الفصل السابع - الحيوانات الحاكمة - القرن الصغير
القرن الصغير
الملك الآخر المسمى بالقرن الصغير سيظهر من بين أباطرة الإمبراطورية الرومانية، ونلاحظ في ظهره ما يلي[1] يقوم قبله عشرة ملوك من ذات الإمبراطورية، ويذل ثلاثة منهم، ويتحدون معه عند ظهوره. والملوك برأسه (دانيال 7: 20) وهذا يعني أنه سيكون صاحب السلطة العليا عليهم، وهو القوة المفكرة الموجهة لهم، وهؤلاء الملوك العشرة يشار إليهم أيضاً بأصابع التمثال (دانيال 2: 42- 44). [2] يتكلم بكلام ضد العلى. [3] يظن أنه يغير الأوقات والسنة. [4] يسلم القديسون ليده إلى زمان وأزمنة ونصف زمان.
ومن يكون هذا غير الدكتاتور العالمي القادم؟
من يكون غير الوحش الذي ذكر يوحنا أوصافه في سفر الرؤيا بالكلمات "ثم وقفت على رمل البحر. فرأيت وحشاً طالعاً من البحر لع سبعة رؤوس وعشرة قرون وعلى قرونه عشرة تيجان وعلى رؤوسه اسم تجديف. والوحش الذي رأيته كان شبه نمر (الإمبراطورية اليونانية) وقوائمه كقوائم دب (الإمبراطورية الفارسية) وفمه كفم أسد (الإمبراطورية البابلية)" (رؤيا 1: 1- 2).
ومن هذا الوصف نرى أن الحاكم العالمي القادم، القرن الصغير، سيتبنى الفلسفة اليونانية، والقوة الباطشة الفارسية، والديانة البابلية، ديانة عبادة الإنسان. ويسترعى انتباهنا أن الإمبراطوريات القديمة تذكر بترتيب عكسي فتبدأ باليونان وتنتهي ببابل مما يؤكد أن فلسفة الإنسان ستطغى خلال حكم هذا الحاكم القادم وتلعب دوراً هاماً في تضليل الجماهير.
ويؤكد يوحنا في سفر الرؤيا أن هذا الحاكم سيصعد من الهاوية فيقول "الوحش الصاعد من الهاوية" (رؤيا 11: 9) "الوحش الذي رأيت كان وليس الآن وهو عتيد أن يصعد من الهاوية" (رؤيا17: 8).
ويؤكد يوحنا كذلك أن هذا الوحش هو أحد أباطرة الرومان السابقين "الوحش الذي رأيت كان وليس الآن.. والوحش الذي كان وليس الآن فهو ثامن وهو من السبعة ويمضي إلى الهلاك" (رؤيا 17" 8- 11).
وما قيل عن تجديف القرن الصغير ومحاربته الحاكم العالمي القادم ومحاربته للقديسين "وأعطى فماً يتكلم بعظائم وتجاديف.. ففتح فمه بالتجديف على الله ليجدف على اسمه وعلى مسكنه وعلى الساكنين في السماء. وأعطى أن يصنع حرباً مع القديسين ويغلبهم وأعطى سلطاناً على كل قبيلة ولسان وأمة. فسيسجد له جميع الساكنين على الأرض الذين أسماؤهم مكتوبة منذ تأسس العالم في سفر حياة الخروف الذي ذبح" (رؤيا 13" 5- 8).
مملكة هذا الحاكم إذاً ستشمل العالم كله بكل قبائله، ولغاته، وأممه.
وسيحاول هذا الحاكم أن يغير الأوقات والسنة، أي سيحاول تغيير الأسس التي عاش بها الناس، كما سيحاول تغيير ناموس الله الأزلي الذي أعطاه للناس، ولعل المعنى يفيد تغيير الأوقات التي حددها الله لإتمام مقاصده وخططه (تكوين 1: 14- 17: 21- 18: 14) وزمان سيادة هذا الحاكم القادم محددة بدقة من الله "ويسلمون ليده إلى زمان وأزمنة ونصف زمان" (دانيال 7: 25) "وأعطى سلطاناً أن يفعل اثنين وأربعين شهراً" (رؤيا 13: 5)، فمدة حكم هذه الطاغية سيكون ثلاث سنين ونصف، خلالها يعلن نفسه إلهاً ويسجد له الساكنون على الأرض (اقرأ 2 تسالونيكي 2: 3- 11).
وسيستمر هذا الحاكم في استبداده، وإيذائهن وتقتيله، وإذلاله للقديسين إلى أن يأتي الرب يسوع المسيح.
"فيجلس الدين وينزعون عنه سلطانه.. والمملكة والسلطان وعظمة المملكة تحت السماء تعطى لشعب قديسي العلى. ملكوته ملكوت أبدي وجميع السلاطين إياه يعبدون ويطيعون" (دانيال 7: 26- 27).
هنا نرى محكمة المسيح، وقد جلس هو على كرسي القضاء، وحكم لصالح القديسين "وأعطى الدين لقديسي العلى" (دانيال 7: 22).
وبالقضاء على الوحش، وببدء مملكة من نوع جديد تتميز بالعظمة والعدل والجلال، وفيها يكون الرب يسوع هو معبود جميع السلاطين (مزمور 2: 7- 12).
يختم دانيال الإصحاح بكلماته "أما أنا دانيال فأفكاري أفزعتني كثيراً وتغيرت على هيئتي وحفظت المر في قلبي".
ومن ذا الذي يتصور مدى الآلام والاضطهاد الذي ينتظر أولئك القديسين الذين سيعيشون في فترة الضيقة العظيمة تحت حكم الوحش، ولا يمتلئ فزعاً؟!
- عدد الزيارات: 20615