Skip to main content

الفصل السابع - الحيوانات الحاكمة

بهذا الفصل نبدأ الحديث عن الجزء النبوي في سفر دانيال، الإصحاح السابع الذي سيكون موضوع حديثنا في هذا الفصل كتب في الأصل باللغة الآرامية، وهو يرينا حكم الأمم وطبيعة هذا الحكم الوحشية.

والآن إلى كلمات الإصحاح السابع من سفر دانيال.

"في السنة الأولى لبيلشاصر ملك بابل رأى دانيال حالماً ورؤى رأسه على فراشه. حينئذ كتب الحلم وأخبر برأس الكلام. أجاب دانيال وقال كنت أرى في رؤياي ليلاً وإذا بأربع رياح السماء هجمت على البحر الكبير. وصعد من البحر أربعة حيوانات عظيمة هذا مخالف ذاك. الأول كالأسد وله جناحا نسر. وكنت أنظر حتى انتتف جناحاه وانتصب عن الأرض وأوقف على رجلين كإنسان وأعطى قلب إنسان.وإذ بحيوان آخر ثان شبيه بالدب فارتفع على جنب واحد وفي فمه ثلاث أضلع بين أسنانه فقالوا له هكذا. قم كل لحماً كثيراً. وبعد هذا كنت أرى وإذا بآخر مثل النمر وله على ظهره أربعة أجنحة طائر. وكان للحيوان أربعة رؤوس وأعطى سلطاناً. بعد هذا كنت أرى في رؤى الليل وإذا بحيوان رابع هائل وقوي وشديد جداً وله أسنان كثيرة من حديد كبيرة. أكل وسحق وداس الباقي برجليه. كان مخالفاً لكل الحيوانات الذين قبله. وله عشرة قرون." (دانيال 7: 1- 7).

في الحلم الذي رآه نبوخذ نصر رأينا أربع ممالك تتسلط على الأرض قبل مجيء ربنا يسوع المسيح لتأسيس ملكه الألفي السعيد على الأرض. هذه الممالك الأربع يرمز إليها في الحلم الذي رآه دانيال في هذا الإصحاح بأربعة حيوانات.

وقد يخطر ببالنا السؤال: كيف رأى الملك نبوخذ نصر في حلمه هذه الممالك الأربع مرموزاً إليها بالذهب، والفضة، والنحاس، والحديد المختلط بالخزف، بينما رآها دانيال مرموزاً إليها بحيوانات أربعة؟

ونجيب: إن حلم الملك نبوخذ نصر رآه ملك وثنى، وأراه الله في هذا الحلم ممالك العالم خلال أزمنة الأمم كما يراها الإنسان الطبيعي في مظهرها الخارجي البهي، وفي غناها، ومجدها، وقوتها العسكرية.

أما حلم دانيال فقد رآه نبي عبراني، وأراه الله ذات الممالك الأربعة في طبيعتها الداخلية الحقيقية.... الطبيعة الوحشية المفترسة..... وأنه لما يسترعى الانتباه أن الدول القديمة والحديثة قد اختارت رمزاً لها من الوحوش أو الطيور الجارحة.... وقد عرفنا الأسد البريطاني، والدب الروسي والنسر الأمريكي في ترينا الحديث.

قال دانيال "كنت أرى رؤياي ليلاً وإذا بأربع رياح السماء هجمت على البحر الكبير" (دانيال 27: 2).

وقد تكررت كلمة "رياح السماء" عدة مرات في هذا السفر. ففي دانيال 8: 8 نقرأ "فتعظم تيس المعز جداً ولما اعتز انكسر القرن العظيم وطلع عوضاً عنه أربعة قرون معتبرة نحو رياح السماء الأربع" وفي دانيال 11: 4 نقرأ "وكقيامة تنكسر مملكته وتنقسم إلى رياح السماء الأربع"

ويبدو أن استخدام كلمة "رياح السماء" في دانيال 8: 8 و 11: 4 نجد أن رياح السماء ترمز إلى العالم بجهاته الأربع كما نقرأ في إنجيل متى "فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الأربع الرياح من أقصاء السموات إلى أقصائها" (متى 24: 31)

فرياح السماء المذكورة في دانيال 7: 2 والتي هجمت على البحر الكبير ترمز إلى القوى التي يستخدمها الله لتنفيذ مقاصده سواء في السماء أو على الأرض،وهي بغير شك قوى ملائكية كما قال كاتب المزمور "الصانع ملائكته رياحاً وخدامه ناراً ملتهبة" (مزمور 104: 4)، ونحن نقرأ في سفر الرؤيا عن رياح الأرض في الكلمات "بعد هذا رأيت أربع ملائكة واقفين على أربع زوايا الأرض ممسكين أربع رياح الأرض لكي لا تهب ريح على أرض ولا على البحر ولا على شجرة ما" (رؤيا 7: 1)

وفي اعتقادنا أن هناك ملائكة مكلفين بتنفيذ مقاصد الله في السماء وعلى الأرض، كل فريق يقوم بعمله بحسب الخطة الإلهية المرسومة.

