الفصلُ الرابِع رابِطُ الإتِّصال - دَورَةُ الحَياة
دَورَةُ الحَياة
تَصَوَّر فطيرَةً مُستَديرَةً مُؤلَّفَةً من ثلاثَةِ أثلاث. وكُلُّ ثُلثٍ منها يُمثِّلُ ثُلثاً من حياتِنا كشُركاء زَوجِيِّين معَ أولادِنا. في دورةِ الحياةِ العاديَّة، نقضِي ثُلثَ حياتِنا نترعرعُ معَ أهلِنا، ونقضِي ثُلثاً آخر معَ زوجَتِنا نُربِّي أولادَنا، والثُلثُ الأَخير نقضِيهِ في "العُشِّ الفارِغ" عندما يترُكُ الأولادُ المنـزلَ ونبقى لِوَحدِنا. هذا يعنِي أنَّكَ تقضِي ثُلثَي حياتِك معَ زوجَتِك. لهذا تُعتَبَرُ العلاقة معَ زوجَتِكَ أهمَّ علاقة عليكَ أن تعملَ على تحسينِ الاتِّصال في إطارِها، لأنَّها ستستَمِرُّ طَويلاً بعدَ أن يكبُرَ الأولادُ ويُغادِرون. سَبَبٌ آخر لكَونِ الاتِّصال بين الزوج والزوجةِ أولويَّةً، هو أنَّهُ إذا كان مُتوتِّراً فهو يُلحِقُ الضررَ بكُلِّ العلاقاتِ الأُخرى.
كثيرونَ من الأهل يقتَرِفُونَ خطأً بوضعِ الأولادِ أوَّلاً قبلَ الشريك الآخر. ولكنَّ هذا قد يكونُ خَطِيراً جدَّاً، لأنَّهُ بينما ينمُو الأولاد، إذا أهملَ الزوجانِ علاقَتَهما، وهذا كثيراً ما يَحدُث، فعندما يترُكُ الأولادُ المنـزل لينطَلِقُوا إلى الحياة، ينظُرُ الزوجانِ إلى بعضِهِما ويُدرِكانِ أنهُ لا تُوجد علاقة جيِّدة بينهما. وهناكَ الكثيرُ من الزيجات التي تتفسَّخُ في هذه المرحلة، لأنَّ الزوجين كانا يُهمِلانِ العلاقةَ مع بعضِهِما مُعطِيانِ الأولويَّةَ للأولاد. إن الاتِّصالَ يُزَوِّدُكَ بِالأداة التي تُساعِدُكَ على تعزيزِ زواجِك، الذي هُوَ أهمُّ علاقَةٍ في حياتِكَ.
- عدد الزيارات: 11158