراضات:
أولاً، تفترض أن معدل التضاؤل محافظ على ثباته، غير أن الأبحاث الحديثة تظهر عدم صحة ذلك. ففي معظم الحالات يحصل التضاؤل بسرعة في البداية لكي تعود وتخف سرعته مع الوقت. كما أن عدداً من العوامل قد يكون قد أثر في معدل نسبة التضاؤل هذه على مدى آلاف السنين الماضية. ولعل أحد هذه العوامل الهامة كان حصول تغيير جذري في البيئة على شاكلة الطوفان الذي حدث في أيام نوح.
ثانياً، تفترض هذه العملية أن العلماء يعرفون مقدار الكمية الأساسية من العنصر الأم (العنصر الأول ضمن السلسلة)، لكن هذا غير صحيح، لأن هذه المعرفة هي معظمها تخمين. فنحن لا نعرف مقدار ما حوته الصخرة الأصلية من عنصر اليورانيوم مثلاً، ولا كمية الرصاص المتوافرة فيها أصلاً.
ثالثاً: تفترض هذه العملية أن النظام موضوع الدراسة والبحث هو نظام منعزل. وهذا يعني أن اليورانيوم في مثلنا كان المصدر الوحيد للرصاص. وهذا ما يُسفر عنه أعمار كبيرة جداً. لكن الدكتور ملفن كوك (Melvin Cook) والحائز على جائزة نوبل على أبحاثه في هذا الحقل، وجد أن الرصاص لا يأتي من اليورانيوم وحده، كما هو مفترض. لذا أدخل على أساليب التأريخ تصحيحاً تابعاً لتفاعل النيوترون. وهكذا تبين أن صخرة كمبرية أظهر تأريخها أنها تعود إلى 600 مليون سنة، لم يعد عمرها سوى عدة آلاف من السنين بعد إدخال هذا الصحيح على الأسلوب المعتمد [1].
وحتى لو صحت جميع هذه الافتراضات، فإن أساليب التأريخ الراديومترية التي اعتُمدت مع الصخرة نفسها، أعطت أجوبة مختلفة ومتفاوتة بمئات الملايين من السنين. والنشوئيون دأبوا على انتقاء تلك الأرقام التي تتلاءم مع أفكارهم المسبقة حول عمر الصخرة قيد الدراسة. وهذا ما أشار إليه عدد من النشوئيون من أمثال و. ستانسفيلد (W, Stansfield) الذي كتب يقول:
"من الواضح أن الأساليب الراديومترية ربما ليست موضع ثقة في مجال تأريخ الصخور كما يزعمون غالباً. فالتقديرات المختصة بعمر طبقة صخرية معينة غالباً ما تأتي متفاوتة جداً لدى اعتماد أساليب تأريخ مختلفة... فما من ساعة راديولوجية جديرة بالثقة على نحوٍ مطلق على المدى الطويل".
بتاريخ تشرين الأول (أوكتوبر) 1992، جرى خلال لقاء جمعية الأرض الأمريكية عرض نتائج الأبحاث التي أجراها الدكتور س. أوستن (Dr. S. Austen) حول حمم الكانيون الأكبر (Grand Canyon). لقد أظهر أوستن أن الحمم الجارية حديثاً تشهد تعديلاً منتظماً في نسب نظائرها (Isotope Ratios)، هذا النظام الذي تجاهلته أساليب التأريخ الراديومترية. وهذه التعديلات، في حال تجاهلها، ستؤدي إلى رفع عمر الصخور إلى مليارات السنين [3].
يشتهر أسلوب البوتاسيوم- الآرغون بنتائجه المتقلبة وغير الثابتة. ويكفي ذكر أن هذا الأسلوب أظهر أن صخوراً بركانية يراوح عمرها بين 22 مليون سنة و200 مليون سنة في حين تثبت السجلات التاريخية أن هذه الصخور لا يتعدى عمرها 200 عام. وهكذا باستطاعتنا أن نرى بكل وضوح أن ملايين السنين التي يتداول بها النشوئيون، ويريدون للناس أن يقبلوا بها من قبيل تحصيل الحاصل، ليست صحيحة على الإطلاق.
