Skip to main content

وصَف مفصّل لجغرافية أراضي الكتاب المقدْس - فلسطين الجنوبية في زمن حوادث الكتاب المقدس

الصفحة 3 من 4: فلسطين الجنوبية في زمن حوادث الكتاب المقدس

فلسطين الجنوبية في زمن حوادث الكتاب المقدس

إن فلسطين الجنوبية هي تلك المنطقة التي تقع إلى الجنوب من حبرون بين البحر المتوسط ووادي العربة الممتد من البحر الميت إلى خليج عقبة.

تتصف هذه المنطقة بمناخ جاف لا يجعلها صالحة لا عالة عدد كبير من السكان مع أن المساعي قد بذلت في فترات متباينة من التاريخ للمحافظة على الأمطار لري المزروعات.

تنحدر السفوح من حبرون إلى بئر سبع بسرعة مؤدية إلى صحاري تغطيها الحجارة الكلسية والصوان وتتخللها قلة من الأودية المزروعة المروية من ينابيع. والقسم الشرقي منها جبلي واجرد من الغربي. ومن المعالم الجغرافية الهامة فيه عقبة عقربيم (عد 34: 4)- أي طلعة العقارب- التي تؤدي من العربة إلى سهل زيف وعروعير. وقد كشفت التنقيبات عن أنقاض كنائس وأديرة مسيحية عديدة في هذه المنطقة التي هيأت مكاناً هادئاً للانسحاب من العالم والتأملات التعبدية. وقد اكتشفت فيها أيضاً مجموعة كبيرة من المخطوطات باللغتين اليونانية والعربية التي يرجع تاريخ كتابتها إلى القرنين السادس والسابع م. وألقت ضوءً على حياة ذلك العصر.

لقد ذكر النقب في الكتاب المقدس أولاً في سجل سفرات إبراهيم واسحق. سكن فيه إبراهيم (تك 13: 1 و 20: 1) واجتازه خلال سفراته إلى مصر ورجوعه منها. واجتازه أيضاً الطريق الرئيسي على مقربة من شاطئ البحر وعرف بــ "طريق أرض فلسطين" (خر 13: 17).

ويوازيه طريق داخلي لا يزال البدو يستخدمونه وهو يتبع سلسلة من الأعين من بئر سبع إلى عصيون ثم غرباً إلى مصر. ويرجح أن إبراهيم اتبع هذا الطريق وكذلك يعقوب وعائلته.

يذكر أن كلاً من إبراهيم واسحق تخاصم وملك جرار وحفر كل منهما آباراً في وادي جرار وهو المعروف بوادي غزة حالياً. أما أشهر مدينة في المنطقة في عرف الكتاب المقدس فهي بئر سبع التي كانت تعين الحد الجنوبي لأراضي العبرانيين. واشتهرت بئر سبع، كشقيقتها دان في الشمال، ليس كعلامة جغرافية ومسكن الآباء وحسب بل أيضاً كمركز ديني (تك 21: 23 و1 صم 8: 2 و 1 مل 19: 3 و عا 5: 5 وما يليه و 8: 14). لم يرد ذكر هذه المدينة في العهد الجديد إلا أن كتاباً مسيحيين في القرون المسيحية الأولى إلى كونها قرية كبيرة ومعسكراً رومانياً ومركزاً أسقفياً مسيحياً.

ولعب النقب دوراً هاماَ في فترة التيهان في البرية ولا سيما قادش برنيع. فإلى هذه المنطقة أتى الشعب التائه طالباً أن يدخل كنعان من الجنوب. إلا أن تقرير الجواسيس أضعف عزمه فقضى مدة جيل في هذه المنطقة (عد 13 وما يليه وتث 1: 19 وما يليه). فهنا تمرد قورح (عد 16) وتوفيت مريم (عد 20: 1). وفي المنطقة إلى شمال قادش كان جبل هور حيث مات هرون (عد 20: 22 وما يليه). في القرب من موقع قادش ينبع ثلاثة ينابيع الآن وهي عين قُدَيس وعين قُدَيرات وعين قُسَيمة فيرجح أن الشعب نصب خيامه في كل المنطقة واعتمد على العيون الثلاث.

وكان بين القبائل الراحلة في النقب قبيلة عماليق التي أكثرت من إزعاج الشعب العبراني (عد 13: 29 ت ب، 13:30 ت ي وقضاة 6: 3 و 1 صم 15: 1 وما يليه و 30: 1 وما يليه). أما القينيون واليرحمئيليون فصادقوا الشعب وادخلوا إلى سبط يهوذا في ما بعد كما ادخل فيه سبط شمعون وقبيلة كالب.

قضى داود في أثناء أيام تشرده وتهربه من وجه شاول وقتاً طويلاً في شمال النقب فجاب البراري إلى الجنوب الشرقي من حبرون ومرَّ على عين جدي ومعون وبرية زيف ( 1 صم 24- 26).

أما المنطقة المقفرة الممتدة على طول الجبهة الغربية من البحر الميت فهي برية اليهودية وتهيئ ملجأ مناسباً للهاربين إذ تكثر فيها الأودية الضيقة المؤدية إلى البحر الميت. وكانت مسادة من أمكن الحصون الطبيعية الكثيرة في هذه المنطقة وهي مرتفع منعزل بين الصخور ورأسها مسطح. إليها هرب هيرودس مع عروسه سنة 42 ق. م. عندما استولى الفرس على أورشليم. وكذلك التجأ إليها جيش يهودي بعد أن خرّب الرومان أورشليم سنة 70 م.

في القرنين الخامس والسادس ق. م. احتل الأدوميون النقب لأن العرب قد أخرجوهم من أراضيهم. فدعيت المنطقة أدومية وهو الاسم اليوناني لأدوم.

شرق الأردن في زمن حوادث الكتاب المقدس
الصفحة
  • عدد الزيارات: 20361