أما البحر الكبير الذي ذكره دانيال، فهو البحر الأبيض المتوسط، ويتضح هذا مما جاء في سفر العدد 34: 6 و 7 "وأما تخم الغرب فيكون البحر الكبير لكم تخماً. هذا يكون لكم تخم الغرب. وهذا يكون لكم تخم الشمال. من البحر الكبير ترسمون لكم إلى جبل هور" ويتضح كذلك مما جاء في سفر يشوع "من البرية ولبنان هذا إلى النهر الكبير نهر الفرات جميع أرض الحثيين وإلى البحر الكبير نحو مغرب الشمس يكون تخمكم" (يشوع 1: 4). ]اقرأ أيضاً يشوع 9: 1، يشوع 15: 11 و12 و 47، يشوع 23: 4، حزقيال 47: 10 و15 و19 و20 وحزقيال 48: 28[.

ويرمز البحر أيضاً في مواضع أخرى من الكتاب المقدس إلى القوى الأممية المعادية لله كما يقول أشعياء النبي "آه ضجيج شعوب كثيرة تضج كضجيج البحر وهدير قبائل تهدر كهدير مياه غزيرة" (أشعياء 17: 12) وكما يقول أيضاً "وأما الأشرار فكالبحر المضطرب لأنه لا يستطيع أن يهدأ وتقذف مياهه حمأة وطنياً" (أشعياء 57: 20) ]اقرأ أيضاً أرميا 46: 7 – 9 و 47: 2، رؤيا 13: 1 و 17: 1 و 15[.

فمن وسط الأمم المضطربة العائشة على شواطئ البحر الأبيض المتوسط خرجت الحيوانات الأربعة، واضطرت هذه الأمم وحيرها ستزايد مع الأيام...

ويقينا أن هذه الحيرة ظاهرة اليوم بصورة لا تنكر إحدى علامات قرب عودة المسيح كما قال بفمه المبارك "وتكون علامات في الشمس والقمر والنجوم. وعلى الأرض كرب أمم بحيرة البحر والأمواج تضج. والناس يغشى عليهم من خوف وانتظار ما يأتي عل المسكونة لأن قوات السموات تتزعزع. وحينئذ يبصرون ابن الإنسان آتياً في سحابة بقوة ومجد كثير" (لوقا 21: 25 - 27)

يقول دانيال النبي "وصعد من البحر أربعة حيوانات عظيمة هذا مخاف ذاك. الأول كالأسد وله جناحا نسر. وكنت أنظر حتى انتتف جناحاه وانتصب عن الأرض وأوقف على رجلين كإنسان وأعطى قلب الإنسان" (دانيال 7: 2 - 4)

هذا الحيوان الأول الذي رآه دانيال كالأسد له جناحا نسر، يرينا بصورته هذه الجلال الملكي والقوة العسكرية الباطشة، وفي ذلك الوقت البصر الحاد وسرعة الانقضاض التي يتميز بها النسر. وهذا الحيوان الأول يرمز إلى الإمبراطورية البابلية التي رمز إليها التمثال العظيم بالرأس من ذهب.

وقد يخطر ببالنا السؤال: كيف يمكن أن يكون حلم دانيال نبوياً يتحدث عن ممالك مستقبلية، بينما الحيوان الأول الذي رآه يرمز إلى الإمبراطورية البابلية التي كانت عندئذ موجودة على الأرض كما يؤكد دانيال في كلماته "في السنة الأولى لبيلشاصر ملك بابل رأى دانيال حلماً" (دانيال 7: 1)؟!؟

ونجيب: يقيناً أن الإمبراطورية البابلية كانت موجودة في الوقت الذي رأى دانيال فيه حلمه النبوي.... لكننا لا يجب أن ننسى أن الإمبراطورية البابلية حين رأى الملك نبوخذ نصر حلمه النبوي أيضاً... وفي اعتقادنا أن وجود الرأس من ذهب في التمثال الذي رآه الملك نبوخذ نصر، ووجود الحيوان الذي كالأسد في الحلم الذي رآه دانيال هو لإعطاء القارئ أو السامع صورة متكاملة للإمبراطوريات التي حكمت وستحكم الأرض خلال أزمنة الأمم - الصورة التي يراها الإنسان، والصورة التي يراها الله.

يستطرد دانيال قائلاً: "كنت أرى... وإذ بحيوان آخر ثان شبيه بالدب فارتفع على جنب واحد وفي فمه ثلاث أضلع بين أسنانه فقالوا له هكذا. قم كل لحماً كثيراً" (دانيال 7: 5).

