الفصل الأول: الزواج من صنع السماء - زواج مؤمن بمؤمنة
زواج مؤمن بمؤمنة:
(10) لا تصرح المسيحية للمسيحي بالتزوج من غير مؤمنة حقيقية بالمسيح، حسب قول الكتاب: »تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ، فِي الرَّبِّ فَقَطْ« (1 كو 7:39) حتى لا يكون هناك تخالف. قال أحدهم: هذا أمر إلهي مدون في الوحي وموجب للطاعة كأي أمر آخر من أوامره المقدسة، ويعتبر كسره عصياناً على اللّه مثل كسر أية وصية أخرى من الوصايا الإلهية.
والمسألة هنا أبعد من أن تتصل بالزواج من دين آخر، بل الشريعة المسيحية تقصد ما هو أهم من ذلك بكثير، أن المسيحي الحقيقي، والذي هو ابن للّه بإيمانه بالمسيح لا يجوز له أن يأخذ، حتى مسيحية بالإسم، بل مسيحية حقيقية مثله، ابنة للّه بإيمانها بالمسيح رباً ومخلصاً... وطبعاً ما ينطبق على الرجل هنا ينطبق على المرأة أيضاً...
وهذا يقينا شر مصائب النير المتخالف كقوله: »لَا تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ« (2 كورنثوس 6:14) لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين« فإنْ كان الكتاب قد منع النير المتخالف في عِشرة الناس بعض الوقت، فماذا عن عشيرة أو عشير العمر كله؟ قال أحدهم إن زواج مؤمن بغير مؤمنة هو ربط حمل مع خنـزير في مكان واحد معاً وعلى الدوام!
(11) كثيراً ما يغير أحد الشريكين دينه لا حباً في الدين الآخر- بل ليفوز بمن أراد، وفي هذا عدة أخطار: (1) أن يصبح الدين لعبة في سبيل الزواج. (2) إن من غيَّر دينه، كثيراً ما يثوب إلى رشده ويندم على ما فعل في نشوة العاطفة ويعود إلى دينه، فتبدأ المشاكل الخطيرة، ويتهم الواحد الآخر بالخداع والرياء. (3) فيتعذب الأولاد في هذا السبيل عذاباً شديداً من الجذب والدفع بين الدينين. (4) بعد هذا قد يعود أحدهما إلى شريكه السابق فتتفاقم المشاكل من خصام، فطلاق، فتشويه سمعة، فالتهديد بالقتل. قال كاتب مسلم نبيل بكل صراحة في جريدة الأخبار: »سأشهّر بالزوج المسيحي الذي يعتنق الإسلام لا عن إيمان واقتناع، وإنما ليتخلّص من زوجته المسيحية!.. سأعلن أنه كافر وأن الإسلام بريء منه. وأطالب بتجريده من كل الحقوق المدنية، لأنه رجل حقير، يحاول أن يخدع اللّه، ليطعن امرأة ضعيفة«!
- عدد الزيارات: 14984