الفصل السادس عشر: سفر صفنيا
يعتبر هذا السفر القصير خلاصة النبوات لأنه يتتبع دينونة الله لكل العالم.
صفنيا (ومعناه "رقيب يهوه") ذكر أسلافه إلى الجيل الرابع، وبيَّن أنه سلالة حزقيا ولعله حزقيا الملك. تنبأ في أوائل حكم يوشيا قبل شروعه في تطهير البلاد من الوثنية.
تمتاز نبوته بزيادة توجيهاته إلى يوم الرب وتوجيهه الأخير إلى يوم المسيح. ومن تأمل في عباراته عن أهوال يوم الرب استنتج أنه يقصد اليوم الأخير يوم الغضب العظيم المشار إليه في سفر الرؤيا 6 "يوم سخط يوم ضيق وشدة يوم خراب ودمار يوم ظلام وقتام يوم سحاب وضباب يوم بوق وهتاف (صف 1: 14 – 16). ومع أنه يشير إلى اليوم الآخر يشير أيضاً إلى يوم قضاء الرب على يهوذا ويحرضهم على التوبة ما دامت الفرصة سانحة. ويضرب لهم الأمثال بتدمير الشعوب الذين حولهم جزاء لهم على معاصيهم واضطهادهم إياهم عساهم يعتبرون ويرجعون إلى الرب إلههم، ومن هؤلاء الشعوب غزة وموآب وعمون وكوش وآشور ونينوى.
وفي الإصحاح الثالث بيَّن النبي القضاء على يهوذا وأورشليم وعود الله إلى الرضى عنهم وسرورهم العظيم في يوم المسيح.
الرب في وسطها: يتضمن الإصحاح الثالث درساً روحياً مفيداً لأنه يصف نقاوة النفس إذا ما انفصلت عن المسيح. ففي عدد 1 يذكر تعدياتها، وفي عدد 2 تقصيراتها بمعنى أنهم قد عملوا أعمالاً نهوا عنها وأهملوا أعمالاً أمروا بها، والذين كان ينبغي لهم أن يكونوا أنصاراً للفضيلة – الرؤساء والقضاة والأنبياء والكهنة – أمسوا أنصاراً للرذيلة، من أجل ذلك حل الله محل أولئك القواد وأشار إلى ذلك بقوله "الرب عادل في وسطها" مباشراً لأعمال كل واحد منهم فيأتي أولاً إلى قلوبنا كقاض يبكتنا على خطايانا "إن لأمتنا قلوبنا فالله أعظم" و "يبرز حكمه إلى "النور" (5 – 7)؛ ثم يأتي إلينا كنبي يعلمنا بشفاه نقية لندعو باسمه ويظهر لنا مقامنا الحقير فنتواضع أمام حضرته القدسية (8 – 13)؛ ثم يأتي إلى قلوبنا كملك يحكم علينا ويسوسنا بدون منازع ولا معارض، وعند ذلك تفيض نفوسنا بالترنيم (14 – 16)؛ ثم في وسطنا كرئيس كهنتنا العظيم يقربنا إلى ذاته ويمتعنا بمعاشرته؛ وحينئذ يأخذ منـزلته الحقيقية في قلوبنا كمحبوبنا الأعظم "يبتهج بك فرحاً يسكت في محبته يبتهج بك بترنم".
وتنتهي نبوة صفنيا بستة مواعيد مباركة يعد الله بها شعبه فراجعها في مواضعها.
- عدد الزيارات: 3113