هذا الحيوان الثاني كان شبيهاً بالدب، والدب أقل قوة من الأسد، تماماً كما أن الفضة في التمثال العظيم الذي رآه نبوخذ نصر الملك أقل قيمة من الذهب. وهنا نرى بداية التدهور في الحكم الأممي خلال أزمنة الأمم هذا الحكم الذي سيصل في نهايته إلى الحديد المختلط بالطين.

هذا الحيوان الشبيه بالدب يرمز إلى مملكة مادي وفارس، ويشار إليها في التمثال بالصدر والذراعين من فضة، وقد كانت هذه المملكة مكونة من اتحاد شعبين.. المادي والفارسي، والشعب المادي من نسل "ماداي ابن يافت" (تكوين 10: 2 و 1أخبار 1: 5)، أما الشعب الفارسي فهو من أصل آري، قريب من العنصر المادي، ولم يذكر أصله في جدول الأمم في تكوين 10. وقد أصبحت فارس هي القوة الأكثر تسلطاً وهذا يظهر في النبوة في ارتفاع الدب على جنب واحد وهو جنب الفارسي، أما الثلاث أضلع بين أسنان الدب فهي تشير إلى الممالك التي هزمها الدب المادي الفارسي.... بابل، ومصر، وليديا. وكانت ليديا واقعة على ساحل آسيا الصغرى عاصمتها ساردس ومن مدنها أيضاً ثياتيريا وفيلادلفيا، وقد انتصر كورش الفارسي على ملكها كريسوس وأصبحت ليديا مستعمرة فارسية، ولم تسترد حريتها منذ ذلك الحين.

وبسبب استخدام الأعداد الضخمة من الجيوش الفارسية نقرأ الكلمات "قم كل لحماً كثيراً" (دانيال 7: 5). مما يؤكد مدى فداحة الخسائر البشرية في حروب مادي وفارس.

ولقد كانت النبوة دقيقة كل الدقة في تصويرها مملكة مادي وفارس بالصدر والذراعين من فضة في التمثال العظيم، فمع أنها كانت مملكة واحدة إلا أنها تكونت من شعبين أشير إليهما بالذراعين.

يستطرد دانيال فيقول "وبعد هذا كنت أرى وإذ بآخر مثل النمر وله على ظهره أربعة أجنحة طائر. وكان للحيوان أربعة رؤوس وأعطى سلطاناً" (دانيال 7: 6)

النمر وحش مفترس يتميز بخفة الحركة والذكاء، وفي النبوة نجد أن هذا النمر له على ظهره أربعة أجنحة طائر مما يظهر سرعته الفائق الحدود.

هذا الحيوان الثالث يرمز إلى الإمبراطورية اليونانية التي تميزت بسرعة توسعها وانقضاضها تحت قيادة الإسكندر الأكبر. ولقد هزمت الإمبراطورية اليونانية أعداءها بسرعة منقطعة النظير تحت قيادة هذا الإمبراطور الشاب.

أما أربعة رؤوس هذا النمر فهي تشير إلى تقسيم الإمبراطورية اليونانية بين أربعة من قادة الجيش اليوناني.... حكموا سوريا، ومصر، ومكدونية، وأسيا الصغرى هم بطليموس Ptolemy، وسيلوقوس Seleucs، وفيليب Philip، وأنتيجونوس Antigonus. ويعتقد أدوارد يونج أن الأربعة رؤوس تشير أربعة أطراف الأرض، ويبنى اعتقاده على أن الملوك يشار إليهم بالقرون في سفر دانيال، ويقول أن الرؤوس الأربعة تشير إلى تسلط الإمبراطورية اليونانية على الأرض كما تقول كلمات النبوة "ومملكة ثالثة من نحاس فتتسلط على كل الأرض" (دانيال 2: 39).

وقد استمرت الإمبراطورية اليونانية في الوجود حتى هزمتها الدولة الرومانية.

أما عبارة "فأعطى سلطاناً" فهي ترينا سيادة اله المطلقة، فهو الذي يعطى للملوك والرؤساء السلطة على شعوبهم..... إن رؤساء الشعوب لا يستطيعون السير أكثر مما سمح الله لهم.

إن هذا النمر الخفيف الحركة، يسير جنباً إلى جنب مع ما رآه نبوخذ نصر في التمثال العظيم "بطنه وفخذاه من نحاس" (دانيال 2: 32). وألفت النظر هنا إلى التدهور المضطرد في الحكم العالمي من الذهب إلى الفضة إلى النحاس. ومن الأسد إلى الدب إلى النمر.

