الأصحاح 36
كان عدد بنات صلفحاد خمسة بدون رجال وهذا يشير إلى الضعف وهكذا نرى أن الميراث يمكن أن يمتلك حتى في وجود الضعف طبقاً لنعمة الرب ومقاصده الإلهية وذلك طبقاً لوصية الرب في ص 27 أنه إذا كان هناك رجل وليس له ابن ينقل ملكه إلى ابنته وفي هذا رمز أن كل أولاد الله لهم نصيب في الميراث بالرغم مما يجتازون فيه من ضعف وظروف غير عادية ويمكنهم أن يقولوا "انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله" (1 يو 3: 1) وهؤلاء هم الذين يحبون الله (رو8: 28، 1 كو 2: 9) وهم لا يرثون فقط بل يمتلكون طبيعة تناسب ما أعدته لهم المحبة الإلهية، والروح نفسه يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله فإن كنا أولاد فإننا ورثة أيضاً ورثة الله ووارثون مع المسيح (رو 8: 16، 17) وما دمنا ورثة فيجب أن يكون الميراث له تقديره العظيم لدينا.
ولأننا أولاد الله فإننا نأتي إلى النور من خلال ثلاث طرق (1) ممارسة البر (2) محبة الإخوة (3) تقدير الميراث. ولقد برهنت بنات صلفحاد أنهن بنات يوسف بإظهار اهتمامهن بالميراث.
ونلاحظ أن الرسول يوحنا الذي كانت الأيام الأخيرة ماثلة أمام عينيه يتكلم كثيراً عن الحياة الأبدية التي هي بالنسبة لنا من ضمن الميراث ويركز كثيراً على أننا ولدنا من الله الأمر الذي يعطينا الحق في الميراث.
ويرينا الأصحاح موضوع تأملنا أن الميراث ينبغي أن يوجد بالارتباط مع السبط ولا ينبغي أن يتغير امتلاكه من سبط إلى آخر. ونحن نمتلك الميراث بالارتباط مع إخوتنا- جميعنا ورثة الله ووارثون مع المسيح وهذا يجعلنا غير محصورين في أنفسنا وغير منفصلين عن كل إسرائيل الله، نسير برفقة إخوتنا المحليين وفي نفس الوقت لا نتساهل في ترك ما هو مخصص لنا في السبط، وكان هذا له اعتباره في الآباء الذين من سبط منسى (ع1- 4) أنه لا ينبغي أن أي جزء من الميراث يؤخذ منهم ويعطى لسبط آخر وهذا يعني أنه إذا فشل سبط في امتلاك ما يخصه فإن هذا يعني وجود ثغرة في التعيين الإلهي لكل سبط ولا بد أن يتأثر كل إسرائيل بذلك.
لا ينبغي أن نفقد الإحساس أننا جسد واحد وروح واحد حيث يسير الإخوة معاً يدعون الرب من قلب نقي وهذا هو الوضع الذي وضعتنا فيه محبة الله ونعمته وهو أننا جسد واحد معطى لنا عطايا مختلفة بالروح الواحد، والمؤمنون هم أعضاء هذا الجسد الواحد (1 كو 12) إنه شيء مؤسف أن لا يشعر عضو في هذا الجسد بانتمائه إلى الجسد ويشعر الكل بالأسف لعدم مشاركة هذا العضو لهم في التمتع بالميراث في الصفة السبطية، ينبغي أن يتمتع كل الأعضاء بنصيبهم في المسيح وهذا يصبح متاحاً حين تسمو حالة الجماعة كلها روحياً ويكون هناك تميز للعطايا المعطاة بالروح لكل جماعة. وقد يطفأ الروح باتباع الخدمات الجسدية وعندئذ يفقد التمتع بالميراث، وذلك حين تسود إرادة الإنسان، ومسؤولية كل سبط أن يمنع ذلك لكي يتمتع بنصيبه في الميراث وذلك حتى يتعلم درس بنات صلفحاد.
كان المؤمنون في أيام الرسل متمتعين بما كان لهم في الميراث حسب القصد الإلهي وفي الإمكان الآن أن يكون لنا تمتع بالميراث حتى في وجود أقلية من المؤمنين لهم هذا الفكر اثنان أو ثلاثة يعرفون أن يسيروا معاً سيراً روحياً متمتعين بما لهم في المسيح.
وهذا هو الدرس الأخير في سفر العدد الذي قصد الله أن يعطيه لنا!
- عدد الزيارات: 2037