وأسلوب التأريخ الشهير المسمى كربون 14 ينطوي على فرضية إضافة إلى تلك المذكورة في أساليب التأريخ الراديومترية الأخرى. وهي أن كربون 14 قد سبق له أن بلغ حالة من التوازن. وبكلمة أخرى، يجري افتراض أن معدل نسبة إنتاج كربون 14 تساوي معدل نسبة تضاؤله. ومن جهة أخرى، يلزم لبلوغ هذه الحالة، 000,30 سنة منذ بداية وجود الغلاف الجوي. لذا يفترض النشوئيون أن حالة التوازن هذه قد تحققت إذ إنهم يتحدثون عن مليارات السنين. إلا أن الدراسات الحديثة (حتى تلك التي أجراها الدكتور لبي Dr. Libby) [4] مكتشف الأسلوب)، تظهر أنه لم يتم بعد بلوغ حالة من التوازن، وأن التكوين لا يزال يفوق التضاؤل بما لا يقل عن 24% [5].
ولنتناول الآن باختصار نتيجتين هامتين لهذا الاكتشاف:
أولاً، يلزم الآن إجراء تعديلات على جميع التواريخ التي تم التوصل إليها بواسطة هذا الأسلوب. وقد تبين فعلاً أن هذه التعديلات خفضت التواريخ بمعدل رهيب. وهكذا نشرت مجلة "راديو كاربون" (Radiocarbon) على صفحاتها عدة أمثلة من هذا القبيل. ومن جملتها مثلاً، أن الفحم الحجري من روسيا والذي كلن يفترض أن يعود إلى 300 مليون سنة خلت، قد أصبح عمره الجديد 1680 سنة [6].
ثانياً تمكن العلماء في ضوء القياسات العائدة إلى حالة التوازن، من أن يحسبوا حداً أقصى تقديرياً لعمر الغلاف الجوي، لا يتعدى 000,10 سنة. وبما أنه لا يمكننا تخيل الأرض من دون غلاف جوي، يكون الحد الأقصى لعمر الأرض هو 000,10 سنة. وهذا ما يتلاءم تماماً مع ما أعلنه الله عن الخلق.
والجدير ذكره أيضاً أن مجموعة من العلماء الأمريكيين حاولوا تأريخ صفدة عائدة إلى حلزون حي معتمدين في ذلك أسلوب كربون 14. فكانت النتيجة أن الحلزون الحي كان عمره 000,27 سنة [7].
بسط روبرت لي (Robert Lee) حقيقة الأمر في مقال ظهر في "المجلة الأنتروبولوجية الكندية (Anthropological Journal of Canada) تحت العنوان "الراديو كاربون، خطأ في تقدير الأعمار" (Radiocarbon, Ages in error).
"هناك، ولا شك، مشاكل عميقة وخطرة تراق أسلوب التأريخ بواسطة الراديوكاربون... إذاً لا عجب، إن جرى رفض نصف هذه التواريخ. والمدهش في الأمر أن يصار إلى قبول النصف الباقي" [8].
في ندوة حول حقبة ما قبل التاريخ، لخص البروفيسور برو (Berew) موقف علماء الآثار المألوف من أسلوب التأريخ كاربون 14، على النحو التالي:
"عندما يستند أحد التواريخ، بحسب كاربون 14، نظرياتنا، نجعله ضمن النص الأساسي؛ وإذا لم ينقصها تماماً، نضعه في الحاشية. لكننا نطرحه جانباً ونتخلى عنه بالتمام إذا كان بعيداً جداً عن معطياتنا" [9].
