Skip to main content

الفصل الثاني عشر - وقت النهاية - فترات الأيام الأخيرة

الصفحة 5 من 6: فترات الأيام الأخيرة

فترات الأيام الأخيرة

"ومن وقت إزالة المحرقة الدائمة وإقامة رجس المخرب ألف ومئتان وتسعون يوماً. طوبى لمن ينتظر ويبلغ الألف والثلاث مئة والخمسة والثلاثين يوماً" (دانيال 12: 11 و 12).

لدينا في هذا الإصحاح ثلاث فترات من الزمان:

الفترة الأولى مدتها زمان وزمانين ونصف زمان أي 1260 يوماً.

الفترة الثانية مدتها 1290 يوماً.

الفترة الثالثة مدتها 1335 يوماً.

الفترة الأولى هي فترة انتهاء العجائب ومدتها 1260 يوماً وبنهايتها ينتهي حكم الوحش.

الفترة الثانية ومدتها 1290 يوماً، هي أطول من الفترة الأولى بثلاثين يوماً...

وفي اعتقادنا أن هذه الثلاثين يوماً تتعلق بتطهير الهيكل من كل النجاسات التي وضعها فيه الحاكم العالمي القادم وداعيته الروحي النبي الكذاب وهو الوحش الطالع من الأرض.

نقول هذا لأن النص يتعلق بالهيكل وما حدث فيه "ومن وقت إزالة المحرقة الدائمة وإقامة رجس المخرب ألف ومئتان وتسعون يوماً".

وفي أيام الملك حزقيا فتح حزقيا أبواب الرب في السنة الأولى من ملكه في الشهر الأول، وأمر اللاويين أن يطهروا بيت الرب ويخرجوا كل النجاسة منه، يستغرق العمل في تطهير الهيكل وتقديسه ستو عشر يوماً، لكن الفصح لم يعمل إلا في الشهر الثاني "لأن الكهنة لم يتقدسوا بالكفاية والشعب لم يجتمعوا في أورشليم" (2 أخبار 29 و 30).

يتضح إذاً أن الثلاثين يوماً التي أضيفت إلى زمن الضيقة هي لتطهير الهيكل إذ النبوة تتعلق به.

الفترة الثالثة ومدتها 1335 يوماً وهي تزيد 75 يوماً عن فترة الضيقة وانتهاء العجائب، تتصل باليهود العائشين على الأرض في تلك الفترة التي لا شك ستكون ضرورية لإزالة حطام وأنقاض أزمنة الأمم، وسعيد من ينتظر إلى هذا الوقت.

ولا شك أن دينونة الشعوب الحية ستستغرق بعض الوقت (متى 25: 31 - 46). كذلك جمع المعاثر وفاعلي الإثم سيستغرق بعض الوقت "فكما يجمع الزؤان ويحرق بالنار هكذا يكون في انقضاء العالم (أي في انقضاء هذا الدهر) يرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم" (متى 13: 40 و 41).

ومدة 75 يوماً ليست بطويلة للقيام بهذا كله، ما دامت الأحداث تتم لأناس يعيشون على هذه الأرض.

والإنسان الذي سيظل حياً ويبلغ إلى "الألف والثلاث مئة والخمسة والثلاثين يوماً" سينال بركة كبرى، وسعادة لا توصف لأنه بكل يقين سيعيش في ظلال المسيح، وتحت سيادته وسلطته، في ملكوته الألفي السعيد.

انتهت دينونة الشعوب الحية في ذلك الوقت.

وقضي تماماً على نظام الحكم العالمي وأزيلت كل آثاره، وبهذا انتهت أزمنة الأمم.

والمسيح بشخصه يملك على هذه الأرض، بالبر والسلام وهنا تتم كلمات أشعياء النبي.

"ويخرج قضيب من جذع يسى وينبت غصن من أصوله. ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب. ولذته تكون في مخافة الرب. فلا يقضي بحسب عينيه ولا يحكم بحسب سمع أذنيه. يقضي بالعدل للمساكين ويحكم بالإنصاف لبائسي الأرض ويضرب الأرض بقضيب فمه ويميت المنافق بنفخة شفتيه. ويكون البر منطقة متينة والأمانة منطقة حقويه

فيسكن الذئب مع الخروف ويربض النمر مع الجدي والعجل والشبل والمسمن معاً وصبي صغير يسوقها. والبقرة والدبة ترعيان. تربض أولادهما معاً والأسد كالبقر يأكل تبناً. ويلعب الرضيع على سرب الصل ويمد الفطيم يده على حجر الأفعوان. لا يسؤون ولا يفسدون في كل جبل قدسي لأن الأرض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر. ويكون في ذلك اليوم أن أصل يسى القائم راية للشعوب إياه تطلب الأمم ويكون محله مجداً" (أشعياء 11: 1 - 10).

