Skip to main content

الفصل الحادي عشر - الملك المتعظم - الشرق الأوسط في وقت النهاية

الصفحة 6 من 6: الشرق الأوسط في وقت النهاية

الشرق الأوسط في وقت النهاية

"ففي وقت النهاية يحاربه ملك الجنوب فيثور عليه ملك الشمال بمركبات وبفرسان وبسفن كثيرة ويدخل الأراضي ويجرف ويطمو" (دانيال 11: 40)

ففي وقت النهاية..

الأحداث المقبلة إذاً ترتبط بوقت النهاية، وقد وصل ذلك الملك المتعظم إلى قمة النجاح، وتجسدت خطط، وتحقق طموحه.

لقد أعطاه الشيطان قدرته وعرشه وسلطاناً عظيماً، ولكن القانون العام لابد أن ينطبق عليه "ما يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً" لنضع في ذهننا أن الملك المتعظم هو الحاكم العالمي القادم، وفي وقت النهاية يحاربه ملك الجنوب، ولعل ملك الجنوب في هذا النص لا يشير إلى مصركما ذكرنا فيما سبق، بل إلى كل أفريقيا، نقول ذلك لأننا نجد مكاناً آخر لمصر في هذا النص "ويمد يده على الأراضي وأرض مصر لا تنجو" (دانيال 11: 42).

فعندما يحارب ملك الجنوب، الملك المتعظم، يثور ملك الشمال على ملك الجنوب بمركبات وبفرسان وبسفن كثيرة، لأن ملك الشمال في ذلك الوقت سيكون تحت سيادة الحاكم العالمي القادم "ويدخل الأراضي ويجرف ويطمو" والذي يدخل الأراضي هنا هو "الملك المتعظم"، وهو يبدو في هذه الصورة النبوية منتصراً ناجحاً.

"ويدخل إلى الأرض البهية فيعثر كثيرون وهؤلاء يفلتون من يده أدوم وموآب ورؤساء بني عمون" (دانيال 11: 41).

ودخول تاوحش، الملك المتعظم، إلى الأرض البهية، وهي الأرض المقدسة (دانيال 11: 16) سيتسبب في عثرة الكثيرين من اليهود، "وهؤلاء يفلتون من يده أدوم وموآب ورؤساء بني عمون"، ولعل إفلاتهم من يده سببه أنهم يقفون موقفاً عدائياً ضد الشعب القديم.

"ويمد يده على الأراضي وأرض مصر لا تنجو. ويتسلط على كنوز الذهب والفضة وعلى كل نفائس مصر" (دانيال 11: 42 و 43).

هنا نرى الحاكم العالمي القادم في حملاته العسكرية لحماية إمبراطوريته العالمية، يمد يده على الأراضي، ويسيء إلى مصر ناهباً كنوزها الذهبية الفرعونية، ونفائسها الأثرية التي لا تقدر بثمن.

"واللوبيون والكوشيون عند خطواته" (دانيال 11: 43).

وهذا يعني أن ليبيا والحبشة ستسير في خطوات الحاكم العالمي القادم، فتنضم إلى جيش الحاكم المنتصر وتخضع لسلطانه.

"وتفزعه أخبار من الشرق ومن الشمال فيخرج بغضب عظيم ليخرب وليحرم كثيرين" (دانيال 11: 44).

وربما تكون الأخبار المفزعة التي ستواجه هذا الملك المتعظم والآتية من الشرق، هي أخبار الملوك الذين من مشرق الشمس (رؤيا 16: 12) أما أخبار الشمال فلعلها من المنطقة الواقعة شمال فلسطين، ونتيجة هذه الأخبار أن هذا الملك يخرج بغضب عظيم ليخرب وليقتل كثيرين.

"وينصب فسطاطه بين البحور وجبل بهاء القدس ويبلغ نهايته ولا معين له" (دانيال 11: 45).

الفسطاط هو السرادق من الأبنية، أو الخيمة، والحاكم العالمي سيقيم خيمته بين البحور في أورشليم بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الميت "بين البحور وجبل بهاء القدس".

ويصل دانيال في نبوته إلى نهاية هذا الملك "ويبلغ نهايته ولا معين له".

وهنا نعود إلى نبوة زكريا وإلى سفر رؤيا يوحنا لنرى كيف بلغ هذا الملك العاتي، الذي تجسد فيه الشيطان ليدفع العالم لعبادته إلى نهايته..

وزكريا يقدم لنا صورة المعركة الأخيرة الحاسمة، معركة هرمجدون في الكلمات "هوذا يوم للرب يأتي فيقسم سلبك في وسطك. وأجمع كل الأمم على أورشليم للمحاربة فتؤخذ المدينة وتنهب البيوت وتفضح النساء ويخرج نصف المدينة إلى السبي وبقية الشعب لا تقطع من المدينة.

فيخرج الرب ويحارب تلك الأمم كما في يوم حربه يوم القتال. وتقف قدماه في ذلك اليوم على جبل الزيتون الذي قدام أورشليم" (زكريا 14: 1 - 4).

أما يوحنا الرائي فيرينا كيف ستجتمع الأمم على أورشليم للمحاربة، وكيف سيصل الوحش الطالع من البحر ومعه النبي الكذاب إلى نهايتهما فيقول:

"ورأيت من فم التنين ومن فم الوحش ومن فم النبي الكذاب ثلاثة أرواح نجسة شبه ضفادع. فإنهم أرواح شياطين صانعة آيات تخرج على ملوك العالم وكل المسكونة لتجمعهم لقتال ذلك اليوم العظيم يوم الله القادر على كل شيء.. فجمعهم إلى الموضع الذي يدعى بالعبرانية هرمجدون" (دانيال 16: 13 - 16).

وعلينا أن نذكر أنه قبل ذلك الوقت تكون روسيا قد هزمت تماماً بالتدخل الإلهي (حزقيال 38 و 39) وتكون أمريكا قد تدهورت حتى أن النبوة لم تذكر لها أدواراً في أحداث الأيام الأخيرة.

ويستمر يوحنا فيرينا كيف انتهت معركة هرمجدون، وانتهى بنهايتها الملك المتعظم، الأثيم، إنسان الخطية فيقول:

"ثم رأيت السماء مفتوحة وإذا بفرس أبيض والجالس عليه يدعى أميناً وصادقاً وبالعدل يحكم ويحارب. وعيناه كلهيب نار وعلى رأسه تيجان كثيرة وله اسم كلمة الله.. ومن فمه يخرج سيف ماض لكي يضرب به الأمم وهو سيرعاهم بعصا من حديد وهو يدرس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على كل شيء. وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب ملك الملوك ورب الأرباب.

ورأيت الوحش وملوك الأرض وأجنادهم مجتمعين ليصنعوا حرباً مع الجالس على الفرس ومع جنده. فقبض على الوحش والنبي الكذاب معه الصانع قدامه الآيات التي بها أضل الذين قبلوا سمة الوحش والذين سجدوا لصورته وطرح الاثنان حيين إلى بحيرة النار المتقدة بالكبريت والباقون قتلوا بسيف الجالس على الفرس الخارج من فمه وجميع الطيور شبعت من لحومهم" (رؤيا 19: 11 – 16 و 19 و 20 و 21).

هكذا بلغ الملك المتعظم نهايته.

ولا معين له.

الصفحة
  • عدد الزيارات: 24392