نشرت مجلة "أوقات الأرض" (Geotimes) بتاريخ أيلول (سبتمبر 1978) تقريراً عن عالم الفيزياء الفلكية والأرضية الدكتور جون أدي (john eddy)، ورد فيه:
"صرح أدي بأن، ما من دليل، بالاستناد فقط إلى الملاحظات الشمسية، على أن عمر الشمس يبلغ 5,4- 5× 10 (9) سنة، كذلك قال: أنا أشك في أن يكون عمر الشمس 4,5 مليار سنة، ولكن، إذا تأملنا في بعض النتائج الجديدة وغير المتوقعة والتي تخالف هذا الظن، وإذا قضينا بعض الوقت لإعادة حساباتنا ولإعادة التكيف نظرياً، أرى أنه باستطاعتنا القبول بما صرح به قديماً الأسقف أشر (Bishop Ussher) بشأن عمر الأرض والشمس. ولا أنه متوافر لدينا من طريق المراقبة في علم الفلك الكثير من الأدلة التي تناقض تصريحه" [10].
الآن هو الوقت لإعادة الحسابات. إنه الوقت لمراجعة جميع الأفكار المسبقة بشأن النشوء والتي طالما شهرت في وجوهنا منذ نعومة أظافرنا. فالكتاب المقدس يصرح بالقول: "اليوم إن سمعتم صوته، فلا تقسوا قلوبكم" (عبرانيين 3: 7 و8)؛ ويقول أيضاً "الآن هو وقت مقبول" (2 كورنثوس 6: 2).
هناك بالمقابل أساليب هذا عددها لتقدير عمر الأرض، وهي تعطي جميعها نتائج قريبة من تلك المعلنة صمن رواية الخلق في الكتاب المقدس. غير أن النشوئيين يرفضونها لأن حصول النشوء لا يكون ممكناً إذا كانت الأرض حديثة العهد بهذا المقدار. ومن جملة هذه الأساليب:
إن تاريخ العالم كله وحضاراته المدونة لا يعود عهدها إلى أكثر من نحو 6000 سنة كحد أقصى. ألا تأخذنا الحيرة، في هذه الحال، حين نعرف أن الإنسان كان موجوداً، بحسب نظرية النشوء، منذ أكثر من مليون سنة؟ [11].
إن أقدم الأشجار الحية في العالم، والتي تم تأريخها بكل دقة بالاستناد إلى حلقات النمو السنوية، راوح عمرها بين 4000 و5000 سنة. وهذا ينسجم مع تاريخ حدوث الطوفان بحسب رواية الخلق [12].
إن عدد سكان العالم حالياً، الذي هو نحو 4 مليارات نسمة، يلائم تاريخ الطوفان. فإذا ابتدأنا بثمانية أشخاص كانوا قد خرجوا من الفلك واعتمدنا نسبة نمو بمعدل ولدين ونصف للعائلة الواحدة (أقل من النسبة الراهنة)، سنبلغ العدد الحالي لسكان العالم في غضون نحو 300,4 سنة. وهذا يعود بنا إلى زمن نوح. لكن، في حال أذهلنا هذه النسبة عينها على فترة نصف مليون سنة فقط من نشوء الإنسان، لما كانت مساحة كوكبنا كله كافية لتسع هذا العدد كله من الناس [13].
درس الدكتور بارنس (Dr. Barnes) من جامعة تكساس معدل نسبة تضاؤل حقل الأرض المغناطيسي، وذلك بالاستناد إلى معطيات دونها العلماء على مدى الثلاث مئة سنة الفائتة.
فتبين له أنه بالعودة 000,20 سنة إلى الوراء، كانت ستنبعث من التيارات المولدة للحقل المغناطيسي حرارة هائلة جداً كفيلة بفصل لب الأرض عن قشرتها [14].
