عقيدة المعمدانيين ورسالتهم - مقدمة
المعمدانيون قوم مدهشون. فليس لديهم قانون إيمان مكتوب، ومع ذلك تجمعهم وحدة رائعة. إنهم يتشاركون في وحدة ذاتِ تنوع؛ فهم منتشرون في أرجاء الأرض كلها، ولهم خلفيات عِرقية مختلفة، ويعيشون في ظل أنظمة حكومية متنوعة، وتواجههم مشكلات اجتماعية متباينة، إنما تجمعهم وحدة هي عقيدة حية ورسالة ثابتة.
يكاد يستحيل على أي إنسان بمفرده أن يكتب خلاصة رسمية لعقيدة المعمدانيين ورسالتهم. ومع أن كاتب هذا الكتاب معمداني جنوبي، فلا يُعتبر ما كتبه هنا خلاصة لعقيدة المعمدانيين ورسالتهم، مُلزِمة للمعمدانيين الجنوبيين. فما هذا الكتاب إلا محاولة بَذَلَها واحدٌ من المعمدانيين لتفسير خُلاصةٍ اقترع عليها مندوبون عن المعمدانيين الجنوبيين في جلسة عُقِدت لهذا الغرض، وهذه الخلاصة اعتُبرت معالجةً شاملةً للعناصر الأساسية المتفق عليها عموماً بين المعمدانيين الجنوبيين.
والجدير ذكره هنا أن ناشر هذا الكتاب باللغة العربية أجرى بعض التعديلات الطفيفة لكي يعبّر- بأكثر تدقيق- عن معتقدات المعمدانيين في الشرق الأوسط.
فما يتضمنه هذا الكتاب هو خلاصة توافق بصورة عامة عقيدة المعمدانيين ورسالتهم في كل مكان.
فمؤلف هذا الكتاب وناشره يصلّيان إلى الله لكي يجعل جهدهما نافعاً في تمكين الآخرين من فهم عقيدة المعمدانيين ورسالتهم فهماً أوفى. كما يناشدان كل من يقرأ هذا الكتاب أن يفعل ما فعله أهل بيرية، إذ فحصوا "الكتب كل يوم، هل هذه الأمور هكذا" (أعمال 17: 11)، وذلك بروح الصلاة وبإرشاد الروح القدس.
- عدد الزيارات: 6867