الفصل السابع: أسفار الأنبياء الصغار
هذه الأسفار الاثنا عشر كانت مدرجة، عند اليهود، كأنها مجلد واحد. وتستنفد من الزمن على قدر ما تستنفده أسفار الأنبياء الكبار (من سنة 870 – 440 ق.م). وتسهيلاً لفهمها نجمعها حول أولئك الأنبياء الكبار الأربعة:
1- سفر أشعياء يشرحه هوشع وعاموس وميخا.
2- سفر أرميا يشرحه عوبديا وحبقوق وصفنيا.
3- سفر حزقيال يشرحه يوئيل ويونان وناحوم.
4- سفر دانيال يشرحه حجي وزكريا وملاخي
ففي المجموعة الأولى يظهر جلياً أن الأنبياء الأربعة كتبوا في عصر واحد كما يتضح من بداءة كل سفر منها. وفي المجموعة الثانية نجد أن عوبديا يتحد مع أرميا في الأنباء عن أدوم، وكذلك حبقوق وصنفيا متحدان معه وثيقاً. وواضح أن دانيال مع الأنبياء الثلاثة الآخرين وهم حجي وزكريا وملاخي، عمروا إلى أن شاهدوا رجوع الشعب المختار من السبي. وأما يوئيل وناحوم تنبأوا عن الأمم فهم يتحدون في ذلك مع حزقيال النبي الذي تنبأ عنهم وهو في السبي.
وهذه الأسفار الاثنا عشر للأنبياء الصغار تكاد تنحصر تحت موضوع واحد ألا وهو انقسام مملكة داود إلى قسمين مصيرهما إلى الخراب بحسب الظاهر غير أنه بعد خرابهما تبقى بقية من اليهود يؤمنون بإعادة مجدهم وملكهم. وجعل هذا الرجاء يمتد إلى ما وراء الفتوحات المكدونية والمكابية وجحود اليهود وخراب أورشليم وتفرقهم في جميع بقاع الدنيا إلى الزمن الذي يشعرون فيه بخطاياهم ويرجعون إلى الرب إلههم ويتأسس ملكهم من جديد. فأسفار العهد القديم تصور لنا المسيح وملكه تصويراً جلياً. فالنبوات الأولى تمثل خطوط الصورة، وكل نبوة بعدها تزيد الرسم لوناً أو نقشاً حتى إذا ما بلغنا إلى النهاية تكمل الصورة على أحسن مثال.
- عدد الزيارات: 8469