ورقف دارس سفر دانيال وقد غمرته الدهشة أمام دقة الكلمة النبوية وإيجازها البديع. ففي سطور قليلة كتب لنا الروح القدس كل تاريخ الحكومات العالمية التي حكمت وستحكم العالم خلال "أزمنة الأمم" وهذا هو الإعجاز الفريد الذي لا يجاريه إعجاز.

"وبعد هذا كنت أرى في رؤى الليل وإذا بحيوان رابع وهائل وقوي وشديد جداً وله أسنان من حديد كبيرة. أكل وسحق وداس الباقي برجليه. وكان مخالفاً لكل الحيوانات التي قبله. وله عشرة قرون" (دانيال 7: 7).

سكتت النبوة عن إظهار شخصية هذا الحيوان الرابع، وكل ما قالته أنه "قوي وشديد جداً وله أسنان من حديد كبيرة، وأنه أكل وسحق وداس الباقي برجليه، وأن له عشرة قرون" فالحيوان الموصوف هنا مخيف يأكل بأسنانه الحديدية، ويدوس من لا يأكله برجليه.

وهذا الحيوان الباطش يتفق تماماً مع ساقي التمثال العظيم "ساقاه من حديد. قدماه بعضهما من حديد والبعض من خزف" (دانيال 2: 33) فالأسنان الحديدية الكبيرة تشير إلى القوة العسكرية الساحقة التي تميز بها الحيوان، وتصرفاته تعلن عن جبروته وقسوته، أما العشرة قرون فهي ترمز إلى عشرة ملوك سيظهرون من الدول التي ستحكمها هذه الإمبراطورية الأخيرة في صورتها النهائية، ويلعبون دورهم المخطط لهم مع الوحش الذي تحدث عنه يوحنا في الإصحاح الثالث عشر من سفر رؤيا يوحنا، وبما أن هذا الوحش سيصعد من الهاوية (رؤيا 11: 7 و 17: 18) وهو أحد أباطرة الدولة الرومانية إذاً يمكننا القول بأن هذا الحيوان الرابع يشير إلى الإمبراطورية الرومانية التي امتد ووجودها حتى زمن المسيح (لوقا 2: 1) والتي منها سيخرج الحاكم العالمي القادم الذي سيحكم الأرض خلال الضيقة العظيمة.

"كنت متأملاً بالقرون وإذا بقرن آخر صغير طلع بينها وقلعت ثلاثة من القرون الأولى من قدامه وإذا بعيون كعيون الإنسان في هذا القرن وفم متكلم بعظائم.كنت أرى أنه قد وضعت عروش وجلس قديم الأيام. لباسه أبيض كالثلج وشعر رأسه كالصوف النقي وعرشه لهيب نار وبكراته نار متقدة. نهر نار جرى وخرج من قدامه، ألوف ألوف تخدمه وربوات ربوات وقوف قدامه. فجلس الدين وفتحت الأسفار. كنت أنظر حينئذ من اجل صوت الكلمات العظيمة التي تكلم بها القرن. كنت أرى إلى أن قتل الحيوان وهلك جسمه ودفع لوقيد. النار. أما باقي الحيوانات فنزع عنهم سلطانهم ولكن أعطوا طول حياة إلى زمان وقت" (دانيال 7: 8 - 12)

المنظر الذي رآه دانيال في حلمه وسجله هنا بكلماته وهو منظر محكمة السماء وقد انعقدت لتحكم على حكومات الأرض وتعلن مصيرها المحترم، وفي اعتقادنا أن منظر الدينونة الذي سجله يوحنا في سفر الرؤيا عن الدينونة الأخيرة أمام العرش العظيم الأبيض (رؤيا 20: 11 - 15). فالديان الذي جلس على عرش في حلم دانيال هو "القديم الأيام" الله الأب الذي قال عنه موسى "الإله القديم ملجأ والأذرع الأبدية من تحت" (تثنية 33: 27) والذي جاء إليه الابن، فأعطى سلطاناً ومجداً وملكوتاً لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة (دانيال 7: 13 و 14) أما الديان الذي رآه يوحنا جلساً على العرش العظيم الأبيض فهو "الله الابن" الآتي لدينونة العالم الشرير "لأن الآب لا يدين أحد بل قد أعطى كل الدينونة للابن" (يوحنا 5: 22.

