Skip to main content

الفصلُ الثاني الزَّواجُ في نظَرِ اللهِ - الزواجُ هوَ علاقَةٌ دائمَة

الصفحة 3 من 4: الزواجُ هوَ علاقَةٌ دائمَة

الزواجُ هوَ علاقَةٌ دائمَة

إستناداً إلى تعليمِ يسوع في متى 19، نرى أن الزواجَ هو بالضرورةِ رابِطٌ دائمٌ مُستَمِر. لماذا ينبَغِي أن يكونَ الزواجُ رابِطاً دائماً ؟ الجوابُ هو بكلمتين: حُقُوقُ الأولاد.

أتذكُرونَ الإيضاح البليغ عن الزواج الذي يُعطينا إيَّاهُ سُليمان في مزمور 127؟ فالأهلُ بالنسبةِ للأولاد هُم مثل القوس بالنسبةِ للسهم. ومقدارُ الزخمِ والإتِّجاه اللذَين ينطَلِقُ بهما الأولادُ إلى الحياة يعتَمِدُ على السهم الذي أُطلِقُوا منهُ. الآن، لو كنُتَ أنتَ مكانَ الشيطان، وأردتَ أن تُدمِّرَ العائِلة، فماذ كُنتَ ستَفعَل؟ أما كُنتَ ستُسارِعُ لِتَقطَعَ وترَ هذا القوس؟ هذا تماماً ما يفعلُهُ الشيطان. فهو مُنشَغِلٌ بمُحاوَلَةِ تدميرِ العائِلات، وذلكَ بِقطعِ وترِ هذا القوس.

إن قانونَ الحياةِ كما وضعَهُ اللهُ للزواج والعائلة هو واحدٌ من أعظمِ نوامِيسِ اللهِ في الكِتابِ المقدَّس، لأنَّهُ يخلُقُ ذلكَ المنـزل وتلكَ العائلة التي تُنجِبُ تِلقائيَّاً أولاداً وتُربِّيهم عشرينَ سنةً قبلَ أن يخرُجُوا إلى العالم ويُواجِهوا الحياة. والأولاد بحاجة لفترة التنشِئة هذه. ولكن عندما تقطَعُ وترَ القوس، وعندَما ينتَهي زواجٌ ما، فأنتَ تحرِمُ الأولاد من فترة التربِيَة والأمان والإتِّجاه، التي قصدَها اللهُ عندما وضعَ قانُونَ الزواج والعائِلة في الإصحاحاتِ الأُولى في الكِتابِ المقدَّس. هذه إحدى أكبر المشاكِل التي يُعانِي منها الأطفالُ اليوم. قالَ مُرشِدٌ عجوز، في الثامنة والسبعين من عُمرِه، بعدَ أن قضَى حياتَهُ في تقديمِ الإرشادِ للمُراهِقِين، "هذه أول مرَّة في تجرِبَتي في الإرشاد، أمرُّ بهذه المرحلة حيثُ يكونُ أصعبُ سُؤالٍ أُواجِهُهُ هو سؤالُ الأولاد: كيفَ نستطيعُ أن نُبقِيَ أهلنا مُتَّحِدِينَ معاً؟

لهذا قالَ يسوعُ أن الزواج ينبَغِي أن يكونَ علاقَةً مُستمِرَّةً. فأمانُ أولادِكُم هو من أمانِ زواجكُم. وهم يعرِفُون هذا بِحَدسِهِم. فإن كُنتَ تُريدُ أن ترى نظرةَ رُعبٍ وهلَع على وُجوهِ أولادِكَ، تطلَّع إلى وُجُوهِ أطفالِكَ عندما تتجادلُ بعُنفٍ مع زوجتِك. فعندَما يُشاهِدانَ أباهُم وأُمَّهُم يتعاركان، يزولُ شعُورُهم بالأمان. من جهةٍ أُخرَى، إذا أردتَ أن ترى السعادَة ترتَسِمُ على وُجُوهِهِم، قبِّلْ زوجَتَكَ بِمحبَّةٍ وحنان أمامَ أولادِك. قد يُعلِّقونَ مازِحِين معكَ، ولكن لا يُزعِجُكَ هذا الأمر، لأنَّ رُؤيتَهُم للحُبٍّ والحَنان يُعجِبُ أولادَكَ كثيراً، يجعَلَهُم يعرِفُونَ أن زواجَكُما يسيرُ على ما يُرام. وهذا يعزِّزُ شُعورَهم بالأمان.

أحياناً يكونُ الناسُ في زواجِهِم الثانِي أوِ الثالث قبلَ أن يتعرَّفُوا إلى الإيمان بالمسيح. وعندما يأتونَ للإيمان يكونُونَ في زواجٍ آخر، ولديهم أولاد من زيجاتٍ سابِقَة. فكيفَ ينطَبِقُ عليهم تعليمُ يسوع عن الطلاق؟

إنَّ يسوعَ يُمرِّرُ دائماً نامُوسَ الله في عدسةِ محبَّةِ الله، قبلَ أن يُطبِّقَه على حياةِ الناس. الفرقُ بينَهُ وبينَ ديانَةِ عصرِهِ، هو أن يسوعَ لم يفقد أبداً رؤيةَ الحقيقة أن ناموسَ اللهِ خرجَ من قلبِ محبَّةِ الله للإنسان. إنَّ قصدَ نامُوس الله في الكتابِ المقدَّس هو التعبِير عن محبةِ الله للإنسان. فاللهُ يُريدُنا أن نحصلَ على هذا بأفضل طريقة مُمكِنة. لهذا أعطانا كَلِمَتَهُ المُقدَّسَة. فهو لم يكُنْ يُحاوِل أن يجدَ طريقةً يجعلُنا بها غيرَ سُعَدَاء بوضعِ كُلّ هذه النواميس على كاهِلِنا. بل أرادَنا أن نكونَ سُعَدَاء، وهناكَ قصدٌ وراءَ كُلِّ ناموسٍ من الله في كَلِمَتِهِ، ألا وَهوَ خيُر الإنسان لأنَّ اللهَ يُحِبُّه.

أما عن الفريسيين، أي رجال الدِّين، فلقد فقدوا هذه البصيرة أو الرؤية لرُوحِ النامُوس. وكانُوا يتمتَّعونَ بإمساكِ الناس الذين زَلُّوا وكَسَروا حتَّى ولو وصيَّةً واحِدَةً من النامُوس. أمَّا يسوع فلم يفقد رؤيةَ قصدِ أبيهِ السماوي، عندما أعطى النامُوس من خِلالِ مُوسى. بل دائماً كانَ يسوعُ يسألُ أتباعَهُ، "لماذا أعطَى اللهُ هذا النامُوس؟ وبأيِّ معنَى يُفتَرَضُ بهذا النامُوس أن يُعبِّرَ عن محبَّةِ اللهِ للإنسان ولخَيرِ الإنسان؟"

فمثلاً، الهدفُ من قانونِ الزواج والعائلة هو أن يكونَ لدينا بيتٌ مسيحيٌّ سعيد. نقرأُ في سِجِلِّ الخلق أنَّهُ ليسَ حسناً أن يبقَى الإنسانُ وحدَهُ. هذا جعلَ اللهَ يَضَعُ الأشخاص المُستَوحِدِين في عائلات (مزمور 68: 6). فهو لا يُريدُنا أن نكون لِوَحدِنا. (لمَزِيدٍ من المعلومات حولَ هذا الموضُوع أنظُر الفصل السادِس من هذا الكُتَيِّب.)

الزواجُ هو علاقَةٌ حَصريَّة
الصفحة
  • عدد الزيارات: 9539