Skip to main content

الدرس الرابع: وحدانية الله بالحقيقة نؤمن بإله واحد - سادساً: الله الواحد والثالوث الأقدس

الصفحة 6 من 8: سادساً: الله الواحد والثالوث الأقدس

سادساً: الله الواحد والثالوث الأقدس

يظهر الكتاب المقدس أقانيم اللاهوت الثلاثة، فمثلاً يسبح السيرافيم الله قائلين "قدوس قدوس قدوس" (أشعياء 6: 3) فالآب قدوس (يوحنا 17: 11) والابن قدوس (رؤيا 3: 7) (لوقا 1: 35)، والروح القدس قدوس (1تسالونيكي 4: 8) (أفسس 1: 13)، ونلاحظ أنه في كثير من آيات الكتاب المقدس يرد ذكر الله بالجمع ليؤكد حقيقة الأقانيم الثلاثة في الله الواحد، مثلاً: "في البدء خلق الله (إلوهيم، بالجمع في العبرية) السموات والأرض" (تكوين 1: 1)، "اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد" (تثنية 6: 4)، (مرقس 12: 29)، وواحد هنا في العبرية وحدانية جامعة، ففي العبرية كلمتان عن الوحدة:

الأولى: كلمة (آخاد) التي تستخدم في الوحدة المركبة مثل عنقود العنب وهي المستخدمة هنا.

الثانية: (ياخيد) وهي التي تدل على الوحدة البسيطة.

والجمع هنا ليس للتعظيم، فاللغة العبرية لا تعرف الجمع للتعظيم، مثلاً: أنا فرعون (تكوين 41: 44) أنا نبوخذنصر (دانيال 4: 34) بالفرد. مثال آخر: قال الله "هو ذا الإنسان قد صار كواحد منا" (تكوين 3: 22)، "هلم ننزل ونبلبل" (تكوين 11: 7)، "سمعت صوت السيد الرب قائلاً من أرسل (بالمفرد) ومن يذهب من أجلنا (الوحدانية الجامعة)" (أشعياء 6: 8)، "أما أنا فقد مسحت ملكي على صهيون (حديث الآب)" (مزمور 2: 6)، ويتحدث الابن "إني أخبر من جهة قضاء الرب قال لي أنت ابني أنا اليوم ولدتك" (مزمور 2: 7-9)، ونجد حديث الروح القدس "اعبدوا الرب بخوف" (مزمور 2: 11-12) هنا الأقانيم الثلاثة: "منذ وجوده أنا هناك (الابن) والآن السيد الرب (الآب) أرسلني وروحه (الروح القدس)" (إشعياء 48: 16)، وفي المعمودية نرى الثلاثة أقانيم موجودة (مرقس 1: 9-11)، وفي المعمودية المسيحية قال الرب "عمدوهم باسم (وليس بأسماء) الآب والابن والروح القدس" (متى 28: 19). ومثل هذا نجده كثيراً في (2كورنثوس 13: 14)، (لوقا 1: 35)، (يوحنا 14: 12-17)، (أعمال 4: 29-31)، (1كورنثوس 12: 4-6)، (أفسس 4: 4-6)، (عبرانيين 10: 9-15)، (يهوذا 20)، (رؤيا 1: 4-5).

تذكر أن 1×1×1=1 وليس 1+1+1. قال الرب يسوع "إني أنا في الآب والآب في" (يوحنا 14: 10) والروح القدس هو روح الآب (متى 10: 20) وروح الابن "ثم بما أنكم أبناء أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخاً يا أبا الآب" (غلاطية 4: 6)، وهذا معناه أنه في الآب والابن إذن 1×1×1. وإن كان لا يمكن تشبيه الله "فاحتفظوا جداً لأنفسكم فإنكم لم تروا صورة ما يوم كلمكم الرب ... لئلا تفسدوا وتعملوا لأنفسكم تمثالاً منحوتاً .... ولئلا ترفع عينيك إلى السماء وتنظر الشمس والقمر والنجوم كل جند السماء ... فتغتر وتسجد لها وتعبدها ..." (تثنية 4: 15-19) لكن "أموره غير المنظورة ترى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته" (رومية 1: 20) لهذا فكثير من أوجه الحياة 3×1، فمجالات الحياة على الأرض ثلاثة: أرضية وجوية ومائية، وجوهر الأشياء: جماد أو نبات أو حيوان، والمادة: صلبة أو سائلة أو غازية، والزمن: ماضي وحاضر ومستقبل، والحيوان: رأس وبدن وذيل، والنبات: جذر وساق وفرع، والذرة: بروتونات ونيوترونات وإلكترونات، والأبعاد: طول وعرض وارتفاع، والكل في الواحد.

سابعاً: حقيقة التجسد
الصفحة
  • عدد الزيارات: 22068