والمنظر الذي رآه دانيال هو منظر الدينونة المعدة للحكومات وسيتم قبل الألف السنة، أما المنظر الذي رآه يوحنا هو منظر الدينونة الأخيرة بعد الألف السنة وهو دينونة للأفراد. أما الجالس على عرش الدينونة هنا فهو القديم الأيام "لباسه أبيض كالثلج" اللباس الأبيض يشير إلى الجلال، والوقار، والطهر. "وشعر رأسه كالصوف النقي" وهذا يعني أنه الأزلي القديم الأيام. "وعرشه لهيب نار" والنار دائماً ترتبط بحضور الله (خروج 19: 18 و 20: 18 وحزقيال 1: 4 و 13 و 27) "وبكراته نار متقدة" وهذا يرينا أن العرش كان كأنه مركبة ملكية يحيطها المجد والجلال. وتكرار ذكر النار، يرينا أن حضور الله هنا كان للدينونة "لأن الرب إلهك هو نار آكلة إله غيور" (تثنية 4: 24) ]اقرأ عبرانيين 12: 29[.وفي نفس المنظر رأى دانيال ألوف ألوف الملائكة تخدم الله وربوات ربوات وقوف قدامه. أي ملايين الملائكة وقوف قدامه. فالسماء ممتلئة بالحركة التي لا نستطيع تصورها، وبأعداد من الملائكة لا يمكن حصرها.

ويجدر بنا قبل أن نترك هذا النص أ نقول أن الوصف الذي سجله دانيال عن الله الآب القديم الأيام، يقارب الوصف الذي سجله يوحنا عن المسيح في سفر الرؤيا في الكلمات "فالتفت لأنظر..... ولما التفت شبه ابن الإنسان متسر بلا بثوب إلى الرجلين..... وأما رأسه وشعره فأبيضان كالصوف الأبيض كالثلج وعيناه كلهيب نار.....ووجهه كالشمس وهي تضيء في قوتها" (رؤيا 1: 12 - 16) وهذا يعني مساواة الآب بالابن تماماً كما قال المسيح لفيلبس "الذي رآني فقد رأى الآب" (يوحنا 14: 9)

وأما الأسفار التي فتحت ورآها دانيال، فهبي ليست الأسفار التي انفتحت ورآها يوحنا، فالأسفار التي رآها دانيال كانت أسفار هذه الحيوانات الحاكمة التي ذكرها في نبوته، والحكم الذي صدر ونفذ اختص بها وحدها. أما الأسفار التي رآها يوحنا فقد فتحت بعد القيامة الثانية، وكانت أسفار أولئك الذين وقفوا أمام العرش العظيم الأبيض وقد انفتح معها سفر الحياة. (رؤيا 20: 12).

لذا ففي اعتقادي أن المنظر الذي رآه دانيال هو منظر الدينونة التي تمت في السماء، وهو منظر المحكمة الإلهية هناك والحكم الذي أصدرته ونفذته هذه المحكمة هو حكم القضاء على الحيوان الرابع الذي هلك جسمه ودفع لوقيد النار "وهو الحكم بنزع السلطان عن الحيوانات الثلاثة الأولى". وهكذا نرى نهاية الإمبراطورية الرومانية كقوة سياسية وعسكرية.

وهنا يعترضنا السؤال: إذا كانت هذه الحيوانات التي رآها دانيال في حلمه وتحدث عنها بإيجاز في هذا الإصحاح تشير إلى الإمبراطوريات المتتابعة في التاريخ..... الإمبراطورية البابلية، و الإمبراطورية المادية الفارسية، و الإمبراطورية اليونانية، و الإمبراطورية الرومانية..... وقد قضت كل إمبراطورية على سابقتها فكيف بقت هذه الإمبراطوريات الثلاثة بعد القضاء على الإمبراطورية الرابعة كما يسجل دانيال بكلماته "وأما باقي الحيوانات فنزع عنهم سلطانهم ولكن أعطوا طول حياة إلى زمان ووقت"؟ (دانيال 7: 12).

والجواب: أن الإمبراطورية الرومانية وهي آخر الإمبراطوريات العالمية المذكورة، والقرن الصغير أحد أباطرتها وهو الذي سيقوم بالدور الأخير في المأساة العالمية القادمة خلال الضيقة العظيمة وقد تبنت الحضارات السابقة والمدنيات التي تميزت بها الإمبراطوريات التي سبقتها ومع انتهاء سلطان هذه الإمبراطوريات عسكرياً إلا أن حضارتها ومدنيتها وديانتها بقت إلى زمان ووقت. والكلمات "ولكن أعطوا طول حياة إلى زمان ووقت" ترينا سيادة الله المطلقة على الأمم والشعوب والحضارات لأنه تبارك اسمه وتعالى "صنع من دم واحد كل أمة من الناس يسمنون على كل وجه الأرض وحتم بالأوقات المعينة وبحدود مسكنهم" (أعمال 1: 26) فالكلمات "أعطوا طول حياة إلى زمان ووقت" تعبر عن التخطيط الإلهي المحدد بوقت معين لكل هذه الإمبراطوريات.

ويستطرد دانيال فيقول "كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن الإنسان أتى وجاء إلى القديم الأيام فقربوه قدامه. فأعطى سلطاناً ومجد ملكوتاً لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول وملكوته ما لا نقرض" (دانيال : 13 و 14).

