الأصحاح الحادي عشر
"اِرْمِ خُبْزَكَ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ فَإِنَّكَ تَجِدُهُ بَعْدَ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ" (ع 1)
مدرسة العالم هي الجمع والتخزين استعداداً لليوم الشرير، وواضح أنها لا تعرف الإيمان والثقة في الله الذي بيده كل الأمور. ولكن ما أروع مدرسة الله، وهي مدرسة البذل لأجل الآخرين "مُتَذَكِّرِينَ كَلِمَاتِ الرَّبِّ يَسُوعَ أَنَّهُ قَالَ" مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ" (أع 20: 35) وأيضاً "بِيعُوا مَا لَكُمْ وَأَعْطُوا صَدَقَةً. اعملوا لَكُمْ أَكْيَاساً لاَ تَفْنَى وَكَنْزاً لاَ يَنْفَدُ فِي السَّمَاوَاتِ حَيْثُ لاَ يَقْرَبُ سَارِقٌ وَلاَ يُبْلِي سُوسٌ" (لو 12: 33).
والخبز هو قوام الحياة، أي إرم معيشتك. وقد يبدو من التعبير "على وجه المياه" أنه بذل وتضحية ضائعة لأنك لا تعرف نتائجه وأبعاده، لكن لا تخف إرمه بشجاعة لأنك تستودعه بين يدي ذاك الذي لا يُفقد منه شيء، حتى كأس ماء بارد يُقدم باسمه لا يضيع أجره. والمستقبل ولو بدا بعيداً ومرت عليه أيام كثيرة لكنه من المؤكد أن سيقدم لك حصاداً وفيراً لِما زرعته.
عجيبة هي موازين الرب إذ أن إطعام المحتاجين من قطيع الرب كأنه إطعام الرب نفسه "لأني جعت فأطعمتموني" (مت 25: 35)، "ومن يرحم الفقير يُقرض الرب وعن معروفه يجازيه" (أم 11: 25)
"أَعْطِ نَصِيباً لِسَبْعَةٍ وَلِثَمَانِيَةٍ أَيْضاً لأَنَّكَ لَسْتَ تَعْلَمُ أَيَّ شَرٍّ يَكُونُ عَلَى الأَرْضِ" (ع 2)
كن سخياً في العطاء كريماً في التوزيع مدخراً لنفسك أساساً حسناً للمستقبل (1 تي 6: 18).
رقم 7 هو رقم الكمال وهو تعبير عن أقصى حدود الطاقة البشرية، إذ أن الإنسان يعمل ستة أيام وفي اليوم السابع يستريح، والوصية هنا لا لسبعة بل أيضاً لثمانية كما هو مكتوب عن كنائس مكدونية "أنهم أعطوا فوق الطاقة" (2 كو 8: 3).
"لأنك لست تعلم أي شر يكون على الأرض": فالمستقبل مجهول وليس من يعلم ماذا يختبئ فيه. فقد يفقد الإنسان ثروته وربما عمله، وحينئذ يجد الإنقاذ الإلهي حاضراً وعجيباً ومجيداً لأنه لا ينسى تعب أو أي تضحية للمحتاجين فكم بالحري الذي يقدم لأجل اسمه المحبوب العظيم.
ونرى توضيحاً جميلاً لهذه الحقيقة في قصة المرأة الشونمية، إذ قدمت إلى أليشع رجل الله، الإكرام والضيافة اللائقة في محبة وسخاء، وجاءت المجاعة وطيقاً لنصيحة أليشع تغربت عن أرضها وبعد 7 سنوات عادت لتجد الأشرار وضعوا أيديهم على كل حقولها، فإذا باليد القديرة تتدخل بكيفية رائعة، فتأتي لتقدم شكواها للملك في الوقت الذي فيه كان جيحزي يحكي للملك قصتها الجميلة مع رجل الله أليشع، فيصرخ جيحزي: هذه هي المرأة، وفي الحال أمر الملك برد كل شيء لها (2 مل 8: 6)
"إِذَا امْتَلَأَتِ السُّحُبُ مَطَراً تُرِيقُهُ عَلَى الأَرْضِ. وَإِذَا وَقَعَتِ الشَّجَرَةُ نَحْوَ الْجَنُوبِ أَوْ نَحْوَ الشِّمَالِ فَفِي الْمَوْضِعِ حَيْثُ تَقَعُ الشَّجَرَةُ هُنَاكَ تَكُونُ" (ع 3)
يواصل الروح القدس التحريض على السخاء في العطاء فيقول أنظر إلى الدروس التي أعطاها الله في الطبيعة، كما يقول الرسول "أم ليست الطبيعة نفسها تعلمكم؟" (1 كو 11: 14، أي 12: 7، 8). والقصد هنا أن السحب الممتلئة تفرّغ شحنتها من الماء على الأرض الظامئة الناشفة اليابسة، وبعد أن تكمل بعثة الإحسان والخير هذه بأمر خالقها كما يقول في أي 37: 12 "فهي (السحب) مدوّرة متقلبة بإدارته (الخالق العظيم) ليفعل كل ما يأمر به على وجه الأرض المسكونة" وهكذا تعود السحب وتستعيد من المحيط الكبير الممتلئ نفس المياه التي أراقتها على الأرض "أَعْطُوا تُعْطَوْا كَيْلاً جَيِّداً مُلَبَّداً مَهْزُوزاً فَائِضاً يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ لأَنَّهُ بِنَفْسِ الْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ" (لو 6: 38).