هناك مقياس آخر لعمر الأرض، مصدره القمر. فعندما حطت المركبات الفضائية على القمر، كان النشوئيون يتوقعون غرق هذه المركبات داخل طبقة الغبار النيزكي والتي يفترض أن تكون قد تراكمت على سطح القمر على مدى عمره الذي يقدرونه بمليارات السنين. كذلك قدروا أن هذه الطبقة لن يقل عمقها عن 5,16 متراً. ولكن، ولخيبة أملهم، عندما حطت المركبة لونا (Luna) على سطح القمر، كان أعمق قياس سجلته لهذه الطبقة أقل من نصف المتر. وهذا يدل أيضاً على أن القمر حديث العهد [15].
ومن الأساليب الإضافية الأخرى التي تقدر عمر الأرض بأقل من 000,10 سنة [16]، والتي تنسجم مع النص في سفر التكوين، نذكر:
تدفق الهليوم إلى داخل الغلاف الجوي؛
تضاؤل كربون 14 في الخشب التابع لما قبل الحقبة الكمبرية؛
نمو الشعاب المرجانية الفاعلة؛
تضاؤل المذنبات القصيرة الأمد؛
تكوين دلتا الأنهار؛
تدفق النيكل والسيليكون والرصاص والألمنيوم والكروم والمنغانيز وعناصر أخرى إلى المحيط من طريق الأنهار.
نحتاج أن نأخذ سفر التكوين على محمل الجد. فالكتاب المقدس لا يزودنا بأية تواريخ محددة، إنما يعتبر أن جميع هذه التواريخ يجب أن تكون دون 000,10 سنة. وهذا ما يدعمه العلم أيضاً. فالعلم الصحيح، إذا ما تفحصه أناس لم يتعرضوا لعملية غسل دماغ على أيدي النشوئيين، يتفق مع سفر التكوين على أن الأرض شابة إنما منهكة. "كل الخليقة تئن وتتمخّض معاً حتى الآن" (رومية 8: 22).
References in English:
1.Cook, M. Prehistory and Earth Models, Max Parish, London, 1966.
2. Stansfield M. The Science of Evolution, MacMillan, New York, 1977. pp. 80- 84.
3. Austen, S. "Isotope and Trace Element Analysis of Hypersthene- Normative Basalts from the Quaternary of Uinkaret Plateau, Western Grand Canyon, Arizona", paper presented to the Geological Society of America, 1992.
4. Libby, W. F. Radiocarbon Dating, University of Chicago Press, Chicago, 1955, p. 7.
5. Milton, R. The Facts of Life, Corgi Books U. K. 1992, pp. 45- 49.
6. Radiocarbon, Vol. 8 (1966).
7. Science, Vol. 224 (1984), pp. 58- 61.
8. Robert Lee, "Radiocarbon, Ages in Error", Robert Lee, Anthropological Journal of Canada, Vol. 19, No. 3, p. 9.
9. Olsson, I. U. "C14 dating and Egyptian chronology", Proceedings of the Twelfth Nobel Symposium, John Wiley & Sons Inc., New York, 1970, p. 35.
10. Kazman, R. G. "Its about time: 4.5 billion years", Geotimes, Vol. 23, September 1978, p. 18. Quoting Professor Brew.
11. Morris, H. M. Scientific Creationism, Creation Life Publishers, San Diego, California, 1980,pp.191-193.
12. Morris, H. M. The Biblical Basis for Modern Science, Baker Book House, Michigan, 1993, pp. 449-453.
13. ibid. pp. 414-426.
14. Barnes, T. G. Origin and Destiny of the Earth s Magnetic Field, Institute for Creation Research, San Diego, 1973, p. 25.
15. Whitcomb, J. C. and DeYoung, D. B. The Moon. Its Creation, From and Significance, Baker Book House, Grand Rapids, Michigan, 1978, pp. 94-95.
16. Morris, H. M. and Parker, G. E. What is Creation Science? Master Books, El Cajon, USA 1987, p. 288-291.
- عدد الزيارات: 4143