هذه الرؤيا ترينا الرب يسوع المسيح آتياً كالملك، ونحن نراه هنا "مثل ابن إنسان" فهو ليس مجرد إنسان، لكنه ذلك الذي قال عنه بولس الرسول "الذي إذا كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله. لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس. وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب" (فيلبي 2: 6 - 8)

لقد صار "مثل ابن الإنسان" ليتم عمل الفداء العظيم، ويسحق كل قوات الظلام، وبهذا أصبح له الحق أن يتقدم إلى الأب "فأتى وأخذ السفر من يمين الجالس على العرش" (رؤيا 5: 7)

"فأعطى سلطاناً ومجداً وملكوتاً لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة" وهذه الكلمات تتفق تماماً مع كلمات بول الرسول "لذلك رفعه الله أيضاً وأعطاه اسماً فوق كل اسم. لكي تجثوا باسكم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض. ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب" (فيلبي 2" 9 - 11)

نقرأ في خروج 20: 2 "أنا الرب إلهك..... لا يكن لك آلهة أخرى أمامي..... لا تسجد لهن ولا تعبدهن".

ونقرأ في أشعياء 42: 8 "أنا الرب هذا اسمي ومجدي لا أعطيه لآخر"

كيف إذا أعطى هذا لآتي مع سحب السماء سلطاناً ومجداً لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة؟

الجواب: إن هذا الآتي مع السحب مع كونه "مثل ابن الإنسان" هو أيضاً الكلمة الكائن مع الآب منذ الأزل، هو الذي يقول عنه داود في المزمور "قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك" (مزمور 10" 1) هو الذي "سلطانه سلطان أبدي ما لم يزول وملكوته ما لم ينقرض" تماماً كما قال المجد لتلاميذه "دفع إلى كل سلطان في لسماء وعلى الأرض" (متى 28: 18) وكما قال جبرائيل الملاك وهو يبشر العذراء مريم "وها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيماً وابن العلى يدعى ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه. ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية" (لوقا 1: 31 و 32) فملك المسيح لم تستطيع قوة أن تنهيه كما انتهت الإمبراطوريات العظمى في التاريخ.

ولأن المسيح هو الله الابن فستتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة. (رؤيا 5: 8 – 14).

توقف دانيال يطلب الحقيقة من جهة الحيوان الرابع الهائل جداً.

والآن تعال معي لنقرأ معاً كلماته:

"وأما أنا دانيال فحزنت روحي في وسط جسمي وأفزعتني رؤى رأسي. فاقتربت إلى واحد من الوقوف وطلبت منه الحقيقة في كل هذا. وعرفني تفسير الأمور. هؤلاء الحيوانات العظيمة هي أربعة ملوك يقومون على الأرض. أما قديسو العلى فيأخذون المملكة ويمتلكون الملكة إلى الأبد وإلى أبد الآبدين؟ حينئذ رمت الحقيقة من جهة الحيوان الرابع الذي كان مخالفاً لكلها وهائلاً جداً وأسنانه من حديد وأظفاره من نحاس وقد أكل وسحق وداس الباقي برجليه. وعن القرون العشرة التي برأسه وعن الآخر الذي طلع فسقطت قدامه ثلاثة وهذا القرن له عيون وفم متكلم بعظائم ومنظره أشد من رفقائه. وكنت أنظر وإذا هذا القرن يحارب القديسين فغلبهم حتى جاء قديم الأيام وأعطى الدين لقديسي العلى وبلغ الوقت فامتلك القديسون المملكة.

فقال هكذا. أما لحيوان الرابع فتكون مملكة رابعة على الأرض مخالفة لسائر المالك فتأكل الأرض كلها وتدوسها وتسحقها. والقرون العشرة من هذه المملكة هي عشرة ملوك يقومون ويقوم بعدهم آخر وهو مخالف الأولين ويذل ثلاثة ملوك. ويتكلم بكلام ضد العلى ويبلي قديسي العلى ويظن أنه يغير الأوقات والسنة ويسلمون ليده إلى زمان وأزمنة ونصف زمان. فيجلس الدين وينزعون عنه سلطانه ليفنوا ويبيدوا إلى المنتهى. والمملكة والسلطان وعظمة المملكة تحت كل السماء تعطى لشعب قديسي العلى. ملكوته ملكوت أبدي وجميع السلاطين إياه يعبدون ويطيعون. إلى هنا نهاية الأمر" (دانيال 7: 15-28).

طلب دانيال تفسير ما رأى، وكان ما رآه سبباً في حزن روحه وفزعه. ولأول مرة نقرأ تحديداً لمكان الروح في الإنسان فدانيال يقول "فحزنت روحي في وسط جسمي" وبغير شك إن الروح خليقة قائمة بذاتها كما نقرأ في سفر زكريا "يقول الرب باسط السموات ومؤسس الأرض وجابل روح الإنسان في داخله" (زكريا 12: 1) فالروح مكانها وسط جسم الإنسان فهي مركز العبادة فيه.