"طوبى لمن ينتظر ويبلغ الألف والثلاث مئة والخمسة والثلاثين يوماً" (دانيال 12: 12).

ليدخل إلى ملك المسيح، حيث يسود العدل، والسلام، وتعود الوحوش المفترسة إلى طبيعتها التي خلقت بها حين عاشت مع آدم وحواء في جنة عدن.

وتمتلئ الأرض من معرفة الرب.

ويتنقى الهواء من جراثيم الأمراض.

ويخلص الأفق من كل عناصر الفساد.

"أما أنت فاذهب إلى النهاية فتستريح وتقوم لقرعتك في نهاية الأيام" (دانيال 12: 13).

اذهب إلى النهاية، أي استمر في خدمتك، وأمانتك، وشركتك مع الرب.. اذهب في الطريق المستقيم الذي أنت فيه إلى النهاية.

وسوف تستريح بعد جهادك الطويل بالموت. والموت راحة القديسين إذ يقول عنه أيوب "هناك يكف المنافقون عن الشغب وهناك يستريح المتعبون" (أيوب 3: 17) ويقول يوحنا في سفر الرؤيا "وسمعت صوتاً من السماء قائلاً لي اكتب طوبى للأموات الذين يموتون في الرب منذ الآن. نعم يقول الروح لكي يستريحوا من أتعابهم، وأعمالهم تتبعهم" (رؤيا 14: 13).

ولكن الرجل اللابس الكتان يؤكد لدانيال حقيقة القيامة من الأموات فيقول له "وتقوم لقرعتك في نهاية الأيام".

والقيامة من الأموات كانت دائماً رجاء المؤمنين، وإيمانهم الوطيد.

لقد آمن إبراهيم بالقيامة "بالإيمان قدم إبراهيم اسحق وهو مجرب. قدم الذي قبل المواعيد وحيده... إذ حسب أن الله قادر على الإقامة من الأموات أيضاً الذين منهم أخذه أيضاً في مثال" (عبرانيين 11: 17 - 19).

وأيوب آمن بالقيامة فقال وهو يجتاز نيران تجاربه "أما أنا فقد علمت أن وليي حي والآخر على الأرض يقوم. وبعد أن يفنى جلدي هذا وبدون جسدي أرى الله. الذي أراه أنا لنفسي وعيناي تنظران وليس آخر. إلى ذلك تتوق كليتاي في جوفي" (أيوب 19: 25 - 27) وكأن أيوب يقول "بعد أن يفنى جلدي هذا المضروب بقرح رديء. ويأكل الدود هذا الجسد الترابي. فبدون هذا الجسد الترابي، أي في الجسد الممجد الذي سأقوم به من القبر أرى الله. أراه أنا بجسدي الممجد وعيناي تنظران وليس آخر".

وأشعياء النبي يؤكد حقيقة القيامة بكلماته "تحيا أمواتك تقوم الجثث. استيقظوا ترنموا يا سكان التراب" (أشعياء 26: 19).

فكما أن الموت حقيقة ثابتة (عبرانيين 9: 27)

كذلك القيامة حقيقة ثابتة

"تقوم لقرعتك في نهاية الأيام"

لقد عاش دانيال أميناً للرب.

عاش طاهراً في بلد غريب.

وعاش أميناً للرب وللملوك الذين خدم في بلاطهم.

وخدم جيله بمشورة الله.

وفي الشيخوخة دخل المدفن ليستريح.

لكنه مات على رجاء إذ أيقن أنه سيقوم لقرعته في نهاية الأيام.

وقرعته بكل يقين هي قرعة الفاهمين، والذين ردوا كثيرين إلى البر، والغالبين الذين سيملكون مع المسيح.

سيقوم دانيال في القيامة الأولى، القيامة التي سيقوم فيها الغالبون والشهداء الذين ماتوا بسبب أمانتهم وإيمانهم بالمسيح في كل العصور.

ففي أي قيامة ستكون قرعتك؟

هل أنت مؤمن مكرس تحب الرب، وتربح النفوس للمسيح، وتعيش الحياة الغالبة؟

إذاً فستكون قرعتك في القيامة الأولى لتملك مع المسيح ألف سنة.

أما إذا كنت مؤمناً مغلوباً، منشغلاً فقط بأمور الزمان الحاضر، وبغير شهادة فعالة للمسيح فقرعتك هي القيامة الثانية.. ستخلص وتدخل الحياة الأبدية لكنك ستخسر أجرتك، وتخلص كما بنار (1 كورنثوس 3: 1 - 15).

أما دانيال المحبوب فحين يقوم فسيكون مضيئاً كضياء الجلد. سيكون كوكباً لامعاً منيراً في سماء الأبد.

مراجع الكتاب
الصفحة
  • عدد الزيارات: 25164