رسالة يعقوب: ناموس المسيح للحياة اليومية
هذه الرسالة الرائعة قد تكون أسبق أسفار العهد الجديد إلى الوجود، وهي موجهة إلى أسباط إسرائيل الاثني عشر، وتذكرنا في موضوعها بأسفار الأنبياء الذين كانوا يبكتون الشعب على ظلمهم الفقير واغتصابهم أجرة الإجير لينفقوها في لذاتهم.
يظهر للمطالع البسيط شبه تناقض بين هذه الرسالة وبين أقوال بولس الرسول من حيث الإيمان والأعمال، وأيهما يبرر صاحبه. ولدى التأمل يزول ذلك التناقض لأن بولس يقصد بالتبرير اعتبار الإنسان باراً، ويقصد به يعقوب إثبات بر الإنسان بالأثمار الصالحة الناتجة عن الإيمان.
ومما يستحق الذكرأن بولس يستعمل عبارة "أغنياء في أعمال صالحة" (1 تي 6: 18) حيث يستعمل يعقوب عبارة "أغنياء في الإيمان" (2: 5) يعقوب يعظم الإيمان (1: 3) مبيناً أن امتحانه ينشيء صبراً. يبدأ الرسالة ويختمها بتشجيع قوي على الصلاة بالإيمان (1: 6؛ 5: 14 – 18) ويكشف الستار عن الإيمان الكاذب الذي لا ينتج أثماراً في صاحبه بهذا السؤال "هل يقدر الإيمان أن يخلصه"؟ ويوافقه في هذا الصدد بولس الرسول بقوله "مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة" (أف 2: 10).
وشبه كلمة الله بمرآة تكشف عن فساد القلب البشري ووصف قوة زلات اللسان وصفاً وافياً أكثر من أي سفر آخر "أما اللسان فلا يستطيع أحد من الناس أن يذلـله". لكن غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله فإنه يستأسر كل فكر إلى طاعة المسيح (2 كو 10: 5).
- عدد الزيارات: 4683