بشعور الحزن الذي غمر دانيال والفزع الذي ملأ كيانه اقترب إلى واحد من الوقوف (دانيال 7: 10) وفي اعتقادنا أنه اقترب إلى واحد من أصحاب الرتب العليا في السماء وطلب منه الحقيقة في كل هذا الذي رآه في حلمه.

وقد أخبره هذا الواحد وعرّفه تفسير الأمور. وكان أول ما قال إن الحيوانات العظيمة هي أربعة ملوك يقومون على الأرض، أو بتعبير آخر أربعة ممالك فلا ملوك بغير ممالك، وإذا عدنا إلى الإصحاح الثاني لرأينا أن الممالك والملوك مترادفان (دانيال 2: 37- 44). فالحيوانات الأربعة تشير إلى أربعة ممالك تقوم على الأرض، إحدى هذه الممالك وهي المملكة البابلية كانت موجودة وقت أن رأى دانيال الحلم (دانيال 7: 1) وكون دانيال يقول "يقومون" هي من باب تغليب الكل على الجزء. والتمثال العظيم الذي رآه نبوخذ نصر كان يحمل ذات المعنى، فنبوخذ نصر كان موجوداً حين أرآه الله حلمه العجيب المتصل بالممالك القادمة بعده.


الحيوان الرابع والقرن الصغير

كان أهم ما شغل دانيال هو دانيال هو معرفة حقيقية الحيوان الرابع الهائل، والقرون العشرة التي برأسه، والقرن الصغير المتكلم بعظائم. وقد راعه أن هذا القرن يحارب القديسين ويغلبهم. (دانيال 7: 19- 22).

تكلم الواحد الذي اقترب إليه دانيال فقال " أما الحيوان الرابع فتكون مملكة رابعة على الأرض مخالفة لسائر الممالك فتأكل الأرض كلها وتدوسها وتسحقها." (دانيال 7: 23) هذه المملكة هي الإمبراطورية الرومانية التي كانت مخالفة لسائر الممالك في قوتها العسكرية، وقوانينها الصارمة. والنبوة تتحدث في هذا الإصحاح عن هذه المملكة في  صورتها النهائية التي ستكون عليها في الأيام الأخيرة التي تسبق مباشرة عودة المسيح. وتركز النبوة حديثها في القرن الآخر الصغير الذي له عيون وفم متكلم بعظائم ومنظره أشد من رفقائه، وفي اعتقادنا أن هذه العيون تشير إلى الاختراعات الالكترونية الحديثة التي تمكن الحاكم من التجسس على رعاياه ومعرفة خفايا أمورهم. وتقول النبوة "وكانت أنظر وإذا هذا القرن يحارب القديسين فغلبهم" وبهذا  ترينا أن هذه الحرب ستستمر إلى أن يأتي المسيح ليملك في ملكه الألفي السعيد (دانيال 7: 21- 22) ومن هنا يتضح أن هذه النبوة ترتبط بأحداث الضيقة العظيمة.

وانتقال النبوة من الأحداث البعيدة إلى الأحداث البعيدة ليس بدعاً في الكتاب المقدس، لأننا نرى هذا أشعياء (61: 1- 2) حيث غطى إتمام النبوة المجيئين الأول والثاني للمسيح.

يقول الواحد الذي عرّف دانيال تفسير الأمور "والقرون العشرة من هذه المملكة هي عشرة ملوك يقومون ويقوم بعدهم آخر وهو مخالف الأولين ويذل ثلاثة ملوك. ويتكلم بكلام ضد العلى ويظن أنه يغير الأوقات والسنة ويسلمون ليده إلى زمان وأزمنة ونصف زمان" (دانيال 7: 24- 25).


القرن الصغير

الملك الآخر المسمى بالقرن الصغير سيظهر من بين أباطرة الإمبراطورية الرومانية، ونلاحظ في ظهره ما يلي[1] يقوم قبله عشرة ملوك من ذات الإمبراطورية، ويذل ثلاثة منهم، ويتحدون معه عند ظهوره. والملوك برأسه (دانيال 7: 20) وهذا يعني أنه سيكون صاحب السلطة العليا عليهم، وهو القوة المفكرة الموجهة لهم، وهؤلاء الملوك العشرة يشار إليهم أيضاً بأصابع التمثال (دانيال 2: 42- 44). [2] يتكلم بكلام ضد العلى. [3] يظن أنه يغير الأوقات والسنة. [4] يسلم القديسون ليده إلى زمان وأزمنة ونصف زمان.