أما درس وقوع الشجرة، سواء في الشمال أو الجنوب فإنها حيث تقع تكون لخير وفائدة من يجدها، وهكذا يجب أن يكون المؤمن لخير الآخرين حيثما أوجده الرب ما أروع موكب الرب وهو الشجرة المثمرة التي يبدأ بها سفر المزامير، ما من مكان وُجد فيه، إلا وكان فعلاً كل الخير الفائض بوفرة لمن حوله. لاق به أن يقرر أن ملوكاً وأنبياء اشتهروا أن يروا يوماً واحداً من أيام ابن الإنسان. ما أروعه في أشد وأقسى ساعات تعرضت لها حياته، ها هو الشجرة المثمرة أبدياً وزمنياً، فهناك كان يصنع الفداء لكل المفديين في كل العصور، لكن لمن حوله ها هو يعطي الإيمان للّص التائب، ولقائد المئة، ويدير أمور العذراء مريم الزمنية.
"مَنْ يَرْصُدُ الرِّيحَ لاَ يَزْرَعُ وَمَنْ يُرَاقِبُ السُّحُبَ لاَ يَحْصُدُ. كَمَا أَنَّكَ لَسْتَ تَعْلَمُ مَا هِيَ طَرِيقُ الرِّيحِ وَلاَ كَيْفَ الْعِظَامُ فِي بَطْنِ الْحُبْلَى كَذَلِكَ لاَ تَعْلَمُ أَعْمَالَ اللَّهِ الَّذِي يَصْنَعُ الْجَمِيعَ. فِي الصَّبَاحِ ازْرَعْ زَرْعَكَ وَفِي الْمَسَاءِ لاَ تَرْخِ يَدَكَ لأَنَّكَ لاَ تَعْلَمُ أَيُّهُمَا يَنْمُو هَذَا أَوْ ذَاكَ أَوْ أَنْ يَكُونَ كِلاَهُمَا جَيِّدَيْنِ سَوَاءً" (4- 6)
في هذه الأعداد الثلاثة ينتقل الحكيم بالروح القدس إلى وجه آخر لحياة الله فينا ألا وهو الخدمة وإلقاء بذار الكلمة في كل وقت وفي كل مكان. ونرى في هذا انسجاماً مع كلام الرب المبارك في أول أمثال ملكوت السموات السبعة في مت 13 حيث يوضح أن طريقة انتشار الملكوت هو إلقاء البذار، وهنا في ع 4 ينبر على ثبات القصد في إلقاء البذار، والزارع إذا نظر إلى حالة الجو، ممثلة في الريح والسحب، فلن يزرع، لكن بقصد ثابت يحمل البذار إلى الحقل. فبالأولى كثيراً نحن الذين نحمل بذار كلمة الحياة "أَنَا أُنَاشِدُكَ إِذاً أَمَامَ اللهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.. اكْرِزْ بِالْكَلِمَةِ اعْكُفْ عَلَى ذَلِكَ فِي وَقْتٍ مُنَاسِبٍ وَغَيْرِ مُنَاسِبٍ" (2 تي 4: 1، 2). ليتنا نعي أهمية هذا الأمر ونرى كيف أن سيدنا ورأسنا وقائدنا المعبود تركنا في هذا العالم لهذه المهمة "كَمَا أَرْسَلْتَنِي إِلَى الْعَالَمِ أَرْسَلْتُهُمْ أَنَا إِلَى الْعَالَمِ" (يو 17: 18).
