مؤسسو بدعة شهود يهوه - جوزف فرنكلين روزفورد
2- جوزف فرنكلين روزفورد
ولد جوزف روزفورد في ولاية (ميسّوري) الأميركية في 8 تشرين الثاني 1869، فوقع في أشراك لاوسل وتتلمذ على يده، وكان له معواناً جباراً في كل مضمار، فأضحى خليفته الأول.
أُعجب روسل بروزفورد لنشاطه الكبير وحسن تصريفه للأعمال، فأوكل إليه تحرير أوراق الدعاوى في المخاصمات المتعددة التي نشبت في أيامه بسبب تصرفاته الشاذة- ثم اشتغل ككاتب في المحكمة المدنية، فتمكن وبمزاولة هذه المهنة من أن يقف على شؤون كثيرة تتعلق بالقوانين وتفسيرها وتطبيقها، وتسلح بما اكتسبه بالخبرة والممارسة ليطالب الالتحاق بنقابة المحامين في (بونفيل) ولاية (ميسوري) وذلك سنة (1892).
كان نظام تلك المقاطعة في نقابة المحامين يقضي بأن يُنتخب واحد منهم ليقوم مقام القاضي الأصيل إذا تغيب لمدة قصيرة، فاتفق مرة أن المحامين انتخبوه لهذا المنصب المؤقت فناب عن المحاكم أربعة أيام، نظر في أثنائها في حادثين بسيطين، فنال من موقفه هذا لقب قاض (القاضي جوزف فرنكلين روزفورد)- فراح يقدم لقبه على اسمه في صدر مؤلفاته العديدة، ويتذرع به لتعظيم شأنه في نظر الشعب البسيط الساذج.
نشاطاته:
ساهم روزفورد مع روسل في توطيد حركة (تلامذة التوراة) لمدة عشر سنوات- وفي سنة (1917) انتخب بالإجماع خلفاً لروسل في رئاسة الحركة- انصرف في همّة حازمة واندفاع كبير يدبر شؤون البدعة الجديدة وينظمها ويثبت لها الدعاوة في القارة الأميركية وخارجها بسيل من النشرات والكتب والخطب، وفي جميعها لا ينفك يضرب على سندان واحد ألا وهو: (كل سلطة دينية أو زمنية هي من صنع إبليس...).
أصدر سنة (1918) مجلة جديدة اسمها (العهد الذهبي)- في سنة (1921) نشر تعليماته بشأن التنظيم ليقوي مركزية الحركة في بروكلين. في سنة (1931) أهمل أتباعه اسم (تلامذة التوراة) الذي وهبهم إياه روسل واتخذوا لهم اسماً جديداً ألا وهو (شهود يهوه).
في سنة (1938) أعلن (إحياء نظام الحكم الإلهي) الذي توج تنظيم مركزية الحركة وأخضع جميع نشاطاتها لإدارة (بروكلين)، حيث يوجد ما يسمى (ببرج المراقبة) أي الإدارة الرسمية بحكم يهوه الأرضي.
فاق القاضي روزفورد كثيراً روسل بالتأليف، فكتب (18) كتاباً يتسع كل واحد منه لثلاث مئة وخمسين صفحة- و(32) نشرة، تضم كل واحدة منها (64) صفحة- سجل على أسطوانات خطبه الشهيرة، ففاق عددها المئة ألف أسطوانة، تحمل جميعها غضبته ونقمته الجامحة على الكنائس والديانات الأخرى والسلطات...
نبواته الكاذبة:
تنبأ القاضي روزفورد بأن مجيء المسيح سيتم سنة (1914) وبما أنه لم يأت، عين موعداً آخر سنة (1916) و (1918) و (1920)- ولكن هذه السنوات سجلت على (شهود يهوه) هزائم متكررة في ميدان التنبؤ، ولكي يبرّروا فشلهم هذا، ادّعى روزفورد، أنه دارت في السماء معركة هائلة سنة (1914)، كان من عواقبها تدهور إبليس وملائكته على الأرض، ونزول المسيح واستيلاؤه على العرش، وفي سنة (1918) حسب زعم روزفورد، دخل يسوع هيكل الله باحتفال مهيب... ولكي يغطي فشله بل نفاقه، ادعى بأن كل هذه النبوات قد تحققت ولكن بطريقة غير منظورة وسرّية.
تنبأ بأن العالم سيكون شاهداً لعودة الآباء كابراهيم واسحق ويعقوب، وغيرهم من مؤمني العهد القديم، ليمثلوا النظام التيوقراطي الجديد على الأرض، وذلك سيكون سنة (1925)- انقضى التاريخ ولم يرجع أحد من الآباء على الأرض- ولعودتهم بنى روزفورد في (سان دياغو) (ولاية كاليفورنيا) قصراً فخماً، أسماه (بيت ساريم) أي قصر الأمراء، وبما أن الآباء لم يكونوا متحمسين للعبور إلى الأرض والسكن في ذاك القصر، سكنه هو، فكان يقضي فيه مع امرأته وابنه فصل الشتاء...
حياته الخاصة:
لم تكن حياة روزفورد الشخصية أفضل من حياة معلمه القس روسل- ففي سنة (1918)- ألقي القبض عليه وسيق إلى القضاء لبثه روح التمرد والخيانة في صفوف القوات الأميركية المسلحة، وحكم عليه بالسجن مدة عشرين سنة، إلا أنه لحسن حظه، أطلق سراحه في عفو عام على أثر الحرب العالمية وإعلان النصر لأميركا والحلفاء، ففي (16 آب 1919) خرج القاضي من السجن، ولكنه بوقاحته المعروفة، أبى أن يكون من الشاكرين لبلاده التي غفرت له جرمه، فراح في كل مناسبة دون مهادنة ولا كلل، يصبّ على حكومته ووطنه وحكومات العالم أجمع، كأس غضبه وافترائه ونقمته...
في السنين (1894- 1895- 1897) أقيمت عليه عدة دعاوى لتصرفاته المخالفة لأصول مهنة المحاماة...
ومات روزفورد عن عمر يناهز (72 سنة) في بيت ساريم- قصر الآباء- في سان دياغو- كاليفورنيا، حيث انتظر عودة الآباء- ودفن في (روسفيل- ولاية نيويورك)...
- عدد الزيارات: 11439