Skip to main content

لمسة الإيمان الحقيقي

لنذكر ونحن نتحدث عن الإيمان المخلص، أنه ليس مجرد الإيمان العقلي بالمسيح الذي مات على الصليب، فالإيمان العقلي لا يخلص أحداً، ولذا فقد قال عنه الرسول يعقوب هذه الكلمات "أنت تؤمن أن

الله واحد. حسناً تفعل. والشياطين يؤمنون ويقشعرون. ولكن هل تريد أن تعلم أيها الإنسان الباطل أن الإيمان بدون أعمال ميت" (يعقوب 2: 19 و20) وهكذا نرى أن الإيمان العقلي لا يمكن أن يخلصنا أو يعطينا حرية من خطايانا".

وكما أن الإيمان العقلي لا يخلص، كذلك أيضاً الإيمان الوراثي، لا يمكن أن يجدد أحداً، فإنجيل المسيح هو إنجيل الإيمان الفردي الحي، هو إنجيل "كل من يؤمن"، هو إنجيل الشخص الذي يأتي لله بالتوبة والإيمان الحقيقي، لأجل ذلك، وقف المسيح عند أبواب أريحا ليتحدث إلى فرد واحد هو زكا، وجلس مع امرأة سامرية نجسة ليقودها للخلاص، وأوقف الجمهور المتفرج ليشفي الأعمى بارتيماوس، وأعلن في أكثر من موضع أن إنجيله هو إنجيل الفرد فقال "أقول لكم أنه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون إلى توبة" (لوقا 15: 7). "هكذا أقول لكم يكون فرح قدام ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب" (لوقا 15: 10) "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3: 16).

"هاأنذا واقف على الباب وأقرع إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي" (رؤ 3: 20).

ولماذا أعلن رب المجد أن إنجيله هو إنجيل الفرد؟ "لأن النفس التي تخطئ هي تموت. الابن لا يحمل من إثم الأب والأب لا يحمل من إثم الابن" (حزقيال 18: 20) "لأن كل واحد سيحمل حمل نفسه" (غلا 6: 5).

وإذ نتأكد من هذا الحق الواضح، فنثق أن إنجيل المسيح هو إنجيل الفرد، نأتي للمسيح كأفراد ونطلب منه بإيمان حي أن يمنعنا باختبار الميلاد الثاني، فالإيمان الحي هو وسيلة نوال هذا الاختبار.

في الأصحاح الثامن من إنجيل لوقا نقرأ عن امرأة كانت مريضة بنزف دم منذ اثنتي عشرة سنة، وقد أنفقت كل معيشتها للأطباء، ولم تقدر أن تشفى بل صارت إلى حال أردأ، فلما فشلت المحاولات البشرية في خلاصها، سمعت عن السيد وصدقت أن له قوة للخلاص "الإيمان بالخير والخير بكلمة الله" (رو 10: 17)، فجاءت بإيمانها الشخصي وهي تقول في قلبها "لو مسست ولو ثيابه شفيت" (مرقس 5: 28) واخترقت المرأة المريضة طريقها بين الجموع، ومسست ثوب المسيح ففي الحال "جف ينبوع دمها وعلمت في نفسها أنها قد برئت من الداء" (مرقس 5: 29)، كانت هذه اللمسة هي لمسة الإيمان الحقيقي، اللمسة التي أوصلت حياة الله وقوته إلى نفس واثقة آتية بالإيمان البسيط..... ووقف المسيح ليعطي للناس درساً في الإيمان الحي، وسأل "من لمسني؟ " وهنا قال التلاميذ في دهشة "يا معلم الجموع يضيفون عليك ويزحمونك وتقول من الذي لمسني" وهنا وقف المسيح، فليس كل من يلمسه ينال منه بركة، بل أن الذي ينال البركة هو ذلك الذي يلمسه بلمسة الإيمان الحي. فتسري فيه كهرباء السماء وتغيره في لحظة في طرفة عين، فيولد من جديد في ملكوت الله، ولذلك قال السيد "قد لمسني واحد لأني علمت أن قوة قد خرجت مني" نعم، فهذا الفرد الواحد هو الذي تمتع بقوتي، هذا الفرد الواحد هو الذي نال الشفاء مني..... هذا الفرد الواحد هو الذي أضاء بقوة الكهرباء التي فيّ.....إنها لمسة الإيمان الحي الحقيقي..... وجاءت المرأة الواحدة وسجدت قدام جميع الشعب وأخبرته لأي سبب لمسته وكيف برئت في الحال، فقال لها "ثقي يا ابنة إيمانك قد شفاك. اذهبي بسلام" (لوقا 8: 48) فهل لمست السيد بإرادتك هذه اللمسة الحية، لمسة الثقة والإيمان واليقين؟ هذا هو الطريق لنوال اختبار الميلاد الثاني، الاختبار الذي يغيرك في لحظة، ويحررك من كل أمراض الخطية.

  • عدد الزيارات: 2561