وفي ع 5 التنبير على أن الولادة من فوق أمر داخلي بين النفس وبين الله، لأنه تعامل الكلمة بالروح القدس مع القلب لتستحضر النفس تماماً أمام الرب في الصليب كما أشار الرب له المجد في الحديث عن الولادة الثانية مع نيقوديمس "لاَ تَتَعَجَّبْ أَنِّي قُلْتُ لَكَ يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ. اَلرِّيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاءُ وَتَسْمَعُ صَوْتَهَا لَكِنَّكَ لاَ تَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي وَلاَ إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ هَكَذَا كُلُّ مَنْ وُلِدَ مِنَ الرُّوحِ" (يو 3: 7)
وما أقوى صوت الولادة الثانية فهي فعلاً معجزة إلهية تحول الشرير إلى قديس في لحظة. ويكون هذا واضحاً كل الوضوح بالنسبة للناس المحيطين بالشخص المولود، ولكن لا يعلمون كيف تم هذا، ومن أين جاءت "تسمع صوتها لكنك لا تعلم من أين تأتي ولا أين تذهب".
لكن الحكيم بالروح القدس يضيف أمراً آخر خاصاً بالولادة وهو تكوين العظام في بطن المرأة الحبلى، والعظام التي يقوم عليها كل جسمه، وهكذا أعمدة الحياة الجديدة، كيف تكونت وقامت في الحال: صلاة (أي صلة مع الله)، قراءة كلمة الله (سماع صوت الله)، محبة الله والمؤمنين من قلب طاهر بشدة، حضور الاجتماعات (شركة السجود والعبادة).
ع 6 التنبير على خدمة الرب سواء في الشباب المُشار إليه بالصباح، حيث القوة والحيوية والنشاط وقوة الاحتمال. لكن أيضاً عندما تغرب شمس الشباب، لا تتوان ولا تتباطأ متذرعاً بضعف الشيخوخة، وعلى صفحات الوحي عينات مباركة جداً، إذ نرى بولس الشاب بعد تجديده، ملتهباً بمحبة سيده، والرب استخدمه في هدم الوثنية في آسيا الصغرى وأوروبا وتأسيس الكنائس المسيحية الأولى بهما. لكن ما أجمل مساء بولس، لأنه وهو شيخ يخدم سيده، وهو في القيود يقول عن نفسه أنه سفير في سلاسل. ثم ما أروع ما أملاه عليه الروح القدس من رسائل في شيخوخته وهو في السجن، هي بحق ذخيرة مجيدة للكنيسة إلى نهاية تاريخها على الأرض.
كذلك أيضاً دانيال الشاب المكرس نراه في شيخوخته الشاهد الأمين لإلهه، وفي طريق الشهادة يذهب إلى جب الأسود.
لكن هناك عينات أخرى تنذرنا وتجعلنا نحترس، على سبيل المثال سليمان نفسه، ففي شبابه ما أجمل ما زرع لكن في شيخوخته كان محزناً. وليس له إلا قبض الروح.
"اَلنُّورُ حُلْوٌ وَخَيْرٌ لِلْعَيْنَيْنِ أَنْ تَنْظُرَا الشَّمْسَ" (ع 7)
في الستة أعداد السابقة تكلم سليمان مع المؤمنين عن وجهين مباركين للحياة الإلهية التي وصلت إلينا بالإيمان، وهما البذل والسخاء في العطاء، ثم تقديم الكلمة التي هي بذار الحياة الإلهية،وذلك للنفوس التي نتعامل معها في كل ظرف وفي كل مجال سواء كنا شباناً أو تقدمت بنا الأيام.
لكن في هذه الأعداد يتقدم الإنسان غير المولود من الله يوضح له الطريق الخطر الذي يسير فيه بدون توبة ورجوع إلى الله. وفي ع 7 يوضح عظمة العطية المعطاة من الله لكل إنسان على الأرض، وهي الحياة العاقلة المفكرة المعبر عنها بالنور، لأنه بوعي وفهم وذكاء يتمتع بكل جمال الخليقة التي تظهره أشعة الشمس. والقصد هو ما أعلنه الرسول "لِكَيْ يَطْلُبُوا اللهَ لَعَلَّهُمْ يَتَلَمَّسُونَهُ فَيَجِدُوهُ مَعَ أَنَّهُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا لَيْسَ بَعِيداً" (أع 17: 27)
"لأَنَّهُ إِنْ عَاشَ الإِنْسَانُ سِنِينَ كَثِيرَةً فَلْيَفْرَحْ فِيهَا كُلِّهَا وَلْيَتَذَكَّرْ أَيَّامَ الظُّلْمَةِ لأَنَّهَا تَكُونُ كَثِيرَةً. كُلُّ مَا يَأْتِي بَاطِلٌ" (ع 8)
هنا يوضح الحقيقة الخطيرة وهي أن هذه الحياة المعطاة للإنسان مهما طالت لسنين كثيرة، لكنها لا بد أن تنتهي إلى هذا الباب المحتوم ألا وهو الموت.