ومن يكون هذا غير الدكتاتور العالمي القادم؟

من يكون غير الوحش الذي ذكر يوحنا أوصافه في سفر الرؤيا بالكلمات "ثم وقفت على رمل البحر. فرأيت وحشاً طالعاً من البحر لع سبعة رؤوس وعشرة قرون وعلى قرونه عشرة تيجان وعلى رؤوسه اسم تجديف. والوحش الذي رأيته كان شبه نمر (الإمبراطورية اليونانية) وقوائمه كقوائم دب (الإمبراطورية الفارسية) وفمه كفم أسد (الإمبراطورية البابلية)" (رؤيا 1: 1- 2).

ومن هذا الوصف نرى أن الحاكم العالمي القادم، القرن الصغير، سيتبنى الفلسفة اليونانية، والقوة الباطشة الفارسية، والديانة البابلية، ديانة عبادة الإنسان. ويسترعى انتباهنا أن الإمبراطوريات القديمة تذكر بترتيب عكسي فتبدأ باليونان وتنتهي ببابل مما يؤكد أن فلسفة الإنسان ستطغى خلال حكم هذا الحاكم القادم وتلعب دوراً هاماً في تضليل الجماهير.

ويؤكد يوحنا في سفر الرؤيا أن هذا الحاكم سيصعد من الهاوية فيقول "الوحش الصاعد من الهاوية" (رؤيا 11: 9) "الوحش الذي رأيت كان وليس الآن وهو عتيد أن يصعد من الهاوية" (رؤيا17: 8).

ويؤكد يوحنا كذلك أن هذا الوحش هو أحد أباطرة الرومان السابقين "الوحش الذي رأيت كان وليس الآن.. والوحش الذي كان وليس الآن فهو ثامن وهو من السبعة ويمضي إلى الهلاك" (رؤيا 17" 8- 11).

وما قيل عن تجديف القرن الصغير ومحاربته الحاكم العالمي القادم ومحاربته للقديسين "وأعطى فماً يتكلم بعظائم وتجاديف.. ففتح فمه بالتجديف على الله ليجدف على اسمه وعلى مسكنه وعلى الساكنين في السماء. وأعطى أن يصنع حرباً مع القديسين ويغلبهم وأعطى سلطاناً على كل قبيلة ولسان وأمة. فسيسجد له جميع الساكنين على الأرض الذين أسماؤهم مكتوبة منذ تأسس العالم في سفر حياة الخروف الذي ذبح" (رؤيا 13" 5- 8).

مملكة هذا الحاكم إذاً ستشمل العالم كله بكل قبائله، ولغاته، وأممه.

وسيحاول هذا الحاكم أن يغير الأوقات والسنة، أي سيحاول تغيير الأسس التي عاش بها الناس، كما سيحاول تغيير ناموس الله الأزلي الذي أعطاه للناس، ولعل المعنى يفيد تغيير الأوقات التي حددها الله لإتمام مقاصده وخططه (تكوين 1: 14- 17: 21- 18: 14) وزمان سيادة هذا الحاكم القادم محددة بدقة من الله "ويسلمون ليده إلى زمان وأزمنة ونصف زمان" (دانيال 7: 25) "وأعطى سلطاناً أن يفعل اثنين وأربعين شهراً" (رؤيا 13: 5)، فمدة حكم هذه الطاغية سيكون ثلاث سنين ونصف، خلالها يعلن نفسه إلهاً ويسجد له الساكنون على الأرض (اقرأ 2 تسالونيكي 2: 3- 11).

وسيستمر هذا الحاكم في استبداده، وإيذائهن وتقتيله، وإذلاله للقديسين إلى أن يأتي الرب يسوع المسيح.

"فيجلس الدين وينزعون عنه سلطانه.. والمملكة والسلطان وعظمة المملكة تحت السماء تعطى لشعب قديسي العلى. ملكوته ملكوت أبدي وجميع السلاطين إياه يعبدون ويطيعون" (دانيال 7: 26- 27).

هنا نرى محكمة المسيح، وقد جلس هو على كرسي القضاء، وحكم لصالح القديسين "وأعطى الدين لقديسي العلى" (دانيال 7: 22).

وبالقضاء على الوحش، وببدء مملكة من نوع جديد تتميز بالعظمة والعدل والجلال، وفيها يكون الرب يسوع هو معبود جميع السلاطين (مزمور 2: 7- 12).

يختم دانيال الإصحاح بكلماته "أما أنا دانيال فأفكاري أفزعتني كثيراً وتغيرت على هيئتي وحفظت المر في قلبي".

ومن ذا الذي يتصور مدى الآلام والاضطهاد الذي ينتظر أولئك القديسين الذين سيعيشون في فترة الضيقة العظيمة تحت حكم الوحش، ولا يمتلئ فزعاً؟!

  • عدد الزيارات: 20618