الفصلُ الأوَّل قانُونُ الزواج والعائِلة - خطَّة الله للزَّواج
خطَّة الله للزَّواج
"في البَدءِ، قالَ اللهُ، "لنَعمل الإنسان على صُورتِنا كَشَبَهِنا... فخلقَ اللهُ الإنسانَ على صورتِهِ، على صُورةِ اللهِ خلقَهُ، ذكراً وأُنثَى خلقهم. وبارَكَهُم اللهُ وقالَ لهُم، أثمِروا واكثُروا واملأُوا الأرض وأَخضِعُوها." (تكوين 1: 26-28).
عبرَ سردِ أحداثِ الخَلق، كانَ اللهُ ينظُرُ إلى ما خلقَهُ ويقولُ، "إنَّهُ حسنٌ." ولكن عندما تصلُ إلى الإصحاح الثاني، ستجدُ الكلمات، "ليسَ حسناً." فما هو هذا الذي لم يكُنْ حَسناً؟ أن يبقَى آدَم وحدَهُ. "فأوقَعَ الربُّ الإلهُ سُباتاً على آدم فنام؛ فأخذَ واحِدةً من أضلاعِهِ وملأَ مكانَها لَحماً. وبنَى الربُّ الإلهُ الضِّلعَ التي أخذَها من آدم امرأةً وأحضَرَها إلى آدم. فقالَ آدَمُ هذه الآن عظمٌ من عِظامِي ولحمٌ من لَحمِي. هذهِ تُدعَى امرأة لأنَّها من امرءٍ أُخِذَت. لذلكَ يترُكُ الرجلُ أباهُ وأُمَّهُ ويلتصِق بامرأتِه ويكونانِ جسداً واحِداً" (تكوين 2: 21- 24).
لقد رأى اللهُ أنَّ الإنسانَ وحدَهُ غيرُ كامِل. وتعني الكَلِمَة المُستَخدَمَة في النصِّ العِبري، "سأصنَعُ لهُ مُكَمِّلاً." هذا ما تعنيهِ كلمة "مُعِين" أو "مُعِيناً نظِيرَهُ" باللُّغَةِ العِبريَّة. لقد أعطانا اللهُ منذُ البِدايَة تعريفاً للأدوارِ في الزواجِ والعائِلة. فالرجُل غيرُ كامِلٍ بدونِ المرأة. ويُفتَرَضُ بالمَرأةِ أن تُكمِّلَ الرجُل.
يتكرَّرُ سجلُّ الخلقِ ثانِيَةً في تكوين2، وثالِثَةً في تكوين 5: 1-2، معَ التشديد على أن اللهَ خلقَ الإنسانَ ذكراً وأُنثَى. لاحِظوا أنَّ اللهَ في تكوين 5، لم يدعُ ذُرِّيَةَ الإنسان "الآدَميين،" بل دَعاهم "آدم."لأنَّ كَلِمة "آدَم تعني "إنسان،" وهكذا يكونُ هذا تعليماً حَذِقاً بأن الرجُلَ والمرأة اللذين يجتَمِعانِ في رِباطِ الزواجِ المُقدَّس يُصبِحانِ إنساناً كامِلاً. هذه طريقَةٌ أُخرى للقَول أن خُطَّة الله للإثنين هي أن يصيرا واحِداً.
- عدد الزيارات: 12796