"وليتذكر أيام الظلمة لأنها تكون كثيرة"- أي ليضع قلبه وذهنه أيام الظلمة القادمة "لأنها تكون كثيرة" لا حصر لها، ولا عدد لها، لا نهاية لها. هي الأبدية بكل ما تعنيه من رهبة مرعبة.
ما أروع تحذير السيد "لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟" (مت 16: 26) وكما قال أيضاً في مت 8: 12 "فَيُطْرَحُونَ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ" فهو طرح في ظلام الجحيم- قتام الظلام- بعيداً جداً عن محضر الله في انفصال أبدي مطلق عنه "الذين قد حُفظ لهم قتام الظلام إلى الأبد" (2 بط 2: 17)
"اِفْرَحْ أَيُّهَا الشَّابُّ في حَدَاثَتِكَ وَلْيَسُرَّكَ قَلْبُكَ فِي أَيَّامِ شَبَابِكَ وَاسْلُكْ فِي طَرِيقِ قَلْبِكَ وَبِمَرْأَى عَيْنَيْكَ وَاعْلَمْ أَنَّهُ عَلَى هَذِهِ الأُمُورِ كُلِّهَا يَأْتِي بِكَ اللَّهُ إِلَى الدَّيْنُونَةِ" (ع 9)
أسلوب تهكمي لاذع، يحذر الحكيم كل شاب من الحياة المستهترة التي تتجاهل السيد الخالق العظيم المحب. ويلخص هذه الحياة المستبيحة بهذه الأركان الر هيبة: أولاً- السعي وراء الأفراح والمسرات التي يقدمها العالم كما نسمع في أي 21: 12 "يَحْمِلُونَ الدُّفَّ وَالْعُودَ وَيُطْرِبُونَ بِصَوْتِ الْمِزْمَارِ... فَيَقُولُونَ لِلَّهِ ابْعُدْ عَنَّا وَبِمَعْرِفَةِ طُرُقِكَ لاَ نُسَرُّ. مَنْ هُوَ الْقَدِيرُ حَتَّى نَعْبُدَهُ وَمَاذَا نَنْتَفِعُ إِنِ الْتَمَسْنَاهُ".
- الركن الثاني: الركض وراء شهوات القلب الفاسدة التي تجري وراء نظرات العيون. والوحي المقدس يوضح باستمرار ارتباط الاثنين معاً " لَهُمْ قَلْبٌ مُتَدَرِّبٌ فِي الطَّمَعِ (الشراهة والشهوات) أَوْلاَدُ اللَّعْنَةِ لَهُمْ عُيُونٌ مَمْلُوَّةٌ فِسْقاً لاَ تَكُفُّ عَنِ الْخَطِيَّةِ" (2 بط 2: 14).
لكن ما أرهب الركن الثالث الذي ينتظرهم "إعلم أنه على هذه الأمور كلها يأتي بك الله إلى الدينونة: فهو أمر يقيني مؤكد لأن الله المنزه عن الكذب أعلنه في وحيه المقدس في كل الأسفار وأيضاً أعطى في الطبيعة دروساً عملية توضح أن الذي يُزرع في الخفاء لا بد أن يُستعلن ويصبح واضحاً تماماً.
"فَانْزِعِ الْغَمَّ مِنْ قَلْبِكَ وَأَبْعِدِ الشَّرَّ عَنْ لَحْمِكَ لأَنَّ الْحَدَاثَةَ وَالشَّبَابَ بَاطِلاَنِ" (ع 10)
هنا يكشف الحقيقة، فالمسرات العالمية والشهوات التي يجري وراءها الإنسان ليست إلا غماً في آخرتها تلسع كالحية وتلدغ كالأفعوان (أم 23: 32) وهي شرط يلصق بلحم الإنسان "كُلُّ خَطِيَّةٍ يَفْعَلُهَا الإِنْسَانُ هِيَ خَارِجَةٌ عَنِ الْجَسَدِ لَكِنَّ الَّذِي يَزْنِي يُخْطِئُ إِلَى جَسَدِهِ" (1 كو 6: 18).
- عدد الزيارات: 2078